إيجابيات وسلبيات الزواج من أجنبية
موضوع الزواج يعود طبعاً للقسمة والنصيب والقدر إلا أنه في بعض الحالات يجب التفكير ملياً وإعادة النظر في بعض الزيجات لتجنب المشاكل والإخفاق والفشل في هذه التجربة. في هذه المقالة عن إيجابيات وسلبيات الزواج من أجنبية سنتحدث عن مزايا وعيوب هذا الزواج للرجل العربي كما عن التحديات التي تعيق نجاح هذا الزواج والمقترحات التي يمكن من خلالها تجنب أي مشاكل وتجاوز أي خلافات وتحقيق زواج ناجح.
الصورة النمطية المطبوعة لدى عقول الكثير من الرجال تكون هي الحافز والدافع الأول للتفكير بالزواج من أجنبية ومن هذه الصور النمطية السائدة والمنتشرة في المنطقة العربية والتي لا نتبناها ولا نؤكد صحة جميع أفكارها: [1]
- الزواج من أجنبية يجعلك تعيش حياة سعيدة: بصورة عامة الحياة السعيدة هي التي تبنى على التفاهم والحب والاحترام بغض النظر عن الجنسيات! لذا فالصورة مغلوطة لاقترانها بالجنسيات وهذا أمر غير صحيح إطلاقاً.
- الزواج من أجنبية يحقق لك الاشباع الجنسي: بحسب ما يتم تداول من أفكار حول النساء الأجنبيات يظن الكثير من متابعي الأفلام الإباحية تحديداً أن النساء الأجنبيات هن فقط المثيرات والقادرات على إشباع الرغبة الجنسية لدى الرجل إلا أن هذا أمر غير صحيح أيضاً، فجميع ما يرد في الأفلام الإباحية هو تمثيل وهدفه تحقيق أرباح مادية فقط.
- المرأة الأجنبية أجمل من المرأة العربية: الجمال موضوع نسبي فبعض الرجال يستهويهم الجمال الأوروبي والبعض الآخر ينجذب للجمال العربي الأصيل، لذا فكرة تفضيل الجمال هي أمر نسبي يعود لكل شخص وليست قاعدة أو مرجعية للارتكاز عليها عند التفكير بالزواج من أجنبية.
- المرأة الأجنبية متطلبة أقل من المرأة العربية: احتياجات الحياة والمتطلبات التي يحتاجها كل إنسان رجلاً كان أم امرأة يعتمد على نمط حياته الاعتيادي وسقف طموحه وأحلامه، لذا لا علاقة للمتطلبات الحياتية بالجنسيات! كما أن بعض الطباع السيئة كالبخل والاستغلال موجودة لدى كثير من الأشخاص وهي تمثلهم لا تمثل جنسياتهم
عزيزي الرجل الذي تفكر بالزواج من أجنبية سنقدم لك هنا مجموعة إيجابيات وميزات ستحظى بها في حال وجدت الفتاة المناسبة التي تبحث عنها وتم النصيب بينكما ومن هذه الفوائد: [2]
- الحصول على الجنسية الأجنبية: يسعى الكثير من الرجال للهجرة أو البحث عن أي طريقة للحصول على جنسية دولة أجنبية إما للهجرة والعيش فيها أو لإيجاد فرص عمل فيها أو لاستكمال دراساته العليا في تلك الدولة، ويكون خيار الزواج من أجنبية من أبرز الخيارات التي تسهل تحقيق جميع هذه الأهداف.
- تخفيف أعباء وتكاليف الزواج والمهر والزفاف: بعض الرجال يفكرون في الاقتصاد وتوفير المصاريف حيث أن الزواج من الأجنبية لا يحتاج سوى خاتم زواج وعقد قران ومن الممكن إقامة حفل عشاء بسيط للمقربين مقارنة بالعادات السائدة في المنطقة العربية التي تعتبر عبئاً مالياً ونفسياً كبيراً على الرجل.
- منح الأبناء مستقبلاً الجنسية الأجنبية: اذا فكر الرجل في مستقبل أبنائه الذين سينجبهم فقد يكون من رأيه أن زواجه من أجنبية وإنجابه منه سيمنح أبناءه الجنسية الأجنبية التي تحملها الأم ما يعود عليهم بالفوائد الكثيرة كزيادة فرص الأبناء مستقبلاً في التعليم ودخول الجامعات الأجنبية كمواطنين يحملون جنسية تلك البلاد ويحصلون على الامتيازات الخاصة بتلك الجنسية.
- اتاحة فرص للعمل واكمال الدراسة في دولة أجنبية: قد يفكر الرجل الزواج من أجنبية من أجل تحقيق مصالح خاصة به كالبحث عن فرص عمل في تلك الدولة الأجنبية أو استكمال دراسته في تلك البلد في حال تزوج من امرأة تحمل الجنسية والتي بدورها تقوم بمنحها لزوجها ضمن شروط وضوابط تحددها كل دولة.
- التعرف على عادات وثقافات شعوب مختلفة: والعيش في أجواء من الاكتشاف بسبب كثرة الاختلافات بين الزوجين قد يرى البعض أن الحياة مغامرة والعيش مع شريكة من بيئة وحضارة وتفكير مختلف قد يجعل من الحياة حيز للتعلم والاكتشاف والمعرفة وكسر الروتين الاعتيادي للحياة.
على الصعيد الآخر بالطبع الزواج من أجنبية له بعض المخاوف والسلبيات المحتملة ومنها: [3]
- اختلاف المرجعيات لدى الزوجين: في كل مجتمع وبيئة ومنطقة ودولة يوجد عادات وقيم وأفكار سائدة ورائجة لأهل تلك البقعة الجغرافية، عند الزواج من أجنبية يصطدم الرجل العربي بالمرجعيات المختلفة سواء المرجعيات الاجتماعية أو الدينية أو حتى الفكرية بينه وبين المرأة التي يود الزواج منها، هذا ما قد يجعل الحياة معقدة وصعبة ويقتل جميع سبل التفاهم في حال عدم وجود أرضية مشتركة ومفاهيم يتفق عليها كلا الزوجين لاستدامة واستمرار الحياة الزوجية ونجاحها.
- عدم القدرة على فهم عقلية الآخر بطريقة كاملة: الاعجاب لا يعني أنك قادر على فهم عقلية المرأة الأجنبية، فهي عاشت بفكرها وأسلوب تحليلها للأمور وبمرجعياتها الخاصة بصورة مغايرة لما عشته أنت! ما قد يزيد من الفجوة بين الزوجين ويسبب فشل هذا الزواج.
- الاعتياد على نمط حياة قد يصعب تغييره أو تقبل النمط الجديد: فمثلاً طريقة لبس المرأة الأجنبية قد لا يروق للزوج وغيرها من السلوكيات التي تشكل نمط حياة اعتادت عليه هذه المرأة في بلدها وفي حال رغبة الرجل العربي الارتباط بها فعليه فهم أن تغيير نمط الحياة بشكل كلي أمر صعب جداً وإن لم يكن هنالك دافع لدى المرأة نفسها فلن يستطيع تغييرها.
- قد يتأثر الأبناء من الناحية العقائدية والدينية في حال كان الوالدين من ديانتين مختلفتين: من سلبيات الزواج من أجنبية ضياع المرجعية الدينية للأبناء في حال كانت الأم الأجنبية تنتمي لديانة مختلفة أو كانت غير ملتزمة بالقواعد الشرعية والتطبيقات الدينية لدين زوجها.
- الخوف من أخذ الأبناء مستقبلاً وحرمان الأب من رؤيتهم: في ظاهرة سمعنا عنها كثيراً أن تقوم الأم الأجنبية بأخذ أبنائها معها إلى بلدها وترك الزوج في بلد آخر وحرمانه من رؤية أبنائه أو التواصل معهم يشكل هاجساً! وبالرغم من أنها قد تكون حالات وتصرفات فردية إلا أنها حدثت وقد تكون إحدى سلبيات هذه الزيجة.
- عدم التفاهم في تفاصيل الحياة وتربية الأبناء: اختلا أفكار العرب عن الأجانب تظهر جلية في مرحلة تربية الأبناء فالاختلافات تكون جوهرية وليست عابرة أو بسيطة في كثير من الحالات! لذا يجب التأكد من مدى التوافق الفكري حتى في أسلوب تربية الأبناء مستقبلاً.
من التحديات التي قد تواجه الرجل حيال رغبته بالزواج من أجنبية: [4]
- رفض أهل الرجل زواجه من أجنبية بسبب الصورة النمطية والأفكار التي يعتبر بعضها مغلوطاً وخاطئاً عن الفتاة الأجنبية.
- الصدمة العاطفية والنفسية والفكرية بعد زوال تأثير الانبهار الأول بين الرجل العربي والمرأة الأجنبية والشعور بمدى الفجوة والاختلاف بينهما.
- صعوبة تأقلم المرأة الأجنبية التي تعيش في انفتاح وتحرر في بعض المجتمعات العربية المحافظة التي قد تأسرها جزءاً من حريتها والنمط الذي اعتاد على العيش فيه.
- قيام الزواج على أساس المصلحة والاستغلال فقط حتماً ستكون نهايته غير سعيدة وخاصة في حال وجود أطفال ما يعود عليهم بالأثر السلبي.
بعدما استعرضنا مجموعة من الإيجابيات والسلبيات والتحديات التي قد تواجه الرجل العربي في حال قرر الزواج من أجنبية نؤكد أن جميع ما ذكر هو احتمالات قد تصيب وقد تخطئ لأن التعميم وأخذ صورة واحدة وجامدة عن الآخر أمر غير منطقي، فقد تكون بعض الحالات ناجحة جداً وبعضها فاشل. وهنا نقدم لكم مجموعة من النصائح لإنجاح الزواج من أجنبية: [5]
- اختيار المرأة الأجنبية بعد التأكد من مدى التوافق الفكري والعقلي والانسجام العاطفي والروحي بين الرجل العربي والمرأة الأجنبية.
- محاولة تقريب وجهات النظر وشرح الأفكار الخاصة بكل طرف من الطرفين قبل الارتباط لدراسة مدى إمكانية قبول الآخر كما هو.
- الحياة الزوجية الناجحة تقوم على الاحترام والثقة والحنان المتبادل وغير ذلك هي أمور يتم بناؤها على هذه الأعمدة الثلاثة.
- صلّ صلاة استخارة وقم باستشارة المقربين من قبل إقدامك على قرار الزواج من أجنبية أو حتى الزواج بصورة عامة لعل الله يختار لك الأفضل ويسخره لك.