العوامل المؤثرة بالسلوك المنحرف عند المراهقين

السلوك المنحرف عند المراهقين، تأثير العوامل التربوية والأسرية على سلوك المراهق ودور العوال الخارجية في انحراف المراهق وكيفية التعامل مع انحراف المراهق
العوامل المؤثرة بالسلوك المنحرف عند المراهقين
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

مرحلة المراهقة هي مرحلة اكتشاف بالدرجة الأولى، حيث يكتشف المراهق العالم من حوله من منظور جديد تزامناً مع التغيرات الجسدية والنفسية الكبيرة التي تطرأ عليه، وتتأثر دوافع المراهق للاكتشاف والتجريب بالعديد من العوامل التي قد تقوده إلى السلوك المنحرف؛ في هذه المقالة سنتحدث عن العوامل الداخلية والعوامل الخارجية إضافة للعوامل الصحية وتأثيرها في انحراف المراهق! كما سنتحدث عن أنماط المراهقة والنصائح الأمثل للتعامل مع المراهق المنحرف!

بداية يجب أن نحدد أن للمراهقة 3 مراحل هي:

  • مرحلة المراهقة المبكرة: تبدأ مرحلة المراهقة المبكرة من عمر الثانية عشرة أو الثالثة عشرة عاماً.
  • مرحلة المراهقة المتوسطة: تبدأ مرحلة المراهقة المتوسطة من عمر الخامسة عشرة أو السادسة عشرة عاماً.
  • مرحلة المراهقة المتأخرة: هي المراهقة التي تمتد إلى عمر الحادية أو الثانية والعشرين عاماً.

كما يوجد 4 أنماط رئيسية للمراهقة هي: [1]

  1. المراهقة العنيدة العنيفة: يكون سلوك المراهق في نمط المراهقة العنيدة العنيفة سلوكاً يتصف بالعدوانية على نفسه وعلى الأشخاص والأشياء من حوله مع حالة من مشاعر الإحباط العام.
  2. المراهقة المنطوية الخجولة: يكون المراهق في هذا النمط خجولاً وانطوائياً ويعاني من مشاكل في التواصل الاجتماعي مع محيطه وأقرانه والبيئة التي يعيش فيها فيكون تفاعله الاجتماعي سيئاً فنجده يتلعثم عن الكلام ويحمر وجهه ويتعرق جسمه ووجهه وكفيه عندما يطلب منه الحديث أمام الآخرين.
  3. المراهقة المضطربة نفسياً: في هذا النمط من المراهقة تظهر سمات الشخصية المطضربة مثل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع التي تتلذذ بإلحاق الأذى بالآخرين سواء أكان ذلك عن طريق سلوكيات مقصودة أو غير مقصودة.
  4. المراهقة السوية: نمط المراهقة الهادئ المنتج والفعال والبعيد عن المشاكل والحدية في التعامل مع المحيط والأشخاص حوله.
animate

تؤثر البيئة الداخلية أي الأسرة والعلاقة بين أفراد الأسرة في تكوين شخصية الطفل والمراهق والتأثير عليهم بشكل كبير، حيث نجد أن المراهق الذي يعيش في بيئة أسرية هادئة ومحبة لبعضها البعض ينمو بسلاسة ويكون بعيداً عن المشاكل والانحراف على عكس المراهق الذي يعيش في جو أسري مشحون بالمشاكل والصراخ والإهانات وعدم تفاهم بين أفراد أسرته. ومن العوامل الأسرية التي تسبب انحراف المراهق: [2]

  • كثرة المشاكل والخلافات الأسرية بين الأب والأم أو بين الأبناء مع بعضهم أو مع والديهم.
  • انعدام الثقة والاحترام بين أفراد الأسرة مع بعضهم البعض.
  • غياب الرقابة الأبوية من الأب والأم على نمط حياة ابنهم المراهق.
  • وقوع الطلاق والانفصال بين الزوج والزوجة وما يعود بالأثر السلبي على الأبناء والمراهقين منهم.
  • سوء تربية الأهل وعدم وجود قنوات اتصال وتفاهم وود بينهم وبين أبنائهم المراهقين.
  • جهل الوالدين بطرق التربية السليمة وطرق التعامل مع المراهق خاصة أنه في مرحلة انتقال حرجة بين الطفولة والشباب.
  • غياب الأب أو الأم كثيراً عن المنزل باختلاف الظروف سواء إن كانت ظروف العمل القسرية أو الانشغال بأمور أخرى تلهيهم عن التواجد مع أبنائهم المراهقين.
  • تعرض المراهق للعنف والتنمر والتعامل معه بقسوة وحزم شديدين أكثر من اللازم.
  • الدلال الزائد والمفرط في تلبية كل ما يطلبه المراهق وعدم رفض أي شيء يقوله أو يطلبه.
  • قيام أحد أفراد الأسرة بتصرفات وسلوكيات خاطئة كتعاطي المخدرات أو شرب الكحول ما قد يكون دافعاً للمراهق لتجريبها وتبرير تناولها.
  • الفجوة العمرية بين جيل الآباء وجيل المراهقين ما يجعلهما غير قادرين على التفاهم وإيجاد نقاط التقاء مشتركة بينهما ويلغي أي احتمال لوجود لغة حوار مشتركة.
  • الوضع الاقتصادي السيء للأسرة حيث أظهرت العديد من الدراسات ارتفاع معدلات الانحراف والجريمة لدى المراهقين الذين ينتمون لعائلات وأسر تعتبر أوضاعهم المالية سيئة ومعدمة.
  • الحاجة لتأمين مصروف العائلة ما قد يجعل المراهق يفكر في سلوكيات منحرفة كتجارة المخدرات والدعارة والسرقة والنصب والنهب والاحتيال.

يتأثر المراهق بالبيئة الخارجية التي يتعامل معها وتؤثر على تكوين وصقل شخصيته وقد تتسبب بانحرافه إذا كانت هذه البيئات منحرفة وسلبية وغير سوية فمثلاً: [3]

  1. البيئة غير السوية في المدرسة: في مرحلتي المراهقة المبكرة والمتوسطة يكون المراهق في مرحلة الدراسة المدرسية، إذا كانت البيئة في المدرسة بيئة موبوءة وغير سليمة فهذا سينعكس على المراهق ويتسبب بانحرافه، كتعرفه على رفاق السوء الذين سيعلمونه على السلوكيات المنحرفة واللاأخلاقية كشرب الدخان والمخدرات والحشيش والتنمر والاعتداء على الآخرين والسرقة والكذب والاستقواء على الضعفاء وربما يتم أيضاً تعليمه على سلوكيات جنسية منحرفة.
  2. افتقاد المدرسة لأساسيات التربية والتعليم: فإذا ذهب المراهق إلى المدرسة ولم يحصل على قدر كافي من العلم والمعرفة ولم تهتم البيئة المدرسية بتريبة هذا المراهق وتصويب سلوكياته المنحرفة والخاطئة وإن كانت صغيرة وبسيطة فإنه سينحرف بسلوكيات أكثر سوءاً وضرراً.
  3. تقليد رفاق السوء: خارج إطار المدرسة في الشارع والحي الذي يعيش فيه المراهق أو في الأماكن التي يرتادها كالنادي الرياضي وأماكن الترفيه قد يتعرف على رفاق السوء الذين يشكلون خطراً حقيقياً وخاصة إذا كانوا أكبر منه سناً أي يدركون تماماً ما هي الأفكار المسمومة التي يقومون بزراعته في رأس المراهق وتفكيره للسيطرة عليه وجرفه في طريق الانحراف والسلوكيات غير الأخلاقية والمرفوضة اجتماعياً ودينياً وعرفياً.
  4. تردي المستوى الأخلاقي العام للمجتمع: فالمراهق جزء من بيئته ومجتمعه، وفي حال تردي مستوى الأخلاق والقيم الاجتماعية لدى المجتمع والبيئة التي يعيش فيها المراهق فإن ذلك قد يؤثر بشكل كبير على انحراف المراهق وانجرافه وراء سلوكيات غير سوية ومرفوضة ولكنها رائجة في تلك البيئة المجتمعية.

لانحراف المراهق عدة دوافع ومحفزات ومسببات إضافة إلى العوامل الداخلية والخارجية التي تحدثنا عنها في هذه المقالة ومن هذه الدوافع: [4]

  • الحالة الصحية والبدنية السيئة للمراهق والتي تدفعه لتعويض هذا النقص أو المشكلة من خلال انجرافه وراء السلوكيات المنحرفة لمجاراة الآخرين.
  • سوء التربية من قبل الأهل والمدرسة والبيئة المجتمعية ككل وعدم القدرة على التفاهم مع المراهق لجمايته من الانحراف.
  • عدم الشعور بالطمأنينة والاستقرار والأمان في بيئة المنزل وبيئة الدراسة وبيئة الترفيه ما يجعل المراهق يبحث عن مهرب من خلال سلوكيات منحرفة.
  • الرغبة بالانتقام من أفراد قاموا بتعذيب وإهانة المراهق وجرح كرامته والانتقاص منه والتنمر عليه من خلال انحرافه وقيامه بسلوكيات غير سوية.
  • ضعف الوازع الديني لدى المراهق ما يجعله يتصرف دون ضوابط شرعية ودون الالتفاف للمحرمات والممنوعات الدينية.
  • محاولة المراهق أن يثبت ذاته ويلفت الانتباه له من خلال القيام بالسلوكيات المنحرفة ليثبت لنفسه وللآخرين بأنه أصبح كبيراً وقادراً على ممارسة حرية اختيار التصرفات والسلوكيات التي يقوم بها.
  • الخوف من نبذ الآخرين الذين يقومون بسلوكيات منحرفة فيضطر المراهق للانحراف وتقليدهم من أجل مجاراتهم وقبولهم له بينهم.

التعامل مع المراهق عموماً يتطلب الصبر والحكمة والهدوء لعدم جعل الأمور أكثر سوءاً ومن هنا نقدم لكم مجموعة من النصائح للتعامل مع المراهق المنحرف: [5]

  1. تجنب أسلوب الوعظ والنصح وإملاء الأوامر فكلها لن تجدي نفعاً مع المراهق وخاصةً المراهق المنحرف الذي بات يقوم بسلوكيات منحرفة.
  2. بناء جسر من الثقة والاحترام المتبادل مع المراهق فمن دون هذا المفتاح لن تستطيع التأثير على المراهق المنحرف أو الحديث معه وإقناعه بخطورة ما يقوم به من سلوكيات منحرفة وبالتالي لن تستطيع تغييرها.
  3. الاعتناء بالطفل منذ نشأته وتربيته على القيم والأخلاق والمبادئ الصحيحة والسوية فأفكار مرحلة الطفولة تؤثر بشكل كبير على سلوكيات وأفكار الشخص في مرحلة المراهقة.
  4. تجنب أسلوب اللوم المباشرة تأنيب الضمير فالمراهق قد لا يرى الأمور بعين الحكمة التي تنظر من خلالها كشخص واعٍ وناضج.
  5. عندما تتحدث مع المراهق وتحاول تعديل سلوكه افهم شخصيته واحتياجاته ومفاتيح شخصيته لتتمكن من التأثير عليه كلامياً وعاطفياً.
  6. المراهق المنحرف حتى وإن بدا أنه سعيد بما يقوم به إلا أنه في الواقع ليس كذلك بل يحاول أن يبرر لنفسه سلوكياته المنحرفة ليتقبلها ويخفف جلد الذات.
  7. قم بعرض المشكلة على أخصائي نفسي واجتماعي وأخصائي سلوك ليتمكن من مساعدتك بطريقة علمية وعملية مفيدة في تعديل سلوك المراهق المنحرف وتقويمه بأسرع وقت ممكن قبل فوات الأوان.

أرسلت لنا إحدى الأمهات المتابعات لموقع حلوها طلباً تستفسر فيه عن التصرف السليم في حالتها إذ أن رفاق السوء التفوا حول ابنها وقاموا بحرفه فبات يقوم بسلوكيات منحرفة كشرب الخمر والتدخين وارتد عن الدين وأصبح ملحداً! مدربة حياة ميساء حموري قامت بالإجابة على هذا التساؤل ويمكنكم الاطلاع على الإجابة من خلال هذا الرابط.

المراجع