طرق تجديد الحياة الزوجية وكسر الملل وروتين الزواج
تمر جميع الزيجات بمراحل من الملل والروتين والرتابة، وللأسف أن الاستسلام لروتين الحياة الزوجية والملل الزوجي هو الحالة الشائعة، فغالباً ما يصبح شعور اليأس من تجديد الحياة الزوجية شعوراً راسخاً مع مرور الزمن، لكن خبراء العلاقات الزوجية يؤكّدون أن بعض الإجراءات البسيطة نسبياً كفيلة بتجديد العلاقة الزوجية وخلق مساحات جديدة للتواصل العاطفي بين الزوجين تقود إلى كسر روتين العلاقة الزوجية ورتابتها.
ما هي هذه الوسائل وكيف يمكن تجديد روتين الحياة الزوجية؟ هذا ما نحاول الإجابة عنه في هذا المقال.
- تجربة أشياء جديدة معاً: غالباً ما تشغلكما الحياة اليومية عن اكتشاف أشياء جديدة وممتعة، والخطوة الأولى لتجديد روتين الحياة الزوجية أن تجربا أشياء جديدة معاً، مهما كانت هذه الأشياء بسيطة ستساهم في تجديد مشاعركما وحياتكما الزوجية، حتى لو كانت تجريب أطعمة جديدة أو طريقة جديدة في أداء المهام المنزلية!
- تجديد العلاقة الحميمة: يتسلل الملل إلى العلاقة الحميمة وتظهر سلبيات الروتين في الفراش بشكل واضح، بالدرجة الأولى يجب فصل جميع المشاكل اليومية عن العلاقة الحميمة، ثم يجب البحث عن تجارب جنسية جديدة ومثيرة للزوجين، وسنتحدث عن بعض النصائح الخاصة بتجديد العلاقة الحميمة في فقرة مستقلة.
- تعلما شيئاً جديداً معاً: اكتساب خبرة مشتركة يعتبر من أفضل طرق تجديد العلاقة الزوجية، سواء تعلم خبرة أو مهارة جديدة مثل اللغات أو الفنون، أو حتى المشاركة معاً في الأعمال التطوعية واكتساب خبرات اجتماعية جديدة تكون قاسماً مشتركاً جديداً بينكما.
- جربا تبادل بعض المسؤوليات: استمرار المسؤوليات ثابتة في المنزل قد يكون سبباً أساسياً للروتين، جربا تبادل بعض المسؤوليات الصغيرة مثل الأعمال المنزلية أو المهام خارج المنزل أو حتى المسؤوليات المتعلقة بالأطفال.
- ممارسة هوايات مشتركة: جربي مثلاً مشاركة زوجكِ مشاهدة الرياضة المفضلة لديه أو حتى لعب الطاولة أو الورق، اطلبي منه أيضاً مشاركتك بعض هواياتك، ربما تشاهدان فلماً معاً من نوع جديد، أو تجربا هواية جديدة لأول مرة.
- استعادة رغبات قديمة: ضغوط الحياة تجعلنا ننسى الكثير من المخططات القديمة، حاولا استعادة بعض الرغبات والخطط المفقودة وإعادة إحيائها، سيساعد ذلك على استعادة الشغف بينكما وكسر روتين الحياة الزوجية.
- سافرا في عطلة رومانسية: السفر من أهم النصائح التي يقدمها خبراء الزواج لكسر الروتين والتخلص من الملل في الحياة الزوجية، ليس ضرورياً أن تسافرا إلى دولة أخرى أو في إجازة مكلفة، ابحثا عن خيارات السياحة الداخلية قليلة التكاليف، وتعاملا مع الموضوع وكأنه شهر عسل جديد.
- نظما احتفالاً صغيراً كل فترة: تنظيم حفلة صغيرة بين فترة وأخرى ودعوة المقربين فكرة جيدة لتجديد الحياة الزوجية، قد تكون الحفلة بمناسبة ذكرى زواجكما أو عيد ميلاد أحدكما أو حتى بدون مناسبة، وتأكدا أن تكملا الاحتفال بعد مغادرة الضيوف.
- تغيير مكان الإقامة: يعتبر تغيير مكان السكن من الإجراءات الكبيرة في حياة الأسرى، لكن تغيير مكان الإقامة من شأنه أن يبعث الحياة مجدداً في العلاقة الزوجية ويقضي على الروتين نهائياً، وربما كان تغيير مكان السكن فرصة لبداية جديدة ومواجهة الروتين بشكل دوري تجنباً للتراكمات.
- إظهار التقدير والمحبة: قد لا تعمل بعض المحاولات لكسر الروتين في الحياة الزوجية بشكل جيد، لكن ما يجب أن ينتبه له الزوجان هو الحفاظ على التقدير والمحبة بينهما والتعبير عن الحب بشكل مستمر حتى إن لم يتمكنا من كسر الروتين بسهولة.
- الاهتمام أكثر بالمداعبة والأجواء الرومانسية، وإعطاء وقت أطول للمداعبة والتواصل باللمس والقبل والأحضان قبل العلاقة الحميمة.
- ارتداء الثياب المثيرة والتجديد في ديكور غرفة النوم، واستخدام العطور المميزة أو الشموع المعطرة، كما يمكن الاستعانة بتغيير الإضاءة وإدخال بعض التعديلات على المكان.
- استخدام الألعاب الجنسية الزوجية مثل ألعاب الأسئلة ودولاب الحظ والزهر المخصص للعلاقة الحميمة، وربما كانت ألعاب الأدوار من أهم الألعاب الزوجية التي تجدد العلاقة الحميمة وتكسر الروتين الجنسي بين الزوجين.
- تجريب وضعيات جنسية جديدة ومختلفة، وطلب التجديد في الأوضاع بشكل مباشر وصريح.
- الجلسة الرومانسية بعد العلاقة الحميمة تعتبر مهمة جداً لتجديد المحبة والشغف بين الزوجين، وتضع حداً للتعامل مع العلاقة الحميمة كواجب يجب أداؤه فقط.
- تبادلا رسائل الحب خلال النهار التي تزيد من التشوق والتلهف للعلاقة الحميمة بين الزوجين.
- الجرأة في العلاقة الحميمة مطلوبة، يجب أن تكونا صريحين حول ما هو ممتع وما هو ممل في العلاقة الحميمة.
اتباع النصائح التي ذكرناها غالباً ما يترك أثراً إيجابياً على الحياة الزوجية ويساعد الزوجين على الخروج من الروتين والملل، لكن عندما يكون شعور الملل قوياً لدى أحد الزوجين فهو بحاجة لبذل الجهد أكثر من جهته.
إليك هذه النصائح للتخلص من شعور الملل في العلاقة الزوجية:
- استهداف الروتين بشكل مباشر: حدد سبباً واحداً يجعلك تشعر بالملل، هل روتين العودة من العمل والنوم ثم مشاهدة التلفاز هو ما يزعجك، أم روتين العلاقة الجنسية، أم روتين الأحاديث مع الشريك.
بعد تحديد مصدر واحد للروتين حاول استهدافه بشكل مباشر، تخلى مثلاً عن القيلولة بعض الظهر، أو غيّر طريقة تعاملك مع الأحاديث الروتينية مع الشريك. - ركّز على الإيجابيات: حاول البحث عن الإيجابيات التي تمنحك إياها العلاقة الزوجية بدلاً من التفكير المستمر بالملل والروتين والسلبيات، حاول أن تكون ممتناً لما تملك في حياتك لتستطيع الحصول على ما هو أكثر أو الحفاظ على النعمة التي بين يديك.
- أعد بعض الذكريات الجميلة: استعادة الذكريات الجميلة المشتركة بين الزوجين من أفضل وسائل القضاء على الملل الزوجي، قد تكون استعادة الذكريات الجميلة من خلال استرجاع بعض الصور أو الحديث عن الأيام الخوالي أو حتى إعادة تجربة ممتعة من الماضي.
- استعد بعض الأهداف الشخصية: لا يكفي أن يعمل الزوجان على تجديد حياتهما بشكل مشترك، بل على كل منهما أن يعمل أيضاً على تغير روتين حياته الخاصة وأن يحاول تجديد نفسه، ومن أهم الوسائل لذلك استعادة بعض الأحلام القديمة أو الأهداف الشخصية والعمل على إحيائها من جديد.
- افصل المشاكل الخارجية: في كثر من الأحيان تنعكس مشاكل العمل والضغوطات الخارجية على الحياة الزوجية، لكن مواجهة الملل في الحياة الزوجية يحتاج إلى فصل الزواج عن المشاكل الخارجية ومحاولة ترك مساحة خاصة بالزوجين بشكل يومي.
- روح المبادرة: لا تنتظر المبادرة من الشريك، وحاول أن تبدأ أنت بكسر الروتين واقتراح التغيير، قد لا تنجح من المرة الأولى لكن لا يجب أن تستسلم.
- الحوار مع الشريك: الحوار اليومي حول الأمور العادية مهم جداً لإثبات الاهتمام والحفاظ على التواصل، كذلك الحوار المباشر حول الشعور بالملل والرغبة بالتجديد قد يفضي إلى حل مشترك أكثر فاعلية من أي نصيحة خارجية يحصل عليها الزوجان.
- طلب الاستشارة: إذا كنت تعتقد أنك غير قادر على التعامل مع الملل الزوجي وروتين الحياة الزوجية بمفردك؛ فكّر باللجوء إلى مستشار العلاقات الزوجية، ستجد لديه بعض الحلول العملية المبنية على تجربته مع الكثير من الأزواج ومعرفته العميقة بطبيعة الحياة الزوجية، يمكنك في أي وقت طلب الاستشارة من المتخصصين في موقع حِلّوها من خلال النقر على هذا الرابط.
بتعامل بعض الأزواج مع الملل الزوجي بوصفه كارثةً حلّت بالزواج أو مشكلة معقدة غير قابلة للحل، لكن الحقيقة أن الملل والرتابة جزء أساسي وطبيعي من تطور العلاقة الزوجية، وعادةً ما تبدأ مشاعر الملل بين الزوجين في وقت مبكر من الزواج ربما في السنة الأولى.
وليس من الحكمة أن ينظر الزوجان إلى الملل والروتين "ككارثة لا يمكن تجاوزها" ولا أن يهملا الملل ويتركا الروتين يفسد حياتهما الزوجية، لذلك يجب على الزوجين فهم أهمية التجديد المستمر في العلاقة ليس فقط بالأشياء المشتركة بينهما، وإنما حتى التجديد الذي يقوم به كل طرف على حياته الشخصية وعمله وهواياته وعلاقاته الاجتماعية خارج الزواج.
يضمن التجديد في الحياة الزوجية حالة مستمرة من التواصل الفعال بين الزوجين، لا تساعدهما فقط في الحفاظ على علاقة الود والمحبة، وإنّما تساعدهما في حلّ مشاكل الزواج بطريقة حكيمة وسريعة، ومنع تراكم المشاكل الزوجية، كما يعتبر التجديد في حياة الزوجين تجديداً لعهود الالتزام بينهما، يعصمهما من الخيانة العاطفية أو الجنسية، ويحمي زواجهما من الأزمات الكبيرة.
في هذا الفيديو يتحدث الدكتور هاني الغامدي عن أهمية التجديد في الحياة الزوجية، وأهمية كسر روتين الحياة الزوجية لتجنب الوقوع في فخ الملل، ويرى الدكتور الغامدي أن التجديد الأهم هو التجديد في النفوس.
كيف يكون ذلك؟ تابع الفيديو من خلال النقر على علامة التشغيل أو الانتقال إلى حِلّوها tv عبر النقر على هذا الرابط: