أسباب وأعراض هشاشة العظام وطرق علاج ترقق العظم
العظام هي الهيكل الذي يحمل الجسم وتقوم عليه الكتلة العضلية وكافة أعضاء وأجهزة الجسم، وتعرض هذه العظام لأي مرض أو إصابة قد يؤثر أو يشل حركة أحد هذه الأعضاء بشكل جزئي أو تام، ولهذا لا بد من الحفاظ على صحة العظام ووقايتها من الأمراض، وتعتبر مشكلة هشاشة العظام من أكثر المشاكل الهيكلية التي تواجه جسم الإنسان خطورة في أي عمر، فما هي هذه المشكلة؟
هشاشة العظام أو ترقق العظام جميعها أسماء لنفس المرض وهو مرض تصبح فيه العظام هشة وأكثر عرضة للكسر تحدث هذه الحالة عندما تقل كثافة العظم، في الحالة الطبيعية يحتوي الجزء الداخلي من العظم السليم على مسافات صغيرة وفي مرض هشاشة العظام يزداد حجم هذه الفراغات مما يؤدي إلى فقدان العظم للقوة والكثافة التي يحتاجها ليقاوم الرضوض والكسور وبالتالي تقل كثافته ويصبح سهل الكسر عند التعرض لأي رض بسيط، كما تزيد احتمالية الإصابة بهشاشة العظم عند كبار السن والنساء بعد الدخول بسن اليأس. [1]
هشاشة العظام من أكثر أمراض العظام شيوعاً عند كبار السن وعند النساء على وجه الخصوص ويوجد عدة أسباب لهذا المرض تختلف من شخص إلى آخر، وهنا سوف نذكر بعض الأسباب التي تؤدي إلى هشاشة العظام: [3-4]
- يعد نقص الكالسيوم والفوسفات من أهم أسباب هشاشة العظام لأن هذه المعادن هي المسؤولة عن تكوين عظام صحية وقوية.
- نقص فيتامين D أيضاً من أسباب هشاشة العظام، وذلك لأن دوره يتمثل في تثبيت الكالسيوم على العظم ففي حال عدم وجود هذا الفيتامين لن يتثبت الكالسيوم على العظام حتى لو كان موجود بكميات كبيرة.
- الوراثة من الأسباب المهمة التي تؤدي إلى هشاشة العظم، ففي حال كان هنالك تاريخ عائلي مع المرض يجب الانتباه إلى دعم الجسم منذ الصغر بالكالسيوم والرياضة التي تقوي العظام.
- الاستهلاك المفرط للكحول يؤدي على المدى الطويل إلى هشاشة العظام لذلك يتوجب إيقاف تناوله أو تناوله بشكل معتدل على الأقل.
- سوء الامتصاص وأمراض المعدة والتي ينتج عنها عدم إعطاء الجسم كفايته من المعادن والفيتامينات التي تدخل عن طريق الطعام، لأن الجسم يقوم بطرحها عوضاً عن امتصاصها والاستفادة منها وهذا يؤدي لنقص في المعادن التي تكوّن العظام وتسبب صلابتها.
- في حال كان هيكل الجسم رقيق وصغير في هذه الحالة يكون هذا الشخص معرض أكثر للإصابة بهشاشة العظام من الأشخاص الذين يملكون بنية جسم ضخمة وقوية.
- وعند النساء على وجه الخصوص تكون هشاشة العظام ناتجة عن دخول المرأة في سن اليأس، حيث تنخفض نسبة هرمون الأستروجين الأنثوي نتيجة انقطاع الدورة الشهرية عندها مما يؤدي إلى هشاشة العظام.
- انخفاض هرمون التستوستيرون الذكري عند الرجال يؤدي إلى هشاشة العظم ويكون ناتج هذا النقص عن قصور في الغدد التناسلية.
- فرط نشاط الغدة الدرقية، وفرط نشاط الغدد جارات الدرقية يمكن أن يؤدي إلى هشاشة العظم.
- التدخين على المدى الطويل من الأسباب التي تؤدي لهشاشة العظم أيضاً.
لا تسبب المراحل المبكرة لهشاشة العظم أعراض واضحة، حيث أنه في معظم الحالات لا يعلم الأشخاص أنهم مصابين بهشاشة عظام إلا في حال تعرضوا لكسر معين، كما تتشابه أعراض هشاشة العظام عند الرجال والنساء ونذكر منها: [1-4]
- سهولة حدوث الكسور في العظم، فغالباً ما يحدث الكسر في الورك أو الرسغين أو فقرات العمود الفقري بسهولة كبيرة عند مريض هشاشة العظم، فيشعر المريض بألم كبير في هذه المناطق ويكون التئام هذا الكسر بطيء جداً.
في حالات نادرة من الممكن أن يتعرض مريض هشاشة العظم إلى كسر في العظام المصابة بهشاشة العظم في مراحل متقدمة عندما يسعل أو يعطس بقوة. - مريض هشاشة العظام أيضاً في حال حدوث كسر في فقرات العمود الفقري سوف يتمثل على شكل انحناء في الظهر وانخفاض في الطول مع ألم شديد عند محاولة رفع الظهر.
- يوجد أعراض أخرى تدل على هشاشة العظام مثل انحسار اللثة وضعف قوة القبضة حيث أن مريض هشاشة العظام لا يكون قادر على إمساك أو ضرب شيئاً ما بقوة.
- مظهر الأظافر يمكن أن يكون دليل على هشاشة العظام فتكون الأظافر ضعيفة وهشة وقابلة للكسر بسهولة.
- كما يعاني بعض مرضى هشاشة العظم من إجهاد في القدمين أثناء المشي أو الصعود على الرصيف.
يتم علاج هشاشة العظام عن طريق تظافر عدة مجالات منها الدوائي الذي يصفه الطبيب بعد المعاينة، والعلاج الطبيعي باستخدام بعض العقاقير تحت إشراف طبي، وعلاج يتمثل بتغيير العادات اليومية التي تزيد من هشاشة العظام ومن العلاج الدوائي نذكر:([2-4]
- من أكثر الأدوية شيوعاً لعلاج هشاشة العظم هي مجموعة البايفوسفونيت وهذه الأدوية تمنع فقدان كتلة العظم يمكن تناولها عن طريق الفم أو الحقن وهذا ما يحدده الطبيب المختص عند إعطاء الجرعة المناسبة، وتشمل هذه المجموعة أدوية:
- أليندرونات.
- إيباندرونات.
- ريزدرونات.
- حمض الزوليدرونيك.
- يمكن علاج الرجال بهرمون التستوستيرون الذكري لتحفيز نمو العظام وزيادة كثافة العظم.
- يتم علاج هشاشة العظم عند النساء عن طريق إعطاء هرمون الأستروجين الذي يؤدي إلى وقف فقدان كثافة العظام.
- في بعض الحالات يتم وصف جرعات من الكالسيوم وفيتامين D حيث أن الكالسيوم يحافظ على قوة العظام وفيتامين D يساهم في تثبيت الكالسيوم على العظام.
نظراً لأن جميع الأدوية الكيميائية يكون لها تأثيرات جانبية لذلك يلجأ العديد من الناس للعلاج الطبيعي في حال وجد بديل عن العلاج الكيميائي، ومن العلاجات الطبيعية والغذائية لهشاشة العظم: [2-4]
- نباتات البرسيم الأحمر وفول الصويا تساعد في تحسين صحة العظام ومع ذلك يجب استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول أي عقار للتأكد من عدم وجود أي آثار جانبية لهذه النباتات.
- نبات الكوهوش الأسود يمكن أن يكون فعال في علاج هشاشة العظم ولكن أيضاً لا يجب تناوله دون استشارة طبية لأنه من الممكن أن يتداخل مع دواء آخر يتناوله المريض لذلك يجب إخبار الطبيب في كل شيء.
- تناول بعض المواد الغذائية يمكنها أن تعزز من صحة العظام مثل الزنك والمغنزيوم وفيتامينK .
- يجب الإقلاع عن التدخين والتقليل قدر الإمكان من الكحول.
- زيادة تناول المواد الغذائية التي تقوي العظام وتساهم في إعطائها صلابة ومتانة كالحليب والألبان ومشتقاتهم.
كل شخص معرض لأن يكون مريض هشاشة عظام عندما يكبر ويصبح عجوزاً، لذلك يتوجب تقوية العظام والوقاية من المرض في عمر صغير عن طريق عدة خطوات منها: [2-4]
- يجب أن يكون هنالك تغييرات جذرية في نمط الحياة خاصة لأولئك الذين يمتلكون تاريخ عائلي مع مرض هشاشة العظام حيث أنه يتوجب عليهم الإقلاع عن التدخين والتوقف عن شرب الكحول بشكل نهائي.
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم وتناول غذاء متوازن يحتوي على الكمية الكافية التي يحتاج إليها الجسم من الكالسيوم وفيتامين D .
- عن الكافيين قدر الإمكان وعدم تناول المشروبات التي تحتوي كافيين بشكل مفرط مثل المنبهات والشوكولا وذلك للحفاظ على صحة العظام وقوتها.
- تناول مكملات الكالسيوم والفيتامينات التي تساعد في تقوية العظام ومتانتها ويجب تناول منتجات الألبان والجبن.
- هنالك عدة نباتات تحتوي على كالسيوم وتقي من هشاشة العظام مثل الخضار الورقية الخضراء مثل البروكلي والأسماك مثل التونة المعلبة لأنها تحتوي على الزنك والفوسفور المهمين جداً في دعم العظام.
- بالنسبة لكبار السن يجب وضع عدة أساليب للوقاية من هشاشة العظام منها الحرص على تناول طعام متوازن، والانتباه قدر الإمكان عند المشي تجنباً للسقوط لأنه يكون خطير جداً كما يجب أن يكون الطريق من الغرفة إلى الحمام مضاءً بشكل كامل كي يستطيع العجوز أن يرى بشكل جيد في حال قرر الذهاب إلى الحمام ليلاً، كما يجب الانتباه إلى العصا في حال كان يتعكز عليها إذا كانت متآكلة من الأسفل لأنها سوف تجعله ينزلق وهذا خطير على صحته، جميع هذه الأساليب تقي من تعرض العجوز للكسر لأن الكسر عند كبار السن يلتئم بشكل بطيء جداً ويحتاج فترة طويلة لعلاجه.
- يجب إجراء فحوصات بشكل متكرر بعد الوصول لعمر معين من أجل اكتشاف إذا كان هنالك هشاشة في العظم.