تعليم الكتابة للأطفال وطرق تدريب الطفل على الكتابة
يشعر الآباء والأمهات بفرحة كبيرة عندما يبدأ أطفالهم الصغار بإدراك الأمور أو التصرف كالكبار، لذا نجد اهتماماً كبيراً من الأهل حول تعليم الطفل القراءة والكتابة وبعض أساسيات الحساب. في هذه المقالة عن تعليم الكتابة للأطفال سنتحدث عن الوقت الأنسب لتعليم الأطفال الكتابة وما هي المهارات والأدوات التي يجب امتلاكها قبل بدء تعلم الكتابة. ثم سنتحدث عن التحديات والصعوبات التي تواجه تعليم الكتابة للأطفال وأهمية استخدام الألعاب ونظام الحوافز في تعليم الأطفال الكتابة.
متى يجب أن يتعلم الطفل الكتابة؟
أظهرت دراسة أجريت عام 2017 أن الأطفال يبدؤون تعلم مهارات الكتابة منذ عمر الثلاث سنوات، على عكس الفكرة السابقة التي تقوم أنه بعد مرحلة رياض الأطفال أو الحضانة يبدأ الطفل بأول خطوات ومراحل تعلم الكتابة! حيث وجد الباحثون أن الأطفال يتعلمون أساسيات الكتابة قبل أن يتعلموا ماهية الحروف التي تمثل أصواتًا معينة وهذه مفارقة لما كان معتقداً سابقاً أن العكس هو الصحيح. [1]
كما أن الأطفال في هذه المرحلة العمرية يكونون قادرين على تمييز النمط البصري للكلمات فيميزون طول وقصر الكلمة حتى دون إدراك ووعي لما تحمله هذه الكلمات من معانٍ ومدلولات. لذا ينصح ببدء تعليم الأطفال الكتابة من عمر الثلاث سنوات بالوضع الطبيعي إلا أذا كان الطفل يعاني من مشاكل صحية أو عصبية خاصة بما يتعلق بالأعصاب والمفاصل وعضلات اليدين والأصابع وغيرها من الأمراض والمشاكل التي تعيق استخدام أدوات الكتابة بشكل سليم من قبل الطفل ويؤثر في تحسين مهارات القراءة والكتابة معاً.
مهارات يجب تعلمها قبل بدء تعليم الكتابة للأطفال
قبل أن يبدأ الطفل إمساك القلم والدفتر وتعلم الكتابة يتوجب أن يكون لديه بعض المهارات الأساسية التي تؤهله لتعلم الكتابة واتقانها، ومن هذه المهارات الضرورية ما يلي: [2]
- مهارة التركيز: لتعلم الكتابة يجب ان لا يكون الطفل من الأطفال الذين يعانون من التشتت وعدم القدرة على الانتباه والتركيز أثناء أداء أي مهارة أو نشاط! وقد يحتاج الأهل لعرض طفلهم على مختص لتقييم وضعه في حال استمرت مشكلة عدم قدرته على التركيز، وانعكاساً على تعليم الكتابة فلن يكون الأهل قادرين على تعليم الطفل المتشتت ضعيف التركيز أساسيات الكتابة إلا بعد حل مشكلة التشتت وانعدام التركيز.
- مهارة عضلية للامساك بالأشياء باليد: تنمو عضلات الجسم تدريجياً مع الطفل وتبدأ بالتخصص والتمكن أكثر مع الوقت من خلال ممارسته لأنشطة بسيطة يستخدم فيها تلك العضلات لتصبح أقوى وأقدر على تأدية وظائفها ومنها قدرته على الإمساك بالأشياء بكلتا يديه ثم يد وحدة لتتطور المهارة شيئاً فشيئاً حين تصبح لديه مهارة عضلية للامساك بالأشياء بين الأصابع وهي المرحلة الأقرب لتعليم الطفل مهارة الكتابة بشكل فعال وسليم.
- مهارة التحكم بالأشياء التي يمسكها الطفل: عندما يتمكن الطفل من التحكم بالأشياء التي يمسكها أي أن يكون هو صاحب قرار تحريكها أو ثباتها عضلياً وعقلياً بصورة متناسقة يكون هنا الطفل قادراً على بدء تعلم الكتابة.
- أساسيات مهارات الكلام والتفاهم مع الآخرين لغوياً: الكتابة والكلام هما أدوات لغوية يتم استخدامهما للتعبير وإيصال الأفكار والمشاعر، وعندما نريد أن نعلم الطفل الكتابة فإنه يجب أن يستوعب علينا الارشادات والتعليمات التي يتم توجيهها له، لذا يمكن بدء تعليم الطفل الكتابة عندما يكون قادراً على استيعاب وفهم ما يقوله له الكبار ولو بشكل مبدئي وبسيط وفقاً لصغر سنه وقلة مخزونه من المفردات والكلمات المستخدمة من اللغة.
- عدم وجود مشاكل في العين أو حاسة البصر عموماً: لا يستطيع الطفل تعلم الكتابة في حال كان يعاني من مشاكل في عينه أو ضعف وعدم قدرة على الرؤية والإبصار بشكل واضح وكامل.
- عدم وجود مشاكل في صعوبات التعلم: في حال وجود مشاكل في التعلم تسمى صعوبات التعلم وبطء التعلم لدى الأطفال فإنه يجب اللجوء لمختص في مجال صعوبات التعلم لتوجيه الأهل لكيفية التعامل مع هذه المشكلة وتجاوزها واستكمال مسيرة التعليم مع طفلهم لاحقاً.
يمكن تقسيم مراحل تعليم الكتابة أو الرسم حتى للطفل من عمر 15 شهراً أي سنتين تقريباً إلى ثلاث سنوات إلى أربع مراحل والمرحلة الخامسة تكون للأطفال أكبر من 3 سنوات وتكون ضمن الترتيب الزمني التالي: [3]
- مرحلة الخربشة العشوائية (15 شهرًا إلى سنتين ونصف): يبدأ الأطفال الصغار إدراك أن حركاتهم تؤدي إلى ظهور الخطوط والخربشات التي يرونها على الصفحة. عادة ما تكون هذه الخربشات نتيجة حركات كبيرة من الكتف مع قلم التلوين أو قلم التحديد في قبضة الطفل. في هذه المرحلة يستمتع العديد من الأطفال بردود الفعل التي يتلقونها من حواسهم.
- مرحلة الخربشة الخاضعة للرقابة (سنتان إلى 3 سنوات): يطور الأطفال سيطرتهم على عضلات أيديهم وأصابعهم أكثر في هذه المرحلة لتبدأ خربشاتهم في التغيير وتصبح أكثر تحكماً. قد يقوم الأطفال الصغار بوضع علامات متكررة على الصفحة أو رسم دوائر مفتوحة أو خطوط قطرية أو منحنية أو أفقية أو عمودية. مع الممارسة والوقت ينتقل الأطفال إلى إمساك القلم أو قلم التحديد بين إبهامهم وإصبع السبابة.
- مرحلة الخطوط والأنماط (من 2 إلى 3 سنوات): يفهم الأطفال في هذه المرحلة أن الكتابة تتكون من خطوط ومنحنيات وأنماط متكررة. يحاولون تقليد هذا في كتاباتهم والتي تشمل الخطوط والنقاط والمنحنيات
- مرحلة صور الأشياء أو الأشخاص (3 سنوات إلى 5 سنوات): عندا يبدأ الأطفال بالكتابة والرسم ويختارون رسم أشخاص وصور فإنهم يرسمون ما يتخيلونه وبحسب قدرتهم العضلية على التحكم بالقلم أو الألوان ثم يسمونها بأسماء أشخاص وأشياء مألوفة لديهم.
- مرحلة ممارسة الحروف والكلمات (من 3 إلى 5 سنوات): يبدأ الأطفال بكتابة الأحرف بأسمائهم الخاصة لأن هذه الأحرف مألوفة لهم أكثر من غيرها. كما أنهم يصنعون "رسائل تخيلية" عن طريق نسخ أشكال الحروف المألوفة ويفترضون غالبًا أن الرسالة التي تم إنشاؤها يجب أن تكون حقيقية لأنها تبدو مثل الأحرف الأخرى التي رأوها.
هنالك عدد من التحديات التي قد تعيق عملية تعليم الكتابة للأطفال منها: [4]
- التشتت وانعدام التركيز لدى الطفل بصورة عامة وليس فقط عند تعليمه الكتابة أو أي مهارة مفيدة.
- الانشغال بالألعاب وتفضيلها على أوقات التعلم وهنا يجب على الأهل الانتباه لإمكانية استخدام الألعاب في عملية التعلم.
- وجود مشاكل في بطء الفهم وصعوبات التعلم التي تختلف أسبابها فبعضها عضوي وبعضها نفسي وفي كلتا الحالتين يجب الرجوع للشخص المختص للمساعدة.
- ضعف عضلات اليد والأصابع، إذا كان الضعف شديداً يجب إجراء فحوصات للعظام والحديد في جسم الطفل.
- عدم ميل الطفل للتعلم وبكائه عند إجباره على التعلم والحل بعدم إجبار الطفل على التعلم حتى لا تكبر العقدة من التعلم لديه بل البحث عن حوافز ووسائل تشجيعية.
لتحقيق أفضل مخرجات وتحقيق تعليم ناجح للأطفال بأساسيات الكتابة إليكم هذه الأسرار: [5]
- اللعب هو نشاط محبب لدى الأطفال يجب استثماره في تعليم الأطفال كثير من الأمور ومنها الكتابة، حيث يمكن شراء الألعاب التي تعلم الطفل تمييز شكل الأحرف ومحاولة تتبع الخطوط والأشكال تدريجياً ليصل لمرحلة تعلم الكتابة.
- استعراض القصص الخاصة بالأطفال والتي تحتوي على جزء مكتوب إضافة للصور والرسومات وذلك لتحفيز الطفل على تمييز أشكال الحروف والكلمات وطباعتها في مخيلته لتسهيل مرحلة تعليمه كتابتها.
- تنمية مهارات الطفل الحركية من خلال الألعاب الحركية التي تتطلب منه التركيز واستخدام يديه وأصابعه بإحكام وقوة ومع الوقت يصبح قادراً على استخدامهم في تعلم الكتابة.
- شراء أدوات الكتابة المميزة من أقلام ودفاتر كتابة وألوان ودفاتر رسم وأوراق ملونة وطباشير وغيرها لتعليم الطفل الكتابة وأخذه لاختيار ما يعجبه منها ليحبها ويحب استخدامها.