زيادة الشهوة الجنسية عند الأعزب والتحديات الاجتماعية
الجنس هو أساس الاستمرار في الحياة وتتابع الأجيال وعدم انقطاع النّسل! فهو ضرورة للبقاء والوجود والتّكاثر وعدم الانقراض! وهو بحدّ ذاته مصدر متعة وتسلية وتخفيف ضغط وعبء نفسي للزّوجين، لذا فالزّواج يعتبر سكينةً لأنّه يوفر البيئة الشّرعيّة والقانونيّة التي تضمن سويّة وصحّة إقامة العلاقة الجنسيّة بين الرّجل والمرأة بما يضمن لكليهما تلبية الرّغبة الجنسيّة الفطريّة وأيضاً السّكينة النّفسيّة والرّوحانيّة مع الشّريك.
في هذه المقالة سنتطرق لمشكلة تواجه الشباب غير المتزوجين والذين بفطرتهم السّويّة يملكون شهوةً جنسيّةً واحتياجاً طبيعياً يرغبون بإشباعه، ولكن لعدم ارتباطهم من خلال رابطة الزّواج فإنّ الطّريقة الأساسيّة والمثلى المتمثلة بالعلاقة الجنسيّة مع الشّريك تكون غير متاحة فإنّ زيادة الشّهوة الجنسيّة تسبّب الضغط والتّوتر النّفسيين كما قد يكون لها آثار أخرى سنتحدث عنها بالتّفصيل في هذا المقال.
كما قلنا فإنّ الجنس هو أحد ضرورات البقاء والحفاظ على النّسل والتّكاثر البشري والحيواني أيضاً! كما أنّ الحياة الجنسيّة مفيدة على عدّة أصعدة للإنسان: فهي تتيح التّواصل مع الشّريك والتّعبير عن الشّغف والحب والشّهوة والرّغبة الجنسيّة إضافة لكونها وسيلةً لجعل النّساء حوامل وأمهات وهي مشاعر تقدرها وتحتاجها المرأة.
وتفيد العلاقة الجنسيّة في تخفيف التّوتر والضغط النّفسي وتسبّب الشّعور بالأمان والثقة بالنّفس وتعزز مناعة الجسم وتقيه من الأمراض لكلا الشّريكين. كما أظهرت دراسات مختصّة أثر الجنس الإيجابي في تحسين صحّة القلب والتّهدئة من الصّداع وفوائد صحيّة ونفسيّة كثيرة مثبتة بالدّراسات والبحوث العلميّة. [1]
وهنا نصل لنتيجة مفادها أن الرّغبة الجنسيّة شعور فطري حقيقي وضروري! يوازي الرّغبة بتلبية الاحتياجات الأساسيّة الأخرى كالجوع والعطش إذ يتم إشباعهما من خلال الطّعام والشّراب، وكذلك تماماً الرّغبة الجنسيّة التي يتم إشباعها من خلال إقامة علاقة جنسيّة مع الشّريك تلبي الاحتياج الجنسي والشّهوة الجنسيّة بإشباع تلك الرّغبة بما يكفل للطّرفين الشّريكين المتعة والسّعادة والفوائد الإيجابيّة التي ذكرناها قبل قليل وغيرها طبعاً.
يعتقد البعض استناداً للأعراف المجتمعيّة أن الحديث عن الجنس والرّغبات الجنسيّة هو شيء خاطئ وغير سويّ وهو على العكس تماماً! فالحديث بموضوعيّة وشفافيّة عن الشّهوة الجنسيّة والرّغبة الجنسيّة وطرق إشباعها تزيد من وعي الأفراد والشّباب وخاصة الأعزب منهم ، كما أنّ المعرفة المبنيّة على أسس علميّة غير بعيدة عن الواقع والتّطبيق تسهّل سيطرة الشّاب الأعزب على زيادة الشّهوة الجنسيّة في ظلّ وضعه الاجتماعي الاعزب أي دون وجود شريكة يمكنه ممارسة العلاقة الجنسيّة معها وتفريغ تلك الطّاقة الجنسيّة والوصول للنشوة الجنسيّة والسّعادة للطرفين.
لذلك فمن المهم الاعتناء بالصّحة الجنسيّة والعمل المشترك بين الشّريكين والزّوجين والتّفاهم للوصول لإشباع جنسي كامل لرغبة كل من الزّوج والزّوجة. ولكن السّؤال المهم هنا: ماذا عن الشّخص الأعزب؟ كيف يمكن التّحكم بالشّهوة الجنسيّة الخاصّة به ومعالجة زيادتها دون الوقوع بالمحرّمات؟
لا تختلف أهميّة الجنس والحاجة له باختلاف الحالة الاجتماعيّة للأفراد أكانوا متزوجين أم لا! الاختلاف أن المتزوجين قد جربوا العلاقة الجنسيّة وشعروا بنتائجها الملموسة على صحّتهم النّفسيّة والبدنيّة على حد سواء، أما الأعزب فإنّ احتياجه الجنسي لم يتم تلبيته بالصّورة المرضية والمشبعة جنسياً والتي يتحقق من ورائها المنافع والفوائد الصّحيّة والنّفسيّة والجنسيّة النّاتجة عن إقامة علاقة جنسيّة مع الشّريك.
وهنالك مشاكل ومعيقات وتحديات حياتيّة ومجتمعيّة يواجهها الشّاب الأعزب الذي يحاول السّيطرة على رغبته الجنسيّة والامتناع عن ارتكاب المحرمات والقيام بسلوكيات غير أخلاقيّة! من هذه المشاكل والتّحديات هو الوضع الاقتصادي السّيء والبطالة! فتأسيس أسرة ومتطلبات الزّواج والارتباط من مهر ونفقة ومسكن ومأكل ومشرب وملبس ومصروف وتفاصيل حياتيّة تشكل هاجساً لدى معظم الشّباب من الطّبقتين المتوسطة والفقيرة لعدم توفر الإمكانات الماليّة المساعدة على اتخاذ هذه الخطوة.
كما أنّ الضغط الاجتماعي على الأعزب يزيد صعوبة تعامله مع رغبته وشهوته الجنسيّة! من خلال المفاهيم والصّور النّمطيّة التي يرسمها المجتمع في ذهن الشّاب ويفرض عليه قيوداً جنسيةً ما يجعل قدرته على ضبط رغبته الجنسيّة والسّيطرة عليها أصعب.
والعامل النّفسي السّلبي يشكل تحدياً كبيراً يتوجب على الشّاب الأعزب مواجهته والتّصدّي لتأثيره النّفسي على الشّاب الأعزب وغير المقتدر على الزّواج نتيجة التّكاليف الماليّة والأوضاع الاقتصاديّة وأيضاً محددات اختيار شريكة حياته في بعض الأعراف المجتمعيّة والعادات التي تجبره على خيارات محدّدة فقط ما قد لا تكون متوافقةً مع رغبته والصّورة الأقرب للفتاة التي يود الارتباط بها.
وتشكل الصّورة النّمطيّة عن "الفحولة" نموذجاً يسعى الرّجال لتطبيقه وتحقيق تقارب معه مهملين فكرةً مهمةً! هي اختلاف الأجسام والطّبائع والرّغبات والاحتياجات والقدرات الجنسيّة بين الأشخاص هو أمر سوي وطبيعي وموجود. فمفهوم زيادة الشّهوة الجنسيّة بحد ذاته غير قابل للقياس لاختلاف معايير قياس الشّهوة الجنسيّة عموماً بين الأشخاص! فقد يرى البعض أن ممارسة العلاقة الجنسيّة مرة واحدة يومياً هي شهوة زائدة في حين يرى آخر أن ممارستها مرتين يومياً هي المفهوم الأقرب لمصطلح زيادة الشّهوة الجنسيّة.
بالطّبع لا تعريف واضح لاختلاف الاجسام والطّبائع والظروف المحيطة والقدرات الجسميّة والجنسيّة وأيضاً قدرات الشّريك على الاستيعاب والاتصال والمشاركة في العمليّة الجنسيّة، وهذه يتم قياسها بعد الزّواج والارتباط لذلك يكون المفهوم في ذهن الشّاب الأعزب عن الشّهوة الجنسيّة ضبابياً بعض الشّيء ومستنداً لخرافات وقصص قد تكون مختلقة وغير حقيقيّة، كما فانتازيا الأفلام الجنسيّة والاباحيّة المبالغ بها!
ولا يمكن اهمال التّحدي الجنسي الذي يواجه الشّاب الأعزب كرغبته بإقامة العلاقة الجنسيّة وحاجته لتفريغ الشّهوة الجنسيّة الزّائدة لديه. كما خوفه من الوقوع بالمحرمات نتيجة وجود رغبة واحتياج وشهوة وعدم توفر الوسيلة الشّرعيّة والقانونيّة الأمثل لتلبية تلك الاحتياجات والرّغبات.
كما أنّ الرّغبة الجنسيّة تكون في ذروتها عند سن الـ 18 وتستمر حتى عمر الـ 50 تقريباً وذلك بسبب مستوى هرمون التّستوستيرون المسؤول بشكل رئيسي عن الدّافع الجنسي لدى الرّجال ويسمى هرمون الذّكورة وينشط إفراز هذا الهرمون في عمر الثامنة عشرة ويبدأ بالانخفاض تدريجياً إلا أن ممارسة الرّياضة بانتظام وتناول بعض الأطعمة الصّحيّة يعزز إفرازه ويضمن سلامة وصحة القدرة الجنسيّة لدى الرّجل. [2]
مشكلة الحاجة للجنس ومواجهة زيادة الشّهوة الجنسيّة قد تتسبّب بآثار نفسيّة عكسيّة على حياة الفرد وصحته أيضاً، فقد يشعر بالوحدة والبؤس والحزن وعدم القدرة على مخالطة الأفراد في مجتمعه وتسيطر عليه وساوس وأفكار جنسيّة في بعض الأحيان، إضافة للأفكار التي تزرعها الأفلام الجنسيّة والإباحيّة في عقول الشّباب وتزيد من الشّهوة الجنسيّة للأعزب الذي لا وجود لشريكة له. ما قد يصل به لممارسة الجنس في علاقات غير شرعيّة أو أخلاقيّة أو ترفع نسبة الجريمة والتّحرّش بالنّساء والأطفال كما قد تسبّب انتشار الشّذوذ الجنسي! باعتبار أن مخالطّة الشّاب الأعزب لأبناء جنسه في الحياة اليوميّة أمر مقبول ما قد يدفعه لسلوك جنسي شاذ فقط لإشباع زيادة الشّهوة الجنسيّة لديه!
كما أنّ مشكلة قلة الوعي والثقافة الجنسيّة تشكل تحدياً ومشكلة للشّاب الأعزب في مواجهة والسّيطرة على زيادة الشّهوة الجنسيّة لديه وعد معرفته بالطّرق السّليمة والصّحيحة لضبط تلك الشّهوة والتّحكم بها، وهنا يجب الإشارة لأهميّة نشر ثقافة الوعي الجنسي لدى الأطفال والمراهقين والشّباب ليكونوا مستعدّين لدخول الحياة الجنسيّة بزوّادة علميّة وثقافيّة سليمة تتيح لهم العيش في علاقة جنسيّة ناجحة مع شريكاتهم بعد الزّواج.
وهنالك أسباب نفسيّة وسلوكيّة وفيسيولوجيّة تسبّب زيادة الشّهوة الجنسيّة للأعزب نذكر منها: [3]
- أسباب بيولوجيّة وفسيولوجيّة: مثل زيادة نسبة هرمون الذكورة "التّستوستيرون" والمسؤول كما تحدثنا سابقاً عن الشّهوة والدّافع الجنسي لدى الرّجال كذلك هرمون الأستروجين.
- أسباب نفسيّة: كزيادة الضغط والتّوتر والعبء النّفسيّة نتيجة ضغوطات الحياة ويعتبر الجنس طريقة لتفريغ تلك الطّاقة السّلبيّة واستبدالها بطاقة إيجابيّة، وكون الشّخص أعزباً فذلك يزيد من شهوته الجنسيّة ورغبته بممارسة الجنس.
- أسباب اجتماعيّة: كالحاجة للتّواصل والاحتواء ووجود شريكة والتّعبير عن المشاعر والعواطف والرّغبات لها.
- الإدمان على مشاهدة الأفلام الجنسيّة والإباحيّة: وهذه الممارسة تزيد الشّهوة الجنسيّة لدى الشّخص الأعزب وترسخ في مخيلته صوراً وأنماطً لسلوكيات جنسيّة معظمها غير صحيح أو سوي أو قابل للتّطبيق لاعتمادها على الفانتازيا والعناصر المثيرة الجاذبة بقدر مبالغ به عن الواقع الطّبيعي المعاش.
- الخوف من ارتكاب المعاصي والوقوع بالمحرمات! فهذا الرّادع يمنع الأعزب من إقامة علاقات جنسيّة غير أخلاقيّة وغير شرعيّة في أي إطار خارج الزّواج وهذا ما يعود بزيادة الشّهوة دون القدرة على تلبية تلك الاحتياجات.
- البيئة المحيطة: فالتّواجد في بيئة محيطة تشوبها عناصر مثيرة جنسياً تزيد من الرّغبة والشّهوة الجنسيّة لدى الأعزاب.
تعد الشّهوة الجنسيّة أمراً طبيعياً وسوياً طالما أن الشّخص قادر على التّحكم بها والسّيطرة عليها، وتصبح مشكلة عندما تزداد نسبتها لدرجة يفقد الشّخص سيطرته على نفسه وتصرفاته وسلوكه. لذا نقدم لكم مجموعة من النّصائح لعلاج زيادة الشّهوة الجنسيّة للأعزب: [2،4]
- الحل الأوّل والأكثر فاعليةً والأضمن هو الزّواج! كنا قد تحدثنا عن معيقات الزّواج الاجتماعيّة والاقتصاديّة في فقرة سابقة من هذا المقال إلا أن العمل على تذليل المصاعب وتجاوز تلك التّحديات بالجدّ والاجتهاد والعمل والإصرار قد تنهي وجودها وبالتّالي يصبح لدى الأعزب إمكانيّة وفرصة أكبر للارتباط والزّواج وتفريغ كافة الرّغبات العاطفيّة والجنسيّة بطريقة سويّة وسليمة وصحيّة ومقبولة اجتماعياً ودينياً دون أي خوف أو قلق أو انعكاسات سلبيّة.
- إجراء فحوصات طبيّة للتّحقق من انتظام إفراز الهرمونات وعملها بشكل صحيح وسوي دون إفراط في إفراز الهرمونات الجنسيّة ما يؤدي لزيادة الشّهوة الجنسيّة.
- مراجعة أخصّائي علم نفس في حال وجود اضطرابات نفسيّة أو سلوكيّة تؤثر على الرّغبة الجنسيّة والشّهوة للأعزب.
- الاعتراف بوجود زيادة شهوة جنسيّة لدى الأعزب فالاعتراف بالمشكلة هو جزء من حلها ومعالجتها.
- الابتعاد عن المثيرات الجنسيّة، كالامتناع والابتعاد عن مشاهدة الأفلام الجنسيّة والإباحيّة، وتجنب البقاء مع شخص قد يثير الشّهوة الجنسيّة لوحدكما في مكان مغلق.
- التّحكم بالأفكار! فالدّماغ مسؤول عن التّحكم بالهرمونات المرتبطة بالشّهوة الجنسيّة ويمكن من خلال ضبط الأفكار والتّحكم بها تقليل الشّهوة الجنسيّة الزّائدة والتّحكم بها والسّيطرة عليها ومنع أي سلوك جنسي قد يعود بآثار وارتدادات سلبيّة على الشّخص الأعزب بعد تلبية الاحتياج الجنسي والشّهوة الجنسيّة الجامحة.
- استغلال أوقات الفراغ، فالفراغ يسبّب توجيه أفكار الانسان لأمور يحاول عدم التّفكير بها وتشتيتها، لذلك فإيجاد هوايات مختلفة ومتنوعة تساعد على استثمار وقت الشّخص الأعزب وتقليل مدد بقائه لوحده ما يساهم في التّحكم والسّيطرة على زيادة الشّهوة للأعزب.
- الابتعاد عن تناول الكحول والمخدرات! فلهذه المواد تأثير مباشر على زيادة الشّهوة الجنسيّة بسبب مادة الإيثانول التي تحفّز الجزء المسؤول عن الرّغبة الجنسيّة والشّهوة في الدّماغ.
- الرّياضة والنّشاط البدني، فالقيام بتمارين رياضيّة وأنشطة كالمشي والسّباحة وركوب الخيل ولعب تمارين اللّياقة وكمال الأجسام وغيرها تعمل على إفراز هرمون الإندروفين المسؤول عن الشّعور بالرّضا، فيتحقق الشّعور بالرّضا دون اللّجوء لسلوكيات غير أخلاقيّة عند زيادة الشّهوة لدى الأعزاب.
- ممارسة العادة السّريّة! يعتبره بعض الخبراء علاجاً ووسيلةً لدرء النّفس عن الوقوع بالمحرّمات وإقامة علاقات غير شرعيّة، وكنا قد تحدثنا في مقال منفصل عن العادة السّريّة وتفاصيلها، ننصحكم بقراءته والاطلاع عليه.
أرسل أحد الرّجال طلباً لموقع حلوها يستشير الخبراء عن طريقة تعامله مع الشّهوة الجنسيّة القويّة لديه علماً بأنه أعزب فقال: "شهوتي الجنسيّة قويّة جداً وخائف أن توقعني في الحرام"
أجابته الدّكتورة سراء فاضل الأنصاري الخبيرة في موقع حلوها:
"الرّغبة الجنسيّة غريزة وشهوة كالأكل والشّرب والنّوم وكلها قد تؤدي إلى الضرر ولذلك عليك كبحها والسّيطرة عليها بالمعقول وتجنّب مشاهدة الأفلام الإباحيّة وعدم التّفكير بالجنس كثيراً وإشغال النّفس وملء أوقات الفراغ بأمور أخرى تساعد على الاستمرار في الحياة وتحسين الحالة الماديّة. الأمر له علاقة بالإرادة ولا يوجد ما لا يمكن السّيطرة عليه".
وأجاب طبيب الأسرة في موقع حلوها على تساؤل "كيف أتغلب على الشّهوة القويّة؟"
"نعم حلك الزّواج وأرى ان تخبر والدّتك بكل ما ذكرته هنا وبالتّفصيل أو أخوك أو والدك بحسب من هو الأقرب للتّفهم .. ليكونوا سنداً لك بإبعادك عن ابنة خالك لئلا تخطئ معها وإيجاد البديل لك."