تعليم قواعد اللغة العربية للأطفال في المنزل والمدرسة

أهمية تعليم اللغة العربية للأطفال، أساسيات تعليم قواعد اللغة العربية للأطفال، تأسيس الطفل في اللغة العربية في المنزل والمدرسة ونصائح تعليم الطفل اللغة العربية
تعليم قواعد اللغة العربية للأطفال في المنزل والمدرسة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

اللغة هي وسيلة التواصل الضرورية بين البشر في التعبير عن رغباتهم وحاجاتهم وتفاعلهم مع الآخرين، وهي الطريقة التي سوف يستخدمها أطفالنا في مختلف مراحل حياتهم سواء في التعلم والدراسة أو في العمل لاحقاً من قراءة وكتابة وكلام، وتعليم هذه اللغة للأطفال بشكل صحيح وفق قواعدها وأسسها الصحيحة سوف يساعد الأطفال في نموهم الفكري والعقلي والتعليمي، وسوف نتحدث في هذا المقال عن أهمية وكيفية تعليم اللغة العربية للأطفال.

أدمغة الأطفال تشبّه بالإسفنج لمرونتها العالية وقدرتها الكبيرة على تعلّم كل جديد، ولذلك يعد البدء بتعليم اللغات وخصوصاً اللغة الأم في سن مبكرة وبطريقة سليمة عامل مهم يعكس كثير من الإيجابيات على قدراتهم التعليمية لاحقاً:

  • بناء أساس تعليمي قوي: فاللغة العربية ليست فقط إحدى مواد المناهج الدراسية، وإنما هي اللغة التي نتعلم بها جميع المواد الأخرى،  لذا يعد تعليم اللغة العربية مبكراً للأطفال خطوة مهمة تدعم قدراتهم على فهم الكلمات والمصطلحات المختلفة التي تقابلهم أثناء القراءة أو الدراسة، وتنمي أساليب التعبير والكتابة التي يحتاجونها في مراحلهم الدراسية المتقدمة.
  • التنمية الفكرية للطفل: التمكن من اللغة الأم يؤدي لتنمية أساليب التفكير وتطوير المعرفة وتحسين معدل الذكاء، والوصول لتلك الدرجة من التمكّن في اللغة العربية يتطلب البدء بتوطيد الأساسيات المتعلقة بها بسن مبكرة والعمل على تعزيزها في أذهان الأطفال.
  • تقويةلشخصية الطفل وتعزيز الثقة بالنفس: يوفر التأسيس القوي في اللغة العربية للأطفال مستقبلاً دراسياً مريحاً لامتلاكهم السلاسة والقدرة على الفهم الدقيق للكلام الذي يدرسونه في كتبهم، هذا الأمر يزيد من ثقتهم بأنفسهم ويخلق لهم شخصية متزنة خلال مسيرتهم التعليمية.
  • تسهيل تعليم اللغات الأخرى: يمنح التعلم المبكر للغة الأم مهارات لغوية إدراكية هامة جداً للأطفال كالقدرة على تشكيل العبارات وصياغة الكلام بشكل صحيح، وهذا يعد منطلق جدير بالاهتمام يحفز القدرات الذهنية لتعلم لغات جديدة، بالإضافة إلى أن اتقان اللغة الأم مهم من أجل إمكانية فهم الترجمة بشكل كامل.
animate

من أكثر الأخطاء المتبعة في تعليم القواعد اللغوية للأطفال هي شرح القاعدة لهم بشكل مباشر، فهم غير مؤهلين بعد لفهم وإدراك هذه المفاهيم المجردة، وإنما تعويد أدمغتهم على اللغة يعد أسلوب أنجح بحيث يكون فيما بعد دراسة مفاهيم قواعد اللغة وتطبيقها أمراً مرناً وبديهياً، ويساعد في ذلك:

  1. تعلم اللغة بالاستماع: هي الخطوة الأولى والأهم في عملية بناء أساس قوي للغة في أدمغة الأطفال، والاهتمام بجعل الأطفال يستمعون إلى الكلام باللغة العربية السليمة بشكل متكرر ينمي لديهم ما يدعى بالوعي الصوتي، وهو القدرة على إدراك المخارج الصحيحة للحروف التي بدورها تعلم طريقة النطق الصحيحة للحروف العربية والكلمات والجمل على اختلاف مواضيعها، بالإضافة إلى توضيح أساليب التعبير وأساليب صياغة الكلام المستخدمة في اللغة العربية.
  2. تعلم اللغة العربية بالقراءة: تعد القراءة السبيل الأول ليتعرف بها الأطفال على شكل الحروف العربية وطريقة ارتباطها مع بعضها لتشكيل الكلمات والجمل، وأيضاً هي أسلوب هام لتنمية انطباع إدراكي أولي بسيط في أذهان الأطفال عن طرق صياغة الكلام وفقاً لقواعد اللغة العربية، فيجب المثابرة على جعل الأطفال يمارسون قراءة اللغة العربية بشكل دائم ليتمكنوا من تطوير لغة عربية سليمة.
  3. تعلم قواعد اللغة بالكتابة: الاهتمام بتعليم الكتابة أيضاً خطوة مهمة في مسيرة تعلم قواعد اللغة العربية للأطفال، فهي المرحلة التي سيبدأ من خلالها الطفل تجربة ما اكتشفه وتعلمه أثناء ممارسة كل من الاستماع والقراءة من حروف أو كلمات أو تعبيرات مختلفة، فيصبح مع المثابرة على التدريب أكثر قدرة على تثبيت مفاهيم الربط اللغوي النحوي بين العبارات المختلفة ويتعلم بشكل تدريجي مع الوقت صياغة الكلام باستخدام لغة سليمة قواعدياً وحتى أدبياً.
  4. ممارسة اللغة العربية الفصحى: يجب دوماً تحفيز الأطفال على ممارسة اللغة العربية الفصحى سواءً في المنزل مع آبائهم وإخوتهم أو في المدرسة مع معلميهم أو أصدقائهم وزملائهم، هذا يدرب الأطفال على استخدام اللغة العربية بالشكل الصحيح ويساعد على ترسيخ قواعدها وأساسياتها، والمثابرة على هذه الممارسة بشكل مستمر يغذي الإدراك اللغوي في أدمغتهم مما يجعل استخدام اللغة بالنسبة لهم أمر سلس لا يحتاج التفكير والتخطيط لترتيب وصياغة الكلام.

القدرة على تعليم الأطفال قواعد اللغة العربية يحتاج بدايةً إلى بناء أساس لغوي سليم وقوي بحيث يدعم فيما بعد إدراك الأطفال وفهمهم لضرورة استخدام قاعدة لغوية ما وأسباب وأسلوب استخدامها، وإن الاهتمام المنزلي بتعليم قواعد اللغة العربية من قبل أسرة الطفل واتباع الطرق المساعدة على ذلك لا تقل أبداً في أهميتها عن التعليم المدرسي:

  • يمكن للأهل تخصيص وقت معين يومي أو أسبوعي للقيام بالنشاطات مع أطفالهم باللغة العربية، كإجراء المحادثات القصيرة والمسلية بشكل ما مع الأطفال مثل القيام بتمثيل مشهد مع الطفل من أحد القصص التي يحبها فيدربهم هذا على ممارسة اللغة العربية، أو التخطيط لممارسة بعض الألعاب، كالتسابق معهم على إيجاد كلمات تبدأ بأحرف معينة وإعطائهم الوقت المناسب للتفكير والكتابة بحيث يتدربون على التفكير باللغة العربية والكتابة في آن واحد.
  • اللجوء إلى الألعاب الجاهزة أيضاً يساعد في زيادة متعة الطفل أثناء تعلمه للغة العربية، ويوجد كثير من الخيارات المتاحة في مجال الألعاب مثل الأحرف العربية المغناطيسية أو استخدام المعجون والصلصال لتعليم تشكيل الحروف والكلمات، أو الدفاتر المتضمنة صور وكلمات ملونة يجب مطابقتها مع بعضها، وغيرها الكثير.
  • تقدم الرسوم المتحركة الناطقة باللغة العربية مجالاً واسعاً يستطيع الطفل من خلاله الانجذاب للغة العربية والاستفادة بشكل كبير في تعلمها، حيث يتأثر الأطفال بالأشكال المسلية لشخصيات الرسوم المتحركة والألوان التي تظهر فيها، مما يجعلهم راغبين بتقليد أسلوبهم في الكلام، يساعد ذلك في التدرب على الاستماع للنطق الصحيح ويُكسب الطفل غنى في المفردات اللغوية.
  • قراءة القصص بشكل يومي وروتيني أيضاً من الأساليب المحببة عند الأطفال التي تقدم لهم تجربة ممتعة تساعد بشكل كبير في تعلم اللغة العربية، حيث تسمح رواية القصص للطفل باستخدام خياله وتطوير مهارات التخمين لديه، ولهذا كله دور هام جداً في زيادة حصيلة الطفل في اللغة العربية وتحسين أدائه في ممارستها.

تختلف السبل المتبعة في تعليم قواعد اللغة العربية في المدرسة بحسب كل مدرس وأسلوبه وأيضاً ونوعية الطلاب وأعمارهم وغير ذلك، ويمكن القول على الرغم من ذلك أن نجاح تلك الأساليب على اختلافها يعتمد بشكل أساسي على بعض المعايير الهامة التي يجب اتباعها:

  • إتقان المدرس للغة العربية: من المهم أن يمتلك المدرس نطقاً سليماً للغة العربية وخبرة وافية بمعلوماتها لأن الأسلوب الأول الذي يتبعه الأطفال في التعلم هي محاولة ترديد ما يقوله معلمهم بشكل حرفيّ، بالإضافة لكون الأطفال يخطون الخطوات الأولى في رحلة تعلم اللغة العربية ويحتاجون لبناء قواعد لغوية صحيحة يرتكزون عليها في إتمام تلك الرحلة بشكل صائب.
    وإذا ما تم تأسيسهم في هذه المرحلة الحساسة بشكل خاطئ فستكون النتيجة أن يكملوا تعلّمهم بشكل خاطئ أو أن يعانوا مستقبلاً من مشاكل خلال دراستهم.
  • ممارسة نشاطات القراءة والكتابة في الصف: يجب على المدرس تحفيز الأطفال بشكل مستمر على ممارسة كل من القراءة والكتابة داخل الصف وأمام زملائهم سواءً للحروف أو الكلمات أو حتى بعض الجمل والنصوص القصيرة.
    وأيضاً من المهم متابعة مستوى كل منهم وبشكل فردي إن كان بالإمكان بحيث يعرف المعلم نوعية المشاكل التي تواجه كل طفل أثناء تعلمه للغة العربية ويقدم له حلاً لها بأسلوب مناسب، تساعد هذه الخطوة على تحسين ذاك المستوى وتطوير أداء الأطفال للغتهم العربية شيئاً فشيئاً، ويزيل أيضاً التدرب المستمر على القراءة والكتابة في الصف حاجز الخجل عند الأطفال مما يقوي شخصياتهم وثقتهم بأنفسهم ويجعلهم أكثر قابلية للتفاعل بشكل إيجابي مع دروس اللغة العربية.
  • ممارسة النشاطات الصفية المسلية: يحتاج الأطفال دوماً إلى حيل تجذب انتباههم وتُسهل عليهم فهم وحفظ ما تعلموه، لذا فإن ممارسة الأنشطة والألعاب الصفية المختلفة من الأمور المهمة التي تحفز الأطفال وتشجعهم على تعلم اللغة العربية عن طريق جذب تركيزهم بأسلوب ممتع.
    فمثلاً عند إعطاء درس الفعل الماض للأطفال يمكن القيام بالنشاط التالي، يقوم المعلم بإخراج طالبين إلى جانبه والطلب من أحدهما القيام بكتابة كلمة أو جملة قصيرة ومن الآخر القيام بكتابة جملة أطول يحتاج وقتاً لإنهائها، وبعد أن ينهي الطالب الأول يسأل الطلاب البقية أيضاً من زملائهم كتب وانتهى أيضاً منهم مازال يكتب، ومن ثم تكرار نفس الفكرة باستخدام أنشطة مختلفة كجعل طالبين آخرين يرسمان أو غير ذلك، ثم بعد الانتهاء من الأنشطة توضيح فكرة الفعل الماض أنه الفعل الذي انتهى ومن دون التطرق إلى الحديث عن فكرة الفعل المضارع بشكل مبدئي، ومن ثم إعادة نفس الأنشطة عند إعطاء درس الفعل المضارع وتوضيح فكرته أيضاً بشكل منفصل.
  • اللجوء دوماً إلى أسلوب التمثيل: لا يمكن أن يتعلم الأطفال بطريقة التلقين المباشر والجاف للمعلومات لأن أدمغتهم لا تكون مؤهلة بعد بشكل كافٍ لاستيعاب مثل هذه الأساليب، وإنما يجب اعتماد أسلوب تمثيل المعلومة وربطها مع صورة وألوان أو مع فعل معين.
    فعند تعليم الأطفال حرف الباء مثلاً لا يمكن فقط كتابته على اللوح مع كلمة "بيت" والقول للطفل أن هذه الكلمة تبدأ بحرف الباء لأن الطفل لن يستطيع إيجاد الرابط بينهما، وإنما يجب أولاً كتابة حرف الباء بأشكاله المختلفة وقراءة صوته أثناء ذلك "بي" وليس اسمه "باء" ومن ثم رسم صورة بسيطة وواضحة يكون الطفل قادر على التعرف عليها تتناسب مع كل شكل من أشكال الحرف ومن ثم وضع شكل الحرف بداخل الرسمة، مثل رسم صورة بيت ووضع حرف الباء بالشكل "بـ" داخل تلك الرسمة مع كلمة بيت أيضاً بحيث يكون دوماً اللون المكتوب به حرف الباء مختلفاً عن باقي ألوان الكلام.
  • تكرار وتكثيف الأمثلة الواضحة: إن استخدام الأمثلة من أفضل أساليب ربط المعلومات التي يمكن استخدامه، ويجب أن تكون تلك الأمثلة بالنسبة للأطفال بسيطة وتتحدث عن نشاطات أو أفعال يمارسونها في حياتهم بحيث يستطيعون فهمها أو تخيلها، فلا يجب إعطاء الأطفال مثالاً عن فعل "النحت" لأنها ممارسة صعبة وغير معروفة ومفهومة بالنسبة لهم، وإنما يجب استخدام الأفعال السهلة مثل " كتب- لعب- درس.... إلخ".
  • التركيز على أساسيات وتفاصيل القاعدة: كاللفظ المرتبط بالقاعدة، فيجب مثلاً جعل الأطفال يكررون لفظ الأفعال بالزمن الماضي أو المضارع حتى يتقنوه بشكل تام، أو الشرح المفصل لمفهوم القاعدة وطريقة استخدامها كـون الفعل الماضي يستخدم للأفعال التي انتهت.

المراجع