علاج الإمساك عند الرضيع في الشهر الأول والثاني
الأطفال حديثي الولادة معرضين للإصابة بالعديد من المشاكل الصحية التي ترافقهم بعد الولادة مباشرة أو يصابوا بها بعد فترة وجيزة، ومن أكثر هذه المشاكل شيوعاً، هي تعرضهم للإمساك المعوي، وفي هذه المقالة سوف نتحدث عن أعراض الإمساك لدى الأطفال حديثي الولادة وخاصة في الشهر الأول والشهر الثاني، وأسباب هذه المشكلة وبعض النصائح في التعامل معها.
الإمساك هو حالة يصبح فيها معدل التبرز لدى الطفل قليل جداً أقل من مرة واحدة كل 5 أيام أو كل أسبوع، أو خروج براز جاف جداً وقاسٍ ومتحجر مما يسبب انزعاج الطفل والشعور بالألم عند الإخراج، وقد يسبب الإمساك مضاعفات خطيرة مثل الشرخ الشرجي والتهابات المستقيم. [1]
فمن الطبيعي أن لا يخرج الطفل الرضيع في أول شهرين بشكل يومي كونه يعتمد على الرضاعة الطبيعية من حليب الأم الذي يمتصه جسم الرضيع بشكل كامل تقريباً، لكن عندما يستمر عدم الإخراج لخمسة أيام أو أكثر فهذا مؤشر على وجود مشكلة من الضروري تشخصيها، وخاصة في حال كان الطفل لا يعتمد في هذا الغذاء بشكل كلي أو جزئي على حليب الأم.
يجب التنويه لأن الطفل الذي يتناول حليب الأم لا يتبرز بشكل منتظم يومياً كون جسم الطفل يمتص جميع العناصر الغذائية في حليب الأم تقريباً، لهذا يعتبر عدم إخراج الطفل في هذه الحالة شيء طبيعي، ولذلك لا يمكن اعتبار الرضيع في هذه الحالة أنه يعاني من الإمساك، في حين أن الطفل الذي يتناول حليباً صناعياً يتبرز عادة ثلاث أو أربع مرات في اليوم وتختلف حركة الأمعاء الطبيعية عند الأطفال الأصحاء بشكل كبير وتتأثر بشكل كبير بنوع الحليب الذي يتغذون عليه، ومن أعراض الإمساك عند الرضيع في أول شهرين: [2]
- الشعور بالألم والبكاء المستمر: إصابة الطفل الرضيع بالإمساك تسبب له الشعور بالمغص الشديد الذي يؤدي إلى صراخ الطفل وبكائه بكاء هستيري.
- البراز الجاف عند الرضيع: إخراج الرضيع لبراز شديد الصلابة يشبه الطين من أعراض الإصابة بالإمساك والذي يسبب له بحدوث ألماً شديداً يدفعه إلى البكاء عند قيامه بعملية التبرز.
- وجود دماء في براز الرضيع: إن ظهور خطوط من الدم الأحمر الفاتح على براز الرضيع يمكن أن يكون نتيجة قيام الطفل بالضغط بشدة لإخراج البراز مما يتسبب في حدوث تمزقات صغيرة حول جدران الشرج والذي يؤدي إلى ظهور دم في البراز.
- تحجر البطن والانتفاخ: إن البطن المشددة والقاسية تعتبر علامة على الإمساك حيث أن الانتفاخ الناجم عن الإمساك قد يؤدي إلى جعل معدة الطفل ممتلئة أو متيبسة ويمكن معرفة ذلك من خلال الضغط الخفيف على معدة الصغير فإذا كانت قاسية فقد يكون الطفل يعاني من الإمساك.
- فقدان الرغبة بالرضاعة: قد يشعر الطفل بالشبع بسرعة إذا كان مصاباً بالإمساك.
- حركات الأمعاء غير المنتظمة: التبرز غير المنتظم واضطرابات الأمعاء والذي قد يسبب آلاماً شديدة لدى الرضيع بسبب تجمع كتل البراز في الأمعاء.
- إضرابات في النوم عند الرضيع: مثل عدم قدرة الطفل على النوم بسبب الشعور بالمغص أو تحجر البطن أو عدم الراحة بسبب عدم القدرة على الإخراج.
أسباب الإمساك كثيرة جداً عند الأطفال حديثي الولادة وتعتبر معرفة هذه الأسباب الخطوة الأولى في علاج المشكلة، ولذلك سنقوم بإبراز بعض مسببات الإمساك لدى الأطفال الرضع حديثي الولادة:
- الإمساك الوراثي عند الرضيع: في هذه الحالة يكون هناك تاريخ مرضي وراثي للإمساك عند أحد والدي أو كليهما أو حتى أشقائه الأكبر، وهذا بسبب وجود مشاكل هضمية في العائلة.
- الإمساك الوظيفي: والذي يتعلق بنوع الغذاء الذي يعطى للطفل حيث أنه من أكثر مسببات الإمساك هو الحليب الاصطناعي إذا كان نوع الحليب الاصطناعي لا يتناسب مع معدة الطفل الحساسة وهذا ما يسمى بحساسية الحليب.
- الإمساك العضوي أو المرضي: هنا يكون الطفل يعاني من مشكلة مرضية هي التي تسبب الإمساك له، كالأطفال الذين يعانون من خمول في الغدة الدرقية أو الأطفال الذين لديهم بعض العيوب الخلقية في الجهاز الهضمي أو فتحة الشرج وفي حالة الإمساك المرضية يجب تشخيص المشكلة الموجودة عند الأطفال ومعالجتها بشكل صحيح.
- تغيير نوع الحليب للطفل الرضيع: وذلك سواء أكان الطفل كان يتناول الحليب الطبيعي من الأم ثم بدأ يتناول الحليب الاصطناعي او تغيير نوع الحليب أكثر من مرة، بكلا الحالتين فتغير الحليب سبب محتمل لإصابة الطفل الرضيع بالإمساك.
- تناول الرضيع للحليب الاصطناعي بكمية كبيرة: فالحليب الاصطناعي لا يتم امتصاص جميع عناصره في معدة الطفل كحليب الأم، بل يتبقى بعض العناصر التي تخرج على شكل براز، والإكثار من تناول الرضيع للحليب الاصطناعي يجعل من الصعب على معدة الطفل هضم الكمية الكبيرة من هذه العناصر التي لم يتم امتصاصها وبالتالي تتجمع في أمعاء الطفل وتسبب له الإمساك.
- نوع الطعام الذي تتناوله الأم المرضعة: إذا كان الرضيع يتناول حليب الأم الطبيعي ومع ذلك أصيب بالإمساك فقد يكون نوع طعام الأم المرضعة هو السبب في إصابة الطفل بالإمساك.
- الجو الحار وتأثيره على الطفل الرضيع: إن وجود الرضيع في جو ومحيط حار يمكن أن يؤدي إلى فقدان الرضيع للسوائل الموجودة في جسمه عن طريق التعرق مما يسبب له الإمساك.
تكون معدة الطفل حديث الولادة حساسة جداً تجاه أي مادة يمكن أن تدخل الجسم لعلاج الإمساك ما قد يسبب له العديد من المشاكل الخطيرة والمميتة في بعض الأحيان، لذلك لا يمكن استخدام طرق ووسائل علاج الإمساك التقليدية مع الأطفال حديثي الولادة ممن تقل أعمارهم عن شهرين، فإذا كان الإمساك وظيفي أو له علاقة بطبيعة تغذية الرضيع (نوع الحليب الذي يتناوله) فهنا يمكن اللجوء إلى بعض التدابير المنزلية ومنها: [3-4]
- حمام الماء الدافئ للطفل: إن حصول الطفل على حمام دافئ يؤدي إلى إرخاء عضلات الشرج مما يساعده على الإخراج بسهولة أكبر كما يمكن أن يخفف بعض الانزعاج المرتبط بالإمساك.
- تدليك بطن الرضيع: إن تدليك معدة الطفل يساعد على تنظيم حركة الأمعاء ويساعد الطفل في عملية التبرز وللقيام بالتدليك يمكن إتباع إحدى الطرق التالية:
- القيام بحركات دائرية على المعدة الطفل في اتجاه عقارب الساعة ولكن بدون ضغط.
- ضم ساقي الطفل معاً ثم دفع الركبتين برفق باتجاه بطنه.
- يمكن استخدام زيت الزيتون في تدليك معدة الطفل بعد تدفئته فهو يحفز الجهاز الهضمي ويجعل حركة الأمعاء منتظمة مما يجعل تبرز الطفل وإخراجه منتظماً.
- تغيير نوعية حليب الطفل: يجب التأكيد على أن حليب الأم الطبيعي هو الحل الأمثل للعلاج أو الوقاية من الإمساك عند الرضيع، لأن أمعاء الطفل تمتص كامل الحليب بكامل عناصره الغذائية فلا يبقى منه ما يتجمع في الأمعاء ويسبب الإمساك، ولكن إذا كان الإرضاع الطبيعي غير متاح، وكان الرضيع يتناول حليب اصطناعي، فيمكن لنوع الحليب أن يكون السبب في الإمساك بحال كان يحتوي على عناصر لا تناسب معدة الطفل الحساسة وهنا يجب تغيير نوع الحليب الطفل إيجاد نوع يلائم طبيعة معدته حتى يتم علاج الإمساك.
- مساج المستقيم: يمكن استخدام مقياس حرارة الجسم المخصص للأطفال بعد تعقيمه في عمل مساج لمستقيم الطفل أو فتحة الشرج مما يحفز الجهاز الهضمي على أن يطرد الغازات والبراز الموجود في المستقيم.
كما يمكن استخدام الأعواد القطنية التي تستخدم في تنظيف الأذن في عمل مساج لفتحة الشرج، وذلك بغمس هذه الأعواد بزيت الزيتون وعمل مساج بها على فتحة الشرج مما يحفز عضلات الشرج ويسهل عملية انزلاق البراز بسهولة. - الحفاظ على درجة الحرارة المعتدلة: فيجب تجنب وضع الطفل في مكان حار لأن ذلك يؤدي إلى فقدان السوائل من جسمه عن طريق التعرق ولأن السوائل في الجسم هي التي تساعد على خروج البراز من المعدة بشكل أسهل وأسرع فإن فقدانها يؤدي إلى الإمساك ويمكن تعديل الجو الحار لتخفيف حالة الإمساك باستخدام مروحة تبريد ولكن دون توجيهها مباشرة تجاه الطفل.
اقرئي أكثر عن درجة حرارة غرفة الرضيع في الشتاء والصيف من خلال النقر هنا. - القيام ببعض الحركات والتمارين البسيطة للرضيع: فيمكن أن يساعد تحريك ساقي الطفل في تخفيف الإمساك حيث تقوم هذه التمارين والحركات البسيطة بتحفيز أمعاء الطفل وتسهيل إخراج البراز المتجمع في القولون ويكون ذلك عن طريق تحريك أرجل الطفل برفق أثناء استلقائه على ظهره بحركة تشبه حركة ركوب الدراجة.
هناك بعض الوصفات الآمنة التي يمكن إعطائها للطفل في عمر الشهر أو الشهرين ولكن يجب التأكيد على الالتزام بالكميات المذكورة واستشارة الطبيب أولاً:
- عصير التفاح والكمثرى لعلاج الإمساك عند الطفل الرضيع
يجوز إعطاء الرضيع في عمر الشهر أو الشهرين كمية صغيرة من عصير التفاح أو الكمثرى لتسهيل خروج البراز وتخفيف الإمساك بمقدار 5 قطرات في الفم مرة واحدة يومياً. - زيت اللوز لعلاج الإمساك عند الطفل الرضيع
كذلك يجوز إعطاءه مقدار5 قطرات يوميا من زيت اللوز الحلو. - زيت الزيتون وعلاج الإمساك للطفل الرضيع
على الرغم من أن تناول كمية قليلة من زيت الزيتون هو من أشهر طرق العلاج للامساك إلا انه يحظر إعطاءه عن طريق الفم للأطفال في عمر الشهرين أو أقل بسبب تركيبته الثقيلة على معدة الرضيع والتي قد تسبب له مشاكل خطيرة.
في حال عدم نجاح الوسائل السابقة من الأفضل عرض الطفل على طبيب مختص، وبعد فحص الطبيب للطفل وفي حالات نادرة قد يصف إحدى الأدوية الآتية مثل:
- المسهلات أو الملينات والتي تعمل على تليين براز الطفل.
- تحاميل الجلسرين ويلجأ إليها الطبيب عادة في حال ظهور دم في البراز أو علامات تمزق في فتحة الشرج نتيجة البراز الصلب الذي يخرج من الطفل.
- الحقن الشرجية وتستخدم لتنظيف القولون عن طريق تحفيزه لدفع البراز الموجود فيه، ولا يجب استخدام الحقنة الشرجية لعلاج إمساك الرضيع دون استشارة الطبيب، وعادةً ما تكون خياراً أخيراً.
- لا يجب إعطاء المار للرضيع في عمر الشهرين أو أقل كعلاج للإمساك: فعلى الرغم من أن الجفاف قد يكون سبباً للإمساك لا يجب إعطاء الطفل الماء إلا إذا طلب الطبيب ذلك، حيث يمكن أن يؤدي إعطاء الماء للرضيع إلى اضطرابات قد تكون خطيرة ومميتة في بعض الأحيان، فتناول الماء للرضيع في هذه المرحلة يؤدي إلى إرهاق الكلى وإلى نقص صوديوم الدم والذي في أخطر حالاته قد يسبب تورم الدماغ عند الرضيع ويؤدي إلى الوفاة.
- كما يحظر إعطاء الطفل أي وصفات أو زيوت أو أدوية بعمر الشهرين أو أقل دون استشارة الطبيب.
- ينصح بمراجعة طبيب الأطفال وبصورة مستعجلة في الحالات التالية:
- إذا تبين وجود دم في براز الطفل.
- إذا تزامن بكاء الطفل الشديد والهستيري مع عملية التبرز.
- إذا لم يتبرز الطفل بعد يومين أو ثلاثة من القيام بالإجراءات السابقة. [6،5]