التدريب المهني خلال الدراسة وأهمية التدريب للطلاب
العديد من التخصصات الدراسية ينتهي الطالب من دراستها دون احتراف الجانب المهني لها، وهنالك نوع آخر من المجالات الدراسية التي تتطلب خلال دراستها معرفة الواقع العملي التطبيقي لهذه الدراسة، لذلك يقوم بعض من الأشخاص خلال فترة الدراسة بممارسة ما يسمى بالتدريب المهني لاكتساب خبرة مبدئية في تطبيق ما تمت دراسته، فما هي أهداف التدريب المهني، وما هي المهارات المكتسبة خلال فترة التدريب المهني؟ هذا ما سنتعرف عليه في المقال التالي.
التدريب المهني للطلاب هو تطبيق المعارف النظرية التي تمت دراستها بشكل عملي في سوق العمل من أجل الحصول على خبرة مبدئية في ممارسة العمل بعد التخرج، بالإضافة لأنه فرصة مناسبة للطلاب لفهم المعلومات النظرية التي يحفظونها من خلال معرفة كيف تطبق هذه المعلومات على أرض الواقع.
وبالتالي تتحسن مهارات الطلاب المهنية بالإضافة إلى أن هذه الخبرة مهما كانت صغيرة فهي تمنح صاحبها ميزة عن زملائه في سوق العمل بعد الانتهاء من مرحلة الدراسة. [1]
تأتي أهمية التدريب المهني من خلال تحقيقه لعدة أهداف تفيد الطلاب المقبلين على الحياة العملية وتساعدهم في اختيار العمل المناسب لهم ومن هذه الأهداف نذكر: [2،4]
- التعرف على البيئة المهنية للاختصاص: من الأهداف التي يسعى إليها الطلاب خلال مراحل دراستهم هي الانخراط في بيئات عملية، حيث أنهم يستطيعون من خلال التدريب في هذه البيئات تطوير المهارات التقنية لديهم وتشكيل خبرات واسعة حول العمل الذي ينتظرهم بعد الانتهاء من مرحلة الدراسة ويعرفون في هذه المرحلة كيف يسوقون أنفسهم في مقابلات العمل.
- التعرف على نوع الوظائف للاختصاص: قد ينهي بعض الأشخاص المرحلة الدراسية دون أن يكونوا على علم بالمجالات التي سوف يعملون فيها بعد التخرج وقد يقعوا بحيرة شديدة لفترة طويلة قبل البدء بالعمل، لذلك يجب الدخول في عالم العمل خلال المرحلة الدراسية من أجل عدم الوقوع في هذه الحيرة وتكوين خبرة لا بأس بها لكي يتم اختصار الوقت والتعب، فعند ممارسة التدريب المهني يتم اكتساب خبرة كبيرة بمجالات العمل تجعل الخريجين يختارون العمل الأنسب لهم حسب رغبتهم بمجرد انتهائهم من الدراسة.
- التدريب المهني يحفز الثقة بالنفس: ممارسة التدريب المهني خلال فترة الدراسة تعطي خبرة كبيرة وهذه الخبرة تعزز من ثقة الشخص بنفسه وبمعلوماته وتجعله يطرق أبوب العمل بعد التخرج بثقة ومعرفة دون الحاجة إلى فترة تدريب قبل البدء بالعمل.
- تكوين خبرة ومعرفة حول العمل: من المهم عند البدء بعمل وجود أحد يساعد على الوصول للمكان الصحيح حيث أن فترة التدريب المهني تساعد في معرفة الأشخاص القادرين على إعطاء الدعم وكلما زادت هذه المعارف وازداد عدد الأشخاص الداعمين في مجال العمل كلما وجدت الفرصة الأنسب بوقت أسرع.
العديد من المهارات الإيجابية يمكن اكتسابها خلال فترة التدريب المهني تساعد في تعزيز الخبرة المهنية وتعطي القدرة على معرفة طرق لمواجهة ظروف العمل التي لا يمكن معرفتها خلال سنوات الدراسة ومن هذه المهارات نذكر: [3]
- مهارات التواصل: مهارات التواصل هي المهارات الأهم التي يجب إتقانها خلال فترة التدريب المهني لأنها مفتاح إقامة علاقات مهنية في مجال العمل، بالإضافة لأن إتقان هذه المهارات يعزز من فرصة الحصول على عمل من خلال جذب انتباه مدير العمل أثناء المقابلة الأولى والقدرة على تشويشه في حال طرح سؤال خلال مقابلة العمل ولا يعلم المتقدم الإجابة عليه، حيث يتمكن من الالتفاف حول السؤال دون أن يشعر المدير بأنه لا يعلم ويكون قادر على إقناعه في نفس الوقت، وتشمل هذه المهارات:
- مهارات الكتابة.
- مهارات الاستماع الجيد.
- مهارات المحادثة القوية.
- مهارات الإقناع.
- مهارات التنظيم: مهارات التنظيم من أهم المهارات التي يمكن اكتسابها خلال فترة التدريب المهني فهي تعطي القدرة على تنظيم وإنجاز متطلبات العمل خلال الوقت المتاح وهي الأهم من أجل تسليم المهام المطلوبة خلال المواعيد المحددة مسبقاً.
- مهارات العمل الجماعي: التقدم لأي عمل يتطلب أن يكون الشخص قادر على العمل بين مجموعة متكاملة من الأعضاء، لذلك يعطي التدريب المهني الفرصة في اكتساب هذه المهارة والتعود عليها من أجل العمل ضمن فريق متكامل فيما بعد.
- مهارة حل المشكلات: لا يوجد عمل خال من المشاكل مهما كانت طبيعة العمل أو طبيعية المشكلة، لذلك يجب إتقان مهارة حل المشكلات التي من الممكن أن تواجه الشخص خلال فترة التدريب المهني وذلك من أجل تعزيز فرص النجاح في العمل بوقت سريع بعد إنهاء فترة الدراسة.
- التأقلم مع أجواء العمل: التدريب المهني المسبق يعطي الفرصة للمتدرب لفهم طبيعة الأعمال التي قد يقبل أو يحصل عليها، وهذا له دور في سرعة تأقلمه مع بيئة وأجواء هذا العمل.
على الرغم من أهمية التدريب المهني في بعض التخصصات الدراسية إلا أن العديد من الأشخاص قد لا يستطيعون التوفيق بين التدريب المهني والدراسة، لذلك سوف نوضح هنا بعض من طرق التدريب المهني خلال فترة الدراسة: [5]
- التدريب المهني بالدوام الجزئي: يمكن أن يعمل الشخص بدوام جزئي أي لساعات قليلة فقط من النهار من أجل التوفيق بين التدريب المهني والدراسة في الجامعة، ذلك يعطي الشخص فرصة للتعرف على الحياة العملية والواقع الذي ينتظره وبنفس الوقت يكون قادر على الالتزام بدراسته دون أن يؤثر العمل على الدراسة.
- التدريب المهني بدوام متقطع: في حال كان الاختصاص الذي تتم دراسته يحتاج إلى وقت كبير يكون فيه الشخص غير قادر على التوفيق بين العمل والدراسة اليومية، يمكن لهذا الشخص استبدال الدوام الجزئي بالدوام المتقطع فعلى سبيل المثال يمكنه العمل لثلاث أيام في الأسبوع فقط وفي أيام الامتحانات يمكن أن يعمل الشخص ليوم واحد فقط مع الحرص على عدم قطع التدريب المهني لفترة طويلة، فمهما كانت المدة التي يتم التدرب فيها قصيرة إلا أنها تكون مفيدة وتعطي خبرة لا بأس بها فيما بعد.
- التدريب المهني خلال الإجازة الصيفية: في المرحلة التي لا يكون فيها الشخص قادر على التوفيق بين الدراسة والعمل في نفس الوقت، يمكنه أن يخضع للتدريب المهني خلال فترة الإجازة الصيفية فقط هذه الفترة تعطيه خبرة لا بأس بها، حيث يجب الالتزام بالتدريب المهني خلال فترة الصيف بشكل يومي وبعد انتهاء الإجازة يمكن الذهاب إلى العمل يوم واحد في الأسبوع من أجل عدم قطع العمل بشكل نهائي.
- العمل بشكل تطوعي: قد يكون المال أحد العواقب التي تمنع الشخص من التدريب المهني لأنه يوجد بعض الأشخاص الذين لا يريدون إعطاء مرتب شهري للمتدربين، في هذه الحالة يجب أن يتم تقديم بعض التنازلات ويمكن العمل بشكل تطوعي في البداية دون مقابل مادي من أجل الحصول على خبرة في مجال العمل وبعد اكتساب الخبرة يمكن أن تتم المفاوضات المالية من جديد.
- التدريب المهني من خلال الكورسات: عندما لا يجد الشخص مكاناً للتدريب المهني على الإطلاق يمكنه أن يمارس هذا التدريب من خلال تسجيله لعدة دورات تدريبية تساعده في حياته الدراسية وتعطيه فكرة عن كيفية التصرف في العمل والمجالات التي يمكن أن يتم العمل فيها بعد التخرج وكيفية إتقان المهارات التي تساعد على القبول بالعمل.
- متابعة التدريب المهني المدعوم من الجامعة: بعض الجامعات التي تؤمن لطلابها التدريب العملي ضمن تخصصات تتطلب التدريب كجزء أساسي خلال فترة الدراسة، لذلك يمكن للطلاب الذين لا يجدون مكان مناسب للتدرب فيه أن يلتزموا في برامج التدريب المهنية في الجامعة والتي تسمح لهم باكتساب خبرات من أشخاص جديرين بالثقة يمارسون للمهنة منذ زمن طويل وقادرون على إعطاء مفتاح الدخول إلى عالم العمل بكل صدق ودون مقابل.
يجب الحرص على الخضوع لفترة تدريب مهني كافية خلال سنوات الدراسة من أجل الحصول على فكرة مبدئية عن خصائص العمل بعد التخرج، وسوف نوضح هنا بعض النصائح التي تساعد على التدريب المهني خلال فترة الدراسة:
- تنظيم الوقت بين الدراسة والتدريب المهني: يجب الحرص على التوفيق بين الدراسة والتدريب المهني عن طريق تنظيم الوقت بطريقة صحيحة بحيث لا يتم الاجتهاد بأحدهما على حساب الآخر، حيث يجب ضمان الشهادة الجامعية بالتزامن مع الخبرة العملية التي يتم اكتسابها من خلال التدريب.
- التدريب المهني بعد اجتياز نصف المرحلة الدراسية: التدريب المهني هو البداية لتطبيق المعلومات التي تمت دراستها، لذلك يجب أن تبدأ فترة التدريب بعد اجتياز نصف المرحلة الدراسية لضمان معرفة المعلومات الأساسية للتخصص والتي تعطي الشخص فكرة مبدئية عن العمل الذي سوف يمارسه خلال التدريب المهني.
- التدريب المهني مع أشخاص أهل للثقة: من المهم عند البدء بالتدريب المهني أن يكون العمل ضمن فريق يمكن الوثوق به، وذلك من أجل إعطاء المتدرب المعلومات الحقيقية التي سوف تجعله يمارس العمل بطريقة صحيحة، بالإضافة لأن الثقة المتبادلة بين أعضاء الفريق تجعل المتدرب يُقبل على العمل بحماس شديد مما يجعله يكتسب الخبرة المطلوبة بفترة وجيزة.
- فهم أن التدريب المهني هو جزء لا يتجزأ من الدراسة: يوجد عدة اختصاصات لا يمكن التخرج منها دون اجتياز التدريب على غرار التخصصات الطبية مثلاً، لذلك يجدر فهم أهمية التدريب المهني خلال مرحلة الدراسة والإقبال على ممارستها برغبة حقيقية.