علاج جلطات الدم بعد الولادة والوقاية منها
من الممكن أن يتبع الولادة العديد من الاضطرابات والتي يجب أن تكون الأم مستعدة لها كما أنه يجب على الطبيب تنبيه الأم إلى جميع هذه الاضطرابات قبل الولادة لتجنب أي خطر يمكن أن يصيب الأم، ومن هذه الاضطرابات الجلطات التي قد تتبع الولادة بعد النزف الذي يحصل خلالها، فما هي أنواع جلطات الدم بعد الولادة، وما هي الأعراض المرافقة لها وكيف يتم علاجها؟ هذا ما سنتعرف عليه في المقال التالي.
عندما تكون المرأة حاملاً يقوم جسدها طبيعياً بزيادة إنتاج عوامل التخثر وذلك من أجل التقليل من النزيف أثناء الولادة مما يعرض المرأة لخطر الإصابة بجلطة دموية داخل الوريد، بالإضافة إلى أنه عندما تتم إزالة المشيمة بعد الولادة يمكن أن يتجمع الدم داخل الرحم ويسبب جلطات أيضاً حيث يتم التصاق الدم السليم ببعضه للمساعدة على التقليل من النزف نتيجة الجرح الحاصل.
ويكون الخطر الأكبر لجلطات الولادة خلال الـ 24 ساعة التي تتلو الولادة بالإضافة إلى أن نسبة الخطر تستمر خلال الست أسابيع التي تتلو الولادة مباشرة حيث أن معدل الجلطات الدموية يزداد عن المعدل الطبيعي أكثر بعشر مرات خلال هذه الأسابيع ثم ينخفض خطر الإصابة بهذه الجلطات بعد 18 أسبوع تقريباً من الولادة. [1]
هنالك نوعان رئيسيان من الجلطات التي قد تتعرض لها المرأة بعد الولادة سوف نوضح هنا كل منهما: [1]
- جلطات غير مهدد للحياة: تنتج الجلطات غير المهددة للحياة عن انسداد بطانة الرحم وانفصال المشيمة، وتنتقل هذه الجلطات عبر المهبل إلى خارج الجسم في الأيام التي تتلو الولادة مباشرة وتكون غير خطيرة على صحة المرأة وتنتهي خلال فترة قصيرة بعد الولادة، قد يرافق عبور هذه الجلطات ألم بسيط ولكنه محتمل، كما أنه يجب على المرأة أن تلتزم بإرشادات الطبيب خلال الفترة الأولى وذلك لحماية نفسها من الخطر.
- جلطات مهدد للحياة: من الممكن أن تحدث الجلطات داخل أوردة الجسم لدى المرأة الحامل نتيجة الإنتاج المتزايد من عوامل التخثر لمنع النزيف أثناء الولادة وتعبر هذه الخثرات عبر الأوردة وتستقر في أعضاء معينة ويمكن أن ينتج عنها انسداد رئوي أو جلطة قلبية وهذا النوع هو الخطير الذي قد يهدد حياة المرأة.
يجب على المرأة أن تكون على معرفة بكافة أعراض الجلطات الدموية التي قد تحدث بعد الولادة وذلك لأن هذه الجلطات قد تكون مهددة لحياتها، وسوف نوضح هنا أعراض الجلطات الدموية الخطيرة: [3،2،1]
- ارتفاع في درجة الحرارة: يمكن أن ترتفع الحرارة لدى المرأة عند تعرضها لجلطات ما بعد الولادة نتيجة محاولة الجسم مقاومة الالتهاب وحل الخثرة الناتجة.
- أعراض تجلط في الأوردة العميقة DVT: تتمثل الأعراض في هذه الحالة باحمرار يترافق مع ألم شديد وتورم في ساق واحدة نتيجة وجود الخثرة في أوردة هذا الساق.
- انسداد رئوي: عند تشكل جلطة دموية داخل الوريد بعد الولادة قد لا يتمكن الجسم من حلها ويمكن أن تتحرر هذه الجلطة داخل الوريد وتنتقل إلى الرئة وتشكل ما يعرف باسم الانسداد الرئوي والذي يتمثل بصعوبة في التنفس مترافق مع ضيق تنفس وسعال بترافق مع بلغم لونه وردي نتيجة الانسداد الرئوي.
- ألم في الصدر: في حال انتقلت الجلطة إلى الرئتين يكون هنالك ألم في الصدر تشعر المريضة وكأن هنالك شيئاً ثقيلاً مطبق على صدرها مع ألم شديد عند تطبيق أي ضغط مهما كان بسيط على الصدر.
- دوخة أو إغماء: من الممكن في حال تعرضت المرأة لجلطة بعد الولادة أن تشعر ببعض الدوار وقد يصل لمرحلة الإغماء.
- قشعريرة مع تعرق بارد: يمكن أن تترافق أعراض الجلطة بعد الولادة مع قشعريرة وتعرق.
- عدم انتظام في دقات القلب: حيث تشعر المرأة باضطراب في ضربات القلب وعدم راحة.
في حال شعرت المرأة بأعراض الجلطة الدموية يجب أن تراجع الطبيب بأسرع وقت ويترك الخيار العلاجي للطبيب حسب الحالة التي وصلت إليها المرأة، وسوف نوضح هنا طرق العلاج: [3،1،4]
- علاج التجلط في أحد الساقين: يمكن استخدام كمادات ماء دافئة وضمادات على الساق المصاب مع رفع الساق وذلك لمساعد الجسم على التخلص من الخثرة بشكل طبيعي.
- العلاج الدوائي: يمكن أن يتم التدخل دوائياً عن طريق إعطاء مضادات التخثر والتي يطلق عليها اسم مميعات الدم.
- العلاج الجراحي: يمكن التدخل جراحياً في حال لم يتم السيطرة على النزف دوائياً عن طريق إدخال بالون صغير إلى الرحم لإيقاف تدفق الدم إليه وبالتالي حماية المرأة من الجلطات.
- استئصال الرحم: في الحالات الشديدة التي لا يمكن السيطرة على تخثر الدم فيها يمكن اللجوء إلى استئصال الرحم جراحياً للحفاظ على حياة المرأة.
هنالك بعض النساء اللواتي يتعرضن لجلطات الدم بعد الولادة أكثر من غيرهن وذلك بناء على عدة عوامل خطر نذكر منها: [1]
- الإصابة السابقة بالجلطات: يكون الخطر أكبر على المرأة التي تعرضت لجلطات دم سابقة أكثر من النساء اللواتي لم يتعرضون لجلطات دم مسبقاً.
- اضطراب تخثر الدم الوراثي: المرأة تكون معرضة لجلطات دم بعد الولادة في حال كان لديها تاريخ عائلي مع اضطراب في تخثر الدم.
- زيادة الوزن: من عوامل الخطر أيضاً هي زيادة الوزن خلال فترة الحمل وفي حال زاد مؤشر كتلة الجسم عن 35 ويحسب هذه المؤشر عن طريق تقسيم الوزن على مربع الطول.
- الكسل وقلة الحركة: فرص حدوث جلطات الدم بعد الولادة تكون أكبر في حال عدم التحرك لفترات طويلة خلال الحمل والاستلقاء في الفراش لمدة طويلة.
- الإصابة ببعض الأمراض: في حال كان هنالك أمراض أخرى قد تؤثر على شلال التخثر خلال فترة الحمل مثل أمراض المناعة الذاتية والسرطانات وداء السكري.
- الحمل بتوأم: خطر جلطات الدم بعد الولادة يزداد في حال كانت الأم حامل بتوأم أو ثلاث توائم.
هنالك أعراض معينة يجب التوجه للطبيب عند ملاحظتها بأسرع وقت للحفاظ على حياة المرأة بعد الولادة ومن هذه الأعراض نذكر: [1،4]
- يجب مراجعة الطبيب عند ملاحظة خروج جلطات من الجسم بحجم كبير.
- في حال ظهور جلطات الدم بشكل متكرر أكثر من الطبيعي.
- كما أنه يجب مراجعة الطبيب عندما يكون النزف مستمر أكثر من المعتاد ولم ينقص بعد الأسبوع الأول من الولادة وذلك لأنه يمكن أن يسبب خطر فقر الدم ويمكن أن تصل المرأة إلى الحاجة لنقل الدم بعد النزف.
- بالإضافة إلى أنه يجب استشارة الطبيب عند خروج إفرازات مهبلية لها رائحة كريهة لأنها قد تدل على التهاب في الرحم.
- كما أن الشعور بألم في منطقة الحوض قد يكون نتيجة لعدوى التهابية لذلك يجب مراجعة الطبيب على الفور.
جميع الأمهات معرضة لخطر الإصابة بالجلطات بعد الولادة لذلك يجب اتباع عدة نصائح تساعد على التقليل من تجلط الدم قدر الإمكان لحماية الأم من خطر كبير ومن هذه النصائح نذكر: [4]
- النشاط والحركة: يجب الالتزام بفترة معينة تقوم فيها المرأة بالمشي لتجنب تجمع الدم في الساقين بعد الولادة بالإضافة إلى تجنب الاستلقاء طوال الوقت.
- الحذر عند وجود تاريخ شخصي أو عائلي لجلطات الدم: في حال كان هنالك تاريخ عائلي مع تخثر الدم عندها يجب إخبار الطبيب وذلك من أجل إعطاء الدواء المناسب للوقاية قبل حدوث الجلطات.
- ممارسة التمارين الخفيفة: يمكن ممارسة بعض التمارين البسيطة للساقين بحيث تكون هذه التمارين غير مرهقة على المرأة بعد الولادة وتحسن من تدفق الدم لديها وتجنب تخثر الدم.
- رفع القدمين أثناء الاستلقاء: وذلك من أجل ضمان تدفق دم طبيعي.
- النظام الغذائي: كما أنه يجب الانتباه إلى شرب كميات كافية من المياه والحرص على زيادة السوائل في النظام الغذائي للمرأة مثل العصائر الطبيعية وتناول الشوربات.
- المراقبة الطبية: عند ملاحظة أي أعراض تشير إلى تجلط الدم يجب مراجعة الطبيب بأسرع وقت وذلك من أجل السيطرة على الجلطات قبل أن تهدد حياة المرأة.