تأثير الإنترنت على التواصل الاجتماعي المباشر
بات الانترنت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية إذ أنه بات ركناً أساسياً في قطاعات ومجالات الحياة كافة من التعليم للترفيه للعمل للتواصل الاجتماعي. في هذه المقالة عن تأثير الانترنت على التواصل الاجتماعي المباشر بين الأفراد حيث سنناقش دور الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي على التواصل الاجتماعي الفعلي في حياة الأفراد وكيفية الموازنة بينهما بشكل معتدل وسليم.
يحتاج الانسان للاتصال والتواصل مع البيئة المحيطة به والأشخاص الذين يتعامل معهم ويقابلهم في حياته اليومية المهنية والخاصة الاجتماعي ومن هنا نجد أهمية التواصل الاجتماعي للأشخاص: [1]
- إيصال الأفكار والمشاعر والمعلومات وتناقلها بين الأشخاص بشكل واضح وصريح ومفهوم بحيث يكون هنالك استجابة مناسبة وملائمة للرسالة المرسلة من الأشخاص.
- مشاركة المشاعر والأحاسيس من خلال التواصل الاجتماعي والتعبير عنها للأشخاص المقربين من الأصدقاء والأهل والأقارب.
- تحسين مستوى الحياة ككل فالتواصل يعني الصلة بين الأفراد وإيجاد نقاط مشتركة أكثر بينهم ما يحقق حياة سعيدة ومريحة أكثر.
- تعميق العلاقات الاجتماعية وتوطيدها بحيث يصبح الشخص عند تواصله مع الآخرين أقرب إنسانياً واجتماعياً لهم.
- تقليص الفجوات ومسببات الخلافات والمشاكل وسوء التفاهم بين الأشخاص من خلال التواصل الاجتماعي المباشر في الحياة.
- الدعم النفسي والمعنوي من خلال التواصل الاجتماعي في المناسبات الاجتماعية السعيدة كالأفراح والحزينة كالأتراح.
- تطوير وتنمية مهارات الاتصال والتواصل مع الآخرين والتي تفيد الشخص على الصعيدين الشخصي والمهني وتكسبه مهارات وخبرات مفيدة.
- تحسين الحالة المزاجية حيث أن التواصل مع الأشخاص الذين نحبهم ورؤيتهم والخروج معهم يساهم في تحسين الحالة المزاجية والتخلص من الحزن والاكتئاب والملل.
دور الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في حياة الأشخاص
دخول الانترنت على حياة الأشخاص كان تدريجياً منذ 1983 تقريباً إلى يومنا هذا حيث بات الانترنت مخترقاً لكل مجالات الحياة وصولاً اليوم إلى مكانة قريبة من الجميع حيث بات الانترنت جزءاً أساسياً من حياتنا كأفراد ومؤسسات ودول أيضاً. وأحدث الانترنت تغييرات على حياة الأشخاص منها: [2]
- تغيير نمط تعامل الأشخاص مع المواقف المختلفة فمثلاُ باتت التهنئة في المناسبات السعيدة والتعزية والمواساة في المناسبات الحزينة تتم عن طريق الانترنت بعد أن كانت أمراً رسمياً يتطلب الحضور الجسدي للأشخاص.
- تسريع وتيرة الحياة حيث أن دخول الانترنت للقطاع المهني والعمل ساهم بشكل إيجابي في تسريع عجلة الإنتاج والإنجاز وزاد في تسارع وتيرة الحياة للأشخاص.
- إدخال مفاهيم جديدة لم تكن ضمن اعتبارات الأشخاص كالتعرف على الغرباء والحديث مع أشخاص لا نعرفهم لربما لساعات طويلة والتواصل المرئي المباشر العابر للقارات والحدود.
- تقريب البعيد حيث بات من الممكن وخلال ثوانٍ محدودة الاتصال بشكل مرئي أو مسموع مع أشخاص وأصدقاء في دول بعيدة دون الحاجة للسفر من أجل التواصل معهم أو دفع تكاليف باهظة لإجراء مكالمات هاتفية.
- مشاركة تفاصيل الحياة اليومية للأشخاص عبر منصات التواصل الاجتماعي بنشر صور وفيديوهات ومعلومات تخصهم على الملأ.
- إتاحة الفرصة للتواصل المباشر مع الأشخاص بشكل فوري وسريع من خلال الكتابة أو مشاركة الصور والفيديوهات أو الاتصال المسموع أو المرئي.
- زيادة مصادر الحصول على المعلومات حيث باتت المواقع الالكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي منابر لمشاركة المعلومات والأخبار بعد أن كانت الوسائل الرئيسية تقتصر على وسائل الاعلام كالتلفزيون والراديو والصحف.
- التفاعل أثناء الندوات والدورات التي تعقد على الانترنت بعد أن كانت حصرية بالطرق التقليدية التي تحتاج تواجد الأشخاص مكانياً في موقع إعطاء الدورة أو الندوة.
- تقليل الخصوصية للأفراد حيث أن عملية بحث سريعة يمكن أن ينتج عنها جمع معلومات كافية لفهم جزء من شخصية الأفراد وفهم طريقة تفاعلهم مع الآخرين والمعلومات التي يتم نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي ما يجعل عملية التجسس على خصوصيات الآخرين أسهل.
- بات اختراق حياة الأشخاص الخاصة أسهل من خلال الهاكر أو مخترقي الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي والاطلاع على المراسلات والمعلومات الشخصية الخاصة بالأفراد على منصات التواصل الاجتماعي.
على الرغم من جميع الإيجابيات والفوائد التي حققها الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي على كافة الأصعدة إلا أن لها عدة تأثيرات على التواصل الاجتماعي المباشر نذكر منها: [3]
- ضعف مهارات التواصل الاجتماعي: عند الانخراط في منصات التواصل الاجتماعي بشكل مبالغ فيه تطغى مهارات الأشخاص في التعبير المكتوب أو المصور على التعبير المباشر ما يتسبب بضعف ملحوظ في مهارات التواصل الاجتماعي كالاستماع والتعبير وتقليل سرعة البديهة والقدرة على الملاحظة والانتباه.
- ضعف في القدرة على التعبير المباشرة: من يعتاد على نمط معين من التعبير يواجه مشاكل عندما يقوم بتغيير هذا النمط، هذا ما يحدث مع الأشخاص الذين يعتادون على التعبير عبر منصات التواصل الاجتماعي ما يفقدهم جزءاً من قدرتهم على التعبير المباشر وخاصة باستخدام لغة سليمة سواء عربية أو انجليزية.
- وهم الشهرة: البعض ينجرف وراء وهم الشهرة خاصة إذا كان لديه عدد من المتابعين والأصدقاء ما يجعله منفصلاً عن واقعه وحقيقة مهاراته وإمكانياته والمشكلة أنه يصدق هذا الوهم ويبني عليه قصوراً لكنها في الحياة الواقعية هباء منثور لا قيمة له.
- التعلق المرضي: نجد هذه المشكلة كثيراً عند المراهقات اللاتي يتعلقن بشكل مرضي بالشبان الذين يحادثونهم عبر منصات التواصل الاجتماعي ما قد يسبب لهم صدمة عاطفية أو فكرية إضافة لانجرافهم لبعض السلوكيات المرفوضة اجتماعياً ودينياً.
- عدم القدرة على مواجهة الواقع: أن تعيش بين أربعة جدران لمدة طويلة يجعل من الصعب جداً أن تخرج للعالم المحيط وتتعامل مع البيئة الخارجية بأريحية. هكذا تماماً يحدث لمن يدمن على منصات التواصل الاجتماعي ويهمل التواصل الفعلي في الحياة الاجتماعية التي نعيشها.
- خسارة اللحظات الواقعية: نرى هذا المشهد كثيراً حيث يخرج الأصدقاء لتناول الغداء معاً فينشغل كل واحد منهم بتصوير الأطباق والمائدة ثم مشاركة صوره على منصات التواصل الاجتماعي ولا يكترثون لجلوسهم وتواصلهم الفعلي المباشر على أرض الواقع. كما نرى تجمع أفراد الأسرة في صور على منصات التواصل الاجتماعي بينما تواصلهم الفعلي على أرض الواقع يكاد يكون شبه معدوم ما يفقدهم متعة الاستمتاع باللحظة الواقعية.
- انعدام المساحة الشخصية: باتت الحياة الشخصية والخاصة للأفراد عرضة للمشاركة في أي لحظة سواء من قبلهم أو قبل من يشاركهم اللحظة في الواقع ويتم نشرها على منصات التواصل الاجتماعي لتصبح مستباحة للجميع ومتاحة للغريب قبل القريب.
الأشخاص الأذكياء يأخذون أفضل ما في الانترنت ويعودون به إلى الحياة الفعلية، لذا نقدم لكم هنا مجموعة نصائح وارشادات لتحقيق التوازن بين العالم الافتراضي ومنصات التواصل الاجتماعي والحياة الواقعية والفعلية والتواصل الاجتماعي الفعلي: [4]
- عدم المبالغة في قضاء الأوقات على الانترنت: جميعنا عندما ندخل على منصة من منصات التواصل الاجتماعي نود أن نتصفحها دون أي غاية محددة ونعتقد أن الأمر لن يستغرق أكثر من 5 دقائق لكن إذا نظرنا للوقت عملياً فإننا قد نستغرق ساعات وساعات على نفس المنصة ودون أي قيمة مضافة تحسب. لذا علينا الانتباه للوقت الذي نقضيه على منصات التواصل الاجتماعي.
- تخصيص وقت للأنشطة: يجب عليك أن تخصص وقتاً للقيام بالأنشطة والفعاليات التي تحبها وتهتم بها على أرض الواقع بعيداً عن الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي. وقت مخصص فقط للاستمتاع مع الأصدقاء والعائلة كمشاهدة فيلم أو الخروج في نزهة أو عزيمة غداء أو عشاء أو حضور حفل موسيقي أو عرض مسرحي أو أي نشاط تفاعلي بينكم.
- احترام من تتحدث إليه: عندما تخاطب شخصاً وتتحدث معه في الحياة الفعلية عليك النظر في عينيه مباشرة والالتفات له وترك الهاتف المحمول أو اللابتوب أو الجهاز اللوحي والتركيز فقط مع الشخص للتعبير عن الاحترام والاهتمام لما يقوله وليكون التفاعل بناءً وإيجابياً بينكم.
- تذكر قيمة الحياة: بعض الأشخاص قد لا تجتمع بهم مرة أخرى فالسفر والموت والمشاغل الحياتية تبعد الأشخاص لذلك استثمر وقتك جيداً مع الأشخاص ولا تهدره على منصات التواصل الاجتماعي عند وجودك معهم.
- ابحث عن هوايات جديدة: حاول أن تسحب نفسك من العالم الافتراضي وتعود لممارسة هواياتك القديمة والبحث عن هوايات وأنشطة جديدة في الحياة العملية لتشعر بقيمة الحياة والتفاصيل بعيداً عن الانترنت والمتابعين ومنصات التواصل الاجتماعي.
راسلنا أحد متابعي موقع حلوها وهو شاب في الثالثة والعشرين من عمره ويعاني من إدمان على منصة فيسبوك إحدى منصات التواصل الاجتماعي على الانترنت، يقول أنه غير قادر على ضبط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، يفتح عينيه صباحاً باحثاً عن هاتفه، ويسهر على فيسبوك لأوقات متأخرة من الليل، ما سبب له التعب والإرهاق خصوصاً مع محاولاته الفاشلة للإقلاع عن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، فعرض مشكلته في مجتمع حلوها طالباً المساعدة في التخلص من هذه المشكلة، وقامت الخبيرة النفسية سراء الأنصاري بالإجابة عليه وشاركه متابعو ومتابعات الموقع تجاربهم واقتراحاتهم التي يمكنك الاطلاع عليها من خلال هذا الرابط.