اختيار هدية للطفل وتأثير الهدايا على تربية الأبناء
هدايا الأطفال مسألة بالغة الأهمية بالنسبة لهم، فمن ناحية يلجأ الأهل لتقديم الهدايا لأطفالهم بهدف تحفيزهم على بعض الأمور مثل هدايا النجاح في المدرسة بالإضافة للهدايا التي تقدم للطفل في المناسبات العامة مثل الأعياد أو المناسبات الخاصة مثل عيد الميلاد، وفكرة الهدية تشعر الطفل بسعادة كبيرة وتقوي الرابط العاطفي بينه وبين ذويه، ولذلك لا بد من اختيار الهدية المناسبة للطفل بناء على عدة معاير لتحقيق الفائدة والمتعة والهدف منها.
شراء هدية لطفل هو من السهل الممتنع لأن الأسواق تكون مليئة بهدايا الأطفال الملفتة، ولكن عندما يقرر أحدهم شراء هدية لطفل لا يعرف ما هو الأنسب لهذا الطفل، وهنا بعض النقاط التي تساعد على اختيار هدية للطفل: [1]
- يتم اختيار هدية للطفل بناءً على عمره بالدرجة الأولى، فمثلاً الأطفال بين عمر سنتين إلى خمس سنوات يمكن أن يتم إهداؤهم ألعاب تساعدهم على التركيز وتنمي لديهم حس المعرفة كالألعاب التي تعرف الطفل على الألوان وأسماء الحيوانات وما إلى ذلك، أما الأطفال الأكبر بين عمر خمسة إلى ثمانية سنوات يمكن إهداؤهم ألعاب تثير فضولهم فمثلاً يمكن البحث عن أبطالهم المفضلين واختيار لعبة تشبههم أو إهداؤهم ملابس هؤلاء الأبطال، ويمكن شراء الألعاب التي تساعدهم في دروسهم كالمكعبات التي تساعدهم في جمع وطرح الأرقام البسيطة، وبهذا الشكل نكون قد ساعدنا الطفل على التعلم بشكل ممتع من خلال اللعب والهدايا.
- عند التفكير بشراء هدية لطفل يجب أن يتم سؤال الأشخاص المحيطين بالطفل عن اهتمامات هذا الطفل، فمثلاً هنالك بعض الأطفال الذين يحبون الرسم يمكن إهداؤهم مجموعة ملفتة من الألوان، وهنالك أطفال يحبون القراءة يمكن إهداؤهم مجموعة قصصية ممتعة وهكذا يكون اهتمام الطفل من المعايير الأساسية عند شراء هدية لهذا الطفل.
- عند شراء هدية للطفل يجب أن نعلم ما الذي يقدم المتعة للطفل، فهنالك أطفال تستمتع بالتزلج كثيرا ويكون إهداؤهم أحذية للتزلج على الجليد من الهدايا التي تنال إعجابهم جداً، وهنالك أطفال يستمتعون بمجسمات الطائرات والسيارات، لذلك يجب الانتباه عند شراء هدية للطفل إلى الأشياء التي يستمتع بها هذا الطفل.
- بالإضافة إلى أن هدايا الأطفال التي تقدم إلى الفتيان تختلف تماماً عن الهدايا التي تقدم للفتيات، فمثلاً الفتيان يستمتعون بالألعاب القوية فيمكن إهداؤهم السيارات المصغرة التي يحبونها أو ملابس للملاكمة أو في حال اهتمامهم بكرة القدم يمكن إهداؤهم قميص لاعبهم المفضل، أما بالنسبة للفتيات فالأمر مختلف حيث أن الأشياء التي تستمتع فيها الفتاة تختلف تماماً، فمن الممكن اختيار هدية للفتاة كملابس أميرات ديزني أو مجموعة تطريز يدوية أو العاب تمثل مجسمات أواني المطبخ الملفتة بالنسبة للفتاة.
- كما أنه يجب اختيار هدية للطفل حسب المناسبة فهدية عيد الميلاد تختلف عن هدية النجاح مثلاً وهكذا كل مناسبة يكون لها أفكار خاصة للهدايا.
يحتار الأهل والأصدقاء بشكل كبير عندما يريدون شراء هدية لطفل، ويبحثون بشكل دائم عن الأشياء المميزة والجديدة لذلك وضعنا هنا بعض الأفكار لاختيار هدايا الأطفال نذكر منها: [2]
- هدايا ثقافية: يمكن إهداء الطفل هدايا تزيد من ثقافته ككتاب منوع صغير، بهذه الهدية تجعل الطفل يستمتع بالقراءة ويميل بلا شعور نحو حب المطالعة وهذه الطريقة تزيد من المعرفة الثقافية للطفل.
- هدايا تعليمية: في حال كان الطفل يجد صعوبة في حفظ الدروس يمكن للأهل أن يشتروا لطفلهم العاب تساعده في الحفظ وتساعده على التركيز كالألعاب التي تحتاج لتركيز في تركيبها من أجل الحصول على الشكل الصحيح، أو المكعبات التي تساعد الطفل في حفظ مفردات لغوية أو جدول الضرب على سبيل المثال كلها العاب تعليمية تجعل الطفل يستمتع بدراسته.
- هدايا ترفيهية: يمكن إعطاء الطفل مكافأة على إنجاز قام به فيختار الأهل مكافأة بناءً على رغبة الطفل إما أن تكون نزهة إلى مكان يحبه، أو شراء قطعة ملابس من اختياره، أو شراء وجبة لذيذة مفضلة لديه وما إلى ذلك.
- هدايا ليس لها علاقة بالألعاب: قد يصل الأهل لمرحلة كبيرة من الحيرة حيث أن غرفة أطفالهم قد امتلأت بالألعاب وهنالك مناسبة قادمة كعيد ميلاد هذا الطفل، لذلك يجب البحث عن هدية متميزة بعيدة عن الألعاب فمثلاً يمكن شراء تذاكر لحضور فلم كرتوني يحبه الطفل، أو يمكن شراء البوم صور ويتم تجميع الصور المميزة لهذا الطفل منذ ولادته وحتى يوم ميلاده الجديد هذه الفكرة تكون رائعة وسوف يفرح بها الطفل كثيراً، ومن الممكن إهداء الطفل كرت عضوية يمكن من خلاله أن يدخل إلى مكان مميز بالنسبة للطفل مثل نادي رياضي أو نادي للرسم وذلك حسب ميول هذا الطفل.
- هدايا تحسن من نفسية الطفل: الطفل كائن عاطفي فمن المهم العناية بنفسيته لجعلها أفضل، حيث أن الطفل يحتاج إلى العاطفة والحب والحنان أكثر من حاجته إلى لعبة مادية، يجب أن يشعر بالتقدير ويجب أن يمنحه الأهل فرصة الفرح بالإنجازات التي يحققها من خلال نجاحه في دراسته أو في النوادي التي يمارس فيها هواياته، كل هذه الهدايا العاطفية تؤثر في سلوك وتعامل الطفل أكثر من جميع الهدايا المادية.
الهدية هي شيء مغري جداً بالنسبة للأطفال بغض النظر عن محتواها، فمجرد القول للطفل أنني اشتريت لك هدية هذا يشعره بالفرح والامتنان فالهدية هي قيمة تعبر عن الحب والعطاء والود تجاه هذا الطفل لذلك لها عدة تأثيرات على تربية الأبناء ومن هذه التأثيرات نذكر: [4-5]
- الهدية تعلم الطفل أخلاق الإيثار والعطاء بعيداً عن الأنانية، حيث أن الهدية تعلم الطفل أن الأشخاص من حوله يحبونه ويقدمون له الهدايا هذا يؤثر على طباعه ويجعله ودوداً وكريماً.
- كما أن الهدية تحسن من السلوك العاطفي للطفل فتجعله أكثر لطفاً وحباً في التعامل مع الأشخاص من حوله.
- بالإضافة إلى أن اتباع أسلوب الهدية يشجع الطفل على القيام بالأشياء التي لا يحبها، فمثلاً في حال كان الطفل لا يريد دراسة مادة معينة أو لا يريد الذهاب مع أمه إلى مكان ما، يمكن من خلال إعطاءه هدية بسيطة أن تجعله يتقبل ما تريده الأم وينفذه بكل طوعية بعيداً عن القسوة وتحفزه الهدية على الدراسة دون ملل.
- عندما يشعر الطفل أن أهله يقدمون له الهدايا كمكافأة تحفيزية من أجل قيامه بأشياء معينة وإنجازها بوقت أسرع عندها يبذل أقصى طاقته لفعل ما يريدون ويستمتع بالمكافأة لأنها تشعره بفائدة الإنجاز الذي قام به.
- كما أن الهدية تمنح الطفل طاقة إيجابية وتجعله يشعر بالسعادة والامتنان من الداخل، بالإضافة إلى أنها تعلم الطفل أن يبادر بالعطاء والمشاركة فهذا يقلل من حدة طباع الطفل في حال كان يملك طباعاً قاسية وتجعله يشعر بالآخرين.
- يوجد قاعدة تسمى قاعدة الهدايا الأربعة وهي قاعدة مفيدة جداً أثناء التعامل مع الأطفال في حال كان الشخص محتاراً في اختيار هدية للطفل، وتعتمد على أربع مبادئ هي: ماذا يحتاج هذا الطفل، وماذا يريد هذا الطفل، وماذا يرتدي هذا الطفل، وماذا يقرأ هذا الطفل، ففي حال اكتمال هذه البنود الأربعة يكون الطفل اكتفى ثقافياً وعملياً وبهذه القاعدة يتم تلبية جميع احتياجات الطفل دون أن يشعر بأن هنالك شيئاً ما ينقصه بالتالي نكون قد أشبعنا حاجة الطفل النفسية والعملية.
يرغب جميع الناس في تقديم الهدايا لأطفالهم ومحاولة إعطاؤهم المتعة الدائمة في الحياة، ولكن لا يتوجب المبالغة في إعطاء الهدايا كي لا ينعكس بشكل سلبي على الطفل، وهنا بعض النصائح من أجل اختيار هدية مناسبة للطفل:[3]
- يجب التفكير بالألعاب التي يتم تقديمها للأطفال ومدى فائدتها لهم فمن غير المنطقي أن يتم شراء هدية لا يستفيد منها الطفل ويجب الابتعاد عن الأشياء التي تنكسر والأشياء الصغيرة التي من السهل أن يضعها الطفل في فمه، وذلك من أجل الحفاظ على أمان الطفل خاصة في المراحل العمرية الصغيرة.
- يحب الأطفال تقليد الكبار دوماً لذلك شراء هدية كمجموعة أواني مطبخ مصغرة أو بعض السيارات المصغرة تكون من الهدايا المحببة للأطفال.
- يجب شراء الأشياء الدائمة التي يستفيد منها الأطفال كالملابس والأحذية على سبيل المثال والابتعاد عن الأشياء التي لا يستفيد منها الطفل.
- لا يجب إعطاء الطفل المال دوماً فهو غير قادر على التحكم بالمال بشكل صحيح فهذا يمكن أن يفسد تربيته ويجعله يطلب المال في كل مرة وفي حال لم يعطيه الأهل يمكن أن يتطور هذا لسلوك سيء يقوم به الطفل، لذلك يتوجب على الأهل مكافأة الطفل بشراء هدايا له بعيداً عن المال.
- يجب اختيار الألعاب التي تنمي من مهارات الطفل الحسية والحركية وتغذي مواهبه كالألعاب الموسيقية مثلاً و الألعاب الحركية التي تعطيه قوة بدنية مثل الزلاجات وحبال القفز.
- ويجب تذكر أن اللعب هو عمل الأطفال لذلك يجب من خلال هذا العمل تعليمهم أشياءً إيجابية تؤثر في بناء شخصيتهم وتطور من علاقتهم مع الآخرين.
- كما يجب مشاركة الأطفال في اللعب من أجل تقوية الروابط العاطفية بين الأهل والطفل وتعزيز الثقة بينهم.
- بالإضافة إلى نقطة مهمة وهي ألا يجب أن يُهدى الطفل حيواناً أليفاً كالقطة أو الكلب، على الرغم من أنها كائنات لطيفة ويجب تعليم الطفل أن يكون طيباً بالتعامل مع هذه الحيوانات، ولكن لا يجب تربيتها في المنزل لأنها يمكن أن تسبب للطفل العديد من الأمراض وفي حال تمت تربيتها فيجب ألا يتم إدخالها للمنزل من الأفضل أن تبقى في حديقة المنزل خارجاً.