طرق الوقاية من السرطان بالغذاء وتعديل نمط الحياة
كل منا سمع عن مرض السرطان وربما قد أصيب أحد أفراد محيطه أو أقربائه أو ربما عائلته بهذا المرض المخيف الذي بات بأنواعه وأشكاله المختلفة واسع الانتشار في جميع أنحاء العالم، والعوامل التي قد تؤدي لزيادة احتمال الإصابة بالسرطان عديدة منها ما يتعلق بالتغذية أو التلوث البيئي أو الوراثة أو التدخين وزواج الأقارب والكثير من الأسباب الأخرى، ومن هنا جاءت ضرورة البحث عن وسائل الوقاية من هذا المرض إن أمكن، وفي هذا المقال سوف نتناول بعض النصائح والتحذيرات التي من شأنها تقليل فرص الإصابة بالسرطان.
الجسم بطبيعته دائماً في عملية انتاج خلايا جديدة بشكل منظم ومنضبط لتحقيق عملية النمو وتجديد الخلايا الميتة، لكن في بعض الأحيان تخرج بعض الخلايا عن النظام الحيوي للجسم وتنتج خلايا جديدة بشكل عشوائي دون التقيد بنظام الجسم وأوامر الدماغ.
لا يتمكن جهاز المناعة من محاربة هذه الخلايا كونه لا يستطيع التميز بينها وبين خلايا الجسم غير السرطانية، وهذه الخلايا هي ما تسمى الخلايا السرطانية، عادة ما يتسبب بهذه الخلل طفرة جينية تحدث لأسباب عديدة مثل الوراثة أو نمط الحياة غير الصحي وأسباب أخرى غير معروفة.
وهذه الخلايا في النهاية تشكل ورم أو كتلة خبيثة هي ما تعرف بالورم السرطاني.
شاهد بالفيديو تعريف مرض السرطان والأعراض المبكرة للسرطان مع د. هيثم الصلاحات من خلال النقر على هذا الرابط.
يتجه الطب الحديث إلى تحسين نوعية الحياة الصحية من خلال الوقاية وتقليل احتمالات الإصابة بالأمراض الخطيرة من جهة، وجعل الجسم أقدر على مقاومتها والتخلص من آثاراها وتسهيل إمكانية علاجها بحال الإصابة بها من جهة أخرى، وبالحديث عن السرطان يمكن لبعض النصائح الصحية التقليل من احتمالية الإصابة به وخطورته إذا ما اتبعت بشكل صحيح ومنها: [1-2]
- الحفاظ على وزن صحي: العديد من أنواع السرطانات ترتبط بالوزن الزائد ونسب الدهون الثلاثية والكوليسترول المرتفعة في الدم مثل سرطان الدم والمعدة والجهاز الهضمي، والحفاظ على وزن صحي من شأنه تقليل مخاطر الإصابة بهذه الأمراض بالإضافة لفائدته في الوقاية من أمراض أخرى مثل القلب والسكر.
- النشاط الجسدي: جسم الإنسان مصمم للحركة والعمل، ونمط الحياة الحديثة تفرض نوعية أعمال ونموذج معيشة يتطلب نشاطاً أقل، وهذا ما يفسر زيادة حالات أمراض مثل السرطان عن الماضي وخاصة في الدول المتقدمة والغنية، ويجب تعويض هذا النقص عن طريق زيادة النشاط البدني بممارسة الرياضة أو المشي.
- الكشف المبكر عن أعراض السرطان: السرطان من الأمراض التي تتوسع وتنتشر مع الوقت، والكشف المبكر عنها يسهل عملية العلاج وامكانيته ويزيد فرص نجاح هذا العلاج، فأعراض مثل تغير عادات الأمعاء أو المثانة ووجود قرحات أو نزيف أو وجود كتل معينة خاصة في منطقة الثدي أو حالات عسر الهضم الشديد أو أمراض جلدية ووجود الثآليل أو السعال دون معرفة السبب، كلها أعراض تفرض ضرورة الكشف عن أسبابها واجراء اختبارات لتقيمها.
- الابتعاد عن البيئة الملوثة: أهم عامل لتحسين الحياة الصيحة والوقاية من السرطان هو البيئة التي يتواجد فيها الشخص، فالسكن مثلاُ في منطقة صناعية تتميز ببيئة ملوثة يزيد احتمالات الإصابة بالسرطان بشكل كبير وخاصة سرطان الرئة والحنجرة وجهاز التنفس، والابتعاد عن هذه البيئة من شأنه تقليل احتمالية الإصابة.
- مراجعة الطبيب عند الشعور بأي من أعراض السرطان المعروفة أو ملاحظة أي كتل غريبة في الجسم وخاصة الثدي بالنسبة للنساء، فهذه مسائل لا ينبغي إهمالها أبداً.
تأتي أهمية النظام الغذائي الجيد كونه العامل الأكثر تأثيراً على صحة الجسم سلباً أو إيجاباً، فمن جهة بعض العناصر الغذائية الموجودة في الطعام تعتبر دواء بحد ذاتها لما لها من فوائد على أعضاء الجسم وأجهزته من حيث الحفاظ على نموها ومدها بالطاقة اللازمة لتأدية وظائفها، ومن جهة فبعض الأغذية غير الصحية قد تسبب العديد من المشاكل مثل زيادة الوزن أو زيادة نسب المواد الضارة والسامة في الجسم، ويمكن الوقاية من أعراض ومخاطر السرطان عن طريق اتباع نظام غذائي صحي يشمل عدة نصائح منها: [1-3-6]
- تناول نظام غذائي غني بالخضراوات والحبوب الكاملة والفواكه: فهذه الأغذية تحتوي على معظم العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم من بروتين نباتي وفيتامينات وألياف ونسبة قليلة من الدهون والشحوم الثلاثية والكوليسترول وخاصة الخضراوات غير النشوية، وهذا النظام الغذائي من شأنه الحفاظ على وزن صحي للجسم من جهة وتقليل المواد التي تزيد احتمالية الإصابة بالسرطان من جهة أخرى.
- الابتعاد عن الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة: فهذه الأطعمة غالباً ما تكون غنية بالدهون والنشويات والسكريات والسعرات الحرارية غير الصحية، وزيادة الاعتماد الغذائي عليها قد يسبب زيادة في الوزن ونسبة المواد الضارة للجسم دون مده بالعناصر الغذائية الضرورية لصحته، بالإضافة لاحتواء بعض هذه الأطعمة على مواد صناعية حافظة، وكل هذه الأشياء تمثل بيئة مناسبة للإصابة بالسرطان وتضعف مناعة الجسم في مقاومته.
- الحد من استهلاك اللحوم الحمراء والمعالجة: مثل لحم البقر والغنم والماعز أو اللحوم المثلجة والمعلبة والمدخنة، وبدلاً من ذلك يمكن الاعتماد على الدواجن والاسماك والبقوليات والبيض للحصول على البروتين الحيواني.
- الابتعاد عن الأطعمة والمشروبات المحلاة بالسكر: مثل العصائر والمشروبات الغازية وحتى الشاي والقهوة، أو الأطعمة مثل الحلويات والبسكويت والمثلجات، فهذه الأغذية من شأنها زيادة الوزن ونسبة السكر والدهون في الجسم ما يعد بيئة مناسبة للسرطان، وبدلاً من ذلك يمكن الاعتماد على عصائر الفواكه الطبيعية والكوكتيلات التي تحتوي على الحليب والفواكه والعسل.
- عدم الاعتماد على المكملات الغذائية: يفضل الحصول على العناصر الغذائية الكاملة من الطعام الطبيعي وعدم الاعتماد على المكملات الغذائية خاصة إذا لم يكن يوجد ضرورة لاستخدامها، فهذه المكملات تحتوي على مغذيات دقيقة تدعم نوع معين من العناصر، والجسم الصحي لا يحتاج لهذا النوع من الغذاء بقدر حاجته للغذاء الطبيعي.
- الحصول على كمية كافية من فيتامين D: قد يساعد فيتامين D في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والبروستات.
- بذر الكتان للوقاية من السرطان: مسحوق بذر الكتان غني بأحماض أوميغا3 التي لها دور في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، ويستخدم من خلال رش البعض من مسحوق بذر الكتان على بعض الأطعمة. [8]
- الثوم للوقاية من السرطان: يمكن لتناول فص واحد من الثوم النيئ في اليوم منع تنشيط المواد المسببة للسرطان في الجسم، والحد من انتشار الخلايا السرطانية، وبشكل عام يعتبر الثوم مضاد طبيعي للجراثيم.
- الزنجبيل: يعتبر الزنجبيل مضاد للالتهابات والأورام ويعتبر من المكملات الغذائية التي يمكن عند إضافتها للنظام الغذائي التقليل من مخاطر الإصابة بالسرطان وتفشي الخلايا المسرطنة.
- الشاي الأخضر: الشاي الأخضر مضاد ممتاز للأكسدة وهو يحتوي على مواد كيميائية تسمى بوليفينول مضادة للأكسدة والالتهابات وبالتالي محاربة الخلايا السرطانية، بالإضافة لأنه مفيد في نقص الوزن واستبعاد بعض أنواع السرطان.
- الكركم: يحتوي الكركم على عنصر الكركمين الذي له خصائص تقتل الخلايا السرطانية وتمنع تكاثرها وتبطئ الورم الناتج عنها، وخاصة سرطان القولون والثدي والبروستات والجلد.
- السيلينيوم: هو من أنواع المعادن الغذائية المضادة للأكسدة ويزيل الجذور الحرة من الجسم التي هي عبارة عن جزيئات غير مستقرة تهاجم خلايا الجسم وتتسبب بالسرطان، ويفيد السيلينيوم في الحماية من سرطان المرء والقولون والرئة والكبد ونحصل عليه من المكملات الغذائية أو بعض الأطعمة مثل الحبوب والمكسرات.
- فيتامين E: فيتامين E قابل للذوبان في الدهون ويعمل كمضاد للأكسدة ما يساعد الجسم على محاربة الجذور الحرة، ولذلك يعتبر عنصر هام في مكافحة السرطان، ويمكن الحصول عليه من اللوز والأفوكادو والبروكلي والفاصولياء والسبانخ وزيت الزيتون.
تساعد الرياضة في بناء جسد صحي والحفاظ على قوة العضلات وتنشيط الدورة الدموية، ويقصد بفكرة الوقاية من السرطان بالتمارين الرياضية هي بناء جسد أقوى وأقدر على تقبل العلاج ومواجهة انتشار الخلايا السرطانية، بالإضافة لتحسين وظائف أجهزة الجسم وتنشيط الدورة الدموية وجهاز المناعة في مكافحة أي مرض، وتكمن فوائد الرياضة في الوقاية من السرطان بعدة نقاط منها:[2-4]
- الرياضة تقلل من الوزن الزائد: كما سبق فإن الوزن الزائد وما يتبعه من زيادة في نسبة الدهون الثلاثية والكوليسترول والمواد الضارة في الجسم يعتبر من العوامل المساهمة في انتشار السرطان بشكل أسهل في الجسم، والرياضة تخلص الجسم من هذا الوزن الزائد وتمنع تراكم الدهون فيه، ما يقلل من احتمال الإصابة بالسرطان.
- الرياضة تنشط الدورة الدموية: وتساعد الجسم على تحقيق أداء أفضل من ناحية النظام الحيوي وتحسين وظائف جهاز المناعة والدوران والتنفس، وكل هذا له دور في محاربة الخلايا السرطانية بشكل مبكر ومنع انتشارها.
- الرياضة تخلص الجسم من الكثير من السموم: التي تدخل الجسم عن طريق التدخين أو الأطعمة الضارة أو التلوث البيئي، ما من شأنه منع تراكم المواد الضارة بالجسم التي كثيراً ما تزيد احتمال الإصابة بالسرطان.
- الرياضة تنشط خلايا الجسم: وتحافظ على نظام الجسم الحيوي وبالتالي تقيد الإنتاج العشوائي للخلايا السرطانية وتشكل الأورام، مثل سرطان الثدي وسرطان القولون وسرطان الجهاز التناسلي المرتبطة أصلاً بزيادة الوزن وقلة النشاط البدني.
- الرياضة تساعد مريض السرطان على تقبل العلاج: فعلاج السرطان غالباً ما يكون من خلال العلاج الإشعاعي أو الكيماوي أو الجراحي، والجسم القوي الرياضي أكثر قدرة على تحمل أنواع العلاج هذه.
- التمارين الرياضة الضرورية للوقاية من السرطان: المشي أو الركض حولي 6 ساعات أسبوعية، القيام ببعض التمارين الصباحية مثل المطمطة وبعض التمارين السويدية، السباحة من التمارين المهمة في بناء جسد قوي.
كثيراً ما تكون بعض أفعالنا وتصرفاتنا والطريقة الخاطئة التي نعيش فيها من العوامل التي تسبب لنا العديد من الأمراض، وبالحديث عن السرطان فيمكن أن تزيد احتمالية الإصابة به العديد من هذه العادات والتي يمكن من خلال التخلص منها وتغيرها، استبعاد خطر الإصابة بهذا المرض إلى حد ما، ومن هذه العادات: [2-5-7]
- التدخين: يعتبر تدخين التبغ الذي يحتوي على نسب مختلفة من مادتي القطران والنيكوتين من المسببات الأساسية للعديد من أنواع السرطان وخاصة سرطان الرئة، ولذلك نجد التحذيرات من التدخين منتشرة في كل مكان.
- عادات النوم السيئة: كما يحتاج جسم الإنسان للنشاط والحركة فهو يحتاج بشكل موازي للراحة والنوم ضروري للحفاظ على طاقة الجسم وتجديد خلاياه بشكل صحيح ومنتظم، وقلة النوم أو المبالغة في السهر، تساهم في ارتفاع نسبة الخلايا الميتة أو الضعيفة بالجسم وقد تسبب انتاج عشوائي لهذه الخلايا، ما يعتبر سبب أساسي لحدوث السرطان، بالإضافة لأن قلة النوم قد تسبب زيادة في الوزن وهذه أيضاً من أسباب السرطان.
- تعاطي الكحول: يعتبر تناول الكحول وخاصة بشكل مفرط من العوامل التي قد تسبب الإصابة بسرطان الفم والبلعوم والحنجرة والثدي عند النساء، لذلك من الأفضل الابتعاد عن تناول الكحول لتقليل أسباب الإصابة بهذه السرطانات.
- التعرض لأشعة الشمس: الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في الشمس تسبب الإصابة بسرطان الجلد، وخاصة بالنسبة لمن يتطلب عملهم التواجد فترات طويلة في الشمس وخاصة في الأيام الحارة، لذلك يجب أخذ الحيطة في هذه الحالة، واتخاذ التدابير التي من شأنها الوقاية من هذه الأشعة.
- الجنس غير الآمن: مثل الجنس الشرجي أو تعدد الشركاء الجنسين كون بعض الأمراض والفيروسات المنقولة جنسياً قد تمهد للإصابة بالسرطان، مثل فيروس التهاب الكبد أو نقص المناعة البشرية أو الورم الحليمي البشري التي ينتقل أغلبها عن طريق الاتصال الجنسي.