إفشاء أسرار البيت وأهمية الحفاظ على الأسرار الزوجية
الحفاظ على أسرار البيت من أهم الأسس التي تبنى عليها العلاقة الزوجية الصحيحة لذلك عندما تفشى هذه الأسرار تتزعزع العلاقة الزوجية فما هي الأسرار التي يجب الحفاظ عليها وما أهميتها في الحفاظ على العلاقة الزوجية هذا ما سنتعرف عليه في المقال التالي.
يجب أن يعلم كلا الزوجين أنه لا يجب مشاركة كل خصوصيتهما مع الأهل أو الأصدقاء أو أي من الأشخاص الآخرين لأنه يجب أن تبقى مساحة خاصة للزوجين فقط وهنالك عدة أسرار يجب أن تبقى داخل المنزل نذكر منها: [2-3]
- الخلافات الزوجية: بشكل عام تكون الخلافات الزوجية أحد أهم الأسرار التي يجب المحافظة عليها ضمن نطاق المنزل لأنه في حال تم البوح بأسباب الخلافات للأصدقاء أو الأهل سوف يتدخل العديد من الأطراف وتكثر الآراء التي تدعم أحد الطرفين في العلاقة مما يجعل المشكلة أكثر تعقدياً، لذلك كلما كانت الخلافات ضمن نطاق ضيق في البيت كلما زادت فرص حلها بشكل أسرع.
- العلاقة الحميمة: قد يبدو الأمر بديهياً أن العلاقة الحميمة بين الزوجين يجب أن تبقى سريّة وخاصة بهما، لكن الكثير من الأزاوج بتجاهلون هذه الخصوصية ويفشون أسرار السرير للمقربين، مثل الشكوى من البرود الجنسي أو الحديث عن تفاصيل العلاقة الحميمة أو غيرها من مشاكل العلاقة الحميمة التي يجب أن تظل سرّاً خاصاً للزوجين دون غيرهما.
- الحالة المادية: يجب الانتباه عند الكلام عن العمل والحالة المادية أمام الناس لأن الشكوى الدائمة والتذمر من الحالة المادية تؤدي إلى العديد من الخلافات الزوجية التي تجعل الحياة الزوجية تبتعد عن الألفة والتفاهم.
- في حال كان أحد الزوجين يملك عيباً خلقياً أو مرضاً عضوياً: من المهم أن يكون الزوجين قادرين على حفظ الأسرار الشخصية مثل المرض ففي حال كان أحد الزوجين يملك مرض معين ويخضع لعلاج أو يملك عيب خلقي مخفي في هذه الحالة لا يجب أن يتم إفشاء هذا السر وذلك للحفاظ على الثقة بين الزوجين.
- أسرار الأهل: عندما يتم الزواج يكون الزوج قد عرف جميع أسرار عائلة زوجته والعكس صحيح لذلك لا يجب على أي من الزوجين إفشاء أسرار العائلة والتكلم عنها لأي شخص كان مهما بلغت الخلافات بين الزوجين لا يجب أن يتكلم أحدهما عن عائلة الطرف الآخر .
تتعدد الخلافات الزوجية الناتجة عن إفشاء أسرار البيت لذلك لابد من توضيح الأسباب التي تجعل أحد الزوجين يفشي أسرار البيت، من هذه الأسباب نذكر: [1]
- فارق العمر بين الزوجين: قد يكون فارق العمر سبب في إفشاء أسرار البيت من قبل أحد الزوجين وذلك بسبب غياب حالة التفاهم مما يجعل كل من الزوجين يطلب رأي الأشخاص المقربين لإيجاد نقط مشتركة والحفاظ على الزواج.
- التنافر بالطباع بين الزوجين: قد يكون لدى الزوجين طباع متنافرة فأحدهما يملك طبعاً نارياً والآخر يملك طبعاً بارداً، وقد يكون أحد الزوجين كتوماً ولا يحب إفشاء الأسرار والآخر ثرثاراً وهذا التنافر يشعل نار الخلافات بسبب إفشاء الأسرار بشكل دائم في البيت.
- تدخل الأهل المبالغ فيه: من أهم الأسباب التي تجعل أحد الزوجين يفشي أسرار البيت هو التدخل المبالغ فيه من قبل الأهل مع الإلحاح المستمر لمعرفة ماذا يحدث داخل البيت وهذا الإلحاح يجعل الشخص لا شعورياً يبوح بالأسرار التي لا يجب الكلام عنها خارج البيت.
- تراكم الخلافات الزوجية دون إيجاد حل لها: عدم الاستقرار والشجار المستمر يجعل الخلافات الزوجية تزداد بشكل كبير مما يؤدي إلى تراكم الخلافات على أبسط الأسباب ومن الممكن لأحد الزوجين أن يفقد السيطرة ويتكلم عن أسرار البيت وهذا بالطبع يؤثر بشكل سلبي على الحياة الزوجية وبالتالي يمكن أن تتأثر الثقة بين الزوجين.
- الإهمال من قبل أحد الزوجين: كل الأشخاص بحاجة للاهتمام بجميع مراحل الحياة وقد ينتج الإهمال والبرود في العلاقة الزوجية عن الانشغال في الصعوبات التي تواجه الزوجين خلال تأمين متطلبات حياتهم ويؤدي هذا البرود إلى الخلافات ويكون تأثيرها بشكل خاص على الزوجة فالمرأة تريد للاهتمام كثيراً وتشعر بالبرود في العلاقة أكثر من الزوج بالتالي تفقد السيطرة على نفسها وتقوم بالبوح بأسرار العلاقة الباردة وبالتالي تعرض الحياة الزوجية لخلافات عديدة.
- الزواج التقليدي دون تفاهم: قد يكون الزواج التقليدي سبباً في عدم تفاهم الزوجين وبالتالي عدم القدرة على حفظ أسرار البيت داخله وذلك بسبب تذمر الزوجين والخلافات الدائمة بينهما.
يجب أن تتمتع الحياة الزوجية بمساحة كبيرة من الخصوصية وذلك من أجل استمرارية العلاقة بالشكل الصحيح، لأن إفشاء أسرار البيت من قبل الزوجين ينتج أثار سلبية عديدة نذكر منها: [1]
- خلل في العلاقة الزوجية: تبنى العلاقة الزوجية على أساس متين من الثقة المتبادلة والألفة والتفاهم والاحترام وفي حال تم إفشاء أسرار البيت وعدم احترام خصوصية العلاقة الزوجية تفقد حينها هذه العلاقة الثقة التي بنيت عليها وبالتالي يصبح هنالك خلل في هذه العلاقة.
- التكتم عن الأسرار: أحد الآثار السلبية لإفشاء آثار المنزل أيضاً هي أنه بمجرد شعور أحد الطرفين بأن الطرف الآخر يفشي أسرار البيت فيصبح حريصاً جداً في قول الأسرار داخل البيت مما يخلق الحواجز في العلاقة الزوجية.
- فقدان الثقة بين الزوجين: يجب أن يكون هنالك ثقة قوية بأن الزوج هو الشخص المناسب لحل المشكلات التي تواجه العلاقة الزوجية مهما كان نوع أو حجم المشكلة ففي حال وجد أحد الزوجين أن الطرف الآخر يفشي أسرار البيت هذا يؤدي لا شعورياً للنظر تجاهه بأنه شريك غير مناسب لحل المشكلات في البيت.
- التغيير في سلوك الزوجين: إفشاء أسرار المنزل يحدث تغيرات في التعامل بين الزوجين ويؤثر على سلوكهما ويصبح هنالك أسرار لكل منهما عن الآخر، مما يجعل العلاقة في تنافر دائم ومشاكل لا تنتهي.
- فقدان الرغبة بالحوار: من الآثار السلبية أيضاً لإفشاء أسرار البيت هو فقدان الرغبة بالنقاش بين الزوجين لعدة أسباب فمثلاً خوف أحد الزوجين من أن الطرف الآخر قد يكذب عليه، أو أنه سأم من الأجوبة المكررة، هذه الأسباب تؤدي في نهاية المطاف إلى البرود في العلاقة الزوجية وعدم التفاهم.
الحفاظ على أسرار البيت يقوي العلاقة الزوجية ويجعلها متينة وقادرة على مواجهة ظروف الحياة لذلك سوف نوضح بعض النقاط عن أهمية الحفاظ على أسرار البيت: [2]
- الحفاظ على أسرار البيت يعزز الثقة بين الزوجين ويمنعهما من التفكير بإخفاء أي شيء عن بعضهما البعض.
- يزرع الاحترام بين الزوجين ويعزز الصراحة بينهما وبالتالي يصبح كل من الزوجين على ثقة أن الطرف الآخر قادر على تحمل مسؤولية الزواج.
- الحفاظ على أسرار البيت يحافظ على استقرار البيت وذلك لأنه يمنع تدخل أي طرف من الأهل أو الأصدقاء وبالتالي يصغر حجم المشاكل.
- الحفاظ على أسرار البيت يؤثر في تربية الأطفال حيث أنه يعلّم الأطفال مبادئ وقيم أخلاقية تجعل شخصية الطفل تنمو بشكل صحيح ومتوازن بعيداً عن النزاعات الزوجية وبالتالي تجعله صديقاً محبوباً وقادراً على تكوين صداقات حقيقية من حوله.
- بالإضافة إلى نظرة الاحترام العامة من المجتمع إلى العائلة المتماسكة التي تحفظ أسرار ها مما يجعل هذان الزوجان أهل للصداقة الجيدة من المحيط.
هنالك عدة طرق يمكن للزوجين إتباعها من أجل الحفاظ على أسرار البيت واستقراره ومن هذه الطرق نذكر: [2-3]
- الصراحة: من أهم الطرق للحفاظ على أسرار المنزل لأن الصراحة بين الزوجين تجنبهم العديد من المشاكل التي قد تحدث كما أن الصراحة تعزز الثقة بين الزوجين والاحترام المتبادل.
- وضع حدود لتدخل الأهل: من أهم الطرق للحفاظ على أسرار المنزل فيمكن لتدخل الأهل أن يكون سلبي جداً على الحياة الزوجية فإلحاح الأهل باستمرار لمعرفة ماذا يحدث داخل المنزل يدخل العديد من المشاكل إلى الحياة الزوجية لذلك وضع حد لتدخل الأهل يجنب الزوجين العديد من المشاكل.
- وضع حدود لتدخل الأصدقاء: فمن الممكن أن يكون التدخل المبالغ فيه من قبل الأصدقاء سبباً لافتعال المشاكل بين الزوجين.
- التفاهم منذ البداية على أن أسرار المنزل: فيجب أن تبقى هذه داخل المنزل ولا يجب الإفصاح عنها ووضع الحدود في العلاقة منذ البداية يجعل هذه العلاقة تنعم باستقرار دائم.
- طلب المساعدة: من الممكن في حال لم يستطع الزوجين حل خلافاتهما طلب الاستشارة من أخصائيين اجتماعيين وذلك من أجل حل المشاكل الزوجية.
الثقة هي من أهم الأساسات التي تبنى عليها العلاقات الصحيحة لذلك سوف نوضح بعض النصائح لبناء الثقة بين الزوجين: [5]
- العامل الأهم لبناء الثقة بين الزوجين هو الزمن، فتجارب الحياة والمواقف التي يتخذها كلّ من الزوجين هي التي تجعل كلّ منهما يثق بالآخر فالأمر يحتاج إلى وقت لمعرفة كل شخص ما يحب وما يكره وكيف يفكر وكيف يتصرف وما إلى ذلك.
- كلما زاد التفاهم بين الزوجين كلما زاد معه قبول اختلاف الطرف الآخر وبالتالي الوثوق به، حيث أن الثقة تبنى عندما تكون العلاقة واقعية وعندما يكون الزوجان متفاهمان ولا مكان للخلافات الكبيرة بينهما.
- تطور الثقة يُبنى في العلاقة على حساب الأنانية الشخصية وبالتالي من أجل بناء الثقة يجب على الزوجين تقديم تضحيات متوازنة من أجل اكتمال العلاقة فالزواج الصحي هو نتاج لدعم طرفين يجب أن يقدم كل منهما تضحيات من أجل تحسين العلاقة وتطويرها ونجاح الزواج.
- كما أن الشكر لتضحيات وتنازلات كل من الزوجين يعمل على بناء تطوير الثقة بينهما وبالتالي ازدهار العلاقة الزوجية بشكل متوازن بعيد عن الخلافات المصيرية.