مراحل تكوين شخصية الطفل وأنواع الشخصية للأطفال

كيف أعرف شخصية طفلي؟ مراحل تكوين شخصية الطفل من عمر يوم، العوامل المؤثرة في شخصية الطفل وأنواع الشخصية عند الأطفال، طرق العناية بتكوين شخصية الطفل
مراحل تكوين شخصية الطفل وأنواع الشخصية للأطفال
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

بعض الأشخاص يعتبرون شخصية الطفل كالإسفنج، فهو يلتقط من محيطه خصالاً وصفاتاً كثيرة يقوم بتركيبها بطريقة خاصة لتتشكل شخصيته في مرحلة الطفولة والتي قد يحافظ عليها حتى يصبح كبيراً. في هذه المقالة عن كيف أعرف شخصية طفلي سنتحدث عن المراحل التي يمر بها الطفل في تكوين شخصيته وما هي العوامل الأكثر تأثيراً في بناء وصقل وتوجيه شخصية الطفل.
كما سنتحدث عن سلوكيات وتصرفات ملفتة يقوم بها الأطفال وتحمل دلالات على تحديد شخصية هذا الطفل، وختاماً سنقدم مجموعة من النصائح والارشادات للعناية والاهتمام بتكوين شخصية الطفل.

  1. تكوين شخصية الطفل في الأشهر الأولى
    • ما يحتاجه الطفل في عمر الشهر هو الحليب وبيئة خالية من التدخين ومكان دافئ للنوم والعناق والقبلات، وسماع أصوات الأهل. ويعتقد أن الطفل من عمر الشهر رغم عدم إدراكه التام لما يجري حوله إلا أنه يستطيع الإحساس بالأجواء المحيطة، وعند عمر ثلاثة أشهر يبدأ الطفل بسحب بعض الأشياء ووضعها في فمه. شخصية الطفل هنا غير موجودة فهو ليس قادراً على الإدراك بعد.
    • على الرغم أن شخصية الطفل في الشهور الثلاثة الأولى لم تتكون بعد، إلى أن الأبحاث الحديثة تشير إلى تأثير هذه الفترة من العمر على تكوين الشخصية لاحقاً، هذا التأثير ليس نفسياً فقط وإنما عضوي وعصبي، فالتقصير بالرعاية في هذه المرحلة أو إساءة المعاملة قد يؤثر على نمو الطفل السليم ما ينعكس بالتالي على شخصيته.
  2. تكوين شخصية الطفل خلال أول سنة: بعد الشهر الخامس يبدأ الطفل يحبو ويحاول الانتقال والحركة ومع بدء الإدراك لديه تبدأ شخصيته بالنمو والتشكل. وحتى العام الأول من عمر الطفل فإن شخصيته تكون عبارة عن محاولة تقليد للأصوات والحركات والتصرفات التي يراها وتعتبر غريبة عليه باعتباره كان طفلاً رضيعاً قبلها ولم يكن قادراً على التمييز والإدراك. بعض الأطفال تبدأ ملامح شخصيتهم بالتشكل مه نهاية العام الأول من عمرهم.
  3. تكوين شخصية الطفل من عام إلى 5 أعوام :في هذه المرحلة تحديداً يتم بناء شخصية الطفل وتحديد توجهاته وميوله واهتماماته لذا تعتبر أكثر مرحلة حرجة ومهمة وضرورية في حياة الطفل. في مرحلة من العام إلى خمس أعوام يبدأ الطفل بالانتقاء واختيار ما يعجبه من صفات وسلوكيات وتصرفات واعتمادها في نمط حياته وتعاملاته مع محيطه والآخرين.
    فنجد الطفل العنيد الذي يبكي ليحصل على ما يريد أو الطفل الهادئ الذي لا يحرك ساكناً وغيرها من الشخصيات التي تبدأ برسم خطوطها خلال هذه المرحلة المهمة والتي يجب على الوالدين والمربين الانتباه لها والتعامل معها بذكاء وحكمة ووعي.
  4. تكوين شخصية الطفل خلال من 5 أعوام إلى ما قبل المراهقة: تزداد العوامل المؤثرة في بناء شخصية الطفل وصقلها قبيل مرحلة المراهقة بسبب احتكاكه الزائد مع البيئة المحيطة وتعامله مع اعداد أكبر من الأشخاص الذين يتملكون صفات متباينة ومختلفة ومتنوعة ما يثري الصور العقلية عن الشخصيات والطباع والصفات ليقوم الطفل بعدها بتركيب المزيج الذي يعجبه ويناسب بيئته ومحيطه والبوادر الشخصية لديه وميوله واهتماماته.
animate

تتأثر شخصية الطفل بعدد من العوامل الداخلية والخارجية أبرزها ما يلي:

  1. الوالدين: يتأثر الطفل وشخصيته بوالديه وكيف يتعامل والداه مع بعضهما البعض والأجواء المنزلية والأسرية ما يحدد توجه أولي لشخصية هذا الطفل فإن نشأ في بيت هادئ كله محبة وسكينة ينشأ سوياً وبطريقة أفضل من طفل يعيش في بيت يملأه الصراخ والخلاف والمشاكل الأسرية.
  2. المدرسة: تؤثر البيئة المدرسية في تكوين شخصية الطفل ورسم ملامحها الأكثر وضوحاً خاصةً بعد احتكاكه بأعداد أكبر من الأشخاص الذي ينتمون لبيئات ومرجعيات مختلفة عنه.
  3. الجيران: تعامل الطفل مع جيرانه واحترامه لهم وعدم الاعتداء على حقوقهم يعطي انطباعاً بسلامة سلوك وشخصية الطفل.
  4. أصدقاء الطفل: يتأثر الطفل كثيراً برفاقه وأصدقائه سواءً في المدرسة أو الشارع أو أماكن ممارسة الأنشطة الرياضية والترفيهية.
  5. البرامج والكرتون الذي يشاهده: المواد التي يتم عرضها على الطفل تساهم في تشكيل شخصيته، فعرض أفلام الكرتون التي تتناول مواضيع القتل والدمار تجعل الطفل عدوانياً أكثر من الطفل الذي يشاهد أفلام كرتون هادئة ومضحكة مثلاً.
  6. الألعاب التي يختارها: الطفل يقضي معظم وقته في اللعب لذا فإن طبيعة اللعبة التي يلعبها ويختارها تؤثر بشكل كبير في تشكيل شخصيته ونموها.
  7. مقاطع الفيديو التي يشاهدها: ما يراه الطفل من خلال مشاهد الفيديو ينعكس على عقله اللاواعي وطريقة تفكيره ورؤيته للأنماط وتخزينه لها في عقله لتصبح مع الوقت سلوكيات مقبولة لديه ويبدأ بتطبيقها.
  8. خيال الطفل: الخيال والمخيلة يشكلان جزءاً كبيراً من شخصية الطفل فيرى نفسه البطل المقدام ويبدأ بالتصرف على هذا الأساس فتنمو شخصيته في هذا الاتجاه على عكس طفل يتخيل بأنه ضحية ويتعرض للأذية من الآخرين فيكبر وتكبر شخصيته بهذا الاتجاه.
  9. القدوة والنموذج لدى الطفل: يسعى الأطفال لإيجاد شخصية تعتبر نموذجاً وقدوةً لهم فنراهم يقلدون الأبطال الخارقين ويقلدون معلميهم المفضلين أو الأقارب الذين يحبونهم فيتأثرون بهم أثناء تشكيل شخصياتهم.
  10. طريقة التربية والتنشئة في البيت: الطريقة التي يتم تربية الطفل فيها تؤثر في تنشئة شخصيته وتكوينها ونموها وصقلها، فالتربية السليمة الصحيحة تجنب الطفل أي انحرافات سلوكية أو فكرية في شخصيته.
  11. تعامل الكبار مع الطفل: الطريقة التي يتعامل فيها الكبار مع الطفل تعطيه إما ثقة في نفسه أو ضعف في شخصيته لذا من المهم جداً الاهتمام بهذا الجانب.
  12. تعامل الأطفال مع الطفل: تعامل الطفل مع أقرانه والأطفال من جيله يشعره بأنه قيادي وقادر على قيادة المجموعة أو خاضع وخانع ولا يملك جرأة على النقاش والجدال وهذا ما يؤثر في بناء شخصيته وتحديد ملامحها.
  13. الظروف والحوادث التي يتعرض لها الطفل: التاريخ المرضي والحوادث التي يمر بها الطفل جيدة كانت أم سيئة تؤثر طبعاً في بناء شخصية الطفل! فالتعرض للضرب والتنمر والإهانة والتحرش والاغتصاب تنتج شخصية ضعيفة ومهزوزة في حين منح الطفل الثقة والتقدير والثناء تنمي شخصية قوية وواثقة من نفسها.

هنالك عدد من التصنيفات لتحديد أنواع شخصيات الأطفال من أبرزها:

  • الشخصية المسالمة والهادئة وهي التي لا تناقش ولا تجادل وتحاول الرضوخ والخنوع على المواجهة والعناد.
  • الشخصية العنيدة وهي التي ترفض كل ما يطلب منها وتقوم بعمل عكس ذلك من باب الجكر والعناد.
  • الشخصية المشاغبة وهي الشخصية التي تتحرك كثيراً وتشاكس وتقوم باختراق القوانين عادة.
  • الشخصية الشكاكة وهي التي لا تمتلك ثقة بالبيئة المحيطة والآخرين وتبقى في حالة شك دائم بالجميع.
  • الشخصية المعادية للمجتمع وهي الشخصية التي تظهر كرهها وعدائها للمجتمع من خلال سلوكيات تخريبية، تظهر سماتها عادة في الطفولة الوسيطة وبداية المراهقة.
  • الشخصية الاضطهادية هي التي تظن أن جميع السلوكيات المحيطة تتم فقط من أجل أذيته.
  • الشخصية ذات متلازمة الموهبة وهي التي تمتاز على أقرانها بارتفاع نسبة الذكاء والابداع من خلال المواهب المتنوعة لديه.

هنالك عدة نصائح وارشادات وطرق يتم من خلالها تعزيز السمات الإيجابية في شخصية الطفل والعمل على تغيير وتعديلات السلوكيات والسمات السلبية في شخصية الطفل ومن هذه الطرق والنصائح ما يلي:

  1. الابتعاد عن تأنيب الطفل ونهره وتأديبه أمام الآخرين لما لهذا السلوك من أثر سلبي على شخصيته.
  2. الحديث مع الطفل باحترام وتقدير لآرائه وأفكاره حتى وإن بدت غير منطقية أو سليمة.
  3. الحوار والحديث بهدوء ومنطقية مع الطفل تعلمه هذه الصفات وتجعلها جزءاً من شخصيته.
  4. اختيار أساليب العقاب والثواب بما يتناسب مع حجم السلوك والتصرف الذي يقوم به الطفل ومنه التعزيز الإيجابي والتعزيز السلبي والعقاب الإيجابي والعقاب السلبي.
  5. تعليم الطفل المهارات الأساسية للاعتماد على ذاته وتكوين شخصيته المستقلة باحترام قراراته ورغباته وعدم قمعها.
  6. تشكيل نموذج جيد من قبل الوالدين والمعلمين والمربين ليقتدي بهم الطفل من خلال الملاحظة والانتباه والادراك لسلوكياتهم وتصرفاتهم معهم ومع بيئتهم المحيطة وتحديداً بوجود الطفل.
  7. إتاحة المجال للطفل ليعبر عن أفكاره وآرائه دون خوف من القمع أو العقاب أو اللوم من الكبار.

في هذا الفيديو تتحدث أخصائية الأطفال د. سندس العجرم عن الصحة النفسية للطفل الرضيع ومتطلبات تربية الطفل السعيد وتحقيق الأمومة السعيدة، شاهد الفيديو من خلال النقر على علامة التشغيل كما يمكنكم مشاهدة الجزء الأول من سلسلة الصحة النفسية والعقلية للرضيع على حِلّوها tv من خلال النقر هنا.

المراجع