أسباب الأرق عند الحامل وطرق علاج الأرق خلال الحمل
الحمل يؤدي لتغيرات شاملة في جسم المرأة على صعيد الهرمونات ووزن الجسم وكيفية حركته وحاجاته إلى الغذاء والراحة بالإضافة إلى تغيرات في الجهاز التناسلي، فالمرأة الحامل هي إنسان يعيش وينمو بداخله إنسان آخر، وهذه التغيرات تتجلى بالعديد من الأعراض التي تشعر بها المرأة الحامل ويعد الأرق من أكثر هذه الأعراض وضوحاً، وسوف نتعرف في هذا المقال على أرق الحمل وأسبابه وأعراضه وكيفية التعامل معه.
يشير مصطلح الأرق بشكل عام إلى اضطراب نوم شائع يواجه فيه الأشخاص المصابين صعوبات يومية تمنعهم من الحصول على قسط كافي ومريح من النوم، بحيث يشكو أولئك الأشخاص من عدة مظاهر غير إرادية كالصعوبة في بدء النوم أو عدم القدرة على الاستمرار فيه أو المعاناة من نوم متقطع غير مريح.
ويمكن أن يكون الأرق مشكلة مستقلة بحد ذاته أو يكون أحد الأعراض المرافقة لحالة ما، فمثلاً يكون الأرق عرضاً يرافق نسبة كبيرة من النساء الحوامل في فترات مختلفة، فيمكن أن تعاني المرأة الحامل من الأرق نتيجة التغيرات الجسدية السريعة وغير المستقرة خلال الثلث الأول من الحمل أو حتى طيلة مدة الحمل وفي الفترة الأولى بعد الولادة، الأمر الذي يؤثر على نوعية الحياة اليومية وجودتها ويسبب التعب والإرهاق الدائم، بالإضافة إلى إمكانية حدوث آثار سلبية على الصحة العامة أحياناً.
تظهر عند المرأة في فترة الحمل عدد من الأعراض التي تدل على الإصابة بالأرق والتي يمكن أن تكون: [1]
- صعوبة عند بدء النوم أي عدم القدرة على الغفو عند الخلود إلى النوم على الرغم من التعب والشعور بالنعاس.
- النوم المتقطع والاستيقاظ المتكرر أثناء الليل الذي يكون أحياناً بدون سبب.
- الاستيقاظ في وقت مبكر جداً وعدم القدرة على النوم مرة أخرى.
- الشعور بعدم الراحة في النوم أو بعد الاستيقاظ.
- التعب والإرهاق خلال النهار وعدم القدرة على العمل أو ممارسة النشاطات اليومية.
- الشعور بالنعاس بشكل دائم.
- التوتر والعصبية.
- يمكن أن تؤثر قلة النوم الناتجة عن الأرق على الذاكرة وتؤدي إلى نسيان كثير من الأشياء أو الأعمال.
- صعوبة في الانتباه وعدم القدرة على التركيز مما قد يسبب الوقوع في عدة أخطاء وحوادث غير مقصودة.
- من المحتمل أن يسبب الأرق حدوث اكتئاب بعد فترة.
يطرأ على جسم المرأة العديد من التغيرات خلال فترة الحمل ويمكن أن يكون لكل منها دور هام في حدوث الأرق، لذا يمكن القول أنه يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي لحدوث الأرق أثناء الحمل منها: [2]
- التغيرات الهرمونية: حيث تتضمن فترة الحمل تغيرات عدة في نسب إفراز الهرمونات وأنواعها وذلك تكيفاً مع وجود الجنين، ويتسبب هذا الأمر بعدد من المشاكل للمرأة الحامل يكون الأرق أحدها في الغالب.
- الغثيان والتقيؤ: إن الشعور الدائم بالغثيان والحاجة إلى التقيؤ المتكرر والمستمر تعد من أبرز أعراض الحمل بشكل عام، وتكون هذه الأعراض مزعجة في غالب الأحيان فهي تسبب عدم الراحة وخصوصاً أثناء الخلود إلى النوم لأنها تؤدي إلى الاستيقاظ عدد من المرات في الليل بسبب الحاجة إلى التقيؤ.
- ضيق التنفس: يحدث هذا غالباً في الشهور الأخيرة من الحمل حيث يزداد حجم الرحم بشكل كبير مؤدياً إلى الضغط على عضلة الحجاب الحاجز وإعاقة التنفس بشكل مريح.
- آلام الظهر: أيضاً من الأعراض البارزة في أشهر الحمل الأخيرة وذلك بسبب كبر حجم البطن بشكل واضح وهذا الأمر يسبب الضغط على العضلات والأعصاب في منطقة الظهر ويؤدي لحدوث آلام مزعجة تعرقل عملية النوم.
- الهبّات الساخنة: تشيع الإصابة بالهبات الساخنة لدى نسبة كبيرة من الحوامل، وهي عبارة عن مجموعة من الأعراض التي تحدث بشكل مفاجئ كالشعور بحرارة شديدة وخصوصاً في مناطق الوجه والصدر والرقبة، بالإضافة إلى التعرق الشديد.
- تململ الساقين: تعد الإصابة بتململ الساقين إحدى أشيع مسببات الأرق بشكل عام، وإن الإصابة بها تتفاقم عند الحوامل في فترات مختلفة من الحمل وفي الثلث الأخير منه بشكل خاص، ويمكن أن يعود ذلك إلى حدوث نقص في مستويات بعض الفيتامينات والمعادن الأساسية أثناء فترة الحمل.
- تقلصات في عضلات الساقين: يمكن أن يتسبب ضعف الدورة الدموية أو زيادة حجم البطن أثناء الحمل في حصول ضغط على الأعصاب والعضلات في منطقة الساقين مسبباً حدوث تقلصات مؤلمة ومزعجة فيها.
- حموضة المعدة: حيث تؤثر التغيرات الهرمونية الحاصلة أثناء فترة الحمل على عضلات الجهاز الهضمي مؤدية لارتخائها، ويكون منها أحد العضلات التي تقع بين المريء والمعدة، وعند ارتخاء تلك العضلة يحصل ارتجاع المريء الذي يعني رجوع قسم من محتوى المعدة باتجاه المريء مسبباً حدوث حرقة مزعجة فيه نتيجة حموضة محتوى المعدة.
- ألم وطراوة حلمة الثدي: يزداد حجم الثدي أثناء الحمل بشكل طبيعي لتلبية احتياجات الإرضاع بعد الولادة، ويمكن أن يحدث أثناء فترة النمو الشعور بألم وحرقة فيه وخصوصاً في منطقة الحلمة نتيجة نمو القنوات اللازمة لإفراز الحليب.
- تشكل الغازات: سببها الرئيسي زيادة نسب هرمون البروجسترون أثناء الحمل، حيث تؤثر هذه النسبة المتزايدة على حركة عضلات الأمعاء وتؤدي إلى ارتخائها مما يسمح بتراكم الغازات في جهاز الهضم.
- التبول المتكرر: من الحالات الشائعة أثناء الحمل وخصوصاً في فتراته الأخيرة نتيجة ازدياد حجم الرحم الذي يضغط على المثانة ويؤدي إلى الاستيقاظ بشكل متكرر خلال الليل، فيسبب ذلك النوم المتقطع الذي يكون متعباً ومزعجاً جداً.
- القلق والخوف: يمكن أن يؤدي التفكير الزائد في مخاوف الحمل والولادة إلى خلق حالة من التوتر والقلق تمنع المرأة الحامل من النوم.
- الكوابيس والأحلام المزعجة: حيث تعاني الكثير من النساء من مشكلة الأحلام الغريبة التي تراودهم بشكل متكرر وتكون غالباً مزعجة ومخيفة، ويؤثر هذا بشكل كبير على إمكانية الارتياح أثناء النوم.
لا يسبب الأرق أثناء الحمل بشكل عام آثار شديدة السلبية والخطورة على صحة الأم والجنين وبشكل خاص إذا لم يكن كثير الحدوث، حيث تقتصر تلك الآثار غالباً على التسبب ببعض الإرهاق والتعب، ولكن يوجد بعض الحالات الاستثنائية والنادرة التي يمكن أن يسبب فيها الأرق المتكرر بشكل يومي مخاطر حقيقة على صحة الحامل وجنينها: [3،4]
- ارتفاع ضغط الدم الحملي: يعد الضغط مرتفعاً عند المرأة الحامل عندما يعطي نتيجة قياس تتجاوز 90/140 ميليمتر زئبقي، وهي حالة تحدث فقط أثناء الحمل وتزول بعد الولادة، ويمكن أن يكون السبب بحدوثها عدد من المشاكل التي تحصل أثناء الحمل حيث يعتبر الأرق واحدة منها.
- تسمم الحمل: حالة نادرة وخطرة من ارتفاع ضغط الدم الذي يحدث بشكل شديد ومفاجئ خلال الفترة المتوسطة أو الأخيرة من الحمل، وتكون خطرة على صحة الأم ومهددة لصحة الجنين وخصوصاً إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح وفوري، وتزداد احتمالية حدوث هذه المشكلة إذا كان جسد الأم ضعيفاً ومتعباً أو يعاني من مشاكل أخرى.
- سكري الحمل: وهو يعني حدوث ارتفاع في نسبة سكر الدم عند المرأة الحامل إلى الحد الذي يكفي لتشخيص الإصابة بمرض السكري، وهي حالة مؤقتة في غالب الأحيان تزول أيضاً بعد الولادة بفترة معينة.
- اضطراب نمو الجنين: حيث يمكن أن تؤثر قلة النوم على إفراز الهرمون المسؤول عن نمو الجنين في رحم الأم مما يسبب مخاطر عدم نمو الجنين بشكل صحيح.
- قلة وصول الأكسجين إلى الجنين: إن نسبة وصول الأكسجين إلى الجنين تبلغ ذروتها أثناء النوم، وعندما لا تحصل الأم على نوم كافٍ يمكن أن يؤثر ذلك على الوصول الكافي للأكسجين إلى جنينيها ويؤدي إلى انخفاضه.
- الولادة القيصرية: فقد وجدت العديد من الدراسات أن النساء اللواتي لا يحصلن على نوم كافٍ نتيجة إصابتهن بالأرق وخصوصاً في الشهر الأخير من الحمل، تزداد بشكل كبير احتمالية خضوعهن للولادة القيصرية .
- فترة مخاض طويلة: حيث يمكن أن تتعرض النساء اللواتي يعانين من مشاكل في النوم لفترة أطول أثناء عملية المخاض من اولئك النساء اللواتي يحصلن على نوم كافٍ.
يكون العلاج الأفضل لمشكلة الأرق أثناء الحمل هو وضع خطة لتنظيم نوعية الحياة خلال فترات الحمل المختلفة، حيث يكون أساس كل خطوة الحفاظ على الراحة وعلى صحة جسم الأم والغذاء الصحيح لدعمها ودعم جنينيها وذلك بهدف عدم مواجهة أية مشاكل تسبب حدوث الأرق وتؤثر على جودة النوم، ويساعد عدد من الأمور على ذلك مثل: [2]
- محاولة الابتعاد أو تقليل النوم خلال النهار وذلك للحفاظ على قدرة النوم أثناء الليل.
- يجب دوماً على الحامل ألا تقوم بنشاطات متعبة حيث تعد الراحة من أهم العوامل للحصول على نوم جيد.
- التقليل من تناول المنبهات خلال فترة النهار وخصوصاً القهوة حيث لا يقتصر تأثير القهوة فقط على تقليل المقدرة على النوم وإنما تسبب ضعف جودة امتصاص الحديد في جسد المرأة الحامل.
- إن شرب كميات وافرة من المياه أثناء فترة الحمل أمر في غاية الأهمية لذا يجب الإكثار منه خلال فترة النهار، ولكن على الرغم من ذلك يجب الابتعاد عنه قبل النوم بمدة ساعتين تقريباً حتى لا يتسبب في حدوث الاستيقاظ المتكرر والقلق.
- لا يجب النوم مباشرة في حالة الإحساس بالجوع وإنما يجب تناول وجبة ما، ولكن يجب أيضاً الحرص على أن تكون وجبة خفيفة حتى لا تتسبب في إزعاجات عند الخلود للنوم.
- الابتعاد عن الأطعمة التي يمكن أن تسبب حدوث حموضة في المعدة مثل تناول الشوكولا، أو الأطعمة الأخرى يمكن أن تزعج المعدة كالأطعمة الحارة أو الدهنية.
- ممارسة المشي والتمارين الرياضية أيضاً من الأمور المساعدة المهمة على النوم بشكل أفضل، ولكن يفضل ممارستها خلال فترة النهار والابتعاد عنها قبل النوم ب 4 ساعات.
- من المهم أيضاً خلق جو هادئ ومريح للنوم، كالنوم في غرفة معتمة وهادئة وبعيدة قدر الإمكان عن مصادر الضجيج.
- يجب الحرص على التخلص من الضغوط النفسية التي تحدث بسبب الحمل كالتحدث إلى الأصدقاء أو الأقرباء وقضاء الوقت معهم، ويمكن التحدث إلى الطبيب واستشارته في حال الخوف أو التوتر نتيجة مشاكل ومتاعب الحمل.
- يمكن أن يساعد الحصول على حمام دافئ قبل النوم أو التدليك على الاسترخاء والنوم بشكل أفضل.
- في حال المعاناة من مشاكل الحموضة التي تعيق النوم وتسبب الأرق، يمكن تناول أحد أنواع مضادات الحموضة بعد استشارة الطبيب عن ذلك.
- لعلاج تململ الساقين الذي يحصل أثناء النوم تناول منتجات حمض الفوليك (فيتامين B9) أو الإكثار من الأطعمة الحاوية عليه كالعدس والفاصولياء والبازلاء والبيض وغيرها، بالإضافة إلى منتجات الحديد والفيتامينات وأطعمة الحبوب الكاملة وخصوصاً في فترة ما قبل الولادة.
- الابتعاد عن استخدام الموبايل أو عن شاشات التلفزيون قبل النوم بفترة قليلة يساعد على النوم بشكل أسرع وأفضل.
- يمكن أن يساعد اختيار حمالة صدر مريحة على التخلص من آلام الثدي المرافقة للحمل التي تكون مزعجة جداً أثناء النوم.