علاج الإسهال عند الأطفال بالأعشاب والتغذية
الإسهال من أكثر المشاكل التي يتعرض لها الأطفال في صغر سنهم وخاصة حديثي الولادة، وهي مسألة طبيعية من ناحية نظراً لحساسية أجسادهم وضعف جهازهم المناعي والنظام الغذائي الذي يعتمدون عليه من جهة، وقد تكون خطيرة من جهة أخرى، إذ قد يتعرض الطفل لحالات نقص السوائل بحال الإسهال المزمن ما قد يؤدي لإصابته بالجفاف، ولهذا من الضروري أن نتعرف على إسهال الأطفال وأسبابه وكيفية علاجه والوقاية منه والأعشاب المفيدة لعلاجه وهذا ما سوف نتحدث عنه في هذا المقال.
الإسهال هو حالة تصبح فيها حركة الأمعاء (الخروج) لينة ومتكررة بشكل أكبر من الطبيعي وخروج براز سائل (مائي)، الهدف منه تخليص الجسم من العدوى الفيروسية أو البكتيرية أو مسببات التسمم، حيث يعتبر الإسهال من الوسائل الدفاعية في الجسم عند وجود مسببات الأمراض في الجهاز الهضمي، ولذلك لا ينصح باستخدام أدوية مضادة للإسهال إلّا في حالات معينة، وترك الجسم يقوم بعمله مع تعويض السوائل لتجنب خطر الجفاف.
تكمن خطورة الإسهال عند الأطفال بتعرضهم للجفاف بسبب خسارة كمية كبيرة من الماء والسوائل، لذلك من الضروري تعويضها بشكل فوري حتى لا يتعرض الطفل للجفاف، حيث يكون للجفاف العديد من المخاطر والأعراض الجانبية على صحة الطفل وحياته في بعض حالات الإسهال المزمنة.
قد يترافق الإسهال مع أعراض أخرى مثل ارتفاع الحرارة والغثيان وفقدان الشهية والدوار وخروج دم في البراز ووهن عام بالجسم وهنا قد يكون الإسهال ناتج عن حالة مرضية يجب مراجعة الطبيب لتشخيصها. [1-2]
مع التأكيد على ضرورة مراجعة طبيب الأطفال عند ما تطول حالة الإسهال عند الطفل أو تترافق مع أعراض أخرى، حتى يشخص الطبيب الحالة بدقة ويصف العلاج المناسب، يوجد أيضاً بعض النصائح التي من شأن اتباعها في الحالات الطبيعية والروتينية تخليص الطفل من حالة الإسهال وتخفيف حدتها، ومن هذه النصائح:
- تقليل كمية وجبات الطفل: عند إصابة الطفل بالإسهال يفضل إعطائه وجبات عديدة صغيرة الحجم بدلاً من الوجبات القليلة كبيرة الحجم، وذلك لكي يعوض ما فقده من عناصر غذائية وسوائل بعد كل خروج ويمكن إضافة بعض الأطعمة التي تمسك معدته مثل البطاطا المسلوقة والموز.
- تعديل النظام الغذائي للطفل: يفضل اتباع نظام غذائي خاص عند إصابة الطفل بالإسهال تبعاً لأسباب هذا الإسهال وبشكل عام يعد اتباع حمية تشمل بعض الأغذية مثل الموز والأرز وهريس التفَّاح المطبوخ والخبز المحمَّص والبطاطا المسلوقة من شأنه تخفيف حالة الإسهال.
- تجنب بعض الأطعمة: بعض الأطعمة تعتبر مضرة وقد تزيد من حالة الإسهال لدى الطفل ويجب تجنبها خلال إصابته به مثل الأطعمة المقلية والأطعمة الدهنية والأطعمة المصنعة أو السريعة والمعجنات والكعك والنقانق، وعصير التفاح وعصائر الفاكهة والمشروبات الغازية، بالإضافة لأنواع الفواكه والخضراوات التي تسبب الغازات مثل الفول والفلفل والحمص والذرة والخوخ، كون هذه الأطعمة والمشروبات يمكن أن تخفف البراز.
- إعطاء السوائل للطفل: يفضل إعطاء الطفل بعض السوائل خلال إصابته بالإسهال لتعويض ما فقده، مثل الشوربات وبعض المنتجات الطبية مرق الدجاج، والابتعاد عن العصائر والمشروبات الغازية والمنبهة.
- استخدام محلول الجفاف: الهدف الأول من علاج الإسهال عند الطفل هو تجنب الجفاف، ولذلك ينصح الأطباء باستخدام محلول الجفاف إذا استمر الإسهال أو ظهرت على الطفل أعراض الجفاف مثل شحوب الجلد وجفاف العين وفقدان النشاط.
- عدم العودة مباشرة إلى النظام الغذائي الاعتيادي: حتى بعد شفاء الطفل من الإسهال واختفاء أعراضه يجب أن يستمر الطفل بالحمية لعدة أيام، وذلك كي لا ينتكس الطفل ويعود الإسهال فقد يكون النظام الغذائي هو مسبب الإسهال.
- استشارة الطبيب قبل تناول الأدوية: ذكرنا أن بعض الأدوية قد تكون هي ما يسبب الإسهال للطفل وخاصة في المراحل المبكرة من عمره، لذلك يجب عدم إعطائه أي أدوية دون استشارة الطبيب المختص.
- مراجعة الطبيب للضرورة: يجب مراجعة الطبيب في حال ترافق الإسهال لدى الطفل مع أعراض أخرى مثل المغص، وجود دم في البراز، إذا لم يرغب الطفل بشرب الماء، إصابة الطفل بالحمى، فقدان الوزن، الإسهال المستمر، العطش الشديد، جفاف الفم، وفي حال كان الإسهال شديداً أو استمرَّ لعدَّة أيام. [1-4-5]
بعض الأعشاب تعتبر علاج أو مهدأ طبيعي للكثير من الأمراض والأعراض الصحية، ويمكن لمعرفة الأعشاب المفيدة في حالة الإسهال عند الأطفال واستخدامها بالشكل الصحيح وبالكمية المعقولة أن تخفف من حدة هذه الحالة أو الأعراض المرافقة لها، ونذكر هنا بعض الأعشاب والمشروبات العشبية المفيدة في حالات الإسهال وكيفية استخدامها للأطفال: [4]
- الزنجبيل: يفيد الزنجبيل في علاج الإسهال لدى الأطفال كما يفيد بخفض الحرارة ويمكن استخدامه من خلال إضافة رشة من الزنجبيل الناعم مع الحليب أو المشروبات التي تعطى للطفل أو للماء الدافئ ولا يشكل ضرر على الرضيع، ويمكن غلي الزنجبيل الطبيعي مع الماء وتركه حتى يبرد ثم يضاف للحليب أو شربه مباشرة للطفل الأكبر سناً.
- البابونج: البابونج من الأعشاب متنوعة الفوائد والميزات، فهي تفيد في علاج الإسهال وخافض طبيعي للحرارة، ويمكن تناولها من خلال إضافتها للماء بعد غليه وتركها مغطاة حتى تبرد حرارته ثم إعطائها للطفل على شكل مشروب دافئ، ويمكن تدليك معدته بها.
- النعناع: يستخدم النعناع في علاج حالات الإسهال حتى أن الأطباء ينصحون به، كونه يفيد أيضاً في علاج الإمساك والغثيان ونزلات البرد، ويمكن تناوله من خلال إضافة أوراق النعناع الأخضر إلى الماء المغلي وتغطيته حتى يفتر حوالي ربع ساعة ثم إعطائه للطفل.
- القرنفل: يحتوي القرنفل على العديد من الخصائص المطهرة للجهاز الهضمي، ويمكن شربه بعد غليه مع الماء وتركه حتى يفتر أو إضافته لبعض الأطعمة والمشروبات أو مضغ حباته بشكل مباشر.
- ماء الأرز: ماء الأرز من الطرق الفعالة لعلاج مشاكل جهاز الهضم والتهابات المعتدة، ويحضر من خلال غلي كمية من الأرز مع كمية مضاعفة من الماء حتى استواء الأرز وشرب الماء الناتج عنه.
- مشروبات مفيدة للإسهال: من المفيد أيضاً شرب بعض الأعشاب الطبيعية خلال فترة الشفاء مثل شاي النعناع وإكليل الجبل والبابونج وشاي الشمر والنعناع البري.
تحذير: لا يجب إعطاء الأطفال الرضع تحت 6 شهور أي نوع من الأعشاب كعلاج للإسهال، ويجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي نوع من الأدوية الطبية أو العلاج البديل.
من الضروري معرفة الأسباب والعوامل التي تؤدي لإصابة الأطفال بالإسهال، فمعرفة هذه الأسباب تعتبر الخطوة الأولى والأهم في العلاج، وهي ما يحدد نوع هذا الإسهال ومدى خطورته، ومن أبرز أسباب الإسهال:
- الإسهال عند الأطفال وقت التسنين: فترة نمو الأسنان عند الأطفال تترافق مع العديد من الاضطرابات الصحية والجسدية، بسبب عملية شق اللثة وبروز الأسنان منها بشكل تدريجي في هذه المرحلة، ومن أعراض هذه المرحلة إصابة الطفل بالإسهال بسبب ارتفاع درجة حرارته واضطراب جهازه الهضمي.
- العدوى البكتيرية: قد يلتقط الطفل عدوى من بيئته المحيطة أو ممن حوله أو حتى من الحليب أو الغذاء أو الماء الذي يتناوله في حال كان مصدره ملوث أو غير آمن مثل المكورات العنقودية أو غيرها وتعتبر هذه العدوى من الأسباب الأساسية لحالات الإسهال.
- العدوى الفيروسية: بعض أنواع الفيروسات التي قد تصيب الطفل كثيراً ما قد تكون من أسباب إصابته بالإسهال مثل الفيروس المضخم للخلايا والفيروس الجيلي أو التهاب الكبد الفيروسي.
- بعض الأدوية تسبب الإسهال: للعديد من الأدوية التي تعاطى للطفل يمكن أن تسبب له الإسهال مثل المضادات الحيوية، حيث تقتل المضادات الحيوية البكتيريا المفيدة والضارة على حد سواء، الأمر الذي قد يخل بالتوازن الطبيعي للبكتيريا في الأمعاء، ومن الأدوية الأخرى المسببة للإسهال أدوية السرطان ومضادات الحموضة المحتوية على المغنيسيوم.
- الحليب والإسهال: يحتوي الحليب على نسبة من سكر اللاكتوز الذي يؤدي لإصابة الأطفال الذين يعانون صعوبة في هضم اللاكتوز بالإسهال، لذلك يجب معرفة نوع الحليب الذي يعطى للطفل وخاصة حديث الولادة فيما إذا كان يتناسب مع عمره.
- إسهال السفر: بعض الأطفال لا يتحملون السفر لفترة طويلة أو متكررة ويمكن أن يصابوا ببعض الطفيليات أثناء السفر، ويعد هذا من أسباب إصابة الطفل بالإسهال المؤقت.
- الاضطرابات الهضمية: العديد من المشاكل الهضمية قد تسبب للإسهال المؤقت أو المزمن للطفل، مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي والتهاب القولون المجهري ومتلازمة القولون المتهيج، وعدم تحمل الطعام أو الحساسية تجاه بعض الأغذية. [5]
في هذا الفيديو تتحدث أخصائية الأطفال واستشارية الرضاعة الطبيعية د. سندس العجرم عن أسباب الإسهال عند الأطفال والطرق الصحيحة لعلاج الإسهال عند الطفل بدون أدوية، ومتى يجب أن نلجأ إلى الطبيب والتحاليل الطبية لتشخيص سبب الإسهال عند الأطفال، شاهد الفيديو من خلال النقر على علامة التشغيل.