علاج الثعلبة عند الأطفال بالأدوية والأعشاب
الثعلبة من الأمراض الجلدية التي تصيب الأطفال والبالغين ينتج هذا المرض عن حدوث خلل في جهاز المناعة في الجسم، ما يسبب فقدان الشعر في منطقة أو عدة مناطق من الجسم كما أنه يحتاج لعلاج طويل كونه مرض مزمن، وهو أكثر شيوعاً بين الأطفال الذين عمرهم أقل من 18 شهر ومع ذلك ممكن أن يحدث في أي عمر كما أنه يحدث للبالغين، لم يحدد السبب الحقيقي لهذا المرض لأنه يأتي مرافق لأمراض أخرى، طرق علاجه متعددة ولعلاج الأعشاب أهمية كبيرة في منع تتطور وانتشار هذا المرض.
ما هو مرض الثعلبة؟ الثعلبة هو مرض جلدي غير معدٍ من أمراض المناعة الذاتية، حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة بصيلات الشعر فتنكمش ويتباطأ نمو الشعر وقد يستمر لشهور أو لسنوات فهو مرض مزمن، وهذا المرض لا يسبب أي ألم للطفل ويقتصر على تساقط الشعر في بقع صغيرة، وممكن أن يؤدي للصلع، وبعد العلاج يعود الجسم لإنبات الشعر من جديد، وعلى الرغم من أن هذا المرض شائع فإن معظم الناس لا يعرفون الكثير عنه، ويجب التأكيد أن الثعلبة عند الأطفال غير معدية ويستطيع الطفل أن يمارس الأنشطة الاعتيادية مع أطفال آخرين دون خوفٍ أو قلق. [1]
للثعلبة أنواع كثيرة ومختلفة لكن الأكثر شيوعاً بين هذه الأنواع الثعلبة المحدودة وداء الثعلبة البقعي والثعلبة الكاملة والثعلبة الشاملة وداء الثعلبة المنتشر وتظهر على الجسم بالأشكال التالية:
- الثعلبة المحدودة (البقعية): تصيب أجزاء معينة من فروة الرأس أو أماكن أخرى من الجسم على شكل بقع بيضاوية أو مستديرة وخالية من الشعر تماماً وقد يتحول إلى ثعلبة كلية إذا لم يعالج باكراً.
- داء الثعلبة البقعي (المنتشر): حيث يكون تساقط الشعر في هذا النوع غير متكامل ويستمر لفترة طويلة من الزمن وقد يتطور مثل داء توتاليس أو يونيفيرساليس.
- الثعلبة الكاملة: حيث تسبب الثعلبة الكاملة تساقط شعر الرأس بالكامل والصلع التام.
- الثعلبة الشاملة: وتصيب كافة مناطق الجسم وتؤدي إلى تساقط شعر الرأس والرموش والحواجب أي شعر الوجه كاملاً، بالإضافة إلى بقية أنحاء الجسم وما فيها (العانة) وهو نوع شديد الندرة وتكون حالة متقدمة جداً للمرض.
- داء الثعلبة المنتشر: يصعب تشخيص هذا المرض لأنه يشبه أشكال تساقط الشعر مثل تساقط الشعر الكربي أو تساقط الشعر عند الذكور والإناث.
لا تعتبر الثعلبة خطيرة على حياة الإنسان وهي ليست من الأمراض المعدية وليس لها أعراض جسدية مؤلمة؛ ولكن مع ذلك تظهر الأعراض على الجسم بوضوح، وأكثر عارض يمكن ملاحظته هو تساقط الشعر، ومع ذلك معظم الناس يتساقط شعرهم وهذا لا يعني أن كل الناس مصابة بمرض الثعلبة؛ فيعود هذا إلى شكل أو مناطق تساقط الشعر، من أبرز وأهم أعراض الثعلبة:[2]
- تساقط الشعر: تساقط الشعر بشكل مفاجئ في الرأس، بشكل جزئي أو كامل وفقاً لنوع الإصابة.
- ظهور بقع: فيظهر بقع حمراء أو رمادية أو قشرة في مكان الإصابة بالثعلبة.
- تأذي الشعر: يصبح الشعر هش ومتقصف وممكن انتزاعه بسهولة من جذوره.
- ظهور رقع: فتظهر رقع بها نقاط سوداء صغيرة في المنطقة التي أصبحت خالية من الشعر.
- بقع صلعاء: انتشار بقع خالية من الشعر تماماً خاصة في الرأس وإذا لم تعالج ممكن أن تؤدي للصلع.
- تساقط شعر الجسم: ممكن أن تؤدي الثعلبة إلى تساقط في شعر الجسم بشكل عام وليس شعر الرأس تحديداً.
- حكة وحساسية: ممكن أن يترافق مع الثعلبة حكة وإحساس بحرقة في المنطقة المصابة.
يوجد الكثير من الطرق لعلاج الثعلبة ولكن طرق العلاج مرتبطة بأسباب هذا المرض وتشخيص الطبيب وقد يستمر هذا العلاج لسنوات، ومن طرق علاج الثعلبة عند الطفل مثلاً:
- العلاجي الموضعي: وتمثل بفرك فروة الرأس أو المنطقة المصابة وتدليكها باستخدام أعشاب أو كريمات معينة يوصي بها الطبيب وتساعد على تحفيز نمو الشعر بشكل أسرع.
- علاج الصعلبة بالأدوية: ويتم باستخدام العديد من الأدوية مثل أنثرالين (دريثوسكالب) وهو دواء محفز لبصيلات الشعر على النمو، كريم الكورتيكوستيرويد الذي يقلل التهاب بصيلات الشعر، ديفينسيبرون وهو علاج مناعي موضعي يوضع على أماكن ظهور الطفح، حقن أبر الستيرويد التي تساعد على نمو الشعر في المناطق الصلعاء وتحقن هذه الإبر في الجلد في المناطق المصابة فيمنع تساقط الشعر ويستخدم العلاج لشهرين، علاج الفم الكورتيزون حيث تستخدم أقراص الكورتيزون لعلاج الثعلبة الشديدة لكن يعطى ضمن وصفة طبيبة.
- العلاج بالضوء: هو علاج كيميائي ضوئي يستخدم الأشعة الفوق البنفسجية مع دواء يؤخذ عن طريق الفم اسمه سورالين. [4]
لا يقتصر علاج الثعلبة على الأدوية فيوجد الكثير من الأعشاب التي تساهم في علاجها وميزتها بأنها آمنة وليس لها آثار جانبية ولا تسبب مخاطر صحية وتستخدم الأعشاب كعلاج بديل عن العلاج الطبي، أهمها:
- علاج الثعلبة بالثوم: يستعمل الثوم كمضاد حيوي للالتهابات والبكتيريا فيستخدم عن طريق تدليك مكان الإصابة بالثوم ويترك لمدة نصف ساعة ثم يغسل بماء فاتر.
- حليب جوز الهند: هو من أهم الوصفات الطبية المنزلية ويساعد على نمو الشعر في المناطق المتعرضة للإصابة بشكل سريع ويتم ذلك عن طريق عجن حليب جوز الهند مع الدقيق وتطبيقه على منطقة الصلع.
- عصير البصل والعسل لعلاج الثعلبة: لعصير البصل والعسل فعالية كبيرة لفروة الشعر وذلك لاحتوائه على كمية كبيرة من الكبريت الذي يعالج كل أسباب تساقط الشعر فهو ينشط الدورة الدموية في فروة الرأس يترك المزيج لمدة ساعة ويغسل بماء بارد بعدها.
- زيت اللافندر للثعلبة: يعمل زيت اللافندر كمضاد للميكروبات مما يمنع البكتيريا والفطريات من النمو، يستخدم هذا الزيت بعد الحمام عن طريق تدليكه على فروة الرأس وتركه لمدة خمس أو عشر دقائق ثم غسله.
- زيت الخروع: زيت الخروع هو زيت طبيعي يحوي على كثير من الفيتامينات والعناصر المغذية التي تساعد على نمو الشعر وعلاج الثعلبة وليس له أي أعراض جانبية فممكن تطبيقه مرتين في اليوم مما يساعد على إنبات الشعر بشكل أسرع.
- الحلبة: تحوي الحلبة على الكثير من البروتينات التي تعمل على إنبات الشعر والتخلص من الخلايا التالفة فهي تقضي على الثعلبة تماماً ولاستخدامه تحتاجين نصف كوب من الحلبة وكوبان من الماء تنقعينه لمدة يوم كامل بعدها تصفين عنه الماء وتضعينه في الخلاط مع القليل من الماء ليصبح عجينة متماسكة فتضعيها على المنطقة الصلعاء مدة نصف ساعة ثم تغسلين مكانها بالماء والشامبو.
- الشاي الأخضر لعلاج الثعلبة: يحوي الشاي الأخضر على فيتامين CوE فهو يساعد على زيادة تدفق الدم في فروة الرأس وزيادة العناصر المغذية لبصيلات الشعر فيمنع الشعر من التساقط، ويستخدم بغلي قليل من الكركديه والشاي الأخضر وتبريده ثم تحضرين قطنة وتغمسينها بالمحلول وتضعيها على مكان الثعلبة ويمكن استخدامه أكثر من مرة في اليوم.
- الصبار: ينشط الصبار الدورة الدموية ويساعد الشعر على النمو كما أنه يعمل على تقوية فروة الرأس وانتعاشها، ويستخدم بأن تضعي زيت الصبار الطبيعي على فروة الرأس ثلاث مرات يومياً للحصول على أفضل نتيجة وتسريع عملية العلاج.
- زيت اللوز: يساعد زيت الزيتون على نمو الشعر وزيادة كثافته كما أنه يعمل على التخلص من القشرة في فروة الرأس والحكة المرافقة له ويتم ذلك عن طريق دهن زيت اللوز على الشعر بعد الاستحمام بالشامبو.
- بذور الكتان لعلاج الثعلبة: لبذور الكتان فوائد صحية كثيرة ليس فقط على الشعر بل على الجسم أيضاً فهو يحوي على أحماض دهنية والأوميغا 3 التي تساعد على الوقاية من تساقط الشعر والإصابة بالصلع، يمكن استخدامه كجل لتدليك فروة الرأس وذلك عن طريق إضافة قليل من بذور الكتان مع ماء فاتر ويترك ليغلي على نار هادئة لمدة 10 دقائق فيصبح سائل هلامي سميك ويستخدم كجل لتدليك الفراغات في الرأس بشكل يومي لنحصل على نتيجة أسرع.
يعود مرض الثعلبة إلى عدة أسباب فسيولوجية مختلفة، فممكن أن يعود إلى زيادة أو قصور في نشاط الغدة الدرقية وغالباً ما ينتج هذا عن خلل في الجهاز المناعي، كما يمكن للتاريخ العائلي والحالة النفسية غير المستقرة أن تسبب أعراضه، وممكن أن يكون مرتبط ببعض الأمراض كمرض السكر ومرض الأنيميا وغيرها.
ومع ذلك سبب هذا المرض غير معروف حتى الآن ولكن هناك عوامل وأسباب مختلفة ترافق هذا المرض ممكن أن تتسبب به: [3]
- مرض السكر: فمريض السكر أكثر الناس عرضة لمرض الثعلبة بسبب الخلل الذي يحصل في جهاز المناعة.
- الوراثة والتاريخ العائلي: فقد يكون هذا المرض ناجم عن الوراثة من أحد الوالدين إذا كان المرض خلقياً.
- التهاب المفاصل: قد يكون مرض الثعلبة في بعض الحالات ناشئ عن مرض التهاب المفاصل المعروف في اسم الروماتويدى.
- الحالة النفسية غير المستقرة: فقد يكون المرض إثر حالة الطفل المتوترة من خوف وضغوط نفسية وتوتر واكتئاب كما أن الحالة العاطفية لها تأثير في هذا الموضوع سواء عند الكبار أو الصغار.
- أمراض الغدة الدرقية: وممكن أن يكون هذا مرض الثعلبة نتيجة فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية.
- أمراض أخرى: قد يكون مرض الثعلبة مرتبط بمرض آخر ومرافق له كمرض الأكزيما.