أسباب وأعراض سرطان المستقيم وطرق العلاج
مرض السرطان بشكل عام هو عبارة عن تورم في أحد أماكن أو أعضاء الجسم ينتج عن طفرة جينية تتسبب بولادة خلايا جديدة خارجة عن سيطرة الدماغ وتتكاثر بمعزل عن بقية خلايا الجسم وتخرج عن النظام الحيوي لجسم الإنسان، هذه الخلايا هي ما يعرف بالخلايا السرطانية، وقد يحدث هذا الخلل الحيوي بمناطق مختلفة من الجسم كالدم أو الرئتين أو الدماغ أو الحنجرة، وموضوعنا في هذا المقال سرطان الشرج الأقل شيوعاً بين الأنواع المذكورة.
سرطان المستقيم والشرج هو نوع من التورمات السرطانية يتشكل في أنسجة الشرج في فتحة المستقيم نهاية الجهاز الهضمي، وهناك نوعان أساسيان لسرطان الشرج والمستقيم، الأول سرطان القناة الشرجية Anal canal حيث يبدأ الورم داخل المستقيم، والثاني سرطان الجلد حول الشرج Perianal skin حيث يبدأ تطور الورم الخبيث حول فتحة الشرج، ويسمى الورم الممتد إلى القولون "سرطان المستقيم والقولون"، لكن علاج سرطان المستقيم يتم بشكل منفصل وبتقنيات مختلفة عن علاج سرطان القولون.
في معظم الحالات يتم اكتشاف سرطان المستقيم والشرج بشكل مبكر، لكن عند التأخر في تشخصيه وعلاجه يمكن أن ينتشر السرطان الشرجي إلى الغدد الليمفاوية ومنها أحياناً إلى أماكن أخرى من الجسم. [1]
بالإضافة لأسباب الإصابة بالسرطان بشكل عام، يوجد عوامل خاصة قد تساهم بظهور الأورام الخبيثة في منطقة الشرج والمستقيم، ومعرفة هذه الأسباب ضرورية للوقاية منها واستبعادها، ومن العوامل التي قد تؤدي لسرطان المستقيم يمكن ذكر: [1-2]
- تربط معظم السرطان الشرجية بالإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، فأغلب الملاحظات على المصابين بالسرطان الشرجي أثبت مرافقة فيروس الورم الحلمي البشري.
- الأمراض الجنسية وفيروس نقص المناعة المكتسب وأمراض المناعة بشكل عام.
- وجود تاريخ شخصي من الأورام السرطانية المهبلية أو سرطان عنق الرحم.
- عمليات زرع الأعضاء.
- الوراثة ووجود تاريخ وراثي للسرطان.
- الجنس الشرجي وتعدد الشركاء الجنسيين.
- انتشار السرطان من أماكن أخرى من الجسم ووصوله لمنطقة الشرج.
- التدخين الذي يعتبر عامل بالإصابة بأغلب السرطانات.
من الضروري معرفة العلامات التي تدل على الإصابة بسرطان المستقيم بوقت مبكر وذلك بهدف اتخاذ التدابير العلاجية بشكل فوري من ناحية والوقاية من انتشار السرطان إلى الغدد الليمفاوية أو أماكن أخرى من الجسم، ويمكن ذكر بعض العلامات التي قد تدل على الإصابة بسرطان المستقيم مع التنويه لأن هذه الأعراض قد تكون بسبب أمراض أخرى ولذلك يجب الحذر واستشارة الطبيب عند ظهور أي منها: [1]
- نزيف من فتحة الشرج
- حكة وافرازات شرجية
- ضغط وآلام في منطقة الشرج خاصة أثناء الخروج
- تغير في العادات المعوية وخروج براز رقيق
- وجود كتل أو حبوب أو الثآليل في الشرج
- تغيرات في الشهية بشكل عام وفقدان في الوزن
- آلام وانزعاج في منطقة البطن وتشنجات وغازات
- في بعض الأحيان تخرج دماء ومادة مخاطية مع البراز
- يترافق أيضاً حالات الإسهال أو الإمساك وفقر الدم
بالإضافة للأعراض السابقة يوجد فحوصات وإجراءات أخرى يقوم بها الأطباء للتأكد من الإصابة بسرطان المستقيم ولتحديد نوع هذا السرطان ودرجة انتشاره، ومن هذه الفحوصات: [2]
- تسجل تاريخ صحي للمريض والعادات الصحية والأمراض السابقة والعلاجات السابقة
- فحص المستقيم السريري بإدخال أصبع وقفاز في الجزء العلوي من المستقيم لتحسس الكتل أو أي شيء يبدو غريب أو غير طبيعي.
- تنظير الشرج حيث يستخدم أنبوب قصير مضاء يسمى منظار الشرج، يتيح هذا التنظير رؤية وفحص المستقيم والشرج من الداخل للتأكد من أي شيء غير طبيعي.
- أخذ عينات من الأنسجة لإجراء فحصوات واختبارات مجهرية عليها بحثاً عن علامات السرطان
- الفحص باستخدام الموجات فوق الصوتية الشرجية: بإدخال جهاز معين داخل الشرج يجري مسحة فوق صوتية ومن خلال الأصداء أو الترددات الصوتية يتشكل صورة عن أنسجة الجسم.
- أخذ خزعة وإجراء الفحوصات الطبية المخبرية عليها.
عند البحث عن موضوع علاج السرطان الشرجي، سوف نجد أن تعبير العلاج القياسي كثير التكرار في هذا الإطار، والمقصود هنا هو العلاج النسبي بمعنى أن خطوات هذا العلاج هي الخطوات التي اكتشفت حتى الآن، ولكن البحث في الوسط العلمي عن علاجات أكثر نجاحاً ما زال مستمراً وأي علاج جديد يثبت فاعليته يصبح هو ما يسمى العلاج القياسي: [1-2]
- جراحة استئصال ورم المستقيم: اجراء جراحي يتم من خلاله قطع الورم من المنطقة المصابة مع بعض الأنسجة السليمة حوله للتأكد من إزالة كل الكتلة السرطانية، ويتبع هذا النوع من العلاج إذا كان الورم السرطاني صغير وغير منتشر، يمكن اتباعه عندما يكون الورم في الجزء السفلي من فتحة الشرج.
- الاستئصال البطني العجزي: وهي عملية جراحة يتم من خلالها إزالة الشرج والمستقيم وجزء من القولون السيني من خلال شق البطن، ثم خياطة نهاية الأمعاء بفتحة تسمى فغرة مصنوعة في نهاية البطن بحيث يتم جمع فضلات الجسم في كيس للتخلص منها خارج الجسم، ويمكن بهذه العملية استئصال الغدد الليمفاوية بحال كانت مصابة، يستخدم هذا النوع مع الأورام الخبيثة في حال بقي موجود بعد اجراء العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو عودة الورم للظهور بعد العلاج
- استئصال المستقيم وأجزاء من القولون: تتم هنا إزالة الجزء المصاب بالسرطان من المستقيم ومن القولون والأنسجة المحيطة بالورم ويتم إنشاء فغرة يرفق بها كيس للفضلات.
- العلاج الإشعاعي: وهذا النوع من العلاج يستخدم الأشعة السينية عالية الطاقة وأنواع أخرى من الأشعة لقتل خلايا السرطان ومنعها من النمو، وله نوعين العلاج الإشعاعي الخارجي الذي يرسل الأشعة إلى المنطقة المصابة خارج الجسم والعلاج الداخلي والذي يستخدم مادة مشعة محكمة الإغلاق في الإبر أو البذور أو الأسلاك أو القسطرة والتي توضع مباشرة على الورم السرطاني أو بالقرب منه.
- العلاج الكيميائي: وهذا النوع من العلاج يستخدم الأدوية لوقف نمو الخلايا السرطانية إما عن طريق قتل هذه الخلايا أو منعها من الانقسام، وذلك من خلال أخذ الحقن من الفم أو حقنها بالوريد لتصل عبر الدم إلى الخلايا السرطانية بجميع أنحاء الجسم.
- بالإضافة لما سبق يوجد أيضاً العلاجات السريرية: وهي أنواع من العلاج ما زالت قيد التجربة والاختبار من قبل العلماء ولا تخرج للحيز العملي بعلاج السرطان مثل العلاج المناعي الذي يعمل على دعم وتقوية دفاع ومناعة الجسم لتميز الخلايا السرطانية والقضاء عليها.
لا توجد طريقة مضمونة ونهائية يمكن من خلالها منع أو الوقاية من الأورام السرطانية بشكل عام، فهي تحدث نتيجة طفرة داخل الجسم وليس نتيجة عامل خارجي يمكن استبعاده ببساطة، ولكن بشكل عام يمكن اتخاذ خطوات من شأنها استبعاد الأسباب التي قد تزيد احتمالات الإصابة به، ومن هذه الخطوات:
- الامتناع عن التدخين: فالتدخين عموماً يعتبر من الأسباب الأساسية للسرطان.
- الابتعاد عن أنواع الجنس غير الآمن: مثل الجنس الشرجي أو تعدد الشركاء الجنسين أو حتى ممارسة الجنس مع أشخاص غير موثوقين، واستخدام الواقيات أثناء الجنس.
- تطعيم فيروس HPV: يمكن أخذ اللقاء من فيروس الورم الحليمي البشري الذي يعد من الأسباب الرئيسية للسرطان الشرجي.
- المراقبة: إذا كان يوجد تاريخ مرضي للأمراض الشرجية أو السرطانية أو تاريخ عائلي من هذه الأمراض فيجب المتابعة من الطبيب باستمرار. [2]
بغض النظر عن مكان بدايته يمكن أن ينتشر سرطان الشرج في بعض الحالات لمناطق أخرى من الجسم ويحدد مدى هذا الانتشار بعدة مراحل تبعاً للمنطقة التي يصل إليها السرطان، وتحديد مدى هذا الانتشار يساعد في تحديد نوع العلاج الواجب اتباعه، ويمكن أن تنقسم مراحل الانتشار إلى: [3]
- المرحلة الأولى: يمكن أن ينتشر فيها الورم إلى ما بعد الطبقة الداخلية من جدار المستقيم.
- المرحلة الثانية: بهذه المرحلة ينتشر الورم داخل العضلات الخارجية لجدار المستقيم، ويصل لبطانة البطن.
- المرحلة الثالثة: وهنا تنتشر الخلايا السرطانية من خلال الطبقة العضلية الخارجية للمستقيم إلى واحدة من العقد الليمفاوية.
- المرحلة الرابعة: حيث يصل الورم السرطاني إلى أماكن بعيدة مثل الكبد أو الرئة.