دراسة تخصص الترجمة ومستقبل قسم ترجمة في سوق العمل
الترجمة من العلوم الإنسانية الحديثة نسبياً والتي زاد الاهتمام بها بشكل ملحوظ، بخاصة ترجمة اللغة الإنكليزية لما لهذه اللغة من أهمية كبيرة في المجالات المهنية والعلمية والفنية والثقافية، ووهنا تبرز أهمية دراسة الترجمة كتخصص جامعي مستقل يلجأـ له الكثير من الطلاب، وسوف نتحدث في هذا المقال عن تخصص الترجمة ومقرراته ومجالاته المهنية وصعوباته.
تخصص الترجمة Translation هو العلم الذي يدرس عملية نقل المفردات والمعلومات والصيغ اللغوية والكلام من لغة إلى لغة أخرى، ويحتوي تخصص الترجمة على أفضل الطرف في تحقيق هذه الغاية بما يضمن عملية الترجمة دون حصول تحريف أو تشويه للنص المترجم والحفاظ على رموزه ومعانيه بطريقة منهجية تعمل على توطين النص المترجم بمعنى الموازنة بين الحفاظ على معنى النص ومعلوماته ومدلولاته اللغوية دون نقص، والحفاظ قدر المستطاع على صورة النص أو شكله العام بما يتناسب مع اللغة التي يترجم لها من جهة أخرى. [1]
ليس بالضرورة أن تكون أسماء المقررات الجامعية في أي اختصاص مشتركة بين جميع الجامعات، فهي تختلف بين دولة وأخرى وجامعة وأخرى ولكنها تقريباً تدور في نفس الفلك حسب قوانين التعليم في هذه الجامعات والبلدان، ومن المواد التي غالباً ما تدرس في تخصص الترجمة نذكر:
- ترجمة النصوص الاقتصادية والعلمية والأدبية.
- تحليل الخطاب والنصوص.
- قراءة متقدمة.
- كتابة المقال.
- القصة القصيرة.
- كتابة التقارير.
- علم المعاجم.
- ترجمة تحريرية
- الترجمة باستخدام الحاسوب.
- مدخل إلى الرواية.
- قواعد النحو.
- الأدب.
- نظريات الترجمة.
- الترجمة الفورية.
- اللغات لغة أخرى غير اللغة الإنجليزية لأنها أساسية.
- علم اللغة النفسي والاجتماعي.
- علم الدلالة.
- مدخل إلى علم الإنسانيات.
هل تخصص الترجمة له مستقبل؟ يمكن لخريجي الترجمة العمل في الكثير من القطاعات سواء كانت خاصة أو حكومية، فسوق العمل بشكل عام بحاجة إلى خريجي الترجمة الإنكليزية كونها لغة العصر، فالكثير من مجالات الحياة تتطلب هذه الدراسة مثل: [1]
- المدارس والمعاهد: يمكن أن يعمل خريج تخصص الترجمة كمعلم للغة الإنجليزية في المدارس الحكومية العامة أو في المدارس الخاصة أو دكتور في الجامعات العامة أو الخاصة إذا حصل على درجة الدكتوراه ويمكنه العمل في معاهد اللغة.
- دور النشر: تقوم دور النشر بتوظيف خريجي الترجمة ليعملوا في قسم الترجمة أو في قسم العلاقات والمراسلات العامة الخاصة بدار النشر.
- المؤسسات والمنظمات الدولية: اختصاصات الترجمة مطلوبة جداً في المنظمات والمؤسسات الدولية، فكثيراً ما تحتاج المنظمات الدولية لمترجمين في مؤتمراتها ومراسلاتها وفي كل اختصاصات المنظمة.
- مكاتب وشركات الترجمة: يوجد الكثير من مكاتب وشركات الترجمة التي تعمل على تقديم خدمة الترجمة بشكل أساسي، لذلك تطلب هذه المكاتب الخريجون المتخصصون في الترجمة.
- العلاقات العامة: تحتاج الشركات على الصعيدين العام والخاص لموظفي علاقات عامة ويجب أن يكون مدير العلاقات العامة متقن للغة الإنجليزية، لذلك فرصة خريج الترجمة في هذه الوظيفة أكبر.
- مراكز المؤتمرات: تحتاج مراكز انعقاد المؤتمرات الدولية والمحلية بكافة أشكالها إلى مترجمين مختصين في الترجمة، وهنا تأتي فرصة خريجي الترجمة في العمل بهذه المراكز.
- الترجمة للقنوات التلفزيونية: بعض القنوات الإعلامية تقوم بنقل برامج تلفزيونية أجنبية، لذلك يحتاجون بشكل عام إلى خريجي ترجمة سواء في عملية ترجمة هذه البرامج أو العمل في مجالات العلاقات العامة.
- الصحافة: ممكن أن يعمل خريج تخصص الترجمة كصحفي، لأن الصحفي لابد أن يتقن لغة أخرى إلى جانب لغته الأم، لذلك فرصة خريجي الترجمة أكبر في جميع الوظائف سواء أكانت حكومية أو خاصة.
- القطاع السياحي: جميع المكاتب أو الشركات أو المنشآت السياحية تحتاج لخريجي الترجمة كونهم يتقنون التحدث باللغة الإنكليزية في العمل لديها، سواء كدليل سياحي أو مقدم خدمات ووظائف أخرى.
يوجد نوعين أساسيين لأقسام الترجمة وفروعها بحسب مجال هذه الترجمة، وتندرج تحت كل من هذين النوعين عدم أقسام، ويمكن تلخيص ذلك كما يلي: [4]
- الأقسام الرئيسية للترجمة: حيث يقسم فرع الترجمة فيها هنا إلى نوعين الترجمة الكتابية والترجمة الشفهية التتابعية أو الشفهية الفورية:
- الترجمة التحريرية Editorial Translation وهي الترجمة الكتابية.
- الترجمة الشفهية Oral Translation وتقسم الترجمة الشفهية إلى ترجمة تتابعية وترجمة فورية.
- الأقسام الفرعية للترجمة: تنطبق الأقسام الفرعية للترجمة على جميع أنواعها التحريرية والتتابعية والشفهية الفورية وتوجد لها أنواع عدة التي أبرزها التالي:
- الترجمة القانونية Legal Translation: وهي ترجمة النصوص القانونية والنظم القانونية الخاضعة لكل دولة وتستخدم لأغراض دولية وقانونية وتستخدم فقط في القانون.
- الترجمة السياسية Political Translation: هي الترجمة الدبلوماسية بين الأنظمة والحكومات ولها دور في المفاوضات بين الدول والوفود الرسمية، وتختص هذه الترجمة بنقل وترجمة الأحاديث المتعلقة بسياسة الدولة من مفاوضات ومؤتمرات سياسية ولقاءات.
- الترجمة العلمية Scientific Translation: وهي ترجمة النصوص العلمية، ويجب أن يكون لدى دارسي هذا القسم خلفية علمية إلى جانب الترجمة، وممكن أن يتعاون كل من اللغويين والمختصين في ترجمة هذه النصوص.
- الترجمة الأدبية Literal Translation: وهي ترجمة كل مجالات الحياة سواء أكانت سياسية أو فلسفية أو ثقافية أو ترجمة الشعر والروايات العالمية والأعمال الفنية.
- الترجمة الاقتصادية Economics Translation: هي الترجمة المختصة بالاقتصاد الدولي أو بما يتعلق بالتمويل والنمو الاقتصادي والنظريات الاقتصادية والآفات الاقتصادية والكساد الاقتصادي أي كل ما يتعلق بالاقتصاد.
ارتباط علم الترجمة في كل مجالات الحيات وكل العلوم سواء نظرية أو تطبيقية، يتطلب من الفرد مضاعفة خبراته لكي للنجاح بهذا التخصص، وهذا ما يفسر وجود صعوبات لدى رواد تخصص الترجمة نظراً للفروق الفردية بين الأفراد، وهنا بعض الصعوبات التي يواجهها دارسوا الترجمة: [3]
- الحاجة إلى تطوير المهارات: العلم في تطور مستمر ويجب أن يواكب المترجم تطورات العلم باستمرار بالبحث عن معلومات تساعده بشكل مستمر.
- النسيان: اللغات بشكل عام عرضة للنسيان أكثر من العلوم الأخرى، ويجب على الخريجين الذين لم يعملوا بعد، مراجعة معلوماتهم بشكل مستمر خوفاً من نسيانها.
- ضغط العمل: قد يعمل المترجم في شركة لديها الكثير من العلاقات العامة وممكن أن يحتاج إلى ساعات عمل إضافية والقدرة على تحمل ضغط العمل.
- ضرورة إتقان العمل على الحاسوب: فالمتخصص في الترجمة يجب عليه المعرفة في قيادة الحاسوب، فيمكن أن يحتاج في الكثير من أعماله للحاسوب، وهذا ممكن أن يكون عائقاً للكثير من المترجمين.
- ارتفاع تكاليف الدراسة: فالكثير من رواد تخصص الترجمة يرتادون الجامعات الخاصة نظراً لأهمية هذا الفرع أو يخضعون لدورات تدريبية من أجل تنمية خبراتهم، هذا الأمر الذي يكلفهم مادياً بشكل أكبر.
- التطور المستمر لعلم الترجمة وارتباطه بعلوم أخرى: يجب على المتخصصين في علم الترجمة مواكبة تطور العلم، فكل العلوم في تطور وتبدل وتغير مستمر ويكلف أيضاً دارسيه جهد كبير بسبب ارتباطه الوثيق بالعلوم الأخرى.
السر في نجاح طالب الترجمة في سوق العمل يكمن بذخيرة خبراته التي حصلها، وخاصة إذا كان قد درس هذا الفرع عن قناعة، ويوجد بعض الشروط التي تجعل من المترجم شخص ناجح في ميدان العمل وقادر على التغلب على كل الصعوبات التي قد تواجهه ، ومن هذه الشروط ما يلي:
- الإلمام ببعض العلوم: علم الترجمة من أكثر العلوم الذي يرتبط بالعلوم الأخرى مثل علم الاقتصاد والسياسية والأدب، وهذا ما يفسر أهمية التعرف على ثقافات أخرى لتوسيع ثقافة المترجم ومعارفه.
- المؤهلات العلمية: يحتاج المتخصص في الترجمة إلى الإلمام بعلوم اللغة وإتقان لكنة اللغة بالشكل الصحيح، فممكن أن يغير اللفظ اللغوي في معنى الجملة فلا يوجد في اللغات الأخرى حركات كاللغة العربية.
- المهارات والسمات الشخصية: يحتاج خريج الترجمة إلى العديد من المهارات والسمات التي تميزه عن غيره مثل المطالعة المستمرة للتعرف على ثقافات أخرى، والتنسيق ومهارات التركيز العالي والتفكير المنطقي والتحليلي ومهارات التواصل والحوار الفعال ولغة الجسد وسرعة البديهة والقدرة على التعبير الشفهي والكتابي والإبداعي وإعطاء كل معلومة حقها وحب التعلم والاطلاع على العلوم الأخرى.
- المهارات العملية: حيث يتوجب على دارس الترجمة حب العمل الميداني، فقد يحتاج إلى الاندماج مع الأشخاص الذين تترجم لهم نصوصهم سواء كان فوري أو شفهي أو تحريري، التكيف السريع مع العمل فيجب أن يتحلى دارس الترجمة بالمرونة والقدرة على التكيف مع بيئة العمل، توظيف علومك ومهاراتك كلها بما يخدم العمل.
- مهارات لغوية: بعض الأشخاص بطبيعتهم ينجحون أكثر في تعلم اللغات، ويجب أن يكون لديهم مهارات حفظية وقراءة وكتابة ومحبة لتعلم اللغات.
تخصص الترجمة الإنكليزية كغيره من العلوم له العديد من الفوائد، لكن ما يميزه بأن اللغة التي يدرسها أصبحت لغة العصر الحديث، لذلك تخصص الترجمة يفتح أمام صاحبه أفق لمستقبل مشرق، وهنا بعض فوائد تخصص الترجمة:[2]
- زيادة الثقافة العامة: يسهم المترجم في زيادة الثقافة ونقل المعلومات بين الحضارات فعند ترجمة نص من لغة للغة أخرى وخاصة إذا كان يتحدث عن ثقافة البلدان يزيد من نسبة الوعي الثقافي بالنسبة للمترجم نفسه والفئة التي يستهدفها النص.
- الترجمة أداة للتواصل بين الشعوب: أيضاً من مزايا تخصص الترجمة بشكل عام أنه الأداة التي تتواصل بها المجتمعات والثقافات المختلفة مع بعضها البعض، ما يتيح الفرصة للمترجم للتعرف على هذه الثقافات وفهم أبعادها.
- سرعة نقل الأخبار الدولية: يساهم علم الترجمة في نقل الأخبار الحاصلة في دول العالم، وهذا ما يفسر أيضاً أهمية هذا العلم.
- تعزز دور السياحة: السياح يحتاجون إلى في أي مكان إلى دليل سياحي يتقن لغتهم أو اللغة الإنكليزية فهو يساعد في إيصال المعلومات الصحيحة التي يحتاجونها.
- تحسين دخل الفرد: فعائد دخل هذا العمل بمجالات الترجمة كبير نوعاً ما، نظراً لأهميته وكثرة طلبه في سوق العمل.