كيفية المذاكرة الصحيحة وتنظيم الوقت للدراسة
النفور من الدراسة والمذاكرة اليومية هي مشكلة تواجه الكثير من الطلاب، وغالباً يعود ذلك لعدم قيام الطلاب بالمذاكرة الجيدة منذ بداية العام الدراسي أو لشعورهم بالملل من المواد الدراسية أو لمشاكل تتعلق بروتين حياتهم اليومي، ما يدفهم في النهاية للتهرب من المذاكرة اليومية وتأجيلها قدر المستطاع، فتتراكم المواد الدراسية على الطلاب ويواجهون صعوبات في تغطية كامل المنهاج الدراسي أوقات الامتحانات، في هذه المقالة سوف نتحدث عن المذاكرة الصحيحة منذ بداية العام الدراسي وكيفية تفادي الأخطاء التي تؤدي لتدني مستوى الطلاب دراسياً.
صعوبات الدراسة والمذاكرة والحلول
قبل الحديث عن طرق المذاكرة الصحيحة للطلاب، لابد لنا من التنويه على الأسباب التي تؤدي لنفور الطلاب من الدراسة والمذاكرة، ومن هذه الأسباب نذكر ما يلي: [1]
- عدم وجود الدافع للتعلم: عدم وجود الدافع من أكثر المشاكل التي يواجهها الطلاب، ويمكن أن يرجع ذلك لأسباب مثل التعب والجهد أو الشعور بالملل وعدم محبة المعلم في الصف، مما يتسبب في الشعور بعدم الرغبة في الدراسة والتعلم.
- الوقت غير الكافي: كثرة المهام وعدم تنظيمها في مواعيد يؤدي إلى الفوضى وعدم القيام بمعظم هذه المهام أو كلها، وهنا يمكن أن تكون مهارات تنظيم وإدارة الوقت الحل الأمثل عن طريق استخدام أجندة لتنظيم المواعيد ووضع توقيت مناسب للدراسة.
- التشتت والإلهاء: تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي والهاتف والتلفاز والأصدقاء من أكثر الملهيات التي تشتت الذهن والتركيز، لذلك يفضل البحث عن مكان مناسب بعيد عنها وإبعاد الهاتف عن طاولة الدراسة قدر الإمكان ويفضل إغلاقه خلال فترة الدراسة
- الصعوبة في التركيز: يعاني معظم الطلاب من مشكلة قلة التركيز ويمكن أن يكون سبب ذلك هو التفكير بموضوع ما، بالتالي يجب تصفية الذهن قبل البدء بالدراسة عن طريق كتابة المشكلة أو ما يتم التفكير فيه في ورقة أو التحدث مع صديق كما يمكن للرياضة وخاصة المشي تصفي الذهن وتعيد التركيز.
- الصعوبة في التذكر: يمكن أن تكون الطريقة غير الصحيحة في الدراسة والحفظ من أسباب مشكلة عدم التذكر، ويمكن علاجها عن طريق استخدام الكتابة وتسميع المعلومات من قبل شخص آخر للتأكد من حفظها والمراجعة المنظمة للمعلومات.
تعتبر الدراسة المنظمة مهمة جداً لأنها تقوم بتثبيت المعلومة بشكل دائم، فهي تقوم على أربعة مراحل أساسية تبدأ بالقراءة ثم التلخيص ثم الحفظ ثم المراجعة، وبدون المرور بهذه المراحل المرتبة ستكون الدراسة عملية فوضوية تقوم على الحفظ المؤقت للمعلومات مع احتمالية كبيرة لنسيانها، ويمكن ذكر خطوات الدراسة المنظمة والصحيحة: [2-3]
- تهيئة مكان الدراسة: للمكان المناسب أهمية كبيرة في الدراسة حيث يساعد المكان الهادئ البعيد عن المشتتات والضوضاء على التركيز، يفضل اختيار مكان تكون فيه الإضاءة طبيعية فلا تكون ضعيفة ولا قوية.
- ابدأ بالمادة الصعبة: عند البدء بالدراسة يكون الدماغ في كامل تركيزه مما يساعد على فهم المادة الصعبة وحفظها بشكل أسرع.
- القراءة بصوت عالٍ: تعتبر الخطوة الأولى في الدراسة قراءة الدرس لتكوين الفكرة العامة عنه وربطه بموضوع الدرس، يفضل القراءة بصوت عالي فذلك يساعد على الحفاظ على التركيز واستخدام حاسة الرؤية والسمع مما يساهم بحفظ المعلومة وتذكرها.
- استخدام الخريطة الذهنية: هي رسم بياني أو مخطط يساعد على استيعاب المعلومات وربطها مع بعضها مما يسهل تذكرها، ويكون ذلك بوضع الموضوع الرئيسي وربط المواضيع المتفرعة معه.
- تحديد الفقرات المهمة: تحديد الفقرات المهمة يساعد في التركيز عليها وعدم إضاعة الوقت في قراءة فقرات غير مهمة أو مكررة خلال فترة التحضير للامتحان.
- قسّم الفقرة إلى أجزاء صغيرة: تستخدم هذه الطريقة عند دراسة الفقرات الطويلة فتسهل حفظها عن طريق تقسيمها إلى فقرات صغيرة وحفظها ثم ربط هذه الأجزاء ببعضها مما يسهل عملية الحفظ والتذكر.
- تلخيص المادة بشكل مكتوب: تساعد الكتابة في ترسيخ المعلومات في المخ وعدم نسيانها وتسهيل مهمة المراجعة خلال الامتحان، فلا حاجة للدراسة من الكتاب بل يكفي الدراسة من الملخص مما يوفر الوقت والجهد عند المراجعة.
- حوّل كل فقرة إلى سؤال وضعها في بطاقات: أصنع لكل فقرة سؤال وضعه في بطاقات مع محاولة الإجابة عنها بعد انتهاء الدراسة، كما أن هذه الطريقة تسهل عملية المراجعة والتذكر.
- حل الأسئلة المتعلقة بالدرس: فحل الاختبارات بالإضافة إلى أنها وسيلة لاختبار مدى فهمك واستيعابك للمادة فإنها أيضا تساعدك على التعرف على أسلوب الأسئلة يوم الامتحان.
- طريقة المراجعة الصحيحة: يمكن استخدام بطاقات المراجعة لاختبار المعلومات وفي حال عدم القدرة على تذكر أحد الأسئلة الموجودة في هذه البطاقات فقم بتركها مدة نصف ساعة ثم حاول حل هذا السؤال مرة أخرى.
طريقة البومودورو تقوم على إنجاز أكبر قدر من المهام بتركيز كبير وبمدة قصيرة على اعتبار أن الشخص يستطيع التركيز مدة 25 دقيقة مستمرة وبعدها غالبا يبدأ شعور الملل والكسل، وهذه التقنية لا تستخدم فقط في الدراسة وإنما يمكن استخدامها لانجاز أي مهمة مهما كان نوعها، ولاستخدام هذه الطريقة في الدراسة يجب إتباع الخطوات التالية: [4]
- تحديد المهام: يجب تحديد المعلومات التي يجب حفظها أو المهمة التي يجب القيام بها، يفضل تقسيم المهام بشكل يسهل فيه إنهائها خلال مدة 25 دقيقة لعدم الشعور بالإحباط في حال عدم إنهائها.
- تحديد وقت الإنجاز: وذلك بضبط المنبه على مدة 25 دقيقة يفضل استخدام الساعة العادية بدلاً من استخدام الهاتف المحمول حرصاً على عدم حدوث أي تشتت.
- أخذ قسط من الراحة: بعد انتهاء مدة 25 دقيقة تؤخذ استراحة مدة 5 إلى 10 دقائق فقط، يجب اخذ الاستراحة حتى لو لم يتم إنهاء المهمة خلال فترة 25 دقيقة، كما يفضل خلال مدة الاستراحة التحرك من المكان والخروج إلى الهواء الطلق وعدم استخدام أي نوع من التقنيات سواء الهاتف أو التلفاز أو غير ذلك من الملهيات.
- تعتمد هذه الطريق على التسابق مع الوقت لانجاز المهمة بمدة 25 دقيقة، فيقوم الدماغ بوضع كامل تركيزه في المهمة لإنهائها دون تشتت، فتصبح الدراسة شيء ممتع وسريع ويتم التغلب من خلال هذه الطريقة على مشكلة التسويف.
التسويف ببساطة هو المماطلة وتأجيل المهام أو الأعمال أو الواجبات إلى وقت لاحق، يمكن إرجاع ذلك بصورة علمية إلى أن الضغط الذي يسببه التفكير في هذه المهام يفعّل مراكز الألم في الدماغ، مما يدفعه إلى محاولة صرف الشخص عنها لأشياء أكثر متعة ويحاول أن يضع حجج ومبررات لإبعاد الشخص عن القيام بالمهام، وذلك للتخلص من شعور الألم هذا، وتعتبر الدراسة من أكثر المهام التي تتعرض للتسويف مثل"أنا جائع سأدرس بعد الطعام" أو "سأدرس بعد مشاهدة حلقة من مسلسلي المفضل" وغالباً لا ينجز الشخص أي من مهامه خلال اليوم، ويمكن علاج مشكلة التسويف في الدراسة عن طريق: [5]
- التحدث مع النفس بصوت مسموع: التحدث مع النفس عن أهمية الدراسة ومحاولة إقناع الذات بالقيام بالحفظ أو الواجبات المدرسية باستخدام صيغة الأمر للذات يساعد في تحفيز الدماغ للاستجابة للأمر.
- التركيز على الوقت وليس الكم: تعتبر هذه الحيلة ناجحة في حالة كانت حجم الدروس كبيرة، فتقوم على تجاهل حجم المهمة والتركيز على الوقت الذي يمكن إنجاز المهمة فيه، مثل القيام بدراسة مادة معينة على أجزاء مقسمة على 25 دقيقة مع اخذ استراحة 10دقائق، وتكرار العملية، فهنا المخ يركز على أن مدة كل جزء من الدرس 25 دقيقة فالدماغ في هذه الحالة لا يقاوم بسبب سهولة المهمة.
- البدء بالمادة المحببة والسهلة: وذلك في حال كانت المواد التي يجب دراستها كثيرة، فيمكن البدء بالمادة المحببة أكثر لان أساس المشكلة في التسويف هي الخطوة الأولى والبدء بعملية الدراسة.
- استبعاد أسباب الإلهاء وتشتت الانتباه: فالملهيات والمشتتات مثل الهاتف والتلفاز والألعاب من أهم الأسباب التي تدفع للتسويف وتأجيل الدراسة.
- الثواب والعقاب: يمكن استخدام الثواب والعقاب كحل لمشكلة التسويف عن طريق مكافئة النفس في حال الانتهاء من دراسة فقرة معينة أو عقابها بحرمانها من شيء محبب مثل حرمان الذات من مشاهدة التلفاز باقي اليوم.
بالتالي يمكن القول بأن التسويف من أكبر العادات السيئة على الإطلاق فالتعامل معها والقدرة على حلها سوف يؤثر بالإيجاب ليس فقط على الدراسة وإنما في كل مجالات الحياة.
كثيراً ما يسأل الطلاب عن أفضل توقيت للدراسة، ولكن في الحقيقة أفضل وقت للدراسة مسألة نسبية، أي ان لكل شخص ظروف خاصة تتحكم بوقته وتقيد بعض ساعات يومه، فبعض الطلاب تكون أوقات الصباح مشغولة في المدرسة أو الجامعة أو العمل وبعض الأشخاص لديهم التزامات في المساء ويكون وقت الصباح الأنسب لهم للدراسة، أما في حال كنت من الطلاب الذين يتمتعون بحرية في يومهم؛ فالبعض يرى بأن الدراسة في فترة النهار أفضل، بسبب الشعور بالطاقة الكبيرة والإحساس بالنشاط، وخاصة بعد الاستيقاظ مباشرة، مما يساعد في الدراسة بشكل فعال بالإضافة إلى توافر الضوء الطبيعي والذي يعتبر أفضل للعينين من الضوء الاصطناعي.
والبعض الآخر يرى أن الدراسة في الليل أفضل لما يمكن أن يوفره الليل من هدوء من الصعب إيجاده في النهار بالإضافة إلى التخلص من التشتت الناجم عن نشاط مواقع التواصل الاجتماعي مما يساعد على الدراسة بتركيز ودون مقاطعة.
تعزز الفيتامينات والمعادن قوة الدماغ، كما يقوي الأوميجا 3 الذاكرة ويحسن الزنك واليود من وظائف الدماغ الإدراكية، كذلك حمض الفوليك يساعد في منع الإجهاد والتعب مما يجعل تضمين هذه الفيتامينات والمواد في النظام الغذائي يساعد في تحقيق تقدم أفضل في الدراسة، وتوجد هذه المواد في الأطعمة التالية: [7]
- اليود: يوجد في السمك والتونة والفراولة والبيض واللبن.
- الزنك: يوجد في السبانخ واللحوم والفطر والبقوليات والمكسرات ومنتجات الألبان والجوز.
- فيتامين ب 12: اللحوم ومنتجات الألبان والسمك والحبوب.
- أوميغا 3: المكسرات والبذور وصفار البيض.
في حال كان من الصعب تضمين النظام الغذائي بهذه المواد فيمكن استخدام المكملات الغذائية، حيث أنها يمكن أن تعطي نتيجة مماثلة.
كما ينصح بشرب ما لا يقل عن لتر مياه يومياً على الأقل للحفاظ على مستويات الطاقة عن طريق الحفاظ على رطوبة جيدة أثناء الدراسة، بالإضافة إلى فوائد عصير البرتقال الذي يساعد في إعطاء الطاقة واليقظة وتقليل القلق.
ويفضل الابتعاد عن المسكرات والإفراط في الكافيين خلال فترة الامتحانات، لما تسببه من مشاكل في الجهاز العصبي وكذلك الابتعاد عن الطعام الجاهز والمقلي والذي يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي ويسبب تلبك في المعدة.