كيف أكون مثقفاً وأزيد من ثقافتي العامة؟

كيف تصبح مثقفاً؟ كيف تكون مثقفاً بالكلام والنقاش؟ خطوات زيادة الثقافة العامة وخطوات تجعلك شخصاً مثقفاً، نصائح لتكون مثقفاً في الكلام والنقاش والرد
كيف أكون مثقفاً وأزيد من ثقافتي العامة؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعيش البعض في بيئة أسرية واجتماعية تجعل منهم أشخاصاً مثقفين، ويختار البعض المعرفة والثقافة دون قرارٍ واعٍ أو خطةٍ واضحة، لكن البعض يجد نفسه غير مرتاحٍ في النقاش أو الكلام ويحتاج إلى ثقافة أوسع ليتمكن من تعزيز ثقته بنفسه ومكانته بين الآخرين، ويحتاج عندها للعمل على اكتساب الثقافة ووضع خطة مناسبة للتثقيف الذاتي؛ هذا المقال موجهة لهؤلاء الذين يريدون أن يصبحوا أشخاصاً مثقفين.

الشخص المثقف هو الشخص الذي يجد المتعة في المعرفة، ويتم تعريف المثقف أنه من يعرف كلَّ شيءٍ عن شيء وشيئاً عن كل شيء، كما يمكن تعريف المثقف أنه الشخص الذي يستطيع تذوق الفن والأدب والموسيقى والعلم، وتتراكم لديه تجارب ثقافية متنوعة، فالشخص المثقف يمتلك معرفة واسعة تجعله مميزاً في الحديث والنقاش وقادراً على انتقاء وتذوق الفنون الرفيعة بمختلف مجالاتها.
وهناك فرقٌ كبير بين المثقف والمتعلم، فالمتعلم هو كل شخص يحصل على شهادة تثبت إتمامه لمرحلة تعليمية أو تخصص علمي، ولا يشترط بالمتعلم أن يكون مثقفاً إلّا من أراد التميّز في مجال تخصصه العلمي وعمله، أما المثقف فمعرفته لا يمكن المصادقة عليها بشهادات رسمية، ولا ينتهي تطور ثقافته مع خروجه من الدراسة، كما لا يشترط بالشخص المثقف أن يكون متعلماً، بل أن بعض كبار أدباء العالم بالكاد أنهوا تعليمهم الثانوي أو لم يفعلوا!

animate
  1. تعوَّد على القراءة بانتظام: القراءة هي أهم مصادر الثقافة على الإطلاق، حتى مع التطوّر الكبير لمصادر الثقافة وتحويل المعلومات إلى صور أو الكتب إلى مقاطع صوتية؛ تبقى القراءة الطريقة الأكثر فاعلية في الوصول إلى الثقافة، يجب أن تبدأ بالتعود على القراءة بشكل منتظم، وأن تتعلم كيف تنتقي كتاباً جيداً، وكيف تحافظ على شغفك بالقراءة وتستفيد مما تقرأ.
  2. شاهد أفلاماً وثائقية: تتميز الأفلام الوثائقية بقدرتها على إيصال مجموعة كبيرة من المعلومات المدعومة بالصور والحوارات والتعليقات، هذا سيساعدك على اكتساب قدر كبير من الثقافة في وقتٍ قصير، لكن عليك أن تحدد موضوعاً سهمك، وتشاهد مجموعة من الأفلام التي تناقشه من وجهات نظر مختلفة، ثم أن تتعود على مشاهدة الأفلام الوثائقية بشكل منتظم.
  3. علّم نفسك بنفسك: أصبح التعليم الذاتي متاحاً للجميع اليوم، لا تفوّت فرصة أن تتعلم شيئاً جديداً بنفسك عبر الانترنت أو من خلال الكتب التعليمية والدورات المسجلة، ستجد الكثير من فرص التعليم الذاتي المجاني أو منخفض التكلفة، ولكي تصبح شخصاً مثقفاً يجب أن تتخلى قليلاً عن فكرة الجدوى المالية من تعلّم شيء جديد، وتركّز على الجدوى المعرفية منه.
  4. وسّع خبرتك في استخدام التكنولوجيا: أصبحت التكنولوجيا الحديثة جزءاً من ثقافة العصر الحديث ويجب عليك أن تكون مواكباً لها وقريباً من تطوّراتها وتفاصيلها، حاول أن تتابع آخر أخبار التكنولوجيا والاختراعات الجديدة، وأن تتعرف أكثر إلى المصطلحات التقنية ومعانيها، حتى إن لم يستهوك الأمر في البداية؛ ستتمكن بعد فترة قصيرة من دخول هذا العالم والاندماج به والتواصل معه.
  5. تعرَّف إلى أصدقاء مثقفين: يؤثر الأصدقاء والمعارف بشكل كبير على ثقافتك العامة، وكلّما كنت قريباً من أشخاص مثقفين ويهتمون بالثقافة؛ أصبحت أكثر ثقافةً ومعرفة، وتعلّمت منهم كيف تكون شخصاً مثقفاً، كما أن النقاش مع شخص مثقف يشجعك أكثر على المعرفة والاطلاع.
  6. تعرف إلى أشخاص من ثقافات مختلقة: التعرف إلى ثقافات الآخرين جزء أساسي من الثقافة العامة، حيث يساعدك الأشخاص من ثقافات أخرى على فهم عاداتهم وتقاليدهم، كما يمكنك الاستعانة بالقراءة والأفلام الوثائقية لتتعرف على المزيد من الثقافات الأخرى، فأحد أكثر الأحاديث جلباً للاهتمام هو الحديث عن الثقافات المختلفة وعادات أفرادها وأسلوب حياتهم.
  7. تعلَّم لغةً ثانية: عندما تتعلم لغة ثانية هذا يعني أنك تتواصل مع ثقافة أخرى بكل ما فيها من عناصر، تستطيع قراءة كتب بلغة أخرى والتواصل مع أشخاص أجانب، كما تفتخ اللغة الثانية أمامك آفاقاً واسعة لتطوير الذات والتواصل مع الآخرين.
  8. اكتشف موهبتك واعمل على تطويرها: يجب أن ترتبط ثقافتك بأكثر شيء تحبه بشكل أساسي، إن كنت موهوباً بالرسم عليك أن تتعرف أكثر إلى أهم اللوحات في العالم وأهم الرسامين، وأن تتعلم كيف تحلّل اللوحات وتشرحها وتتحدث عنها، كذلك الأمر إن كنت تحب الرياضة، عليك أن تكون أكثر اهتماماً بالأخبار الرياضية وتاريخ الرياضة.
  9. سافر كلَّ ما استطعت: السفر واحدة من أهم الخطوات التي تجعلك مثقفاً وتزوّدك بالمعلومات والمعرفة والتجارب، ليس بالضرورة أن تسافر إلى دولة أخرى أو تذهب في سفرٍ مكلف، ابدأ بالتعرف إلى المناطق والأقاليم في بلادك، وستلاحظ من السفرية الأولى تأثير تجربة السفر على شخصيتك، والأفضل أن تسافر وحدك دون دليل سياحي، وأن تحاول الاختلاط بالناس قدر الممكن والتعرّف إلى ثقافتهم عن قرب.
  10. ضع خطة تثقيف ذاتي متنوعة: بما أن الثقافة هي معرفة عامة وأساسية عن الكثير من الأمور؛ عليك أن تحدد مجموعة من المجالات التي تريد زيادة معلوماتك حولها، ربما تبدأ بالقراءة عن أهم المعالم المعمارية حول العالم، ثم أهم اللوحات الفنية والنظريات في النحت والرسم، ثم تتعرف إلى الأنظمة الغذائية الرئيسية وكيفية تأثيرها على الإنسان، قليلاً عن السياسة، وقليلاً عن التاريخ... إما أن تكون مستعداً لالتقاط كل معلومة تعرض عليك والبحث فيها وتحليلها، أو أن تكون منظّماً وتضع خطةً واضحة ومتسلسلة للتثقيف الذاتي.
  1. استمع جيداً إلى ما يقال: إذا أردت أن تكون مثقفاً بالكلام عليك أن تعرف متى تتكلم أولاً، وأن تكون مثقفاً بالسكوت والاستماع وإظهار الاهتمام بما يقوله الآخرون، فالثقافة في الكلام ليست استعراضاً للمعرفة، وإنما حوار متبادل قائم على الاحترام أولاً، كما أن الاستماع الجيد يجعلك أكثر معرفة واستفادة مما يدور في النقاش أو الحوار.
  2. لا تتحدث بما لا تعرفه: لا تتسرع عندما تريد أن تتحدث ولا تحاول الحديث في أمرٍ لست متأكداً منه، وتذكر قول الإمام الشافعي: من ترك قولة لا أدري أصيبت مقاتله!
  3. استثمر نقاط قوتك: حاول التركيز على أفضل ما لديك والانطلاق منه، استثمر المواضيع التي تعرفها جيداً وتتقن شرحها والحديث عنها، واستثمر صوتك وطريقة حركتك وأسلوب طرحك لأفكارك، كلّما كنت أقرب إلى نقاط قوتك أثناء الكلام والحوار؛ كلّما استطعت أن تظهر ثقافتك أكثر.
  4. احترم الآخرين مهما كان رأيهم: حتى لو كان لديك معلومات أكثر من الجميع؛ لا يمكن أن تكون مثقفاً ما لم تحترم آراءهم وتحترم التباين والاختلاف، فجزء من رحلتك لتكون شخصاً مثقفاً أن تتحلى بأخلاق المثقفين.
  5. ابحث بعد انتهاء كل نقاش: عندما تشارك في نقاش أو حوار عليك أن تعود فوراً للبحث أكثر عن الموضوع والاقتراب أكثر من التفاصيل، التأكد من المعلومات التي سمعتها، وتشكيل وجهة نظر جديدة مدعومة بالمعرفة.
  6. ناقش أشخاصاً مثقفين: لا تناقش جاهلاً حتى وإن أشعرك أنك مثقف! بل ناقش أشخاصاً أفضل منك ويتمتعون بمعرفة أكبر من معرفتك، هذا سيساعدك كثيراً لتكون مثقفاً في الكلام.

اقرأ على حِلّوها قواعد النقاش والحوار وكيف تفتح موضوعاً من خلال النقر هنا.

  • كن شخصاً فضولياً، ولا تترك شيئاً إلّا وتحاول فهمه والبحث فيه، الفضول هو ما يجعلك مثقفاً دائماً ومتجدداً بمعلوماتك ومعارفك.
  • تابع تطورات العالم من حولك، حاول أن تبقى على اتصال مع التطورات العالمية التي تؤثر على حياتنا اليومية أو مستقبلنا كجنس بشري، اهتم بالتطورات السياسية والاجتماعية حول العالم، بالقضايا البيئية والقضايا الإنسانية... إلخ.
  • قم بزيارة المتحف في مدينتك، تعرف إلى تاريخ مدينتك وأهم آثار بلدك، فالثقافة لا بد أن تبدأ من المكان الذي أنت فيه والمجتمع الذي تنتمي إليه.
  • اذهب إلى المسرح ودار الأوبرا أو إلى العروض الثقافية المباشرة، شاهد الأفلام الحديثة في السينما مع الأصدقاء بدلاً من مشاهدتها على الشاشة الصغيرة.
  • اقرأ أهم الكتب العالمية والمهمة، حيث ستجد بعض الأيقونات الأدبية من الأدب الكلاسيكي التي تعبّر عن روح ثقافة معينة أو مدرسة أدبية أو مرحلة تاريخية.
  • تعلم كيف تقدّر الفن وتتذوقه، وناقش ما تفكر به أو تشعر به حيال لوحة أو مقطوعة موسيقية أو كتاب.
  • جرب أطعمة مختلفة، فالطعام ثقافة أيضاً، والكثير من الثقافات حول العالم نعرفها من أطعمتها قبل أي شيء آخر.
  • أنشئ قاموس مصطلحات خاص بك، دوّن فيه المصطلحات التي تريد البحث عن معناها، والمصطلحات التي تعلّمتها حديثاً، والمصطلحات المعاكسة لبعضها أو الأضداد.
  • يجب أن تكتب، فالكتابة ستساعدك على تنظيم أفكارك والاحتفاظ بمعلوماتك بشكل أفضل، كما تساعدك الكتابة على التعبير عن تفاعلك مع المعلومات الجديدة.
  • الثقافة ممتعة: أن تكون مثقفاً لا يعني فقط قدرتك على الحديث والنقاش، فالمعرفة تتحول إلى متعة بحد ذاتها، وستمر بالكثير من لحظات الإشراق التي تشعر عندها بقمّة المتعة والسعادة لاستنتاج فكرةٍ جديدةٍ أو الربط بين معلومتين أو حتى إيجاد بعض الثغرات في معلومات جديدة، ولا تنسى أن الثقافة تتضمن ممارسات ترفيهية صرفة، مثل مشاهدة السينما والمسرح، السفر، اللقاءات مع الأصدقاء... إلخ.
  • تساعدك على اكتشاف ذاتك: عندما تبدأ باكتساب المزيد من الثقافة ستستطيع رؤية نفسك بوضوح أكثر، ستساعدك الثقافة على فهم سلوكك ودوافعك، وعلى فهم ما يجعلك سعيداً ومرتاحاً ومتصالحاً مع ذاتك.
  • تعزّز ثقتك بنفسك: عندما تدخل في نقاشٍ وتستطيع مجاراة الآخرين في الكلام أو حتى التفوّق عليهم، ستزداد ثقتك بنفسك وتشعر بالفخر أنك استطعت تثقيف نفسك واستثمار وقتك بالمعرفة.
  • تجعلك تواجه مخاوفك: المعرفة هي الطريقة الأفضل لمواجهة الخوف، مهما كانت مخاوفك تستطيع أن تواجهها بشكلٍ أفضل عندما تتعرف إليها أكثر، وربما تبدأ رحلتك لتكون شخصاً مثقفاً من خلال التعرف إلى أكثر ما يخيفك أو يقلقك!
  • تساعدك على إيجاد الحلول: عندما تمتلك الكثير من التجارب والكثير من المعرفة تستطيع مواجهة جميع مشاكلك بشكل أفضل، حتى إن لم تكن مشاكل مألوفة، تساعدك الثقافة على امتلاك آلية التفكير المناسبة لاكتشاف الحلول.
  • تجعلك شخصاً اجتماعياً: جزء أساسي من الثقافة هو التفاعل مع الآخرين، وعندما تكون شخصاً مثقفاً هذا سيجعل لديك الكثير من الأصدقاء والمعارف، وربما يصبح لديك بعض من يتعلمون منك ويعتبرونك مثلاً أعلى بالنسبة لهم!

المراجع