أسباب تشوهات الرحم وأنواعها وطرق علاج تشوّه الرحم
الرحم جزء من الجهاز التناسلي الأنثوي مهمته احتواء الجنين خلال فترة الحمل وتأمين كافة الظروف المناسبة لنمو الجنين حتى انتهاء الحمل واكتمال الجنين، هنالك بعض الإناث اللواتي يملكن تشوهات رحمية خُلقية يعوق هذا التشوه عملية الإنجاب لديهن ويكون لهذا التشوه عدة أسباب وعدة أنوع طرق مختلفة من العلاج هذا ما سنتعرف عليه في المقال التالي.
الرحم هو جزء من الجهاز التناسلي الأنثوي فمن أجل فهم تشوهات الرحم يجب معرفة أجزاء الجهاز التناسلي الأنثوي حيث أن هذا الجهاز التناسلي عند الأنثى يتكون من: [1]
- قناة فالوب: هي قنوات ضيقة متصلة بالجزء العلوي من الرحم تكون بمثابة أنبوب تمر عبره البويضة عندما تخرج من المبيض إلى الرحم وفي هذه المرحلة في حال تم تلقيح البويضة تصل للرحم بيضة ملقحة جاهزة للانغراس بجدار الرحم والتطور إلى جنين وفي حال لم يتم تلقيح البويضة تصل إلى الرحم ويحصل نزيف الدورة الشهرية.
- المبيضين: عبارة عن غدد صغيرة بيضاوية الشكل تقع على جانبي الرحم تكون وظيفتها إنتاج البويضات التي تمر عبر قناة فالوب إلى الرحم وإنتاج والهرمونات أيضاً.
- الرحم: هو عبارة عن عضو أجوف يستقر فيه الجنين طيلة أشهر الحمل التسعة، ينقسم إلى جزأين هما عنق الرحم وهو الجز السفلي الذي ينفتح على المهبل والجزء الآخر هو جسم الرحم هذا التجويف الكبير الذي يتوسع ويتمدد بسهولة لكي يتناسب مع مراحل نمو الجنين المختلفة.
- المهبل: عبارة عن قناة تتصل مع عنق الرحم وتمتد إلى خارج الجسم، وتعرف أيضاً باسم قناة الولادة لأنها المكان الذي يخرج منه الجنين.
معظم تشوهات الرحم تكون ناتجة عن أسباب غير معروفة إلى حد الآن وهنا بعض الأسباب التي من الممكن أن ينتج عنها تشوه الرحم: [3]
- العيوب الخلقية: تشوهات الرحم الخلقية تكون موجودة منذ الولادة عادةً، حيث أنها تحدث أثناء تشكل الأعضاء الأنثوية للطفلة وهي داخل رحم أمها، وتحدث نتيجة خطأ أثناء تكون الرحم حيث أنه يوجد أنبوبان يعرفان باسم قنوات مولر يجب أن يتم دمج هذان الأنبوبان من أجل تكوين الرحم في نهاية المطاف لدى الطفلة، وتأتي العيوب الخلقية نتيجة لعدم اندماج هذان الأنبوبان بشكل صحيح ويختلف أيضاً نوع التشوه الخلقي حسب الطريقة التي تم فيها اندماج أنبوبي مولر أثناء الحمل.
- التعرض للأشعة الضارة: يمكن أن تكون الأم خلال الحمل قد تعرضت لنوع معين من الإشعاعات الضارة والذي أدى إلى تشوه الأجنة أثناء تشكلها داخل الرحم لذلك من المهم تنبيه الأمهات الحوامل دائماً لخطر الأشعة على الجنين.
- الالتهابات: وجود التهابات داخل الرحم يمكن أن تسبب تشوهات في الرحم إذا لم يتم علاجها بالوقت المناسب.
- بعض الأدوية: تناول بعض الأدوية خلال الحمل يمكن أن يسبب تشوهات رحمية مثل بعض الأمهات الذين تناولوا دواء ثنائي إيثيل ستيلبيسترول Diethylstilbestrol ويختصر بالرمز DES وذلك للمساعدة في منع الإجهاض والولادات المبكرة حيث أن جميع النساء اللواتي تناولن هذا الدواء خلال الحمل عرضوا أطفالهم لتشوهات الرحم الخلقية.
معظم النساء المصابين بتشوهات الرحم لا يدركون مدى إصابتهم إلا عندما يقررون إنجاب الأطفال لأن الأعراض قبل الزواج لا تكون شديدة والعديد من الفتيات لا يفكرون في زيارة طبيب النسائية وتصوير الأشعة فوق الصوتية قبل الزواج خاصة مع عدم ظهور آلام لذلك لا تتم ملاحظة تشوه الرحم إلا بعد الزواج ويتمثل تشوه الرحم بالأعراض التالية: [5]
- أعراض تشوهات الرحم قبل الزواج: يمكن ألا تظهر أي أعراض أبداً إلا عند بعض الفتيات يمكن أن تتمثل بعسرة طمث وعدم انتظام الدورة الشهرية والتعرض للألم بين الحين والآخر.
- تشوهات الرحم بعد الزواج: أما بعد الزواج فالعارض الرئيسي الذي تلاحظه المرأة هو تكرار الإجهاض وعدم ثبات الحمل لديها.
- ألم أثناء الجماع: النساء اللواتي يعانين من تشوهات بالرحم يشعرون ألم شديد أثناء الجماع.
- تشخيص تشوهات الرحم: يتم التأكد من هذه الأعراض عن طريق التصوير بالموجات فوق الصوتية أو بالرنين المغناطيسي وذلك حسب ما يطلبه الطبيب المختص.
يوجد عدة أنواع من تشوهات الرحم الخلقية يتم تشخيصها وعلاجها من قبل الطبيب المختص ومن هذه الأنواع نذكر: [2-3-4]
- الحاجز الرحمي: هو من أنواع التشوهات الخلقية الأكثر شيوعاً، وهو عبارة عن مجموعة من الأنسجة الليفية التي تقوم بقسم الرحم جزئياً أو كلياً وعادةً ما يترافق مع نقص في إمداد الدم إلى هذه المنطقة ففي حال انغرست البويضة الملقحة على الحاجز فإن المشيمة تكون غير قادرة على النمو بشكل صحيح وغير قادرة على القيام بوظيفتها الأساسية وهي تغذية الجنين خلال أشهر الحمل التسعة مما يؤدي إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة قبل انتهاء المدة المحددة لاكتمال نمو الجنين وهذا يؤدي إلى أن احتمال إنجاب طفل كامل خلقياً يكون قليل جداً.
- التشوه نتيجة خلل في تشكل أنبوبي مولر: يحدث هذا التشوه بسبب عدم تكوين أنبوبي مولر بشكل صحيح ويكون النساء اللواتي لديهن تشوه من هذا النوع يفتقرون إلى قناة فالوب وعنق الرحم وفي بعض الحالات جزء من المهبل أيضاً تسمى هذه الحالة باسم متلازمة MRKH ولا يمكن للنساء اللواتي يملكن هذا النوع من التشوه أن يحملن طوال عمرهن.
- الرحم وحيد القرن: في هذا النوع من التشوه يتطور قناة واحدة فقط من قنوات مولر المزدوجة فيكون الرحم أصغر من الحجم الطبيعي بشكل منحني وممدود يشبه شكل الموز وهذا التشوه لا ينفي وجود المبيضين حيث أن المبيضين ينتجان البويضات بشكل سليم ولكن تكون نسبة الحمل بهذا النوع ضئيلة، ويكون الخطر كبير على النساء في حال الولادة القيصرية والحمل خارج الرحم والولادة المبكرة فهذا النوع من التشوه يؤثر على خصوبة المرأة بشكل كبير.
- الرحم ذو القرنين: يسمى أيضاً بالرحم على شكل قلب، ينتج عن اندماج جانبي غير مكتمل لقنوات مولر، يكون لدى هؤلاء النساء الرحم ذو قرون مختلفة وأصغر مما كانت عليه، ويتم فصل القرنين المشكلين له بواسطة حاجز مركزي مما يقلل من المساحة المتاحة لنمو الجنين ويمكن التفريق بين نوعين فرعيين من هذا التشوه:
- الرحم ذو القرنين الكامل: يحتوي على حاجز مهبلي عرضي كامل يمتد إلى فتحة عنق الرحم الداخلية أو فتحة عنق الرحم الخارجية.
- الرحم ذو القرنين الجزئي: يحتوي على حاجز مهبلي عرضي يمتد إلى الفتحة الداخلية للرحم فقط.
- الرحم المزدوج: حالة نادرة يكون فيها نوعان من الرحم وأحياناً نوعان من الأعناق وهذه الحالة يكون لها أثر وراثي في تاريخ العائلة الطبي ولا تظهر الأعراض على معظم النساء قبل الحمل ولكن يكون هنالك زيادة في خطر الإجهاض ويزيد من خطر الولادة المبكرة الطبيعية إن تم حدوث الحمل.
- الرحم المقوس: وهو شكل متغير للرحم الطبيعي يكون الحاجز الذي يقسم قنوات مولر ضئيل فيعطي شكل مقوس للرحم، هذا النوع من التشوه نادراً ما يسبب العقم ولكنه قد يستغرق وقت طويل لتحمل المرأة وفي حال أدى إلى الإجهاض المتكرر يمكن علاجه عن طريق الجراحة.
- الرحم المائل: النساء في هذا النوع من التشوه تعاني من انقباض في الرحم وقد لا يظهر الرحم أثناء التصوير بالموجات فوق الصوتية في الثلث الأول من الحمل، كما أنه لا يوجد دليل على أن الرحم المائل يسبب ضرر وإجهاض متكرر وعادةً ما يصحح الرحم المائل نفسه أثناء الحمل ولكن في حالات نادرة يمكن أن يؤدي إلى ما يسمى بالرحم المحبوس خلال الثلث الثاني من الحمل وتسبب هذه الحالة ألم شديد جداً في البطن والمستقيم وانسداد في المسالك البولية ويمكن في هذه الحالة التدخل الجراحي وتصحيح الرحم.
يتم علاج تشوهات الرحم عن طريق الجراحة غالباً في حال كان هنالك مجال للحمل بعد العملية الجراحية وهذا الأمر يتعلق بالطبيب المختص المتابع للحالة ومن طرق علاج تشوهات الرحم نذكر: [5]
- علاج الحاجز الرحمي: يتم علاجه عن طريق جراحة بسيطة يتم إجراؤها أثناء تنظير الرحم لإزالة الأنسجة غير الطبيعية ويكون هذا الحل جيد ويسمح للنساء بالحمل لتسع أشهر بنجاح.
- يمكن العلاج الجراحي أن يعطي نتيجة إيجابية في جميع حالات التشوه ولكن يجب الانتباه إلى حماية الوظيفة الإنجابية بعد العملية وبناء على درجة الخطورة على حياة الأم يحدد الطبيب الإجراء الجراحي والعلاج المناسب.
- أحدث أنواع الإجراءات الجراحية تشمل تنظير الرحم والبطن، هذه التقنية تزيل الحاجة لفتح البطن عند المريضة مما يقلل من حدة المخاطر التي تأتي بعد العمل الجراحي إلى حد كبير