فوائد المستكة واستخدامات المستكة المتعددة
التداوي بالأعشاب وبعض أنواع النباتات يعتبر من الأساليب الطبية العريقة والمستخدمة منذ فترة طويلة وحتى الوقت الحاضر، وذلك لما تحتوي عليه هذه النباتات من خواص وعناصر غذائية تجعلها مفيدة في علاج العديد من الأعراض الصحية، حتى أن الطب الحديث يستخرج معظم المواد الفعالية للأدوية من هذه النباتات، وهنا سوف نتحدث عن المستكة كأحد أهم أصناف مختبر الطب العشبي إذا جاز التعبير، فما هي المستكة وما فوائدها الصحية وما استخداماتها؟
المستكة هي مادة صمغية فريدة من نوعها، تستخرج بالأساس من شجرة المستكة التي تزرع في مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط، ثمارها حمراء ذات طعم مر، و يقال أنها تحتوي على مضادات أكسدة تجعلها تملك بعض الخصائص العلاجية، ولها العديد من الاستخدامات التي يمتد بعضها إلى عدة قرون مضت، بما في ذلك تحسين عملية الهضم وصحة الكبد والفم، كما تستخدم الآن في الصناعة الغذائية كمنكه للأطعمة والمشروبات، خصوصاً صناعة العلكة[1].
تم العمل في السنوات الأخيرة على بعض الدراسات للتعرف على فوائد المستكة لصحة الإنسان، ولقد تم التوصل للعديد من النتائج الواعدة التي يمكن أن تجعلنا نستفيد منها بشكل كبير، حيث يعتقد من خلال بعض النتائج الأولية لتلك الدراسات أن المستكة يمكن أن تقدم الفوائد التالية:
- علاج القرحة المعدية: تشير بعض الأبحاث والدراسات أن المستكة تساعد في مكافحة ستة أنواع من البكتيريا المتسببة في حدوث قرحة المعدة، بما فيها بكتيريا الملوية البوابية (H.pylori)، حيث تكون هذه البكتيريا من الأنواع المنتشرة جداً التي تصيب المعدة والاثني عشر مؤدية للإصابة بالقرحة، ويعتقد أن المستكة مفيدة في التقليل من القرحة بشكل عام بفضل خصائصها المضادة للبكتيريا والمضادة للإفراز التي تحمي الخلايا في المعدة.
- تقليل مشاكل الجهاز الهضمي: تحتوي المستكة على نسب من مضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب، لذا يمكن أن تؤدي دوراً في التخلص من بعض مشاكل جهاز الهضم كتخفيف آلام منطقة البطن، بالإضافة إلى مكافحة الالتهابات.
- تخفيف أعراض التهاب الأمعاء (داء كرون IBD): داء كرون هو أحد أشكال التهاب الأمعاء الذي يمكن أن ينتشر ويصيب جميع أقسام جهاز الهضم، فيسبب إسهال شديد وآلام شديدة في البطن وفقدان الوزن نتيجة سوء التغذية، وقد شهدت بعض التجارب التي أجريت على مرضى يعانون من داء كرون انخفاضاً واضحاً في شدة أعراض المرض بعد أن واظبوا على تناول المستكة لفترة معينة.
- في تحسين صحة الكبد: حيث يمكن أن تساعد المستكة في تعزيز صحة الكبد ومنع تلفه عن طريق تخفيض مستويات بعض الإنزيمات المرتبطة بحدوث تلف الكبد.
- المستكة لعلاج أعراض الربو التحسسي: يملك صمغ المستكة بعض الخواص المضادة للالتهابات التي تساعد في علاج أعراض مرض الربو التحسسي، حيث وجدت بعض التجارب التي أجريت على الفئران في عام 2011 أن صمغ المستكة يثبط الخلايا التي تتفاعل سلباً مع مسببات الحساسية وتؤدي لالتهاب مجرى الهواء.
- تخفض الكولسترول: يفيد تناول المستكة في تخيض مستويات الكولسترول في الدم وخصوصاً عند الأشخاص الذين يعانون من السمنة وزيادة الوزن، وذلك بسبب الفعالية الإيجابية لصمغ المستكة في تخفيض نسبة الكولسترول.
- منع تسوس الأسنان: يساعد تناول المستكة على تقليل مستويات بكتيريا اللعاب وقتل بعض الأنواع الأخرى من البكتيريا التي تضر صحة اللثة والأسنان وتؤدي لحدوث الالتهابات وتعريض الأسنان للتخريب والتسوس.
- تخفض مستوى ضغط الدم: أعطت بعض التجارب التي تم تطبيقها على الفئران نتائج إيجابية للمستكة في التخفيف من الضغط الانقباضي والانبساطي للدم، بالإضافة إلى التقليل من الآثار السلبية لارتفاع ضغط الدم التي تلحق الضرر ببعض الأعضاء كالقلب والأوعية الدموية.
- السيطرة على مرض السكري: على الرغم من عدم إثبات هذا بشكل كامل إلا أنه يوجد بعض التخمينات والآراء التي تدعم احتمالية وجود تأثير للمستكة في خفض مستويات سكر الدم، حيث تمت ملاحظة انخفاض مستويات الغلوكوز في الدم عند بعض الفئران المصابة بالسكري بعد إعطائهم جرعات معينة من صمغ المستكة.
- المستكة والوقاية من سرطان البروستات: حيث يدرس الباحثون دور صمغ المستكة في إمكانية منع تطور سرطان البروستات، وذلك عن طريق تأثير الصمغ في تثبيط مستقبلات الأندروجين التي يكون لها دور في تطور الإصابة بسرطان البروستات.
- المستكة والوقاية من سرطان القولون: فقد أشارت بعض الدراسات التي أجريت عام 2017 أن زيت المستكة الأساسي ( المركز) يمكن أن يساعد في كبح الأورام المؤدية لحدوث سرطان القولون، حيث وجد أن هذا الزيت يثبط نمو خلايا القولون السرطانية في المختبر. [1،2،3]
تختلف الجرعة الواجب تناولها من المستكة والطريقة التي تؤخذ بها بحسب الهدف والغاية من استخدامها والنتيجة المراد الحصول عليهما، ويمكن بعد استشارة الطبيب أن تحدد الجرعات كما يلي: [1]
- للتخفيف من مشاكل جاز الهضم: يوصى بتناول 1 جرام من المستكة يومياً بشكل كبسولات مقسمة إلى أربع جرعات، أي 250 ميلي جرام في كل كبسولة.
- لصنع غسول للفم: يمكن إضافة قطرين من زيت صمغ المستكة إلى كمية 50 ميلي لتر من الماء واستخدامه بشكل غسول للفم مع الانتباه والحرص على عدم البلع منه أبداً.
- للتخلص من بكتيريا الملوية البوابية: حيث وجد الباحثون في دراسة أجريت عام 2010 على 52 شخصاً ممن كانوا مصابين ببكتيريا الملوية البوابية أن 19 شخصاً منهم شفوا منها بعد مضغ علكة المستكة لمدة اسبوعين، فتم اعتماد الجرعة بمضغ 350 ملغ من علكة المستكة 3 مرات في اليوم حتى تزول العدوى.
- لعلاج مرض التهاب الأمعاء أو مرض كرون: تكون جرعته 2.2 جرام من مسحوق المستكة مقسمة إلى 6 جرعات على طول اليوم، ويتم الاستمرار في العلاج على نفس الجرعة لمدة أربعة أسابيع.
- لخفض نسبة الكولسترول: يتم تناول 330 ميلي غرام من علكة المستكة مقسمة ل 3 جرعات على مدار اليوم ويستمر هذا مدة ثمان أسابيع.
- لتحسين صحة الكبد: يؤخذ 5 جرام من مسحوق صمغ المستكة يومياً ويقسم لثلاث جرعات خلال اليوم.
- لتحسين صحة الأسنان ومنع التسوس: تمضغ علكة من صمغ المستكة ثلاث مرات في اليوم بعد كل وجبة.
- لعلاج أعراض الربو التحسسي: تؤخذ كبسولات من المستكة 250 غرام أربع مرات في اليوم.
- للوقاية من سرطان البروستات: تؤخذ أيضاً جرعة 1 غرام من المستكة على شكل كبسولات 250 جرام أربع مرات في اليوم.
من فوائد المستكة المعروفة أيضاً أنها تضفي نكهة لذيذة وفريدة عند إضافتها للعديد من الأطعمة، حيث تستخدم في هذا المجال بعدة طرق:
- يمكن أن تضاف المستكة إلى الحلويات حيث تعطي طعماً لذيذاً لها.
- تستخدم المستكة في صناعة أغلب أنواع الأيس كريم أو البوظة.
- المستكة عنصر أساسي في تصنيع العلكة حيث يبنى عليها القوام الصمغي للعلكة بالإضافة إلى أنها تقدم نكهة منعشة ومميزة.
- يمكن أن تدخل المستكة في العديد من وصفات الأطعمة كالخبز وبعض أنواع المعجنات، كما أنها مكون هام في كثير من وصفات المطبخين التركي واليوناني.
- تضاف المستكة إلى عصير الليمون لصنع عصير طبيعي ذو نكهة مميزة.
- يمكن إضافتها أيضاً إلى الحلوى المصنوعة من الحليب بشكل أساسي مثل المهلبية والرز بحليب.
يجدر التنويه لأن جميع فوائد المستكة المذكورة أو التي يتم تداولها هي فوائد غير مؤكدة ومثبتة بشكل كامل ويعتبر أغلبها نتائج أولية لبعض الدراسات، ويمكن أن يسبب تناول المستكة في بعض الحالات ظهور بعض الأعراض الجانبية: [1،4]
- ألم في الرأس وصداع.
- الإحساس بالدوخة.
- الإصابة بالإمساك في حالات قليلة جداً.
- ردود فعل تحسسية وخاصة عند الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الفسق حيث تعد المستكة من نفس الفصيلة.
- ردود فعل مناعية.