أنواع اضطرابات الأكل وطرق علاج اضطرابات الشهية
تعاني فئة كبير ة من الأشخاص من اضطرابات الأكل فمنهم من يتناول الطعام بشكل مفرط ويصاب بالسمنة ومنهم من يرفض الطعام ولا يتناول الكميات الكافية الضرورية للجسم، إلى هذا الحد يكون الأمر قابل للسيطرة ولكن يوجد أشخاص يعانون من اضطرابات ناتجة عن أمراض نفسية فمثلاً منهم من يفرط في تناول الطعام ويتخلص منه بالتقيؤ بعدها، لذلك تختلف أنواع اضطرابات الطعام وتعتبر أمر خطير يحتاج تدخل طبي، فما هي هذه الاضطرابات وما هي أنواعها وكيف يتم علاجها؟
اضطرابات الأكل هو مصطلح يشمل مجموعة من الحالات التي مثل الأكل غير الطبيعي أو الأكل المتقطع وسوف نوضح هنا بعض النقاط المتعلقة باضطرابات الأكل: [1]
- اضطرابات الأكل هي حالات صحية عقلية تتطلب تدخل طبي بالإضافة إلى خبراء نفسيين.
- تشمل اضطرابات الأكل مجموعة من الحالات النفسية التي تؤدي إلى تطور عادات غير صحية للأكل قد يبدأ بهوس الطعام أو الهوس بوزن أو شكل الجسم.
- اضطرابات الأكل حالة من فقدان السيطرة على عادات الأكل يمكن أن تتطور وتسبب أضرار خطيرة ويمكن أن تكون دائمة على الصحة العقلية والجسدية.
- الذين يعانون من اضطرابات الأكل يمكن أن يكون لديهم مجموعة متنوعة من الأعراض والسلوكيات مثل الإفراط في الطعام ثم تحريض الإقياء أو المبالغة في ممارسة التمارين الرياضية.
- يمكن أن تؤثر اضطرابات الأكل على النساء والرجال في أي مرحلة من مراحل الحياة لكن تكثر الإصابات بين الشابات المراهقات اللواتي يسيطر عليهن هوس فقدان الوزن والرشاقة.
هناك عدة أنواع من اضطرابات الأكل تختلف فيما بينها من حيث الأعراض والأسباب والنتائج لذلك سوف نوضح هنا أنواع اضطرابات الأكل: [1-2-4]
- فقدان الشهية العصبي: هو الاضطراب الأكثر شيوعاً وشهرة وخاصة عند الشابات خلال سن المراهقة ويتميز هذا النوع بأن الأشخاص يقومون بمراقبة وزنهم باستمرار ويظنون أنهم يعانون من زيادة في الوزن ويحاولون تقليل السعرات الحرارية بشكل كبير وتشمل أعراض هذا النوع من الاضطرابات:
- نقص الوزن بشكل كبير بالمقارنة مع الأشخاص من نفس العمر والطول.
- خوف شديد من اكتساب الوزن مع استمرار السلوكيات لتجنب زيادة الوزن بالرغم من نقص الوزن الملحوظ.
- قد يكون فقدان الشهية ضار جداً بالجسم مع مرور الوقت لأنه يمكن أن يؤدي إلى أعراض هشاشة العظام والأظافر وفي الحالات الشديدة يؤدي إلى فشل القلب أو الدماغ.
- كما تتضح الأعراض أيضاً بتأثير كبير لوزن الجسم على الصحة النفسية للمريض فينظر إلى جسمه بصورة مشوهة كما أنه ينكر إنقاص الوزن ويملك المريض في هذا النوع ضعف في تقدير الذات.
- الشره المرضي العصبي: هو حالة مرضية نفسية من زيادة الشهية تتطور إلى نوبات يأكل المريض خلالها كميات كبير من الطعام بفترة زمنية قصيرة تستمر النوبة حتى شعور المريض بالألم من الكمية التي تناولها وتشمل أعراض هذا النوع من الاضطرابات:
- يمكن أن تحدث نوبات الشراهة تجاه الطعام مع أي نوع من الطعام حتى ولو كانت الأطعمة التي يتجنبها المريض عادة أو لا يرغب بها.
- يحاول المريض بعد هذه المشكلة التطهير للتخلص من الألم أو التخلص من السعرات الحرارية التي تناولها عن طريق تحريض الإقياء القسري أو استخدام الملينات أو مدرات البول أو القيام بالتمارين الرياضية.
- يتميز المريض هنا بالوزن الطبيعي حيث أنه يخاف من زيادة الوزن على الرغم من أن الوزن طبيعي جداً.
- قد يتعرض المريض للإصابة بالتهاب الحلق وتورم الغدد اللعابية وتآكل مينا الأسنان بسبب الإقياء المستمر وتهيج الأمعاء.
- في الحالات الشديدة يمكن أن يسبب خلل في مستويات الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم وبالتالي يتعرض المريض لسكتة دماغية أو نوبة قلبية.
- اضطراب الأكل بشراهة: يتشابه هذا الاضطراب مع الشره المرضي العصبي حيث أن المريض يأكل كميات كبيرة من الطعام خلال فترة قصيرة ويختلف بأن المريض لا يستخدم سلوك التطهير كالإقياء القسري أو الإفراط وممارسة الرياضة وتشمل أعراض هذا النوع:
- يشعر المريض بفقدان السيطرة على الطعام فيأكل دون أن يكون قادر على التوقف.
- عدم استخدام سلوك التطهير كالإقياء القسري أو استخدام مدر للبول لخسارة السعرات الحرارية التي تم تناولها.
- الشعور بالخجل أو الذنب عند التفكير بسلوك الأكل بشراهة.
- يعاني المرضى المصابين بهذا النوع من السمنة، وبالتالي يتعرضون لخطر الأمراض الناتجة عن السمنة مثل أمراض القلب.
- اضطراب بيكا: هو اضطراب يتضمن تناول أشياء لا تعتبر طعاماً حيث أن المرضى بهذا النوع يأكلون الثلج أو التراب أو الصابون أو القماش أو الحصى أو الطباشير على الرغم من أنه يحدث في كافة الأعمار إلا أنه أكثر شيوعاً بين الأمهات الحوامل أو الأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة العقلية، ويصاب المرضى بهذا النوع بخطر التسمم والالتهابات وإصابات الأمعاء ونقص التغذية، وبحسب على المواد التي يتم تناولها قد يكون الاضطراب من هذا النوع قاتل.
- اضطراب الاجترار: هو اضطراب يقوم فيه المريض بتقيؤ طعام سبق له أن مضغه وابتلعه ثم إعادة مضغه وبلعه أو بصقه، يحدث هذا الاجترار خلال أول 30 دقيقة بعد الوجبة ولا يشبه الحالات الطبية مثل الارتجاع المعدي، يمكن أن يتطور هذا الاضطراب أثناء الرضاعة أو الطفولة أو البلوغ، عند الرضع تختفي عادةً من تلقاء نفسها إذا لم يتم حل اضطراب الاجترار عند الرضع يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن وسوء التغذية الحاد الذي يمكن أن يكون قاتلاً، قد يقلل البالغون المصابون بهذا الاضطراب من كمية الطعام الذي يتناولونه وهذا قد يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل كبير تتمثل أعراض هذا النوع:
- إسهال أو إمساك حسب الحالة.
- وجع بطن مع حرقة في المعدة.
- صداع ودوخة مع صعوبة في النوم.
- اضطراب تقييد تناول الطعام: يعرف هذا المصطلح من قبل الأطباء باسم اضطراب التغذية للرضع والطفولة المبكرة كان في السابق يتم تشخيصه للأطفال دون سن السابعة ولكن فيما بعد تم معرفة أنه يمتد حتى فترة البلوغ ولا ينتهي في السابعة من العمر، ويعاني المرضى من هذا النوع من اضطراب في تناول الطعام إما بسبب عدم الاهتمام بالأكل أو بسبب النفور من بعض الروائح أو الأذواق تشمل أعراض هذا النوع:
- تقييد تناول الطعام الذي يمنع الشخص من تناول السعرات الحرارية أو العناصر الغذائية الكافية.
- فقدان الوزن أو ضعف بالنمو بالنسبة للعمر والطول.
- نقص المغذيات أو الاعتماد على المكملات الغذائية أو التغذية بالأنبوب.
أسباب اضطرابات الأكل عادةً ما ترتبط بالسلوك والوضع النفسي، حيث أن الأسباب العضوية لهذه الاضطرابات غير معروفة وقليلة، ومن الأسباب التي يمكن أن تسبب اضطرابات الأكل نذكر:[4]
- الأسباب العائلية: من الممكن أن يملك المريض تاريخ عائلي من اضطرابات الطعام والاكتئاب.
- الإدمان: قد تنتج الاضطرابات في الطعام عن الإدمان على المخدرات أو الكحول.
- أسباب نفسية: من الممكن أن يتعرض المريض إلى عدة انتقادات تؤثر على نفسيته بشكل سلبي فمثلاً الانتقادات على شكل جسم المريض أو وزنه أو عاداته الغذائية مما يؤدي في نهاية المطاف إلى الإصابة باضطرابات الأكل.
- هوس الوزن والرشاقة: قد يكون المريض مهووساً بنقصان الوزن نتيجة تعرضه لضغط من المجتمع أو من العمل فمثلاً من يعمل في عرض الأزياء أو راقصات الباليه أو الرياضيين يكون لدى هؤلاء الأشخاص هوس في نقصان وزنهم بشكل دائم لتلبية متطلبات العمل.
- اضطرابات في الشخصية: يكون لدى المرضى الذين يملكون شخصية ضعيفة تدني في احترام الذات وعدم الثقة بالنفس ويمكن أن يتعرض هذا النوع من المرضى النفسيين لاضطرابات في الأكل.
يجب على الأهل الاهتمام بتغذية أبناءهم خاصة المراهقين، وذلك من أجل تضافر الجهود لعلاج اضطرابات الأكل لديهم وذلك لضمان عدم تفاقم المشكلة وخروج المرض عن السيطرة لأن عواقبه تكون خطيرة على المريض، ومن طرق العلاج نذكر: [2]
- العلاج النفسي لاضطرابات الأكل والشهية: هو الأهم بالدرجة الأولى ويشمل:
- العلاج السلوكي المعرفي: يعمل على تحسين التفكير لتغيير سلوك الشخص.
- العلاج السلوكي الجدلي: يعلم مهارات التأقلم لمساعدة الشخص على إدارة وفهم عواطفه، وقد يساعده على التعامل مع أحداث الحياة التي سببت في اضطراب الأكل لدى المريض.
- علاج القبول والالتزام: علاج سلوكي قائم على اليقظة الذهنية والهدف تعليم الناس كيف تعيش مع القبول أن الألم جزء لا مفر منه من الحياة من خلال الاعتراف بالأفكار المؤلمة، بالتالي يمكن للشخص أن يحسن من المشاعر السلبية التي تسبب اضطرابات الأكل.
- العلاج المعرفي: يعتمد على تقوية المهارات العقلية المختلفة فيتمكن المريض من إدارة حياته اليومية بشكل أفضل ويفكر بشكل أكثر مرونة مما يجعل ثقته بنفسه تزداد مما يؤدي إلى علاج اضطرابات الأكل.
- العلاج القائم على الأسرة: يتخصص هذا النوع من العلاج النفسي للأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطرابات الأكل، يتطلب العلاج من الآباء أن يتحكموا في وجبات الأطفال لمنعهم من الحاجة إلى دخول المستشفى وتشجيع الطفل على الأكل الصحي.
- العلاج الطبي لاضرابات الأكل: هذا العلاج الذي يتطلب رعاية طبية في المستشفى ويمكن أن يشمل إعطاء صادات حيوية ومضادات اكتئاب ومثبتات الحالة المزاجية مع العلم أن هذه الأدوية لا يتم تناولها إلا تحت إشراف طبيب مختص بالإضافة إلى استشارة الأخصائيين في التغذية من أجل تحسين العلاج وتسريع الشفاء.
منذ أن تبدأ العائلة بملاحظة تغيرات على أطفالهم أو أبنائهم بأي عمر يجب العمل على بدء العلاج النفسي حتى لا تتفاقم المشكلة ولكن يوجد حالات معينة تتطلب إسعاف سريع وتدخل طبي فوري منها: [3]
- في حال كان يعاني الشخص من نقص حاد في الوزن مع تعب عام وعدم القدرة على الأكل.
- عندما يلاحظ الأهل على المريض علامات عدم القدرة على التنفس هنا يجب طلب المساعدة الطبية الفورية.
- كما أنه يجب طلب الإسعاف بشكل سريع في حال تناول المريض شيئاً ما ساماً أو قاتلاً.
في هذا الفيديو يناقش أحمد الهاشمي قضية هوس الرشاقة والشكل المثالي للجسم الذي يدفع الكثيرين إلى اتباع أنماط حياة غير صيحة وغير ملائمة، كما يتوقف مع تأثير النظرة الاجتماعية لأصحاب الوزن الزائد والمعايير العامة التي قد تلعب دوراً في تطوير اضطرابات الأكل والشهية لدى الأفراد، شاهد الفيديو من خلال النقر على علامة التشغيل أو من خلال الانتقال إلى حِلّوها tv عبر النقر هنا: