دراسة تخصص التربية الخاصة ومستقبله المهني
اختيار التخصص الجامعي يعتبر من أهم القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته وذلك على اعتبار أنه يؤثر على شخصيته ومستقبله وحياته المهنية، لذلك يجب ألا يتم اتخاذ هذا القرار جزافاً وإنما يجب أن تؤخذ عدة معايير بعين الاعتبار قبل اختيار التخصص المناسب مثل الميول والقدرات الشخصية والمادية والأهداف وفرص العمل، وفي هذا المقال سنتحدث عن اختصاص التربية الخاصة لمساعدة الطلاب الراغبين بدراسة تخصص التربية الخاصة في الحصول على المعلومات الكافية عن هذا الاختصاص.
تخصص التربية الخاصة بالإنجليزية Special education حقل تعليمي يقوم على تخريج معلمين وخبراء في التربية الخاصة بهدف مساعدة وتعليم حالات التربية الخاصة ويمكن تعريف هذا التخصص بأنه:
التربية الخاصة كعلم هي مجموعة من البرامج والتقنيات والمناهج المقدمة إلى الطلاب بصفتهم طلاباً لهم حاجات وظروف خاصة تختلف عن حاجات وظروف الطالب العادي، مثل ذوي الإعاقة الجسدية بمختلف أنواعها، أو الإعاقة الذهنية مثل حالات التخلف العقلي أو التوحد أو الذهان والعصاب، بالإضافة لذوي الإعاقة الحسية مثل المكفوفين والصم والبكم، كما يعتبر الموهوبون وأصحاب القدرات البدنية أو العقلية الفريدة بحاجة أيضاً لنوع من التربية الخاصة.
بالتالي التربية الخاصة تقوم على إعداد برامج تربوية فردية خاصة بكل طفل لتناسب احتياجاته وقدراته بهدف مساعدته على تحقيق ذاته والاندماج في المجتمع.
تختلف شهادة التربية الخاصة من حيث درجتها العلمية باختلاف البلدان والجامعات التي تدرس فيها، حيث تعتبر أساسية في بعض هذه البلدان وفرعية في بلدان أخرى، ويمكن أن تكون:
- شهادة بكلوريوس أو لسانس تربية خاصة: وتكون الشهادة هنا في معظم الحالات قسم أو فرع مستقل في كلية التربية أو العلوم التربوية.
- شهادة عليا تربية خاصة: وتأتي هنا دراسة التربية الخاصة كتخصص أكاديمي يأتي بعد التخرج من كلية التربية بدرجة البكلوريوس أو اللسانس، مثل شهادة الدبلوم أو الماجستير أو الدكتوراه.
- معهد متوسط تربية خاصة: وهنا يكون تدريس التربية الخاصة في أحد المعاهد التأهيلية أو التدريبية التي تؤهل المعلمين للتعامل مع حالات التربية الخاصة إلى جانب تخصصهم بالتربية العامة.
- مقررات في كلية التربية تتعلق بالتربية الخاصة: هنا يختزل تدريس التربية الخاصة على مواد ومقررات علمية تعطى للطالب أثناء دراسته في كلية التربية، بهدف إعطاء فكرة عن هذا النوع من التعليم والتربية ليتمكن من التعامل مع الحالات الفردية التي قد تواجهه في المجال التعليمي. [7]
إن تنوع حالات ذوي الاحتياجات الخاصة أدى إلى تنوع وتعدد المقررات الدراسية التي سيتم تدريسها للمختصين في مجال التربية الخاصة وتدريبهم على التعامل معها، فكل حالة تحتاج إلى فهم ووعي بالطريقة الصحيحة لتدريبها وتعلميها للوصول إلى الغاية الأساسية من هذا التخصص وهي مساعدة الشخص ذو الاحتياجات الخاصة في الاندماج والتكيف مع المجتمع وأهم مواد تخصص تربية خاصة:
- مدخل إلى التربية الخاصة
- مدخل إلى الإرشاد النفسي
- علم النفس التربوي
- التوحد
- الصحة النفسية
- الإعاقة السمعية
- الإعاقة البصرية
- الإعاقة العقلية
- الإعاقة الحركية والصحية
- الموهبة والتفوق
- صعوبات التعلم
- اضطرابات النطق واللغة
- اضطرابات السلوك
- الحاسوب التربوي
- طرائق تدريس التربية الخاصة
- المناهج التربوية في التربية الخاصة
- تقنيات التعليم في التربية الخاصة
- التربية المبكرة لذوي الاحتياجات الخاصة
- تعلم تصميم البرامج في التربية الخاصة
- حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
- التدريب الميداني
هل تخصص التربية الخاصة مطلوب؟
قد يعتقد البعض بأن مجالات عمل خريج التربية الخاصة ينحصر فقط بالتدريس في المدارس المتخصصة بالحالات الخاصة، والحقيقة أن هناك العديد من مجالات العمل الأخرى لمن يحملون شهادة التربية الخاصة ومنها:
- مدرب للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة: وذلك بمساعدة الأشخاص المصابين بإعاقات جسدية بالقيام بتمارين تتناسب مع وضعهم سواء بشكل فردي أو ضمن مؤسسات صحية أو تعليمية أو تأهيلية أو حتى خيرية.
- التدريس في مدارس التربية الخاصة: وهي الوظيفة الأكثر شيوعاً لخريج التربية الخاصة والتي تقوم على تعليم حالات التربية الخاصة بطريقة تتناسب مع حالته من خلال برامج ومناهج فردية يعدها مختصين لكل حالة من الحالات.
- العمل في المنظمات الدولية: مثل اليونسيف واليونسكو وهي من الوظائف ذات المردود المادي العالي، حيث يعمل الخريج في هذه المنظمات على تقديم المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة.
- التخصص الأكاديمي: في حال إكمال الدراسة العليا فيمكن العمل كمدرس في كلية التربية الخاصة.
- البحث العلمي: وذلك بالقيام بالبحوث والدراسات وتقديم التوصيات اللازمة تفيد في تأهيل ورعاية حالات التربية الخاصة، سواء بشكل فردي أو ضمن مؤسسات.
- منسق برامج تعليمية لحالات التربية الخاصة: فمهمة الخريج هنا تكون بتصميم برامج ومناهج تساعد على تعليم حالات التربية الخاصة، ولكن هذه مسألة تتطلب تجارب وخبرة كبيرة وثقافة في حالات التربية الخاصة والتعاون مع مؤسسات مختصة.
- العمل في مؤسسات الرعاية الاجتماعية: مثل مؤسسات رعاية الأطفال المعوقين بأي شكل من أشكال الإعاقة أو ضحايا الكوارث والحروب، أو مؤسسات رعاية المواهب.
- التدريس في المنزل: من فرص العمل المتاحة لتخصص التربية الخاصة تقديم التدريب والتعليم لذوي الاحتياجات الخاصة في المنازل. [3]
الفئات المشمولة بالتربية الخاصة هي الإعاقات العقلية، الحسية، الحركية، المتلازمات، التوحد، صعوبات التعلم، الموهبة والتفوق، فرط الحركة، اضطرابات النطق واللغة، ويهدف التخصص في التربية الخاصة إلى تدريب طلاب هذه الفئات لإكسابهم المهارات اللازمة لتحقيق الأهداف التالية: [1]
- الاندماج الاجتماعي: فبعض الحالات تعيق الطفل أو التلميذ عن الاندماج ببساطه مع محيطه، وهنا يأتي دور التربية الخاصة لمساعد هذه الحالات على الاندماج مع المجتمع
- تدريب الخريجين على التعامل مع الحالات الفردية: يعلم تخصص التربية الخاصة خريجيه كيفية تصميم البرامج والمناهج التعليمية والتدريسية لكل حالة من حالات التربية الخاصة.
- تدريب الخريجين على التواصل مع طلاب التربية الخاصة: يتعلم حريج التربية الخاصة طرق التواصل الكتابي والشفهي مع كل فئة من فئات التربية الخاصة.
- تدريب خريجي التربية الخاصة على تقدير الحالات الفردية: يتعلم خريج التربية الخاصة مهارات تشخيص حالات وظروف طلاب التربية الخاصة وبالتالي تحديد أفضل السبل للتعامل معهم وايصال المعلومات لهم. [2]
بالتالي في تخصص التربية الخاصة يتم تعليم الطلاب كيفية إعداد برامج ومناهج وخطط فردية لكل حالة خاصة بناء على قدرات هذه الحالة واحتياجاتها وهو بذلك يختلف عن تخصص التربية العامة والتي تعد مناهجها مسبقاً وبصورة موحدة من قبل الهيئات التعليمية.
إن العمل في مجال التربية الخاصة ليس بالأمر السهل وذلك لأن حالات التربية الخاصة متعددة والمتخصص في هذا المجال يجب أن يتعامل مع كل حالة بطريقة مختلفة عن الأخرى فهو لا يتعامل بنفس الطريقة أو المنهج أو الأسلوب مع شخص لديه مشكلة بصرية وشخص لديه مشكلة سمعية، لذلك يجب أن يتوافر في الشخص الذي يعمل في هذا التخصص بعض الصفات المهمة والضرورية منها:
- التربية الخاصة ومشاعر المحبة تجاه الطلاب: تعتبر مشاعر المحبة والمودة الحقيقية من قبل معلم التربية الخاصة تجاه طلابه من أسس نجاح مهمته وتحقيق الغرض المرجو من العملية التربوية.
- يجب أن يتمتع معلم التربية الخاصة بالمرونة وسرعة البديهة: القدرة على التعامل مع المشكلات المفاجئة بسرعة بديهة تعتبر غاية في الأهمية، فقد يواجه العامل في مجال التربية الخاصة حالات مفاجئة كأن تتعرض إحدى الحالات إلى نوبات اضطراب وانهيار فيجب على المشرف على الحالة التعامل مع الوضع بحكمة وسرعة بديهة.
- الشخصية المبدعة المبتكرة: فكل حالة في مؤسسات التربية الخاصة بحاجة لأسلوب مختلف في التعليم عن الأخرى، وهنا يأتي دور معلم التربية الخاصة في البحث عن هذه الأساليب والإبداع في تطويرها بالشكل الذي يساعد كل طالب على فهم المعلومة واستيعابها. [4]
- القدرة على ضبط النفس والهدوء: يتعرض المعلم في مجال التربية إلى ضغط كبير سواء من قبل طلاب التربية الخاصة أو من قبل أسرهم لذلك يجب أن يكون قادراً على ضبط نفسه، والتعامل مع جميع الظروف والضغوط التي قد تواجهه.
- القدرة على التحمل والصبر: قد يكون التعامل مع حالات التربية الخاصة أمراً صعباً ويحتاج إلى الصبر والبحث عن وسائل وأساليب مناسبة للتعامل معهم.
- الانتباه إلى التفاصيل: قد تعاني الحالة من عدم القدرة على التعبير عن رغباتها أو مشاعرها لذلك يجب أن يكون المشرف قادر على فهمها من خلال الانتباه إلى التفاصيل المتعلقة بحركات وتصرفات الحالة المشرف عليها.
- التمتع بروح الدعابة: وهذه الصفة ضرورية لكي يتقرب العامل في مجال التربية الخاصة من الحالة التي يشرف عليها مما يسهل عمله في مساعدتها على التعلم والاندماج في المجتمع.
- مهارات التواصل: أي التمتع بالقدرة على التواصل وإيصال المعلومات إلى طلاب التربية الخاصة. [5،6]