اعتذار الزوج بعد الخيانة هل يكفي لاستمرار الزواج؟
إنكار الزوج للخيانة أو مواجهة الأمر بغضب وانفعال هي ردود الفعل الشائعة، لكن بعض الأزواج قد يظهرون الندم فوراً ويقدمون الاعتذار ويطلبون المسامحة، وقد يصل الأمر إلى انهيار وبكاء الزوج بعد اكتشاف خيانته، وبذل كل ما يمكن لإصلاح العلاقة مع الزوجة والحفاظ على الزواج.
فهل اعتذار الزوج بعد الخيانة يكفي لاستمرار الزواج وإصلاح العلاقة الزوجية؟ وهل بكاء الزوج بعد الخيانة دليل على الندم الصادق؟ وكيف يجب أن يعتذر الزوج عن الخيانة ويكفر عن ذنبه؟
هل أقبل اعتذار زوجي بعد الخيانة وأسامحه؟!
يعود قرار مسامحة الزوج على الخيانة للزوجة وحدها، وفقاً لشخصيتها وطبيعة العلاقة مع زوجها وظروف الخيانة، وبطبيعة الحال حسب قدرة الزوج على إقناعها بندمه وتوبته عن الخيانة، وهناك بعض الأمور والعلامات التي تساعد الزوجة على قبول اعتذار الزوج بعد الخيانة ومسامحته، وتساعد الزوج على إثبات ندمه وجعل اعتذاره بعد الخيانة قابلاً للتصديق؛ منها:
- أن تكون أول مرة: فرص مسامحة الزوج وقبول الاعتذار بعد الخيانة تكون أكبر بكثير في أول مرة، حيث يمكن أن تتفهم الزوجة النزوة التي مرّ بها زوجها خصوصاً إن كان مخلصاً ووفياً لها في الماضي، لكن مع تكرار الخيانة أو اكتشاف خيانات متعددة سيصبح قبول اعتذار الزوج أصعب.
- الاعتذار الصادق من الزوج: اعتذار الزوج بعد الخيانة بشكل مناسب يظهر صدقه وشعوره بالندم ويقدم ضمانات للمستقبل؛ يعتبر عاملاً أساسياً في مسامحة الزوجة له وقبول اعتذاره، ورد فعل الزوج عند اكتشاف أمر الخيانة قد يؤثر في الزوجة أكثر من الخيانة نفسها، فالزوج الذي يتجاهل مشاعر زوجته بعد اكتشافها للخيانة يسبب لها جرحاً إضافياً يصعب علاجه.
- الاعتراف بالذنب: صيغة الاعتذار بعد الخيانة لا يجب أن تضمن "ولكن..." فمحاولة تبرير الخيانة أو رمي بعض المسؤولية على الزوجة؛ يفقد الاعتذار قيمته ومعناه، حيث يجب أن يعترف الزوج بذنبه بشكل مباشر وصريح ودون محاولة للهروب من المسؤولية، فهذا الدليل الأهم على ندمه وصدق مشاعره.
- سلوك الزوج بعد الاعتذار: اعتذار الزوج شفهياً بعد الخيانة مهم جداً ويبرهن على ندمه ويساعد الزوجة على تجاوز الصدمة والألم، لكن سلوك الزوج بعد الاعتذار هو الأهم، ولا يكفي أن يرجع الزوج إلى سابق عهده قبل الخيانة، بل يجب أن يحاول تعويض زوجته المخدوعة عن الألم الذي سببه لها، وأن يغيّر بعض عاداته وتصرفاته المزعجة أو التي تثير الشكوك عند الزوجة وإن كانت هذه الأفعال بريئة.
- الشعور بالأمان: العقبة التي تقف أمام قبول اعتذار الزوج بعد الخيانة هي خوف الزوجة من تكرار التجربة، حيث تفكر الزوجة بمستقبلها مع زوجها الخائن أكثر من تفكيرها بما حصل في الماضي، وكلما استطاع الزوج منح زوجته الشعور بالأمان كلما استطاعت تجاوز الأزمة ومسامحته من قلبها.
- الحفاظ على الأسرة: لنتفق أن قبول اعتذار الزوج بعد الخيانة قد لا يرتبط بشعور الزوجة الحقيقي أو بصدق الزوج في اعتذاره؛ بقدر ما يرتبط برغبة الحفاظ على الأسرة من الانهيار، وربما تكون الفرصة الثانية التي تمنحها الزوجة لزوجها الخائن هي فرصة ثانية للأسرة ومحاولة لإنقاذها بالدرجة الأولى.
بكاء الزوج بعد الخيانة قد يكون دليلاً قوياً على شعوره بالندم والذنب، ليس فقط بسبب الألم الذي سببه لزوجته بل أيضاً بسبب شعوره بالخجل من ذاته والعار بسبب ما فعله، لكن بكاء الزوج بعد الخيانة قد يكون أيضاً وسيلةً للهروب من العواقب واستجرار شفقة الزوجة عليه لتسامحه بسرعة.
في كل الأحوال لا يمكن الاعتماد على بكاء الزوج بعد الخيانة كدليل على الندم أو إشارة إلى ضرورة مسامحته، فحتى إن كان يبكي من الندم والذنب ستكون هذه مشاعر مؤقتة ما لم يبرهن ندمه بسلوك مباشر ومحاولات صادقة لإصلاح العلاقة بعد الخيانة.
اقرئي أكثر على حِلّوها عن علامات ندم الزوج بعد الخيانة ولماذا قد لا يندم من خلال النقر هنا.
اعتذار الزوج بعد الخيانة يجب أن يكون صادقاً بالدرجة الأولى والهدف منه إصلاح العلاقة مع الزوجة وإقناعها بالمسامحة، ولتحقيق ذلك يجب أن يتضمن اعتذار الزوج بعد الخيانة العناصر التالية:
- الصراحة والحقيقة الكاملة: بالدرجة الأولى يتضمن الاعتذار بعد الخيانة مصارحةً واعترافاً بالخيانة دون محاولة إخفاء المعلومات والتفاصيل التي قد تظهر في أي وقت وتفسد الأمر مجدداً، ومع ذلك ربما يجب أن يراعي الزوج إخفاء بعض التفاصيل التي لا قيمة لها والتي قد تكون مؤلمة ومزعجة، المهم ألّا يخفي شيئاً إذا انكشف أفسد العلاقة مع الزوجة بعد المسامحة.
- الاعتراف بالأذى الذي سببته لزوجتك: يجب أن تشعر زوجتك بتقديرك لحجم الألم الذي تشعر به واعترافك بالأذى الذي سببته لها، فالاعتراف بهذه المشاعر واحترامها سيجعل اعتذارك مقبولاً أكثر.
- التعبير عن الندم: عبّر عن ندمك واعتذارك بشكل مباشر ودون مواربة أو تبرير أو تهرّب، استخدم ألفاظاً واضحة ومباشرة للاعتذار والتعبير عن الندم، ولا تجعل الزوجة جزءاً من أسباب الخيانة عندما تشرح موقفك.
- طلب المسامحة: يجب أن يتضمن اعتذار الزوج بعد الخيانة طلباً مباشراً للمسامحة، قد يمنعك كبرياؤك من طلب السماح، لكن كان الأجدى أن يمنعك عن الخيانة!
- تقديم ضمانات ووعود للزوجة: جزء مهم من الاعتذار بعد الخيانة تقديم وعد صادق بعدم تكرار الخيانة، وتقديم الضمانات التي تريح الزوجة وتجعلها تصدق اعتذار الزوج ووعوده.
- استعادة العلاقة بعد الخيانة: تسبب الخيانة الزوجية فجوة كبيرة بين الزوجين أساسها أزمة الثقة، ويجب أن تعمل على تضييق هذه الفجوة بهدوء وحكمة وفي كل فرصة مناسبة، امنح زوجتك الوقت الكافي لمسامحتك، وبرهن لها في كل وقت أنك جدير بفرصة ثانية.
اعتذار الزوج بعد الخيانة يعتبر الخطوة الأولى لإصلاح العلاقة مع الزوجة وإنقاذ الزواج من الانهيار، وعلى الرغم من أهمية الاعتذار والتعبير عن الندم بعد الخيانة؛ إلّا أن ذلك وحده لا يكفي، وهناك بعض الأمور المهمة لاستمرار الزواج بعد الخيانة وإصلاح العلاقة مع الزوجة، أهمها:
- منح الزوجة وقتاً للمسامحة: يجب أن يتحمل الزوج الخائن التغيرات في نفسية زوجته بعد الخيانة والتغيرات السلوكية، كما يجب أن يحتمل تذكيره بالخيانة وصعوبة نسيان هذه التجربة المؤلمة، سيحتاج الأمر إلى بعض الوقت ولا مفر من الصبر حتى يشفى الجرح.
- الصدق في الوعود: تقوم مسامحة الزوج الخائن على الوعود التي يقطعها بعدم تكرار الخيانة بشكل أساسي، ويجب أن يلتزم بهذه الوعود بشكل صارم ويواجه أي رغبة لديه قد تقوده إلى إخلاف الوعد أو الرجوع للخيانة.
- قطع العلاقات المشبوهة: لا يمكن أن يستمر الزواج بعد الخيانة إن لم يقطع الزوج جميع العلاقات المشبوهة والمثيرة لشكوك الزوجة، حتى العلاقات البريئة التي تجعل الزوجة غير مرتاحة أو تثير لديها الشكوك؛ يجب أن تنتهي.
- تجديد روتين الحياة الزوجية: من خلال أخذ استراحة من ضغوط الحياة اليومية والذهاب في إجازة رومانسية يجتمع فيها الزوجان بعيداً عن الروتين والمهام الأسرية، كذلك تبادل بعض الأدوار في البيت، وتغيير نمط الحياة، وأحياناً قد يكون من الجيد تغيير مكان السكن وتجديد أثاث البيت... اقرأ مقالنا عن تجديد الحياة الزوجية من خلال النقر على هذا الرابط.
- الوفاء والإخلاص المستمر: عندما تنتهي الأزمة وتعود المياه لمجاريها يجب أن يكون الزوج حذراً أكثر، فالفرصة الثانية التي حصل عليها بعد الخيانة قد لا تتكرر.
أخشى أن أخسر زوجتي بسبب إدماني على الخيانة
يقول صاحب الاستشارة أن زوجته اكتشفت خيانته لها بالمحادثات أكثر من مرة، وفي كل مرة كان يعتذر ويعدها أنه سيتوب ولن يعود إلى المحادثات البذيئة والإباحية مع النساء، لكنه يفقد السيطرة على نفسه ويرجع إلى نفس السلوك، وفي كل مرة كانت تجلس معه وتناقشه لإيجاد حل لهذه المشكلة وطريقة للإقلاع عن المحادثات الإباحية والخيانة، لكن بعد تكرار هذه الحالة أخبرته أنه خسرها إلى الأبد كحبيبة، ولن تصدق مرة أخرى أعذاره ووعوده.
شعر الزوج أن الأمر خرج عن سيطرته، وهو يحاول أن يفتح صفحة جديدة ويكون صادقاً هذه المرة باعتذاره وتوبته، لذلك لجأ إلى موقع حِلّوها طلباً للاستشارة والنصائح.
قدِّم النصيحة والرأي واقرأ آراء الخبراء والمتابعين من خلال النقر على هذا الرابط.
هل أصدق زوجي الخائن وأصبر عليه
صاحبة الاستشارة متزوجة من 16 سنة، فاجأها زوجها يوماً أنه يريد الزواج مرة ثانية، وعندما عارضت تغير سلوكه وأصبح مهملاً وعنيفاً معها، في النهاية اعترف لها أن عشيقته حامل ويجب أن يتزوجها، وهنا قررت الزوجة أن تقف إلى جانب زوجها في محنته حتى أنها ذهبت معه لطلب المرأة للزواج.
بعض رفض طلب الزواج أخبرها زوجها أنه قطع العلاقة وسيجد حلاً للموضوع، وعاد إلى طبيعته الوديعة والطيبة، لكنها اكتشفت بعد فترة أن العلاقة مع تلك المرأة ما تزال قائمة والخيانة مستمرة، وعندما واجهته طلب منها أن تمنحه فرصة لإصلاح الموضوع والتخلص من هذه العلاقة، وهي تخشى أنه يخدعها ويكذب عليها.
اقرأ القصة بالتفصيل وآراء القراء والخبراء من خلال النقر هنا.