تركيب اللولب لمنع الحمل والجماع بعد تركيب اللولب
وسائل منع الحمل المستخدمة من قبل النساء متعددة، منها ما هو آمن نسبياً ومنها ما ينتج عنه آثار جانبية قد تكون خطيرة، بشكل عام أي وسيلة غير طبيعية لمنع الحمل يكون لها آثار جانبية على المرأة، ومن وسائل منع الحمل التي تستخدمها المرأة هي تركيب اللولب داخل الرحم، فما هو اللولب وما هي آلية عمله في منع الحمل وما هي ميزات وعيوب تركيبه؟
اللولب هو عبارة عن جهاز بسيط على شكل حرف (T) تلتف حوله أسلاك نحاسية ينتهي بخيطين رفيعين، يتم وضع اللولب داخل الرحم من قبل الطبيب المتخصص في العيادة، وذلك من أجل منع عملية التعشيش والإلقاح وبالتالي منع حدوث الحمل.
اللولب له نوعان: اللولب النحاسي وتستمر فعاليته في منع الحمل حوالي 10 سنوات، واللولب الهرموني الذي تستمر فعاليته حوالي 5 سنوات في حال تم وضعه بشكل صحيح. [1-3]
اللولب الناسي قطعة معدنية على شكل حرف T يحيط بها سلك نحاسي، يتم القضاء على الحيوانات المنوية بسرعة من خلال تفاعلات النحاس في الرحم، مما يؤدي إلى منع انتقال الحيوانات المنوية إلى قناة فالوب التي يحدث فيها الإخصاب وبالتالي يتم منع الحمل، وفي حال تم إخصاب البويضة فإن اللولب النحاسي يعمل على منع انغراسها في جدار الرحم وبالتالي لن يتم الحمل، من ميزات اللولب النحاسي أنه:
- يمكن استخدام اللولب النحاسي في الحالات الطارئة لمنع انغراس البويضة الملقحة في حال تم التلقيح، وذلك في غضون 120 ساعة أي ما يعادل خمس أيام بعد ممارسة العلاقة الزوجية دون استخدام أي وسيلة لمنع الحمل.
- تستمر فعالية اللولب النحاسي في منع الحمل ما يقارب 10 سنوات.
- يختلف اللولب النحاسي عن اللولب الهرموني بآلية عمله ويسبب زيادة أيام الدورة الشهرية مع غزارة في النزف. [1-3-5]
يقوم اللولب الهرموني بمنع الحمل عن طريق إفرازه لهرمون البروجستيرون بكميات قليلة والذي بدوره يعمل على زيادة كثافة المخاط في عنق الرحم ما يؤدي لموت الحيوانات المنوية وبالتالي منعها من تلقيح البويضة.
تستمر فعالية اللولب الهرموني ما يقارب 5 سنوات ويتميز عن اللولب النحاسي أنه يقلل من أيام الدورة الشهرية ويخفف من المغص أثناء الدورة.
كلا النوعين النحاسي والهرموني يعملان بشكل رئيسي على تغيير الطريقة التي تتحرك فيها الحيوانات المنوية حتى لا تتمكن من الوصول إلى البويضة وبالتالي منع التلقيح والحمل، وسيساعدك الطبيب في اختيار نوع اللولب الأفضل. [1-3-5]
هل تركيب اللولب مؤلم؟ قد ينتج عن تركيب اللولب بعض الآلام على المدى الطويل ويمكن الاستعانة بالمسكنات لتخفيف هذه الآلام بعد استشارة الطبيب المشرف، ومن المحتمل أن يتغير مكان اللولب على مر السنوات وهذا يشكل خطراً على المرأة لذلك يجب مراجعة الطبيب بشكل دوري خلال سنوات تركيب اللولب للتأكد من أن اللولب في مكانه الصحيح ويعمل بشكل سليم. [3-4]
إجراءات وطريقة تركيب اللولب الرحمي
- التأكد من عدم وجود حمل والقيام بالتخدير: فتركيب اللولب يتم خلال أيام الدورة الشهرية، يبدأ الطبيب بتركيب اللولب بعد قيامه بوضع تخدير موضعي للمريضة والانتظار لعدة دقائق حتى التأكد من عدم إحساس المرأة بالألم أثناء دخول اللولب.
- إدخال اللولب إلى الرحم: يتم إدخال اللولب عن طريق عنق الرحم إلى داخل الرحم والاستقرار فيه ويستدل على أنه استقر في المكان الصحيح عن طريق التأكد من وجود الخيطين الرفيعين المتصلين باللولب واللذان يتدليان إلى أعلى المهبل وتكون وظيفة هذه الخيوط هي تسهيل إزالة اللولب عند الحاجة.
- التأكد من وجود اللولب بمكانه الصحيح: يجب التأكد من أن اللولب في مكانه الصحيح لعدة مرات في الشهر الأول وبعدها يتم التأكد خلال فترات منتظمة دون الرجوع للطبيب عن طريق الشعور بالخيوط وهي تتحرك.
- يسبب اللولب نزيف في الأيام الأولى: قد يتم النزف لعدة أيام بعد تركيب اللولب وهذا أمر طبيعي.
- مدة عملية تركيب اللولب: تستغرق عملية تركيب اللولب عادة ما يقارب 5 إلى 15 دقيقة.
- المراجعة والفحص بعد تركيب اللولب: يتم فحص اللولب من قبل الطبيب بعد تركيبه بحوالي 3 إلى 6 أسابيع للتأكد أن اللولب مستقر في مكانه ولا يسبب أي أذى.
- مراجعة الطبيب المشرف بحال ظهور أعراض: يجب الانتباه في حال تمت الإصابة بالعدوى بعد تركيب اللولب ويجب إخبار الطبيب وعلاجها بالصادات الحيوية قبل أن تتطور إلى التهاب في الحوض والذي يتمثل بارتفاع حرارة وألم أسفل البطن مع وجود إفرازات مهبلية كريهة الرائحة.
من مزايا تركيب اللولب أنه لا يتعارض مع الجماع، وتبدأ فعاليته بشكل سريع بعد تركيبه حيث يمكن ممارسة العلاقة الزوجية بأمان مع وجود اللولب، ولكن في بعض الحالات النادرة قد يكون تظهر آثار طفيفة بعد الجماع بسبب اللولب، منها:
- حدوث نزيف بعد الجماع: وخاصة لمن تستخدم اللولب الهرموني، ويمكن مراجعة الطبيب لعلاج هذه المشكلة.
- تحرك اللولب من مكانه: تعقد بعض السيدات أن الجماع يسبب تحرك اللولب من مكانه، ولكنها مسألة طبيعية لا علاقة للجماع بها وإنما تحدث مع نسبة صغيرة من النساء ويفضل مراجعة الطبيب كونها قد تسبب بعض الآلام للزوجة عند ممارسة العلاقة الزوجية.
- إمكانية حدوث حمل: يمكن في حالات نادرة حدوث حمل ولكن قليل ما يحدث هذا في حالات خاصة.
هل اللولب يؤذي الرجل؟
قد يتخوف بعض الرجال من فكرة استخدام زوجاتهم اللولب اعتقاداً بأنه يسبب لهم الأذى أو عدم الراحة أثناء ممارسة العلاقة الجنسية، ولكن في الحقيقية يعد اللولب آمن تماماً بالنسبة للزوج وقد يقتصر تأثيره في بعض الحالات على شعور الرجل بالخيوط البلاستيكية التي تتدلى من اللولب في الفترة الأولى من تركيبه أو إذا كان حجم قضيب الزوج أطول من المتوسط، لكم دون التسبب بأي أذى، ويمكن علاج هذه المشكلة بمراجعة الطبيب.
لتركيب اللولب فوائد عديدة تجعله من أكثر مانعات الحمل استخداماً، وسوف نوضح هنا بعض المزايا التي ينفرد فيها اللولب عن باقي مانعات الحمل:
- اللولب فعال في منع الحمل: يمتلك اللولب فعالية عالية جداً في منع الحمل على المدى الطويل حيث أن فعاليته تمتد لعدة سنوات بالمقارنة مع حبوب منع الحمل والحقن الهرمونية التي تمنع الحمل لفترة قصيرة جداً.
- اللولب آمن خلال الرضاعة الطبيعية: من ميزات اللولب أيضاً أنه يمكن تركيبه أثناء الرضاعة الطبيعية فلا ينتج عنه أي أثر ضار على الأم والرضيع.
- اللولب آمن نسبياً: تعتبر الآثار الجانبية الناجمة عن اللولب محتملة مقارنة الآثار الجانبية الخطيرة التي تنتج عن مانعات الحمل الفموية فنسبة أمانه أكبر من نسبة أمان مانعات الحمل الأخرى.
- يحدث الحمل بمجرد إزالة اللولب: يمكن عكس التأثير الناجم عن تركيب اللولب بسهولة أي بمجرد إزالته من الرحم يمكن للمرأة أن تحمل من جديد.
- اللولب غير مكلف: من أهم مزايا اللولب أنه غير مكلف، فبعد إتمام التكاليف الأولية لتركيبه تمتد فعاليته لسنوات وبالتالي الحفاظ على التأثير المطلوب دون تكلفة مادية مقارنة بمانعات الحمل التي تحتاج لتكاليف شهرية تقريباً.
- لا يتأثر اللولب بالأمراض الأخرى: يمكن استخدام اللولب من قبل أي امرأة فلا يؤثر تركيبه على الأمراض التي من الممكن أن تكون لدى السيدة ولا يتعارض وجوده مع تناول الأدوية.
- اللولب لا يسبب السرطان: لا يرتبط وجوده بسرطان أي عضو مثل سرطان عنق الرحم أو سرطان الثدي على عكس مانعات الحمل الهرمونية الأخرى التي من المحتمل أن تسبب سرطانات للمرأة.
- اللولب لا يسبب زيادة الوزن: تركيب اللولب لا يسبب زيادة في الوزن على الإطلاق ولا يعطي آثار هرمونية غير مرغوب فيها مثل ظهور حب الشباب أو التعرض لآلام في الثدي أو الصداع الناتج عن تناول مانعات الحمل الهرمونية.
- اللولب يناسب النساء اللواتي يعانين من أمراض قلبية: كما أنه مناسب للسيدات اللواتي لا يستطعن تناول مانعات الحمل التي تحوي هرمون الأستروجين مثل المرأة التي تعاني من جلطات دموية وريدية أو احتشاء عضلة القلب أو أي من الأمراض المرتبطة بالشرايين القلبية.
- لا يتأثر بالتدخين: التأثير المانع للحمل عند تركيب اللولب لا يتأثر في حال كانت المرأة مدخنة. [1-2-3-5]
على الرغم من الفوائد الكثيرة التي يتميز بها اللولب والتي تجعله الخيار الأول في حال قررت المرأة عدم الإنجاب إلا أن هنالك بعض من الآثار الجانبية التي تنتج عنه منها:
- اللولب لا يحمي من الأمراض المنقولة جنسياً: تركيب اللولب لا يوفر حماية للمرأة ضد الأمراض المنقولة جنسياً التي يمكن أن تتعرض لها في حال كان الزوج مصاب وينتج عنها التهابات مهبلية تؤهب إلى أمراض خطيرة.
- يؤدي لعدم انتظام الدورة الشهرية: من أهم الآثار الجانبية التي تعاني منها السيدات التي تضع اللولب هي عدم انتظام الدورة الشهرية لديهن فمن الممكن أن تتعدد مرات حدوث الطمث خلال الشهر الواحد في حال كان اللولب نحاسي ويمكن أن يحدث الطمث مرة كل شهرين أو ثلاثة في حال كان اللولب هرموني.
- اللولب يسبب غزارة النزف: يسبب اللولب غزارة النزف خلال أيام الدورة الشهرية عندما يكون اللولب نحاسي والتي من الممكن أن تعرض السيدة لخطر فقر الدم وما يرافق آثار النزف من دوار وشحوب في الوجه وإرهاق عام.
- قد تتعرض المرأة لآلام مستمرة بسبب اللولب: يمكن أن تتعرض السيدة أيضاً إلى آلام في الظهر وأسفل البطن والتي مع الأسف تكون مستمرة ويجب التعايش معها خلال سنوات تركيب اللولب لذلك تحتاج المرأة التي تضع اللولب إلى مسكنات ألم خفيفة بشكل دائم.
- قد يسبب الحمل المهاجر: كما أن هنالك حالات نادرة يمكن من خلالها أن يحدث الحمل مع وجود اللولب داخل الرحم يمنع نمو الجنين مما يؤدي إلى الحمل خارج الرحم أو الحمل المهاجر ويجب التدخل الجراحي لإنهاء الحمل في هذه الحالة.
- لا يتم تركيب اللولب في حالة عدوى الحوض: لا يمكن تركيب اللولب في حال كانت المرأة معرضة سابقاً لعدوى في الحوض.
- من الممكن حدوث العدوى بعد تركيب اللولب: هنالك احتمال لخطر العدوى أثناء تركيب اللولب والتي يمكن ملاحظتها بعد أيام من تركيبه مما يؤدي إلى التهاب في الحوض لدى المرأة تحتاج حينها لتناول الصادات الحيوية تحت إشراف طبي لأنها قد تتطور في حال عدم علاجها بالشكل الصحيح. [1-2-3-5]
هل إزالة اللولب مؤلمة؟
- تتم إزالة اللولب من قبل الطبيب بشكل سريع في غضون دقائق ولا يحتاج عادة لتخدير موضعي، وذلك عن طريق سحب الخيوط المتدلية من اللولب فتنطوي أذرع اللولب وينزلق بسهولة، يمكن أن تشعر المرأة خلالها بتشنج لعدة دقائق فقط عند خروج اللولب من الرحم.
- يمكن إزالة اللولب في أي وقت تريده المرأة ولا ينتج عن ذلك أي أعراض أو مضاعفات في الحالات الطبيعية.
- يمكن أن تتعرض المرأة لنزف بسيط لعدة أيام بعد إزالة اللولب وتتعرض لتشنجات بسيطة تختفي في غضون أيام وتعود المرأة لممارسة حياتها الطبيعية.
- يمكن حدوث الحمل في أي وقت بعد إزالة اللولب النحاسي، فيما قد يتطلب حدوث الحمل فترة وجيزة بعد إزالة اللولب الهرموني. [5]
هنالك حالات معينة يمنع تركيب اللولب فيها نذكر منها:
- النزيف المهبلي غير منتظم: وخاصة إذا لم يتم فحصه من قبل الطبيب مسبقاً لأنه يمكن أن ينتج عن سرطان في الأعضاء التناسلية الأنثوية.
- في حال كان هنالك عدوى سابقة: أو وجود مشاكل أو عدوى حالية بمشاكل وأمراض الحوض، يجب عدم استخدام اللولب.
- غزارة الدورة الشهرية: يمنع تركيب اللولب في حال كانت طبيعة الدورة الشهرية غزيرة لدى المرأة وذلك لأنها يمكن أن تتفاقم في حال وجود اللولب.
- وجود تشوه في الرحم: يمنع تركيب اللولب إن كانت المرأة تملك رحم صغير أو تشوهات رحمية.
- معاناة المرأة من أي مرض مزمن: حال كانت المرأة تعاني مثلاً من أمراض القلب البنيوية مع تاريخ التهاب الشغاف الجرثومي يجب عدم تركيب اللولب. [3-4]