كيف أحقق أهدافي وطموحاتي وما هي شروط تحقيق الهدف؟
الهدف هو ما نسعى ونرغب في تحقيقه في مجالات حياتنا المختلفة، ولكن النجاح في تحقيق الأهداف لا يقوم فقط على الرغبة وإنما يحتاج إلى توافر بعض الشروط، بالإضافة إلى إتباع خطوات محددة مع المتابعة والمراجعة المستمرة للأهداف المنجزة، وفي هذه المقالة سنتحدث عن كيفية تحقيق هدف معين بأفضل الطرق الممكنة ودور تنظيم الوقت وإدارته في الوصول الى هذا الهدف.
تختلف أنواع الأهداف التي يحاول الإنسان إنجازها باختلاف طبيعة كل شخص والظروف المحيطة به وطبيعية الأهداف التي يسعى لها، ويمكن تقسم الأهداف لعدة أنواع:
- أهداف طويلة المدى: وهي الأهداف البعيدة المستقبلية والتي يحتاج تحقيقها لوقت وجهد والمرور بمراحل عدة، بالإضافة إلى تخطيط مستمر ومتابعة دائمة مثل التخرج من الجامعة أو الحصول على شهادة الدكتوراه أو شراء منزل أو احتراف عمل أو مهنة أو هواية أو تعلم لغة.
- أهداف قصيرة المدى: وهي الأهداف القريبة التي تحتاج إلى فترة زمنية أقصر لتحقيقها غالباً لا تتجاوز السنة مثل الحصول على درجة عالية في مادة معينة أو خسارة الوزن أو تغيير ديكور المنزل أو تعلم قيادة السيارة، وربما تكون جزء من الهدف البعيد مثل الحصول على معدل جامعي للمتابعة في لدراسات العليا.
- أهداف مؤقتة: وهي الأهداف التي يتم أنجازها بخطوة واحدة مثل المواعيد المتعلقة بالأطباء أو التسوق لشراء مستلزمات بسيطة.
- أهداف مستمرة: وهي الأهداف التي تتكرر بصورة يومية أو أسبوعية أو شهرية مثل تنظيف المنزل أو شراء مستلزمات المنزل أو أنجاز الاعمال الروتينية الخاصة بالعمل.
- أهداف حسب مجالات الحياة: وهي أهداف تعليمية أو مهنية أو شخصية أو أسرية أو مالية.
لتحقيق أي هدف في الحياة يجب أن تتوفر بعض الشروط الخاصة لضمان الوصول لهذا الهدف، ومن هذه الشروط:
- أن تكون الأهداف قابلة للتحقيق: لا يعني ذلك أن لا تكون الأهداف صعبة، وإنما غير مستحيلة، بمعنى اّخر أن تكون الأهداف قابلة للتنفيذ.
- أن تكون الأهداف واقعية: يقصد بالواقعية أن تكون المدة الزمنية والمستلزمات المطلوبة لتحقيق الهدف متناسبة مع حجم وطبيعة هذا الهدف، فمثلاً يعتبر هدف حفظ القراّن الكريم خلال أسبوع هدف غير واقعي، فهذه غاية تحتاج لوقت أكبر وتركيز أعلى.
- أن تكون الأهداف قابلة للقياس: أي أن يكون الهدف قابلاً للقياس الكمي، فمثلاً يعتبر هدف كمية أو حجم الدراسة بشكل عام هدف غير قابل للقياس، بينما دراسة محاضرتين خلال اليوم مثلاً أو عدد محدد من الساعات هو هدف قابل للقياس.
- أن تكون الأهداف محددة بشكل واضح: فالأهداف الغامضة وغير الواضحة تفقد قيمتها وقدرتها على تحفيز الذات، فمثلاً هدف أن يكون الشخص سعيد هو هدف غامض، الهدف الواضح في فعل الأشياء التي تجعلنا سعداء.
- أن يكون للأهداف جدول زمني: عندما يكن للهدف جدول زمني فذلك يساعد على التحفيز على الإنجاز والإبداع، والجدول الزمني هو توزيع الأهداف الصغيرة على مواعيد زمنية يومية أو أسبوعية أو شهرية.
- وضع خطة: وضع الخطط يساعد على متابعة الإنجاز والتعرف على المشاكل والعقبات التي يمكن أن تكون عائق لتحقيق الهدف.
- الالتزام والدافع: كل ما سبق لا فائدة منه بدون وجود دافع، فالدافع هو الذي يحفزنا على الاستمرار وتحدي العقبات وتخطيها وعدم الاستسلام حتى الوصول للهدف.
كيف أحقق أهدافي؟ لضمان تحقيق أي هدف لا بد من خطوات نسعى من خلالها للوصول إليه ونذكر من هذه الخطوات بشكل عام:
- تحديد الهدف: يعتبر تحديد الهدف أول خطوة في الإنجاز فهو الأساس الذي يمكن أن يؤدي إلى الفشل أو النجاح، فطريقة اختيار الهدف هي التي تحدد نتيجة الخطة الموضوعة.
- تحديد الميزانية التي يحتاجها الهدف: بعد تحديد الهدف يجب وضع الميزانية الخاصة بالهدف سواء ميزانية الوقت أو الجهد أو التكليف المادية، فذلك يمنع التوقف عن إنجاز الهدف بسبب عدم القدرة على توفير متطلبات الهدف وبالتالي الشعور بالإحباط والفشل.
- حصر الوقت: حصر الوقت يعني تحديد الأوقات المضغوطة والمشغولة وساعات اليوم الفارغة، وذلك لتوزيع المهام الصغيرة على أوقات اليوم المناسبة والمريحة.
- وضع موعد زمني لتحقيق الهدف: تحديد الموعد النهائي للهدف الأساسي هو أحد الخطوات المهمة لإنجازه، يجب أن تكون هذه المدة واقعية تتناسب مع حجم الهدف، فمثلاً من غير المنطقي وضع موعد لهدف خسارة 20 كيلو من الوزن خلال شهر.
- تقسيم الهدف إلى أهداف صغيرة: يساعد تقسيم الهدف إلى مهام وأهداف صغيرة في جعل تحقيق الهدف الأساسي أبسط وأقل صعوبة، بالإضافة الى الشعور بالإنجاز وبالتالي الاستمرار في تحقيق الهدف.
- توزيع الأهداف الصغيرة على التقويم: بعد تقسيم الهدف الكبير إلى اهداف ومهام صغيرة يجب توزيع هذه المهام على جدول يومي أو أسبوعي مع الأخذ بالاعتبار الأيام والأوقات المضغوطة والتي لا يمكن العمل خلالها.
- وضع موعد زمني لكل هدف صغير: لا يكفي أن يكون للهدف النهائي موعد إنجاز بل يجب أن تكون المهام الصغيرة محددة بجدول زمني أيضاً، مثل هدف النجاح في السنة الدراسية يتطلب تحقيق الأهداف الصغيرة المتمثلة في انهاء مقررات المنهاج والاختبار بها.
- المتابعة اليومية: المراجعة اليومية لإنجاز المهام مسألة هامة، فهي تساعد على مراقبة وقياس التقدم الذي تم احرازه خلال اليوم ومعرفة المهام التي تم تأجيلها.
يعتبر تنظيم الوقت من أهم الطرق التي تساعد في تحقيق الأهداف بصورة فعالة ومثالية وبوقت وجهد أقل ويكون ذلك من خلال:
- علاج مشكلة التسويف: تنظيم الوقت يساعد في التخلص من مشكلة التسويف فالمهمة لها تاريخ زمني يجب إنجازها فيه مما يقلل من المماطلة والتأجيل.
- الإنجاز بصورة أسرع: تنظيم الوقت يساعد في استغلال الوقت بأقصى قدر ممكن، وهذا ما يؤدي إلى أنجاز الأهداف اليومية والهدف النهائي بأقل وقت.
- زيادة الثقة بالنفس: يساعد تنظيم الوقت على الشعور بالثقة والقدرة على تحقيق الهدف من خلال القدرة على التحكم والسيطرة على اليوم وتحقيق الأهداف الصغيرة.
- عدم إهمال باقي جوانب الحياة: أهم فوائد تنظيم الوقت هو القدرة على تحقيق التوازن بين مجالات الحياة المختلفة، فلا ينشغل الشخص بتحقيق الهدف ويهمل أفراد أسرته أو دراسته أو عمله فلكل مهمة وقت محدد للإنجاز.
- تقليل الجهد المبذول: تنظيم الوقت يساعد في إنجاز أهدف بأقل جهد، وذلك لأنه يمنع التأجيل وبالتالي يمنع تراكم المهام وما ينتج عن هذا التراكم من تعب وضغط وتوتر.
الالتزام بالهدف هو الرغبة بالاستمرار ومتابعة الإنجاز حتى الوصول إلى تحقيق الهدف النهائي، ولكن في بعض الأحيان قد يشعر الشخص بالتعب أو الملل أو يشعر بالضغط والتوتر مما يجعله يؤجل تحقيق هدفه أو يتخلى عنه، وهنا بعض الطرق التي تساعد على الاستمرار بالالتزام حتى الإنجاز النهائي للأهداف:
- المواعيد النهائية للأهداف: المواعيد النهائية للأهداف اليومية تساعد في الالتزام بتحقيقها لأنها تساعد في التخلص من المماطلة في العمل وإنجاز أكبر قدر من الأهداف بوقت أقل وعدم تأجيلها.
- العمل على هدف واحد: إن القيام بعدة أهداف معاً يؤدي إلى التشتت والضياع والشعور بالضغط والتوتر مما يسبب التخلي عن هذه الأهداف، لذلك يجب العمل على هدف واحد وإنجازه كاملاً ثم البدء بالهدف التالي.
- متابعة إنجاز الأهداف الصغيرة: يساعد متابعة الأهداف الصغيرة على الشعور بالإنجاز المستمر وبأن الهدف أصبح قريب المنال مما يدفع بالشخص إلى الالتزام بتحقيق هدفه.
- اختيار الوقت المناسب للقيام بالمهام: يعتبر اختيار الوقت المناسب من أهم الأشياء التي تساعد في الالتزام بالهدف أو التخلي عنه والمقصود به هو اختيار التوقيت الصحيح عند وضع خطة العمل، فمثلاً تجنب وضع توقيت العمل على الهدف في ساعات أو أيام مضغوطة وفيها أعمال كثيرة فهذا يؤدي إلى التأجيل وبالتالي تراكم المهام وعدم القيام بها.
- مكافئة الذات: مكافئة النفس بشيء محبب لها تساعد في تحفيزها على الالتزام والاستمرار، فمثلاً يمكن مكافئة الشخص لنفسه بتناول طعام يحبه أو تمضية وقت مع الأصدقاء.
- التخلص من المشتتات: تعتبر المشتتات مثل وسائل التواصل الاجتماعي من أكثر المعوقات التي تسبب تضييع الوقت وعدم الإنجاز، لذلك يفضل التخلص منها أثناء القيام بالعمل على تحقيق الأهداف اليومية.
العديد من الأسباب قد تؤدي إلى الفشل في الوصول للأهداف المرغوبة وغالباً ما تتكرر هذه الأسباب في جميع حالات الفشل ونذكر منها:
- الشعور بالإحباط: الشعور بالإحباط يسبب الفشل في تحقيق الأهداف وغالباً ما ينتج ذلك عن حدوث ظرف طارئ يجعل تحقيق الهدف أصعب، مما يجعل الشخص يستسلم ويتخلى عن هدفه دون محاولة التغلب على المشكلة.
- عدم الثقة بالنفس: الخوف من الفشل وعدم الثقة بقدرات الشخص يجعله غير قادر على استغلال الفرص التي تساعده في تحقيق أهدافه مما يسبب له الفشل في إنجازها.
- عدم وجود الدافع: عندما لا يكون لدى الشخص دافع ورغبة قوية في تحقيق الهدف فمن السهل التخلي عنه عند أول عقبة، وهذا يحدث غالباً نتيجة تحديد الهدف بطريقة خاطئة لا تتناسب مع قدرات الشخص أو طموحاته.
- المماطلة: المماطلة وتأجيل الإنجاز يؤدي إلى تراكم المهام، يحدث ذلك عادة عندما لا يكون هناك جدول زمني للمهام أو عدم وجود خطة من الأساس مما يؤدي إلى الوقوع في مشكلة التأجيل والتسويف.
- الشعور بالملل: ينتج الشعور بالملل غالباً عندما يكون الهدف طويل الأمد مثلاً أكثر من 3 سنوات، فتحقيق الأهداف يحتاج إلى التحلي بالصبر والطموح.
لا يمكن القول بأن النجاح في تحقيق الأهداف المصيرية هو أمر سهل ولكنه ليس مستحيل وخاصة مع العمل والمثابرة، وهذه أهم النصائح التي يمكن أن تحفزك على الاستمرار في تحقيق هدفك:
- توقف عن انتظار الوقت المثالي: لا يوجد وقت أو موعد مثالي للبدء بتحقيق الهدف، إذا أردت أن تحقق هدفك فعليك البدء من اللحظة.
- ثق بنفسك وبقدراتك: الثقة بالنفس هو أول طريق للنجاح فيجب أن تثق بقدراتك وطموحك وهدفك.
- لا تستسلم: "الساعة الأكثر ظلمة هي الساعة التي تسبق شروق الشمس" بمعنى أنه قد يكون النجاح قريباً عندما تفكر في الاستسلام لذا حاول أخذ استراحة بسيطة ثم أكمل في طريقك للنجاح.
- لا يوجد هناك فشل مع التجربة: يجب أن تتذكر دائما أن الفشل ليس بالإخفاق في التجربة وتحقيق الهدف وإنما في عدم المحاولة أصلاً.
- توقع الظروف الطارئة: إن توقعك للظروف الطارئة التي من الممكن أن تعرقل تحقيق أهدافك سيساعد في تخطي هذه العقبات بصورة صحيحة دون الشعور بالإحباط والاستسلام.
- الابتعاد عن الأشخاص السلبيين: أهم أسباب الشعور بعدم الثقة بالنفس هو الأشخاص المحبطين والسلبيين المحيطين بك، لذلك حاول أن تحيط نفسك بأشخاص طموحين أو لديهم أهداف مشابهة لأهدافك.