دور المرأة في المجتمع وأهمية تمكين المرأة
عبارة المرأة نصف المجتمع نسمعها بشكل كبير وتتردد على مسامعنا لكن على أرض الواقع نلاحظ الفجوة بين الجملة الرنانة والتطبيق العملي على أرض الواقع في كثير من المناطق في العالم! لذا في هذه المقالة عن دور المرأة في المجتمع سنوضح أهمية مشاركة المرأة في القطاعات الحيوية والاقتصادية والسياسة وتأثير ذلك على المجتمع كما سنتحدث عن التحديات والمعيقات التي تقف أمام منح المرأة المساحة والفرصة للتأثير في مجتمعها وبيئتها.
المرأة أكثر من نصف المجتمع فهي الأم والمعلمة والمربية والطبيبة، تشغل المرأة عدداً كبيراً من المناصب والمسؤوليات التي تجعل منها فرداً فعالاً في مجتمعها وبيئتها ويثمر ذلك في حال وجود دعم لتمكين المرأة وتطوير مهاراتها وقدراتها ومراعاة ظروفها الأسرية والاجتماعية في بيئات العمل والخدمة المجتمعية.
لتمكين المرأة عدة فوائد وأهميات وإيجابيات تنعكس على المرأة كفرد وعلى البيئة المجتمعية ككل ومن أبرز تلك الفوائد:
- رفع كفاءة المرأة وتنمية قدراتها المهنية والوظيفية ينعكس بشكل فعال وإيجابي على تكوين وصقل شخصية المرأة وقدرتها على إنجاز المهمات والتعلم المستمر.
- تقليل نسب البطالة من خلال إيجاد فرص عمل للنساء الراغبات بدخول سوق العمل والمساهمة في بناء التنمية المجتمعية كل حسب موقعه وقدراته.
- تفعيل الدور النسوي في صنع القرار والمشاركة فيه من مبدأ العدالة والمساواة والديموقراطية على كافة مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
- تشكيل نماذج للمرأة الناجحة القادرة على الموازنة بين مسؤولياتها والنجاح على الصعيد المهني والشخصي الاجتماعي.
- المشاركة في تحمل المسؤوليات والواجبات وعدالة توزيع الحقوق على أفراد المجتمع ذكوراً وإناثاً والقضاء على أشكال التمييز الجندري والعنصرية والتحيز لجنس معين على حساب الآخر في فرص التعليم والعمل.
يمكن أن يكون للمرأة تأثير بالغ الأهمية في الحياة السياسية من خلال: [1]
- منح المرأة مساحة كافية للمطالبة بالحقوق المدنية الخاصة بها والحقوق المتعلقة بكرامتها وحياتها الخاصة كونها هي من تعاني من قصور بعض الأنظمة والقوانين في بعض الدول لذا فهي الأكفأ والأقدر على المطالبة بها وتعديل القوانين والتشريعات التي قد تجور على النساء وتظلمهن.
- المساهمة في صنع القرار فالمرأة جزء من بنية المجتمع وجزء أساسي لذا فمن حقها المشاركة في صنع القرارات التي ستطبق عليها وعلى باقي الأفراد في المجتمع.
- مشاركة المرأة في المجالس النيابية والانتخابات سواء ناخبة أو منتخبة وفي مراكز صنع القرار السياسي لقدرتها وكفاءتها.
- تسلم المناصب القيادية كالوزارات والمديريات المهمة في الدولة، وبتنا نرى في معظم دول العالم عدد جيد من النساء اللاتي يتقلدن مناصب وزارية ومواقع صنع قرار سياسي.
تساهم مشاركة المرأة في القطاع الاقتصادي بالعديد من الفوائد والايجابيات ونذكر من أبرزها: [2]
- إنشاء المشاريع الصغيرة ومشاريع النساء التي تقوم بشكل فردي وتساهم في رفع مستوى المعيشة وزيادة الدخل للمرأة والأسرة ككل.
- تمكين المرأة من المناصب الاقتصادية ودورها الفعال في إدارة عجلة الاقتصاد وإدارة المشاريع والاستثمارات فبتنا نرى شركات كبرى تقودها وتديرها نساء ناجحات وقادرات على خوض تحديات سوق العمل وتجاوزها بنجاح.
- تحسين الوضع الاقتصادي لأسرتها من خلال عملها وجلبها لدخل إضافي وربما في بعض الحالات دخل رئيسي لإعالة أسرتها وتحقيق استقلاليتها المالية والتي تنعكس على تحسين وتقوية شخصية المرأة ومنحها حريتها أكثر وتقليل الضغوط والأعباء الاجتماعية والمشاكل الأسرية الناجمة عن الفقر وعوز المرأة لمعيل ومصدر دخل.
- دعم المرأة ليكون لها مصدر دخل خاص بها يجنبها العوز المالي والوقوع في المشاكل والضيق المالي ويتم ذلك من خلال إما تعليم المرأة أكاديمياً أو تعليمها مهنياً بإكسابها حرفة أو مهنة أو صنعة تدر عليها المال وتستطيع تعلمها وتطبيقها في سوق العمل وإيجاد فرصة عمل مناسبة أو حتى تشكيل مشروع خاص بها في نطاق المهارات التي تعلمتها.
تستطيع المرأة خدمة مجتمعها وبيئتها من خلال عملها في القطاع المجتمعي ومن أمثلة ذلك: [3]
- تطوير برامج لخدمة المرأة وتمكينها وتعزيز دورها في المجتمع والبيئة التي تعيش فيها ومنحها المزيد من الفرص للنجاح والتميز والتأثير الإيجابي على نفسها ومجتمعها.
- نشر التوعية والتثقيف بما يتعلق بقضايا المرأة وحقوق المرأة ومساهمات المرأة في بناء المجتمع ونهضته وتطويره وتحسين مستوى الحياة.
- محو الأمية ومنح النساء غير المتعلمات أو الأميات الفرص لتعلم حرف ومهن تفيدهن على الصعيد الاقتصادي والمالي وتنمي شخصياتهن وتصقلها على الصعيد الإنساني والمجتمعي والشخصي.
- المطالبة بتعديل التشريعات والقوانين التي قد تظلم المرأة أو يمكن استخدامها كسلاح للضغط على المرأة خاصة بالأمور المتعلقة بحضانة الأطفال للأمهات في حال وقوع الطلاق والانفصال عن الزوج أو غيرها من القضايا التي تحتاج وقوفاً وتكاتفاً مجتمعياً من النساء والرجال أيضاً للمطالبة بتلك الحقوق وحماية النساء.
- القضاء على أشكال تعنيف المرأة والتحرش بالمرأة والتمييز الجندري ضد المرأة في بيئات العمل والتعلم والترفيه في المجتمع.
- حماية الفتيات اليافعات من الاستغلال والابتزاز والانحراف واستغلال طاقاتهن ورغبتهن بالإنجاز والعطاء والتأثير الإيجابي في بيئاتهن.
ما يمنع المرأة من التقدم والإنجاز ويقف سداً منيعاً يجب على المرأة كسره وتجاوزه لتكون مؤثرة في بيئتها عدد من المعيقات والتحديات نذكر أبرزها في النقاط التالية:
- النظرة المجتمعية: الصورة النمطية المزروعة في عقول الأفراد حول المرأة تشكل تحدياً كبيراً أمامها وخاصة عندما يتم التعامل مع امرأة ناجحة ومنجزة ولها تأثير إيجابي وفعال في مجتمعها، حيث يحاول بعض أفراد المجتمع كبح جماحها وتقليص نجاحها والتقليل منه من خلال الصور النمطية حول المرأة وضعفها وصعوبة نجاحها وهو أمر ينفيه الواقع بالدليل القاطع.
- الخوف من كلام الناس: بعض النساء تتراخى في المشاركة الفاعلة في مجتمعها خوفاً من كلام الناس وكثرة الأقاويل حول المرأة التي لها مركز ودور بارز ولا تقبل الخضوع والخنوع بل تسعى للمشاركة في صنع القرار والمساهمة في بناء وتنمية مجتمعها بعلمها ومهاراتها وخبراتها المكتسبة.
- التعرض للتحرش: التحرش بكل أشكاله اللفظي والجنسي والبدني والتعنيف والاستقواء على المرأة كل هذه الآفات تشكل تحدياً أمام المرأة لإبراز دور فاعل في المجتمع والمساهمة في التغيير والتطوير والتنمية وتحسين كافة مناحي الحياة الخاصة بها وبأسرتها وبمجتمعها ككل باعتبارها ركناً من أركانه وجزءاً من مكونات الشعب.
- التشكيك بقدرات المرأة في العمل: ارتباطاً بالصور النمطية المأخوذة عن المرأة على أنها كائن ضعيف وعاجز عن القيام بالمهمات دون مساعدة الرجل، تواجه العديد من النساء تحدياً مرتبطاً بالتقليل من قدراتها والتشكيك من إمكانية نجاحها في عملها أو إنجازه بالشكل الذي قد ينجزه فيه الرجل! هذه الفكرة المغلوطة أثبتت عكسها كثير من السيدات الناجحات والرائدات في السياسة والاقتصاد والأعمال والمجتمع حيث كنّ في كثير من الحالات أفضل من الرجال الذين ينافسونهم.
- قلة الوعي لدى النساء: خاصة في المناطق النائية أو البعيدة عن العواصم يكون الوعي لدى النساء قليلاً بما يتعلق بحقوقهن وواجباتهن المشرعة في القوانين المعمول بها في البلاد وكيفية المطالبة بها وضمانها وصيانتها من الانتهاك والاستغلال والضياع. فنجد الحملات التوعوية منتشرة خاصة بالأمور المتعلقة بحقوق المرأة والتعنيف ضد المرأة وحقوق المرأة المالية من الميراث وغيرها من القضايا إضافة لحقوق الأمومة والحضانة.