أسباب الانفعالات في الحياة الزوجية والتعامل معها
قد يؤدي الانفعال في الحياة الزوجية للعديد من المشاكل بين الزوجين، وربما يتخذ أحدهما أو كليهما قرارات مصيرية قد تؤدي للانفصال أو التأثير على باقي حياتهما سلباً، ومن هنا كان من الضروري التعرف على الانفعالات وأسبابها في الحياة الزوجية وأشكالها وكيف يمكن ضبطتها وهذا ما سوف نتحدث عنه في هذا المقال.
الانفعالات هي حالة نفسية عاطفية شعورية لا إرادية تصيب الفرد فجأة إزاء تعرضه لموقف ما، وقد ينتج عنها سلوك غير مألوف كالضرب والشتيمة والثوران والقلق أو الصراخ والبكاء والعناد، وممكن أن تظهر عليه أعراض أخرى كالارتجاف واحمرار الوجه وتسرع في ضربات القلب.
هذه الحالة تصيب جميع الأفراد من جميع الأعمار والأجناس، ويتمثل الانفعال بعدة مشاعر منها الغضب والخوف والفرح والحزن، أما الغضب فهو من الأوجه السلبية للانفعال وهو الأكثر تأثيراً على الفرد وهو أقوى أنواع الانفعال.
يعود الانفعال كحالة شعورية للعديد من الأسباب، وخاصة في العلاقة الزوجية التي تؤثر فيها العديد من العوامل على الحالة المزاجية للزوجين، ومن أسباب الانفعال في الحياة الزوجية: [1]
- الخلافات المادية: بعد الزواج تصبح الحياة أكثر مادية مرتبطة دائماً بحاجات الأسرة والمنزل والابناء والطرف الآخر ولا تبقى الطرق الرومانسية والعاطفية كفيلة بحل المشاكل، وهذا يسبب التوتر في كثير من المشاكل ذات المنشأ المادي مما يؤدي لانفعالات سريعة من الطرفين.
- تدخل الأهل في حياة الزوجين: من المشاكل الشائعة التي قد تؤدي للانفصال في بعض الحالات هي تدخلات أهل الزوجين بحياتهما، سواء بالتحريض أو والإلحاح على بعض الأمور ما يجد فيه الطرف الآخر تدخل في الحياة الخاصة ويسبب انفعاله بشدة.
- الحالة النفسية للزوجين: فقد يتعرض الأزواج إلى مشاكل نفسية كالأرق والتعب والإرهاق والاكتئاب وذلك بسبب الضغوطات النفسية التي تقع على كل منهما، وهذه المسائل كثيراً ما تؤدي لانفعال الغضب عند التعرض لأي خلاف بينهما.
- ضغوطات الحياة وروتين العمل: قد يكون من أسباب الانفعال لدى الأزواج ضغوطات العمل التي تؤثر سلباً على نفسيتهم وعلى حياتهم الاجتماعية والأسرية.
- الحالة الصحية تسبب الانفعالات: من الممكن أن يصاب أحد الزوجين بمرض أو حالة صحية معينة مؤقتة أو مزمنة وتؤثر هذه الحالة على استجابته ورود فعله، وقد تكون سرعة الانفعال ناتجة هذه المسائل.
- فترة الحمل لدى النساء: يؤدي الحمل إلى تغيرات عديدة في هرمونات جسد الأنثى ما يجعل مشاعرها وعواطفها غير مستقرة وقد تظهر سلوكيات عصبية أو تغضب بسرعة والتي تعتبر من أشكال الانفعال.
- فترة الحيض عند النساء وسرعة الانفعال: تتغير الحالة النفسية لدى الأنثى في فترة الحيض (الدورة الشهرية) وذلك يعود لاضطرابات هرمونية في الجسم، مما يجعلها أكثر انفعالاً وعصبية وبحالة مزاجية غير مستقرة.
- الانفعال والخوف: يؤثر الخوف والرهاب والشعور بالخطر أو التهديد على الإنسان، بحيث يزداد نشاط هرمون الأدرينالين الذي يزيد الانفعال والشعور بالغضب والعصبية عند التعرض لأي مشكلة.
- البيئة الاجتماعية السلبية: وذلك عن طريق سماع مشاكل الأقرباء والأصدقاء والأقران مما ينعكس سلباً على نفسية الأزواج ويزيد من انفعالهم.
- الطبيعة النفسية الشخصية للفرد: أي نشأة أحد الأزواج في بيئة تحفز وتنمي الانفعال لديه مما يؤثر على سلوكه ومشاعره.
- الغيرة الزوجية: تعد الغيرة الزوجية من أكثر الأسباب المباشر التي تؤدي لحالات الانفعال بين الزوجين، فشعور أو الزوجين أن لدى شريكه من يهتم به غيره يؤدي لحالات انفعال شديدة لديه وقد تتمثل بالعديد من السلوكيات كالغضب أو الحزن.
الانفعالات عبارة عن طاقات نفسية تؤثر على الدوافع والشعور كما أنها تؤثر على أنشطة الأزواج فتظهر هذه التأثيرات على السلوك والحالة النفسية للفرد، وتتمثل آثارها في: [3]
- أثر الانفعالات على تفكير الزوجين: يجعل الانفعال السلبي التفكير أكثر بدائية وضعفاً مما يصعب التواصل والحوار والوصول لحل بين الزوجين مما يجعل تفكيرهما سلبي دائماً.
- أثر الانفعالات على الصحة النفسية: قد يلجأ أحد أفراد العائلة إلى الانطواء بسبب الأجواء الانفعالية بين الزوجين ومنهم من يتقمص شخصية المنفعل ومنهم من يولد لديه شعور بالخوف والقلق والتوتر ويحدث حالات أخرى للأفراد كالتشاؤم والاكتئاب الذي يضر بحالتهم النفسية.
- يؤثر الانفعال على علاقات أفراد العائلة بالمجتمع: حيث أن الزوجين الذين تسيطر على علاقتهما للانفعالات السلبية، يفقدون القدرة على التواصل مع أفراد مجتمعهم ويفشلون في بناء علاقات والحوار بطريقة سليمة.
- الآثار الجسدية للانفعالات: يؤثر الانفعال على الجسم فيترافق بكثير من التغيرات البيولوجية كالآلام وتشنجات وحروق معدية ومعوية وتسرع ضربات القلب بالإضافة للصداع واضطرابات جلدية وآلام في البطن، وفي حال الخوف ممكن أن يؤدي لاصفرار الوجه والارتجاف والتعرق واضطرابات مزمنة أخرى، كما يؤثر الانفعال على المدى الطويل على صحة القلب.
- تراجع التحصيل العلمي للأبناء: قد تنعكس الحالة الانفعالية السلبية بين الزوجين على الأبناء الذي قد يضعف تحصيلهم العلمي ويفقدهم التركيز مما يؤدي لتراجع مستواهم الدراسي، ما ينعكس سلباً على تعليمهم.
يمكن التخلص من الانفعال السلبي الذي يعاني منه أفراد الأسرة بإتباع عدة طرق، ومن أهم طرق ضبط الانفعالات وتقليل تأثيرها: [4]
- التفكير بهدوء وعقلانية: فعند تعرض أحد الزوجين لمشكلة يمكن حلها عن طريق التفكير بأسبابها بهدوء وعقلانية وعلاج هذه الأسباب والحوار مع الطرف الآخر ولا داعي للانفعال والغضب والعنف الذي لا يعالج أي مشكلة.
- تغيير حالة الفرد الجسدية: فإذا كان الشخص المنفعل جالس فمن الأفضل تغيير حالته الجسدية بالوقوف مثلاً وإذا كان واقفاً يمشي أو يمارس التمارين الرياضية أو يخرج من المنزل حتى يهدأ.
- صرف الانتباه عن سبب الانفعال: ففي حال كنت منفعل خذ قسط من الراحة بقراءة الكتب فسوف تتغير حالتك النفسية وتهدأ فوراً ويبتعد تركيزك على المشكلة.
- الاستحمام بالماء البارد: الاستحمام بالماء البارد ينشط الدورة الدموية ويخفف شدة الانفعال ويغير من الحالة النفسية للمنفعل.
- التحدث مع الأشخاص الموثوقين: كل شخص منا لديه شخص يستطيع سماعه وتقديم النصائح له فتعرض عليه مشكلتك فإذا لم يستطيع تقديم الحل لك سيستطيع تغيير حالتك النفسية وتعديل مزاجك.
- التمارين الرياضية: وذلك بالقيام بالتمارين الرياضية التي تهدئ الانفعال كالجري والمشي اليوغا (الشفاء بالطاقة الحيوية).
- ممارسة تمارين الاسترخاء: وذلك يكون بالتنفس ببطء فتأخذ شهيق وزفير عميق وبطيء مع تحريك عضلات اليدين للداخل والخارج حتى تشعر بالاسترخاء.
- الكتابة: كتابة كل الأشياء التي تزعجك وتسبب لك هذا الانفعال والقلق والتوتر ثم تقوم بالتخلص منها لكي تقنع عقلك الباطني بأنك انتهيت من هذه المشاكل نهائياً.
- ترديد العبارات التي تخفف من حدة الانفعال: كأن تحدث نفسك بأنك غير منفعل وغير غاضب وهذه المشاكل التي تمر بها عابرة ولا داعي للقلق والخوف لكي تخفف عنك حدة الانفعال.
- النوم فترات كافية: لقلة النوم آثار سلبية على الجهاز العصبي حيث أثبتت الدراسات بوجوب النوم من ست لثمان ساعات يومياً من أجل صحة جهازك العصبي.
- التفكير بإيجابية: وذلك عن طريق التعاطف وأن ترى الموقف الذي تتعرض له بنظرة شخص آخر وكيفية حله للمشكلة بدلاً من اللجوء إلى العنف والانفعال، ربما بإعادة تفكيرك بالمشكلة أثناء سردها تكتشف أشياء ستشعرك أن الموقف تافه وليس بحاجة لكل هذا الانفعال.
الانفعال يكون نتيجة تفاعل عمليات نفسية وبيولوجية وبيئية محيطة بالفرد وهذا ما يفسر وجود أنواع للانفعالات واختلاف درجاتها وشدتها، وهكذا يمكن تصنيف الانفعالات إلى ما يلي:
- الانفعالات الإيجابية: نوع من الانفعالات يزيد من نشاط الجسم وحيويته وطاقته وحماسه، ويؤدي لزيادة ضربات القلب وضغط الدم، تظهر هذه الانفعالات على الجسم في حالات الحب والسرور والفرح، وهو مفيد للصحة النفسية والجسدية.
- الانفعالات السلبية: انفعالات تنعكس آثارها السلبية على الحالة النفسية والجسدية للفرد فهي تقلل من النشاط والطاقة والحيوية للفرد وتعطيه إحساس بالوهن مثل انفعال الكره والغضب والضجر، وهذا النوع نتائجه سلبية على الصحة النفسية والجسدية.
- الانفعالات الفطرية: وهي انفعالات تظهر على الفرد في مراحل عمره المبكرة والتي لا يمكن تغيير آثارها على الفرد مثل شعور الحزن والخوف، الذي يتمثل منذ الطفولة كخوف طفل من الأصوات العالية أو شخص من دون وجود أي سبب منطقي لهذا الانفعال.
- الانفعالات المكتسبة: تظهر هذه الانفعالات في مراحل متقدمة من عمر الفرد والتي يكتسبها من مجتمعه (فمن الطبيعي إذا عاش الفرد في بيئة مفعمة بانفعالات الغضب أن يكتسب هذا الشعور منها فلا يستطيع الفرد ضبط مشاعره التي تؤثر على شخصيته) والانفعالات المكتسبة ذات طبيعة مركبة كالغيرة التي تنتج عن الحب أو الازدراء وهو شعور مركب من الغضب والاستهزاء أو النرجسية وحب التملك، ومنها منشط كالفرح والسعادة والحب، ومنها محبط كالاكتئاب والغضب.
يؤثر الغذاء بشكل كبير على الحالة النفسية للإنسان وقد يسبب الغذاء غير الصحي الحالات الانفعالية، وهنا نظام غذائي يفيد في ضبط حالات الانفعال: [2]
- تناول الأغذية الغنية بالبوتاسيوم: نقص البوتاسيوم يؤثر على الحالة النفسية للفرد لذلك عليك تناول الأغذية التي تحوي البوتاسيوم كالأسماك ومنتجات الألبان والبقول واللحوم الحمراء والمكسرات والعسل والبلح والأفوكادو والكثير من الفواكه مثل المشمش والتين والجزر والبطاطس الحلوة.
- تجنب من التدخين والمنبهات: التبغ والمنبهات كالقهوة والشاي وغيرها تقلل من امتصاص البوتاسيوم وتخل توازن البوتاسيوم والصوديوم في الدم وتزيد من إفراز هرمون الأدرينالين الذي يؤدي للتوتر والانفعال والغضب.
- تناول بعض الفيتامينات: كفيتامين "B3" يحوي الفيتامين على الكربوهيدرات التي تحافظ على صحة الجهاز العصبي والتي تساعد من التخلص من القلق والتوتر والانفعال ومن أهم مصادره البيض والألبان ومنتجاتها وأسماك التونا والسلمون والتمر، وفيتامين" B6" الذي يتمثل بالبروتينات والدهون وهو ضروري للخلايا العصبية ويعمل كمهدئ ومساعد على النوم.
- تناول الأغذية الغنية بمعدن المغنيزيوم: معدن المغنيزيوم يحافظ على نشاط المخ وصحة الجهاز العصبي وصحة الأعصاب مثل التمر والكاكاو والسمسم والمشمش والتين والبقول والمكسرات والحبوب بكافة أنواعها.
- تجنب تناول الكثير من السكريات: يجب استبدال السكريات بالفواكه بكافة أنواعها والحبوب الكاملة لما لها من آثر على الجهاز العصبي وصحة القلب والشرايين.