علاج التهاب الثدي عند المرضع (التهاب الضرع)
من الطبيعي أن تشعر الأم بحساسية ثدييها وتورمهما، وربما بعض الألم أيضاً عند بدء الرضاعة الطبيعية؛ فهما يمتلئان بالحليب! ولكن إذا لاحظت أن أياً من الثديين أصبح مؤلماً للغاية أو أصبت فجأة بشعور شبيه بالإنفلونزا، عليك أن تكوني حذرة، فقد تكوني مصابة بالتهاب الثدي أو ما يسمى أيضاً التهاب الضرع (Mastitis).
فما هو التهاب الضرع أو التهاب الثدي؟ وما هي أعراض التهاب الثدي للمرضع؟ ما أسباب التهاب الثدي أثناء الرضاعة؟ وهل يمكن علاج التهاب الثدي في المنزل بطرق طبيعية أم يجب استخدام أدوية ومضاد حيوي لعلاج التهاب الثدي عند المرضع؟ كل هذه الأسئلة وأكثر سنجيب عنها في هذا المقال.
أعراض التهاب الضرع عند المرضع أثناء الرضاعة الطبيعية
يمكن تعريف التهاب الثدي أو التهاب الضرع (Mastitis) بأنه التهاب في أنسجة الثدي، يصيب المرأة على الأغلب في فترة الرضاعة الطبيعية، وتظهر علاماته الأساسية على شكل ألم وتورم في الثدي وأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا. تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 10% من الأمهات المرضعات يصبن بالتهاب الثدي في فترة الرضاعة الطبيعية.
يكون خطر الإصابة بالتهاب الثدي للمرضع أعلى خلال الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة، ولكن يمكن أن يحدث في أي وقت أثناء الرضاعة الطبيعية. عادة ما تصيب العدوى ثدياً واحداً فقط، على الرغم من احتمال الإصابة بالتهاب الضرع في كلا الثديين في وقت واحد.
أما عن أبرز أعراض التهاب الثدي للمرضع، فقد تشعر الأم ببعض أو كل الأعراض التالية: [1]
- ألم في الثدي وآلام في الجسم.
- تورم واحمرار الثدي.
- زيادة حساسية الثدي للمس والمؤثرات المختلفة.
- الشعور بحرارة الثدي وسخونته عند لمسه.
- الإصابة بالحمى وارتفاع حرارة الجسم، التي من الممكن أن تتجاوز 38 درجة مئوية.
- أعراض شبيهة بالإنفلونزا مثل القشعريرة.
- الشعور بالإعياء والإرهاق والتعب والضعف العام (حتى أكثر من الإرهاق المعتاد عند الأمهات الجديدات في فترة ما بعد الولادة).
- من الشائع أيضاً الشعور بالألم وحرقة في الثدي أثناء عملية الرضاعة الطبيعية.
ما أسباب التهاب الضرع عند المرضع؟
يحدث التهاب الثدي عندما تتم محاصرة البكتيريا الضارة في أنسجة الثدي، مما يؤدي إلى حدوث التهاب. في أغلب الأحيان، يحدث ذلك عندما تنسد قناة الحليب في الثدي ولا يتم تصريفها.
يمكن أن يحدث التهاب الثدي أيضاً عندما تنتقل الجراثيم من فم الطفل الرضيع أو من سطح الجلد إلى الثدي من خلال شقوق الحلمة أو من خلال إحدى قنوات الحليب، ثم تتكاثر البكتيريا مسببة التهاب الثدي.
كل امرأة مرضعة هي عرضة لالتهاب الثدي، لكن هناك عوامل خطر تزيد من احتمال الإصابة بالتهاب الثدي أثناء الرضاعة، وهي: [1]
- قضاء فترة طويلة من الوقت بين جلسات الرضاعة أو ضخ الحليب، مما قد يتسبب بحدوث احتقان في الثدي، ويؤدي إلى انسداد قنوات الحليب.
- وضعية الرضاعة الخاطئة أو عدم قدرة الطفل على تثبيت فمه على صدرك بشكل صحيح، قد لا تنتج عن تفريغ كافٍ للثديين من الحليب، مما قد يؤدي إلى حدوث انسداد.
- تشقق الحلمات. تسهل التشققات أو القروح أو الجلد المفتوح وصول البكتيريا إلى أنسجة الثدي.
- ارتداء حمالات الصدر الضيقة والتي تضع ضغطاً إضافياً على الثديين، مما يزيد من خطر الإصابة بالانسدادات.
- الإصابة بالتهاب الثدي سابقاً. لا يفهم الخبراء السبب وراء ذلك، ولكن الإصابة بالتهاب الثدي تجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة به مرة أخرى!
هل يوجد أدوية لعلاج التهاب الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية؟
ما هي أدوية علاج التهاب الضرع للمرضع؟ تتكون أدوية علاج التهاب الثدي في الغالب من المسكنات والمضادات الحيوية.
على الأغلب، سيسمح لك الطبيب بتناول عقار اسيتامينوفين (تايلينول) أو ايبوبروفين (مثل أدفيل) لتسكين الألم. هذه الأدوية آمنة أثناء الرضاعة الطبيعية ولن تؤذي طفلك الرضيع. في حال كان ألمك شديداً ولم يتم تخفيفه بالأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، قد يصف طبيبك مسكناً أقوى للألم بوصفة طبية.
في الحالات الخفيفة جداً من التهاب الثدي، قد لا يتم وصف المضادات الحيوية على الإطلاق. [2]
مضاد حيوي لالتهاب الثدي للمرضع
لعلاج التهاب الثدي بدون خراج، يتم وصف المضادات الحيوية التي يتم تناولها عن طريق الفم. سيفالكسين (Keflex) وديكلوكساسلين (Dycill) هما من أكثر المضادات الحيوية شيوعاً، ولكن يتوفر عدد من المضادات الحيوية الأخرى. سيعتمد المضاد الحيوي الذي يصفه الطبيب على حالتك الخاصة، وتفضيله الطبي، وعلى أي نوع من أنواع الحساسية لديك. ولكن سيكون خيار الطبيب دائماً آمناً بالتأكيد. إذا تم وصف المضادات الحيوية لك، عليك إنهاء الوصفة الطبية حتى لو شعرت بالتحسن في غضون أيام قليلة. [2]
علاج التهاب الثدي عند المرضع بطرق طبيعية
لا يوجد وصفات طبيعية سحرية لعلاج التهاب الضرع أثناء الرضاعة الطبيعية بسرعة، ولكن يمكنك اتباع النصائح التالية لتسريع الشفاء وتجنب تطور المشكلة والتخفيف من التهاب الثدي تدريجياً حتى الوصول إلى الشفاء التام: [2]
الاستمرار بالرضاعة الطبيعية
لا تتوقفي عن الإرضاع من الثدي المصاب حتى لو كان مؤلماً. يؤدي إفراغ الثدي المتكرر إلى منع الاحتقان وانسداد القنوات مما سيمنع تفاقم التهاب الثدي. وإليك مجموعة من النصائح حول الرضاعة الطبيعية خلال فترة الإصابة بالتهاب الضرع:
- استخدمي مضخة الثدي لتخفيف الضغط وتفريغ الثدي تماماً إذا لزم الأمر.
- إذا كان الألم شديداً، يمكنك الإرضاع من الثدي غير المصاب، وتكملة الوجبة بحليب الأطفال حسب الحاجة.
- لن يؤذي الالتهاب الطفل لأن الجراثيم التي تسببت في العدوى ربما جاءت من فم الطفل في المقام الأول.
- تجنبي إرضاع الطفل من الثدي المصاب في حال وجود خراج.
- تأكدي من وضعية الطفل الصحيحة على صدرك أثناء الرضاعة، ومن قيامه بالرضاعة بشكل سليم.
تخفيف الآلام باستخدام الكمادات الدافئة والباردة
استخدمي الكمادات الدافئة والباردة لتشعري بالتحسن، وذلك باتباع النصائح التالية:
- ضعي كمادات دافئة قبل الرضاعة وبعدها، ستوفر لك بعض الراحة.
- قد يكون الحمام الدافئ مفيداً أيضاً.
- إذا لم تساعدك حرارة الكمادات الدافئة، جربي أكياس الثلج بعد جلسة الرضاعة، ستشعرك بالراحة.
- تجنبي استخدام أكياس الثلج قبل الرضاعة الطبيعية مباشرة لأنها قد تبطئ من تدفق الحليب.
التغذية الصحية وشرب الماء
عليك تجنب الجفاف وسوء التغذية، لأنهما سيؤثران على قدرتك على إدرار الحليب، مما سيزيد حالتك سوءاً. اشربي 10 أكواب من الماء يومياً على الأقل، وتناولي وجبات متوازنة وصحية وأضيفي 500 سعرة حرارية إضافية يومياً أثناء الرضاعة الطبيعية.
نصائح أخرى لعلاج التهاب الثدي عند المرضع بطرق طبيعية
- دلكي الثدي بحركات دائرية باتجاه الحلمة أثناء الرضاعة.
- حافظي على نظافة ثدييك.
- ارتدي حمالات الصدر القطنية المريحة، ويمكنك ارتداء دعامات الثدي إن كانت تشعرك بالراحة وتمنع احتكاك الملابس بصدرك.
- تجنبي ارتداء الملابس الضيقة.
- استشيري الطبيب قبل تناول أية أدوية أو استخدام أية وصفات أو خلطات طبيعية على ثديك.
أطعمة ومشروبات تساعد في علاج ومقاومة التهاب الثدي
تساعد الأطعمة والمشروبات ذات الخصائص المضادة للالتهابات والمحاربة للبكتيريا والمعززة لقوة جهاز المناعة على دعم قدرة الجسم على مقاومة وعلاج وشفاء التهاب الثدي.
- تناولي الأطعمة الغنية بفيتامين سي، فهي تساعد على تعزيز الجهاز المناعي ومكافحة الالتهابات وتجديد أنسجة الجلد التالفة.
- تناولي الأطعمة والمشروبات المعززة للمناعة والتي تحتوي على خصائص المضادات الحيوية الطبيعية، حيث تعمل على علاج ومقاومة الالتهابات؛ مثل الثوم والكركم والحلبة وخل التفاح والعسل والميرمية.
- ضعي أوراق الملفوف في الثلاجة لمدة 30 دقيقة ثم ضعيها على الثدي المُصاب بالالتهاب لمدة 15 دقيقة. يحتوي الملفوف على مركبات الكبريت التي تساعد على تخفيف الالتهابات والتورم.
ختاماً، ذكرنا لك في هذا المقال عزيزتي الأم تعريف وأسباب وأعراض التهاب الثدي للمرضع، ونصائح لعلاج التهاب الثدي أثناء الرضاعة بالأدوية والمضادات الحيوية والأطعمة والطرق الطبيعية. في حال كان لديك أية أسئلة أو استفسارات، يمكنك طرح سؤالك أو مشكلتك هنا.