الخوف من طبيب الأسنان وعلاج فوبيا دكتور الأسنان
يعاني الكثير من الناس من أنواع متعددة من الفوبيا فمثلاً هنالك من يعاني من فوبيا الأماكن المرتفعة أو فوبيا الأماكن المغلقة ومنهم من يعاني من فوبيا الحشرات وغيرها العديد من أنواع الفوبيا، ولكن هنالك من يعاني أيضاً من فوبيا الذهاب إلى طبيب الأسنان التي قد كون خوفاً من الألم أو خوفاً من إبرة البنج أو لعدة أسباب أخرى، فما هي فوبيا طبيب الأسنان وما هي أسبابها؟ وكيف تتخلص من رهاب دكتور الأسنان، ما هو دور طبيب الأسنان للتخلص من هذه الفوبيا؟ هذا ما سنتعرف عليه في المقال التالي.
فوبيا الذهاب إلى طبيب الأسنان تسمى (الدنتوفوبيا) وتعني الخوف من الذهاب إلى طبيب الأسنان، وهي رهاب شائع بين الناس في جميع الأعمار تتمثل في رفض الذهاب لطبيب الأسنان ومقاومة الألم لأبعد الدرجات، وتتمثل هذه الفوبيا بالأعراض التالية:
- تسارع ضربات القلب: تتمثل فوبيا طبيب الأسنان بالتوتر الدائم والذي ينتج عنه تسارع في ضربات القلب نتيجة التوتر الشديد الذي يحدث لدى المريض بهذه الفوبيا.
- التعرق: أحد علامات فوبيا طبيب الأسنان أيضاً هي التعرق الشديد نتيجة الخوف والذعر وغالباً ما يكون التعرق بارد ويختفي بمجرد الخروج من عيادة الطبيب.
- الإغماء: في بعض حالات الخوف الشديدة قد يتعرض المريض لانخفاض في ضغط الدم مما يؤدي إلى إغماء عابر يمكن تدبيره من خلال وضع المريض في وضعية الاستلقاء مع رفع القدمين لعدة دقائق يستعيد من خلالها المريض وعيه.
- محاولة إخفاء القلق: هنالك بعض المرضى الذين يعرفون أنهم يعانون من هذه الفوبيا ويحاولون إخفاء قلقهم من خلال الفكاهة أو العدوانية وذلك حسب طبيعة الشخص، وهنا يأتي دور الطبيب ليعرف أن هذا المريض يعاني من فوبيا طبيب الأسنان.
- نوبة من البكاء: هنالك بعض المرضى الذين يدخلون في نوبة من البكاء بمجرد الدخول إلى عيادة طبيب الأسنان ولا يستطيعون السيطرة على أنفسهم.
- الغثيان عند طبيب الأسنان: يخشى بعض الأشخاص من ضيق التنفس والتعرض للغثيان وهنالك بعض الأشخاص الذين يتعرضون للإقياء نتيجة الخوف الشديد عند دخول عيادة طبيب الأسنان. [1،4،2]
تكمن عدة أسباب وراء خوف الناس من طبيب الأسنان، حيث أن قلق الأسنان شائع ويمكن أن يؤثر في جميع الناس بكل المراحل العمرية، لذلك سوف نوضح هنا بعض الأسباب التي تؤدي إلى فوبيا طبيب الأسنان:
- الأدوات المستخدمة في العلاج: من أكثر الأسباب شيوعاً لفوبيا طبيب الأسنان هي الأصوات المزعجة الناتجة عن الأدوات المستخدمة في العلاج والتي تمنع الكثير من الأشخاص من الذهاب إلى طبيب الأسنان، إضافة إلى شكل الأدوات المستخدمة في علاج الأسنان والتي تكون غالباً كبيرة ومعقوفة وحادّة، فحجم إبرة البنج الكبير مثلاً يولّد خوفاً لدى المريض على الرغم أن طول إبرة البنج لا يزيد من الألم وإنما يساعد الطبيب على الوصول إلى أماكن عميقة في الفم.
- الخوف من إبرة بنج الأسنان: يعتبر الخوف من إبرة بنج الأسنان من أكثر المخاوف شيوعاً لدى المرضى والتي تمنعهم من زيارة طبيب الأسنان أو تجعلهم يؤجلون الزيارة حتى الرمق الأخير! حجم الحقنة وشكلها المميز عن الحقن التقليدية وقيام الطبيب بطي وعقف رأس الإبرة؛ جميعها تولّد مخاوفاَ إضافية لدى المريض رغم أنها لا نزيد من ألم الحقنة.
- تجربة مؤلمة سابقة: يمكن للأشخاص الذين تعرضوا لتجربة مؤلمة سابقة عند طبيب الأسنان خاصة في مرحلة الطفولة أن يصابوا بفوبيا طبيب الأسنان مع الوقت ويرفضوا الذهاب إلى طبيب الأسنان عند تقدمهم في العمر.
- علاج الأسنان مؤلم فعلاً: يسبب علاج الأسنان ألماً شديداً فعلاً؛ بسبب حساسية الأعصاب داخل الفم وقوة استجابة أعصاب الأسنان للألم، لكن استخدام البنج يجعل من الأمر أسهل كثيراً، وغالباً ما يفقد المريض شعوره بالألم أثناء العلاج لكن عليه أولاً أن يسيطر على الخوف من إبرة بنج الأسنان.
- سوء المعاملة: يمكن أن يكون الشخص قد تعرض لسوء معاملة من طبيب أسنان مما جعله يصاب بفوبيا أطباء الأسنان ويرفض الذهاب بعدها إلى عيادة الأسنان بشكل مطلق.
- القلق العام والاكتئاب: قد يكون المصابين بفوبيا طبيب الأسنان من الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب وقلق عام في الحياة اليومية وليس فقط عند الذهاب إلى طبيب الأسنان، وهذه الحالة النفسية تفاقم من الفوبيا وتمنع الشخص من زيارة عيادة الأسنان.
- فقدان الثقة بالطبيب: بعض الأشخاص يتجنبون الذهاب إلى طبيب الأسنان نتيجة فقدان الثقة بالطبيب وباعتقادهم أنهم سوف يتعرضون لألم كبير، وقد يشعروا بمشاعر سلبية تجاه الطبيب تؤثر في استجابة المريض للعلاج.
- الخوف المكتسب من طبيب الأسنان: قد يكون الخوف من طبيب الأسنان عدوى نفسية تصيب الفرد بسبب وجود أشخاص آخرين في العائلة يعانون من فوبيا طبيب الأسنان أو يصفون تجاربهم السيئة والمؤلمة في علاج الأسنان. [4،5،1]
أريد طريقة تجعلني لا أخاف من طبيب الأسنان!
العديد من الطرق تساعد المرضى على التعامل مع فوبيا طبيب الأسنان ومن المهم في هذه الحالة إخبار الطبيب بأن الشخص يعاني من هذه الفوبيا، وهنالك بعض من تقنيات التأقلم التي تساعد الأشخاص على التخلص من هذه الفوبيا، وسوف نوضح هنا بعض من طرق التخلص من فوبيا طبيب الأسنان:
- النقاش المفتوح: إن النقاش المفتوح والصريح مع الطبيب عن أسباب القلق يساعد الطبيب في العمل لتخصيص خطة علاج معينة للشخص المصاب بهذه الفوبيا، ومساعدته للتخلص من هذه الفوبيا أيضاً.
- تشويش العقل: يمكن للأشخاص المصابين بفوبيا طبيب الأسنان أن يقوموا بأشياء معينة خلال الجلسة عند طبيب الأسنان تشوش انتباههم مثل سماع الموسيقا أو رؤية الصور خلال عمل الطبيب وذلك من أجل نسيان الألم.
- تطبيق خطوات للسيطرة على القلق: يمكن أن يتم تخفيف القلق أثناء العلاج عند طبيب الأسنان من خلال تطبيق عدة خطوات كالتنفس العميق أو التأمل بشيء ما.
- المخدر النسبي: قد يلجأ أطباء الأسنان إلى وضع المخدر النسبي للمرضى للسيطرة على الألم وبالتالي جعلهم يسترخوا من أجل العلاج، وهذا المخدر يكون عبارة عن أكسيد النتروز والذي يسمى غاز الضحك حيث أنه يساعد على استرخاء العضلات، يطبق من خلال وضع قناع على الوجه ويتنفس المريض مزيج من الأكسجين وأكسيد النتروز، يبدأ التأثير خلال بضع دقائق ويزول بسرعة يشعر المريض خلال هذه الفترة بالراحة والاسترخاء ولن يشعر بالألم ولكنه يبقى واعياً.
- المخدر الموضعي: في بعض الحالات يمكن لطبيب الأسنان أن يعطي حقنة تخدير موضعية في الموضع الذي سوف يعالجه داخل الفم وذلك للتقليل من الألم الذي يرهب المرضى.
- المخدر العام: يوجد حالات شديدة تتطلب تخديراً عاماً لكي ينجز الطبيب مهامه، وتتم في المستشفى عن طريق طبيب التخدير لأن بعض الأشخاص لا يستطيعون السيطرة على أنفسهم إطلاقاً ولا يستطيعون التخلص من خوفهم، لذلك يلجأ الأطباء إلى هذا النوع من التخدير في الحالات الشديدة.
- أدوية مضادة للقلق: يصف في بعض الحالات أطباء الأسنان أدوية مضادة للقلق ومهدئات تعطى عن طريق الفم مثل تيمازيبام لمساعدة المرضى على الاسترخاء قبل جلسة العلاج، عادة ما يتم تناول جرعة صغيرة وقصيرة التأثير قبل فترة قصيرة من موعد طبيب الأسنان ويجب في هذه الحالة الانتباه إلى عدم تكرار الجرعة دون استشارة الطبيب والذهاب بصحبة مرافق إلى الطبيب وعدم قيادة السيارة بشكل شخصي عند تناول هذا النوع من الأدوية. [2،3،4]
يجب المحافظة على الهدوء قدر الإمكان قبل الذهاب إلى طبيب الأسنان مع الاستعداد للعلاج بشكل تدريجي، لذلك سوف نوضح بعض النصائح التي تساعد على الهدوء قبل الذهاب إلى طبيب الأسنان:
- راجع الطبيب في أوقات غير مزدحمة من النهار: الذهاب إلى الطبيب في وقت الصباح مثلاً يخفف من التوتر حيث يكون هذا الوقت أقل ازدحاماً وبالتالي أقل توتر عند الانتظار في عيادة طبيب الأسنان.
- إحضار سماعات الأذن: يمكن عند سماع الموسيقا أثناء العلاج التقليل من التوتر الناتج عن ضوضاء أدوات الطبيب.
- مرافقة أحد الأصدقاء إلى الطبيب: الذهاب مع أحد الأصدقاء إلى طبيب الأسنان يخفف من القلق والتوتر ويعطي شعوراً بالأمان نوعاً ما.
- ممارسة التنفس العميق: ممارسة التنفس العميق لعدة دقائق قبل الدخول إلى عيادة طبيب الأسنان تساعد في تهدئة الأعصاب بشكل كبير، وبالتالي تعطي شعوراً بالراحة والاستقرار النفسي.
- زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري: زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري تقلل من فرصة حدوث آلام كبيرة في الأسنان نتيجة إهمال وجع الأسنان، وبالتالي لا يكون المريض بحاجة إلى جلسات عديدة عند الطبيب وبهذا يكون المريض في حالة من الاستقرار كونه يعلم بأن أسنانه صحية وليس بحاجة لعلاج مؤلم.
لطبيب الأسنان الدور الأهم من في مساعدة المريض للتخلص من فوبيا طبيب الأسنان، لأن الاستجابة للعلاج تتطلب راحة النفسية لتقبل الطبيب أولاً، لذلك سوف نوضح هنا دور طبيب الأسنان للتخلص من هذه الفوبيا:
- إعطاء الثقة للمريض: من أهم العوامل التي تزيل الرهبة من طبيب الأسنان هي الثقة المتبادلة بين المريض والطبيب، فعند الشعور بالثقة تجاه الطبيب سوف يساعد هذا في تقليل التوتر والقلق عند إجراء العلاج ،وتنتج هذه الثقة عند معرفة الطبيب عن كثب لعدة جلسات بالإضافة إلى شخصية الطبيب المريحة التي يتعامل فيها مع المرضى.
- إعطاء مساحة شخصية للمريض: من الأشياء التي تساعد المريض في التخلص من فوبيا طبيب الأسنان هي إعطائه مساحة شخصية من خلال الابتعاد عنه وعدم الثبات فوق رأسه مباشرة، بالإضافة لإعطائه فترة كافية للاسترخاء قبل البدء بالعلاج.
- اللطف في التعامل: من أهم الصفات التي تجعل طبيب الأسنان مرغوب من قبل المريض هي شخصية الطبيب اللطيفة، حيث أن الطبيب الجدي في التعامل يجعل المريض بحالة إحراج خاصة عند خروج الدم مما يجعل المريض لا يرغب في تنبيه الطبيب إلى أنه يتألم، لذلك اللطف في التعامل مع المريض وشخصية الطبيب المرحة تساعد المريض وتعطيه راحة نفسية تجعله يتقبل الطبيب برحابة صدر.
- التوقف عن العمل عندما يريد المريض: من أجل تعزيز الثقة بين المريض والطبيب يجب أن يتوقف الطبيب عن العمل بمجرد إشارة من المريض بأنه يتألم ومحاولة استيعاب المريض، هذا يساعد في بناء الثقة أيضاً بين الطبيب والمريض.
- الصراحة بين المريض والطبيب: من أهم العوامل التي تساعد الطبيب على استيعاب المريض وعلاجه هي الصراحة المتبادلة بين الطرفين، والتي تجعل الطبيب يفهم ما يعاني منه المريض ويفهمه ما سيقوم به من أجل إزالة الرهبة عند المريض، بالإضافة إلى محاولة تخفيف الألم قدر الإمكان. [3،5]