طرق الاعتذار بين الزوجين وأهمية الاعتذار في الزواج

فوائد الاعتذار في الحياة الزوجية وأهمية الاعتذار بين الزوجين، طرق الاعتذار من الزوجة وطرق الاعتذار من الزوج ولغات الاعتذار الخمسة بين الزوجين
طرق الاعتذار بين الزوجين وأهمية الاعتذار في الزواج
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

لا يمكن القول أن الاعتذار حلّ سحري لمشاكل الزوجين، لكن الاعتذار بين الزوجين من المبادرات المهمة التي تضمن تخفيف التوتر في العلاقة الزوجية والتمهيد لإيجاد حلول حقيقية وفعّالة للمشاكل الزوجية، كما أنّ الاعتذار في الزواج ينعكس على جميع أفراد الأسرة وليس على الزوجين فقط.
في هذا المقال نتحدث أكثر عن أهمية الاعتذار بين الزوجين ولغات الاعتذار الخمسة، وكيفية الاعتذار من الشريك، ونشارك معكم بعض التجارب والقصص الحقيقية عن الاعتذار بين الزوجين. 

يعمل الاعتذار على صيانة العلاقة الزوجية ومساعدة الزوجين على تجاوز الكثير من المشاكل الصغيرة والكبيرة، ويمكن تحديد أهم فوائد الاعتذار بين الزوجين على الشكل التالي:

  • الاعتراف بالخطأ: بالدرجة الأولى يعتبر الاعتذار اعترافاً من الزوج المخطئ بحق زوجته -أو العكس- وفي كثير من الحالات ما يهمنا في الزواج أن يدرك الشريك خطأه ويعترف به أكثر من معاقبته ومحاسبته، كما أن الاعتراف بالخطأ يساعد الزوجان على إعادة النظر في القضية موضوع الاعتذار بشكل أكثر حكمة وعقلانية.
  • إظهار الاهتمام بالشريك: معظمنا يشعر بالخجل من الاعتذار أو يعتبر الاعتذار نوعاً من الضعف والتراجع، لذلك غالباً ما يحظى الاعتذار بتقدير خاص من الشريك، لأنه يعبِّر عن مدى الاهتمام به وبمشاعره حتى على حساب الكبرياء.
  • تجاوز الأزمات الزوجية: بعض الخلافات الزوجية تتفاقم وتتحول إلى خلافات مزمنة بسبب تمسّك الزوجين بموقفهما ورفضهما الاعتذار أو التراجع عن الخطأ، فيما يكون الاعتذار وسيلة فعّالة لحل العديد من المشكلات الزوجية في مراحلها الأولى.
  • الاعتذار وسيلة للتغيير: الاعتذار بين الزوجين ليس مجرد كلمات تعبّر عن الأسف أو الندم، بل الاعتذار هو تحمّل مسؤولية الخطأ والتعهد بإصلاح الأمور، ويعتبر الاعتذار إقراراً بإحداث التغيير المطلوب لإرضاء الطرف الآخر والتأكيد على الاهتمام والمحبة والندم.
  • يعزّز التعاطف والتسامح في الأسرة: غالباً ما يقود الاعتذار بين الزوجين إلى تعزيز بيئة التسامح بينهما ونقل قيم التعاطف والتسامح إلى الأطفال، فالاعتذار المتبادل بين الزوجين جزء مهم من تعليم الأطفال قيمة الاعتذار وتصحيح الأخطاء.
  • الاعتذار والصحة النفسية للزوجين: يعمل الاعتذار على انقاذ الزوجين من المشاعر السلبية المزمنة، فالاعتذار يساعد الشريك المخطئ على تجاوز مشاعر الذنب والندم، كما يساعد الشريك الذي تعرض للإساءة على الخروج من الضيق والحزن، وعلى الشعور بالاهتمام والرعاية. [1]
animate

هناك العديد من المواقف والمشاكل الزوجية التي تستوجب الاعتذار بين الزوجين، ونذكر هنا مجموعة من أبرز هذه المواقف التي يكون فيها الاعتذار مهماً:

  • بعد كل شجار: من أسرار الحياة الزوجية السعيدة والمستقرة هو حلّ جميع الخلافات الزوجية في وقتها وعدم تركها تنمو وتكبر، والاعتذار بعد كل شجار أو خلاف من أهم وسائل تقليل فرص نمو هذه المشاكل.
  • الكذب وإخفاء المعلومات: إخفاء المعلومات والكذب بمختلف أشكاله من المشاكل المتكررة في الحياة الزوجية، قد يكون الكذب مقصوداً وهادفاً، وقد يكون مجرد هفوة أو نسيان إخبار الشريك ببعض الأمور، وفي كثير من الأحوال يكون الاعتذار والشرح جزءاً من تصحيح الموقف.
  • الإساءة اللفظية: قد يكون الكلام بين الزوجين أخطر من الأفعال، فالكلام الذي يقوله الشريك في لحظة عصبية وغضب أو عند اشتعال الشجار والخلاف قد يكون أشد إيذاءً من سبب الخلاف نفسه.
  • سوء الفهم: نتعرض جميعاً لمواقف سوء الفهم التي قد تدفعنا إلى تصرفات حمقاء وغير محسوبة تسبب الأذى للآخرين، وسوء الفهم في الزواج من الأمور التي تتطلب الاعتذار.
  • المواقف الاجتماعية: الكثير من المواقف الاجتماعية قد تكون سبباً وجيهاً للاعتذار بين الزوجين، مثل إحراج الشريك أمام الآخرين، أو إهماله في مناسبة اجتماعية والانشغال مع الأصدقاء، أو حتى توريط الشريك ببعض اللقاءات والمناسبات دون استشارته مسبقاً... إلخ.
  • الخيانة الزوجية: قد لا يرى البعض أن الاعتذار سيغير شيئاً من ألم الخيانة الزوجية أو سيخفف من ذنب الشريك الخائن، لكن في كثير من حالات الخيانة الزوجية كل ما يبحث عنه الشريك المخدوع هو رد الاعتبار، واعتراف الخائن بخطئه ثم التزامه بعدم تكرار الخطأ، وقد سمعنا الكثير من قصص الخيانة الزوجية التي انتهت إلى الصلح واستمرار الزواج بعد إثبات الطرف الخائن لندمه وأسفه.

في كتابه "اللغات الخمسة للاعتذار" يحدد جاري تشابمان خمسة عناصر أو طرق أساسية للاعتذار الصادق والفعال، ويعتبر الجمع بين هذه العناصر تجسيداً للاعتذار المثالي بين الزوجين:

  1. التعبير عن الندم: بالدرجة الأولى يجب أن يتضمن الاعتذار من الشريك تعبيراً مباشراً عن الندم، فالاعتذار هو اعتراف بالخطأ والأذى الذي نتج عنه، ومحاولة لتصحيح الخطأ، ولا بد أن يكون الندم في الاعتذار خالصاً دون محاولة التهرب أو تقديم التبريرات.
  2. تحمّل المسؤولية: يتضمن الاعتذار من الشريك أن تتحمل مسؤولية الخطأ كاملة، دون محاولة اتهام الشريك بالحساسية المفرطة أو رمي اللوم على سوء التعبير والفهم أو حتى تعليل الأخطاء بالظروف، يجب أن تعبر عن مسؤوليتك الكاملة من خلال الاعتراف الصريح بالخطأ.
  3. اطلب المسامحة: طلب المسامحة بشكل مباشر بين الزوجين ليس ضعفاً، وإنما تعبير صادق عن الاهتمام والندم، والخوف من رفض المسامحة لا يجب أن يمنعك من طلب السماح.
  4. التوبة الصادقة: يتضمن الاعتذار من الشريك أيضاً وعوداً وعهوداً بالتغيير، ومن الحكمة أن يطلب الزوجان المساعدة من بعضهما لإحداث التغيير المطلوب، لكن الاعتذار لا قيمة له ما لم يتم قطع السلوك أو التصرف المسيء.
  5. التعويض: يجب أن يسأل المعتذر عمّا يمكن فعله لتعويض الشريك، والقصد من ذلك فهم ما يعتبره الشريك اعتذاراً حقيقياً يساعده على المسامحة وتجاوز الأمر. [2]
  • قاوم كبرياءك: التمسك بالكبرياء ليس من حق المخطئ! كما أن الاعتذار ليس ضعفاً ولا يمس كبرياءك بشيء، حاول التركيز على هدفك الأساسي من الاعتذار وهو صيانة الزواج والحفاظ على حياة زوجية سعيدة ومستقرة.
  • حدد سبباً يدفعك للاعتذار: الاعتذار ليس مباردةً تجاه الشريك وحسب، بل يجب أن يكون الاعتذار مبيناً على فهم مشاعرك وفهم ما دفعك للإساءة، وتحديد أسباب الندم يساعدك أيضاً على تقديم اعتذار مقنع.
  • اختر كلمات الاعتذار جيداً: اختيار الكلمات عامل حاسم في الاعتذار بين الزوجين، تجنب أن تستخدم عبارات الاعتذار التي تحمل اللوم للشريك أو تحمّله مسؤولية انزعاجه، وتجنب استخدام كلمات تبريرية في الاعتذار، بدلاً من ذلك استخدم كلمات تعبّر بشكل مباشر عن شعورك بالذنب "أنا مخطئ" وتعبّر بوضوح عن الأسف "أنا آسف".
  • خذ إجراءات سريعة: قد يتحول الاعتذار لمجرد كلام لا فائدة منه مع تكراره واستمرار الإساءة والأذى دون أن يتغير شيء! وحتى يكون الاعتذار قادراً على حل مشاكل الزواج لا بد أن يكون مقترناً بتغيير حقيقي في السلوك أو بحلولٍ فعلية لأسباب الاعتذار، ويجب أن تبرهن على رغبتك بالتغيير والتعويض من خلال إجراءات سريعة وملموسة.
  • اشرح كيف تخطط لإصلاح الأمر: في بعض الحالات يكفي أن تقدم تعهداً بعدم تكرار الخطأ مرة ثانية وأن تلتزم بهذا التعهد، لكن في حالات أخرى يحتاج الشريك إلى الاطمئنان أنك صادق بالاعتذار، ما يحتم عليك شرح ما تنوي فعله لتصحيح الخطأ. [3]

من الاستشارات التي وصلتنا إلى مجتمع حِلّوها؛ سيدة اختلفت مع زوجها بسبب إهانته لها، فذهبت إلى بيت أهلها وقطعت أي تواصل مع زوجها موكلةً والدها للتفاهم معه، الوالد طلب اعتذاراً من زوج ابنته، لكن الزوج يرفض الاعتذار العلني عن الإساءة. بعد فترة اعتذر الزوج من زوجته فيما بينهما، لكنه رفض الاعتذار من والدها، ما وضع صاحبة الاستشارة في موقف لا تحسد عليه بين زوجها العنيد ووالدها المصمم على الاعتذار.
اقرأ القصة كاملة وآراء الخبراء والقراء من خلال النقر على هذا الرابط.

استشارة أخرى تحت عنوان "لم أقبل اعتذار زوجي بعد خيانته لي فأهملني ولم يسأل بي" تقول صاحبة المشكلة أنها اكتشفت خيانة زوجها وواجهته بالأدلة، فحاول الاعتذار ووعدها ألّا يكرر فعلته، وفي كل مرة حاول فيها الزوج الخائن إصلاح الأمر؛ صدّته الزوجة، حتى تخلى عن الاعتذار وأهمل زوجته، وهي تشعر أنها أخطأت بصده أكثر من مرة، ولذلك لجأت إلى مجتمع حِلّوها لطلب النصيحة.
اقرأ الاستشارة كاملة وآراء الخبراء والقراء من خلال النقر على هذا الرابط.

المراجع