أنواع تركيبات الأسنان الثابتة والمتحركة
التعرض لفقدان أحد الأسنان أو بعضها له تأثير كبير على الحياة اليومية فهو يعيق نشاط الشخص ويسبب العديد من المشاكل والمتاعب، قد تتعلق تلك المشاكل بالمظهر أو الصعوبة في الكلام أو تناول الطعام والتسبب ببعض الآلام، ومؤخراَ تطورت العديد من الأساليب التي تساعد في التخلص من هذه المشكلة، فمثلاً يوجد مجموعة من التركيبات السنية التي تعوض الأسنان المفقودة بوضع أسنان صناعية مكانها، ولتلك التركيبات أنواع متعددة وكثيرة تتناسب مع جميع نواحي مشكلة فقدان الأسنان، سنتعرف في هذا المقال على تلك الأنواع وخصائص كل منها.
تركيبات الأسنان المتحركة هي التركيبات التي يمكن لكل شخص أن يزيلها بنفسه ويعيد تركيبها، ولها أنواع مختلفة من المواد التي تدخل في صناعتها كمادة أساسية، حيث يحتاج كل مريض لصنع تركيبة سنيَة خاصة بحالته يقدرها الطبيب، ولا تختلف التركيبات السنّية المتحركة عن بعضها فقط من حيث مادة التصنيع، وإنما يوجد اختلافات متعددة أيضاً من ناحية الشكل مثلاً أو أسلوب الاستخدام الذي يخضع لمتطلبات كل حالة بشكل فردي، وهذه الأنواع هي: [1،2]
- تركيبات أسنان متحركة كاملة: يصمم هذا النوع لتعويض الفقدان لجميع الأسنان في أحد الفكين والذي تتعرض له فئة كبار السن بنسبة كبيرة مقارنة مع أي فئة عمرية أخرى، وتكون هذه التركيبات مكونة من قاعدة وردية تشبه اللثة وفوقها يوجد طقم كامل من الأسنان الصناعية الذي يثبّت بشكل مؤقت على أحد الفكين أو كليهما، ويكون قابل للإزالة وإعادة التركيب من قبل المريض بسهولة.
يتم تركيب هذه الأطقم خلال مدة تمتد من شهرين إلى أربعة أشهر بعد خلع الأسنان أو فقدانها وذلك ريثما يتم شفاء اللثة بشكل كامل، وتملك هذه التركيبات عدد من النواحي الإيجابية فتكون تكلفتها مثلاً مقبولة أكثر من تكلفة الجسور الثابتة أو زراعة الأسنان، وأيضاً هي تركيبات قابلة لإجراء التعديلات عليها بشكل سهل وبسيط.
وعلى الرغم من ذلك يكون لها بعض النواحي السلبية أيضاً فقد تكون هذه التركيبات غير مريحة للبعض بحيث تسبب لهم آلام والتهابات بسبب الضغط على اللثة، وتكون أحياناً معرضة نتيجة عدم ثباتها في الفم للكسر أو للضياع، بالإضافة إلى أنها تحتاج للعناية بشكل دقيق كالمواظبة على تنظيفها ولزوم حفظها في مكان آمن. - تركيبات أسنان متحركة فورية: توضع لإصلاح شكل الأسنان المفقودة أو المخلوعة ريثما يتم تجهيز طقم الأسنان الكامل وشفاء اللثة، حيث يقوم طبيب الأسنان بأخذ طبعة عن أسنان المريض قبل إجراء الخلع ويصنع طقم مؤقت مناسب يتم تركيبه بشكل فوري بعد الخلع.
- تركيبات أسنان متحركة جزئية: لها نفس مواصفات الأطقم الكاملة تقريباً إلا أنها يمكن أن تحوي بالإضافة إلى القاعدة الوردية والأسنان الصناعية دعامة معدنية تساعد على تثبيت الطقم الجزئي بشكل أفضل، تستخدم هذه التركيبات لتعويض عدد معين من الأسنان عند الأشخاص الذين لم يفقدوا جميع أسنانهم، وتتشابه بشكل عام بالنواحي الإيجابية والسلبية مع الأطقم المتحركة الكاملة، بالإضافة لأن إزالتها وتركيبها يحتاج فترة من التدريب ريثما يتم التعود على ذلك والتمكّن من وضعها بشكل مريح.
- تركيبات الأسنان المتحركة الإضافية: يتم في هذا النوع تثبيت عدد من الغرسات المعدنية في عظم الفك ويوضع فوقها طقم الأسنان المكون من القاعدة الوردية والأسنان بحيث يحوي الطقم من الأسفل فراغات مخصصة لإدخال الغرسات فيها، فيتثبت الطقم فوقها بإحكام ويصبح أكثر استقراراً في مكانه بآلية مشابهة لفكرة الغطاء الذي يوضع فوق علبة ما بحيث يغلق ذلك الغطاء العلبة بإحكام وكأنه أصبح جزءاً منها وفي الوقت ذاته يمكن إزالته بكل سهولة، تتميز هذه التركيبات بثباتها الذي يوفر راحة أكبر لمستخدميها بالمقارنة مع الأنواع الأخرى، لكنها يمكن أن تكون أكثر تكلفة وبحاجة لفترة أطول إلى أن يتم الحصول عليها بشكل كامل.
تختلف المادة التي تصنع منها تركيبات الأسنان المتحركة بحسب عدة عوامل مثل حاجة المريض وتكلفة الصنع وغيرها، ومن هذه المواد: [1]
- تركيبات الأسنان المتحركة الإكريليك: الإكريليك هو مادة بلاستيكية تستخدم في صناعة قاعدة أطقم الأسنان المتحركة بلون وردي أو زهر فاتح، و تستخدم لثبيت الطقم على اللثة، وتتميز بأنها رخيصة وغير مكلفة مقارنة بالأنواع الأخرى، لذلك يميل كثير من المرضى لاختيارها، وتتميز أيضاً بأنها مريحة وسهلة الصناعة، لكن لها بعض النواحي السلبية مثل أنها تتعرض للتآكل مع الوقت وبالتالي يتشوه شكلها وتفقد فاعليتها، وقد تتعرض للكسر فهي غير متينة بما يكفي، وتحتاج للرعاية الدقيقة والانتباه لأن إهمال نظافتها ممكن أن يؤدي للإصابة بالتهاب اللثة، تزيد كل تلك الأمور من احتمال الحاجة لتبديل الأطقم السنية المصنوعة من الأكريليك في غضون خمس سنوات.
- تركيبات الأسنان المتحركة المصنوعة من الأكريليك والمعدن: غالباً تستخدم هذه التركيبة في صناعة أطقم الأسنان المتحركة الجزيئية، حيث يوفر هذه النوع قوة ومتانة لأطقم الأسنان أكثر من النوع السابق، ويدعم أيضاً الأسنان المجاورة.
- تركيبات الأسنان المتحركة المرنة: يستبدل فيها المعدن والأكريليك بمادة أخرى بلاستيكية أكثر مرونة بحيث يكون الطقم كاملاً مصنوع من نفس المادة، ويعطي هذا النوع قدراً أكبر من الراحة بالمقارنة مع الأنواع الأخرى بفضل المرونة التي يتمتع بها، بالإضافة لتناسبه مع شكل الفم مما يعطي مظهر جمالي أفضل.
تعرف تركيبات الأسنان الثابتة باسم التيجان أو الجسور السنية، وهي تركيبات تثبت لمرة واحدة من قبل الطبيب ولا يمكن إزالتها بعد ذلك إلا في العيادات السنية، يتم اللجوء إلى استخدامها بحسب حالات معينة تقدر من قبل الطبيب ومن ثم يتشاور فيها مع مريضه، ويكون لهذه التركيبات عدد من الأنواع هي على الشكل التالي: [3]
- تركيبات الأسنان المصنوعة من البورسلين: تتركب هذه الأطقم من قالب معدني مُغطى خارجياً بطبقة من البورسلين الأبيض، وهو مادة سيراميكيّة بيضاء شفافة تشبه الزجاج، فينتج عن ذلك تركيبات سنيّة لها مظهر قريب للأسنان الطبيعية، وبالمقارنة مع الأطقم الأكريليكية تعد تركيبات البورسيلين حلاً أفضل لتعويض الأسنان المفقودة من ناحيتي الشكل والمتانة، إلا أنها أكثر تكلفة، وأكثر حساسية فهي معرضة للكسر وللتآكل بشكل كبير لذلك تتطلب العناية والحذر من الضغط عليها بشكل زائد.
- تركيبات الأسنان المعدنية: الأكثر متانة وقوة، وتكون مريحة لأنها تؤمن استقراراً وحرية أكثر أثناء التكلم و تناول الطعام، لكنها أيضاً مرتفعة التكلفة لأن طرق تصنعيها أصعب من الأنواع الأخرى، ويمكن أن تكون غير مستحبة جمالياً بسبب الفرق بين شكل الأسنان الطبيعي وشكل التركيبة السنيّة المعدنية.
- تركيبات الأسنان الزيركون: وهي تركيبات مصنوعة من معدن الزيركون داخلياً وخارجياً وتغطى غالباً بالبورسلين لتحسين مظهرها الجمالي، تكون أكثر متانة من تركيبات البورسلين مع القالب المعدني وتركيبات ال E-Max لذلك يفضل استخدامها في تلبيس الأضراس، وخلوها من المعادن من أهم ما يميزها لأنه يساعد في تفادي العديد من المشاكل التحسسية والالتهابات، وتكون أكثر تكلفة من غيرها ومن عيوبها عدم تناسق ألوانها مع الأسنان الطبيعية وصعوبة اكتشاف المشاكل الحاصلة فيها وأيضاً احتمالية احتكاكها مع الأسنان.
- تركيبات الإيماكس E-Max: هي تركيبات لها خامة زجاجية شفافة فيكون شكلها طبيعي جداً، تكون أضعف من تركيبات الزيركون لذا يستحسن استخدامها على الأسنان الأمامية، يصنع منها قشور تُغطى بها الأسنان بشكل خارجي كما في ابتسامة هوليود، أو يمكن أن تكون تلبيسات كاملة في بعض الأحيان، تعد تركيبات الإيماكس بشكل عام مكلفة جداً وضعيفة الجودة لذلك هي بحاجة لرعاية واهتمام كبيرين.
هذه التركيبات هي أنواع من الأطقم السنية أكثر تطوراً من الأنواع التقليدية الأخرى تجمع ما بين تقنية زراعة الأسنان وتقنية الأطقم السنية في آن واحد، يتم فيها استبدال المواد اللاصقة التي تثبت الأطقم التقليدية على اللثة بغرسات معدنية تزرع في عظام الفك، أو بجسور من التيجان السنية التي ترتكز على مجموعة الأسنان المجاورة لمكان السن الصناعي، وهي تملك عدة أنواع أيضاً: [4]
- تركيبات أسنان كاملة مدعومة بالزرع: يتم فيها تركيب قوس سني كامل في الفك العلوي أو السفلي عن طريق زرع دعامات معدنية من معدن التيتانيوم في عظم الفك يكون عددها أربع غرسات في الفك السفلي وست غرسات في الفك العلوي أغلب الأحيان وتختلف بحسب الحالة، تثبت غرستين منهما في مقدمة الفك مكان الأسنان الأمامية وتكون موضوعة بشكل عمودي داخل العظم، وتوضع الغرستين المتبقيتين على جانبي الفك مع الإمالة بزاوية 45 درجة باتجاه مقدمة الفك، ويجب بعد الانتهاء من غرس تلك الدعامات الانتظار لعدة أشهر حتى يتم الاندماج ما بين العظم الفكي و الغرسات، ومن بعدها يتم تثبيت طقم كامل من الأسنان فوق تلك الغرسات إما بشكل دائم غير قابل للإزالة أو بشكل قابل للإزالة وذلك وفقاً للحاجة ورغبة المريض، توفر هذه التركيبات راحة كبيرة للمريض نتيجة لمتانتها إلا أن عيوبها الوحيدة هي التكلفة العالية والاضطرار للانتظار مدة طويلة من الزمن لحين الانتهاء من عملياتها.
- جسور سنيّة مدعومة بالزرع: تستخدم عند الحاجة لتعويض عدد من الأسنان المفقودة التي تكون مجاورة لبعضها، فيتم تشكيل جسر مكون من نفس عدد الأسنان المفقودة ووضع غرسات معدنية بشكل طرفي في أثنين أو أكثر من تلك الأسنان الصناعية بحيث يتشكل في النهاية جسر مدعوم بالغرسات من أطرافه يدعم ويثبت باقي الأسنان التي لا تحوي على غرسات معدنية، تعتبر هذه الطريقة بديل مفيد لعميات الزراعة الفردية لكل سن على حدى التي يمكن أن تتطلب كلفة ووقت أكبر.
- جسر ثابت مدعوم بالأسنان: عبارة عن جسر مكون من تاجين سنيين وبينهما سن بديل كامل، تستخدم هذه الأنواع من التركيبات عند الحاجة لتعويض سن واحد مفقود وبشكل دائم، ويجب أن تكون الأسنان المجاورة له قوية ومتينة، حيث سيتم بردها وتصغير حجمها ليصبح بالإمكان تركيب التيجان السنية التي تثبت الجسر فوقها، من عيوب هذه التركيبات أنها قد تسبب ضرراً للأسنان الداعمة للجسر بسبب إضعافها وتخريب بنيتها أثناء عملية البرد، الأمر الذي يمكن أن يؤدي لحدوث تسوس فيها أو إصابتها بعدوى ما.