دراسة إدارة الأعمال ومميزات تخصص إدارة الأعمال
العجلة الاقتصادية العالمية في تطور مستمر، والمؤسسات والشركات الاقتصادية أصبحت أكبر حجماً وأكثر تعقيداً وتملك عدد كبير من الموظفين والعمال بوظائف واختصاصات متنوعة، وأصبحت بحاجة لتنظيم هذه الأعمال، بالإضافة طبعاً لعميلة المنافسة بين الشركات والحاجة للتخطيط والتسويق وإدارة عمليات الإنتاج ودراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع الجديدة، فكل ما سبق ساهم بظهور الحاجة لاختصاص إدارة الأعمال الذي يستطيع دعم هذه الشركات من خلال امتلاكه لآليات التخطيط والتنظيم والإدارة الضرورية لضمان قدرة هذه المؤسسات على إدارة شؤونها وبالتالي استمرار نجاحها وتطورها.
مصطلح إدارة الأعمال كمفهوم واضح ولا يحتاج لتعريف، ولكن كاختصاص يمكن شرح تخصص إدارة الأعمال من خلال توضيح مكوناته وأهدافه، فاختصاص إدارة الأعمال هي دراسة العلم الذي يبحث في كيفية إدارة المنظمات والشركات والمؤسسات وتنظيم شؤونها المالية والإنتاجية والتسويقية والتخطيط لأفضل الطرق التي تساعدها لبلوغ أهدافها الاقتصادية، بما يضمن نجاحها واستمرار تطورها وعدم وقوعها بالفوضى الإدارية وخاصة بالنسبة للمؤسسات العملاقة.
يمكن توقع المقررات والمواد التي تدرّس في اختصاص إدارة الأعمال من خلال فهم الأهداف العلمية لهذا الاختصاص، وكونه يهتم في إدارة شؤون هذه الشركات والمؤسسات من حيث التخطيط والتنظيم ووضع السياسيات لتطوير أعمالها، فهو بحاجة لتأهيل المتعلم بمجموعة من الخبرات والمواد العلمية الضرورية لبلوغ هذه الغاية، ومن المواد والمقررات الأساسية التي تدرس في اختصاص إدارة الأعمال مع بعض الاختلافات بين البلدان والجامعات هي:
- مبادئ علم الإدارة
- مبادئ المحاسبة
- الموارد البشرية
- إدارة الشركات
- العلاقات العامة
- إدارة الإنتاج
- القانون التجاري
- مبادئ علم الإحصاء
- علوم الحاسوب
- التجارة الدولية
- التسويق
- الإدارة المالية
- إدارة المشاريع
- مبادئ علم الاقتصاد
- قوانين الاستثمار
اختصاص علم إدارة الأعمال بحد ذاته قد تطور وأصبح يتضمن كمية أكبر من المعلومات والنظريات ويخوض في مسائل أعمق في مجال الإدارة، وهنا ظهرت الحاجة أكثر للاختصاص وبالتالي أصبحت بعض المواد أو المواضيع التي كانت جزء من اختصاص إدارة الأعمال أقسام أو فروع قائمة بذاتها، ومن هذه الاختصاصات: [1]
- علم الإدارة: يمكن تعريف علم الإدارة بأنه العلم الذي يبحث في أفضل وأنجح الوسائل والتقنيات التي يمكن من خلالها استغلال الموارد بجميع أشكالها المادية والبشرية والتقنية بما يحقق جميع الأهداف للمؤسسة أو الشركة، بالإضافة لعلاج المشكلات التي تواجه الشركة، واتخاذ القرارات السليمة يما يخدم مصلحة المؤسسة وهدفها.
- التسويق: علم التسويق هو العلم الذي يبحث في أفضل وسائل لترويج المنتج وإقناع العملاء به، ويركز في تحقيق ذلك على أسلوب الدعاية بالإضافة لفهم حاجات العملاء وتحديد هويتهم، ويبحث بشكل مستمر عن أساليب جديدة ومبتكرة لتحقيق هذه الغايات.
- المحاسبة: علم المحاسبة هو أحد فروع الإدارة الذي يهتم باستخدام أفضل الطرق لإدارة حسابات الشركة من خلال وضع برامج وجداول تعرف من خلالها المدخلات والمخرجات، وتحدد مصاريف الشركة وكيفية دفع الأجور والرواتب للموظفين، بالإضافة لتسجيل المدخلات وتوزيعها بين أرباح ومصاريف بالإضافة لتحديد الأسعار ووضع برامج المكافئات والحوافز والدرجات والترفيعات.
- التمويل: يدرس التمويل الشؤون المالية للمؤسسة من خلال معرفة حاجات الشركة وتقدير أرباحها ووضع الميزانيات لها وإدارة الموارد المالية لها، بالإضافة لدراسة الجدوى للمشاريع الجديدة للشركة ووضع خطط الرقابة المالية على موارد الشركة ونفقاتها.
- الموارد البشرية: دراسة الموارد البشرية تهتم بالعنصر البشري أو رأس المالي البشري للمؤسسة أو الشركة من حيث تحديد كيفية التوظيف واجراء مقابلات العمل، والاهتمام بشؤون الموظفين من إجازات واستراحات وتنظيم عقود التوظيف.
الهدف من دراسة أي اختصاص جامعي هو المهن والأعمال التي يؤهل هذا الاختصاص من يدرسه للحصول عليها، فهذه المهن والأعمال هي التي سوف تضمن تحقيق طموحات هذ الشخص المهنية وحاجاته المادية والمالية ومكانته الاجتماعية، ويتميز اختصاص إدارة الأعمال أنه يؤهل دارسه لشغل العديد من الوظائف والقيام بالكثير من الأعمال، ومن هذه الوظائف: [3]
- الموارد البشرية: جميع المؤسسات والشركات وخاصة العملاقة منها تحتاج لقسم مختص بالموارد البشرية للاهتمام بشؤون الموظفين والعمال بها من ناحية تقدير حاجة المؤسسة للموظفين الجدد وكيفية قبول هؤلاء الموظفين ووضع معايير مقابلات العمل وإبرام العقود مع الموظفين، بالإضافة للاهتمام بتحديد ساعات العمل والاستراحات وأيام العطل، وتنظيم إجازات الموظفين الدورية والاستثنائية، وكل هذه الأعمال يمكن أن ينجزها خريج إدارة الأعمال.
- الوظائف الإدارية: جميع الشركات والمؤسسات والمنظمات تمتلك طاقم إداري يشرف على عملها وينظم شؤنها باختصاصات مختلفة، مثل مدير العلاقات العامة أو مدير التسويق أو مدير عمليات الإنتاج أو حتى المدير العام للشركة، وخريج إدارة الأعمال بخبراته العلمية يمكنه شغل جميع هذه الوظائف بالإضافة لقدرته على شغل الأعمال المكتبية والتنظيمية.
- المحاسبة: أيضاً تحتاج الشركات والمؤسسات بمختلف أنواعها وأعمالها إلى من ينظم شؤونها المالية، سواء في مجال الإدارة المالية أو عمليات البيع والشراء أو دفع الأجور والاستحقاقات أو القيام بحسابات المدخلات والمخرجات أو دراسة الميزانيات وكل هذه المسائل يعتبر خريجي إدارة الأعمال هم الأفضل لإدارتها.
- البنوك والمصارف: تمتلك البنوك العديد من الوظائف المتعلقة بالشؤون المالية والإدارية فطبيعة عملها خدمية وليست إنتاجية، فبالإضافة لحاجتها لموظفين من خرجي التجارة والاقتصاد والتمويل والمصارف والمحاسبة، فهي أيضاً تحتاج الكثير من خرجي إدارة الأعمال لشغل وظائفها التنظيمية والأعمال المكتبية.
- الأعمال الحرة: قد يكون لدى الشخص مشروعه الخاص الذي أسسه بنفسه وقد يتطور هذا المشروع ويصبح أكبر حجماً وأكثر تعقيداً وهنا يحتاج صاحب هذا المشروع لدراسة اختصاص مثل إدارة الأعمال ليساعده على إدارة مشروعه بنفسه بشكل أفضل بما يحقق الحفاظ على نجاح مشروعه والعمل على تطويره.
- الوظائف الحكومية: معظم الوظائف الحكومية ذات الطابع الإداري تتشابه في أعمالها ويكمن الاختلاف في بعض الشؤون الروتينية التي تتعلق بكل إدارة أو مؤسسة، ويمكن لخريج إدارة الأعمال القيام بمعظم هذه الوظائف بعد فترة بسيطة من التدريب بشكل فعال وناجح.
علم إدارة الأعمال ينمي في دارسه العديد من الصفات والمهارات الضرورية للنجاح في عمله ويرفده بالآليات والمعلومات التي تدعمه في ذلك، بالإضافة للبحث في السبل التي تدعم عمل المؤسسة وتخطط لتحقيق أهدافها وعلاج مشكلاتها وتطوير عملها، ولتوضيح فوائد واهمية اختصاص إدارة الأعمال يمكن ذكر بعض النقاط: [2]
- تأهل الدارس للعمل في مختلف الوظائف الإدارية: سواء في الشركات أو المؤسسات أو المنظمات بجميع أنواعها الخاصة أو الحكومية أو الدولية.
- تنمية شخصية قيادية قادرة على التخطيط والتنظيم: خريج إدارة الأعمال يأخذ فكرة عن جميع مفاصل العمل الإداري المتعلقة بالمحاسبة والتمويل أو الموارد البشرية وكيفية التعامل معها أو عمليات التسويق بالإضافة لفنون ونظريات القيادة، وكل هذه المعلومات تنمي لديه الشخصية القيادية والقدرة على التخطيط والتنظيم.
- تنمية مهارات حل المشاكل والقدرة على اتخاذ القرار: تتعرض كل مؤسسة أو شركة لبعض العقبات أو المشكلات بشكل روتيني وتحتاج لمن يتمكن من إيجاد الحلول لهذه المشكلات بطرق إبداعية ومبتكرة وأن يكون لديه القدرة على اتخاذ القرارات، وخريج إدارة الأعمال بخبرته العلمية تنمو لديه هذه المهارات.
- الإلمام بمجموعة من العلوم الضرورية في مجال إدارة الأعمال: مثل القانون والاقتصاد والمحاسبة والتمويل والتسويق والقوانين التجارية والاستثمارية وفهم آليات السوق.
- التخطيط والتنظيم: خريج إدارة الأعمال يتميز بالكفاءة الإدارية من النواحي المتعلقة بتنظيم أعمال المؤسسة المتعلقة بشؤونها المادية أو مواردها البشرية، ولديه القدرة على التخطيط لنجاح الشركة وحل مشكلاتها وبلوغ أهدافها.
- دراسة المشاريع: تخصص إدارة الأعمال يساعد الشركة في بلوغ أهدافها التسويقية، ويمكن للدارس القيام بدراسات الجدوى لمشاريعها الجديدة والتخطيط لمستقبلها.
يمكن القول أن مجالات العمل والاختصاصات العملية والجامعية تشبه إلى حد ما المواهب الفنية بأنواعها المختلفة، فاليوم أي اختصاص علمي لا يحتاج فقط للمعلومات وإنما يحتاج لفكر ابداعي خلاق عند المختص ليتمكن من النجاح في مجاله والتميز فيه، ولهذا فكل مجال علمي أو عملي يتطلب شروط معينة في شخصية رواده، ومن هنا يمكن توضيح بعض الشروط التي يحتاجها دارس إدارة الأعمال ليتمكن من الابداع في مجاله ومنها:
- الشخصية القيادية: والقدرة على صناعة القرار واتخاذه وامتلاك مهارات التكلم والإقناع وتوجيه الرأي بالنسبة للعملاء الذين سوف يستهدفهم عمل المؤسسة أو الموظفين القائمين على أعمالها.
- المرونة: يجب أن يتمتع دارس إدارة الأعمال بشخصية مرنة قادرة على مواكبة جميع التغيرات المرتبطة بالأمور القانونية أو الاقتصادية التي تؤثر على عمل الشركة، بالإضافة لضرورة المرونة أيضاً فيما قد يواجهه من مشاكل وعقبات أثناء عمله.
- القدرة علم فهم المواد الرياضية والاحصائية: يتضمن تخصص إدارة الأعمال دراسة مقررات المحاسبة والتمويل والموارد البشرية وكل هذه المقررات تعتمد على المسائل الحسابية والعمليات الإحصائية، ولهذا يجب أن يكون الطالب لديه القدرة على فهم هذه المسائل.
- مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي: والقدرة على العمل وسط المجموعات وروح الفريق، حيث أن طبيعة العمل الذي سوف يشغله خريج إدارة الأعمال تتطلب منه شخصية قيادية قادرة على التعامل مع جميع أنواع البشر والتفاهم معهم وإقناعهم بشخصيته.
- امتلاك شخصية منظمة: فالأعمال الإدارية بشكل عام تحتاج لقدر كبير من التنظيم وإلا وقع العمل في الفوضى الإدارية ما يسبب العديد من المشاكل قد تكون مالية أو حسابية وقد تسبب خسائر للمؤسسة التي يعمل بها.
- تعلم اللغة الإنكليزية من الأمور الضرورية لخريج إدارة الأعمال.
- القدرة على إدارة الأزمات: ووالقدرة على اتخاذ القرارات السريعة لمواجهة جميع الظروف والعقبات التي قد تتعرض لها المؤسسة التي يشغل فيها خريج إدارة الأعمال منصب معين.
- الاهتمامات المناسبة: الاهتمام بشؤون الاقتصاد والقوانين التجارية وطريقة عمل المنظمات والشركات الكبيرة على أرض الواقع، والإلمام بالتغيرات التي قد تحصل في هذه المجالات ليتمكن الدارس دائماً من توجيه أعماله بما يناسب ويتناغم مع هذه المسائل.