دراسة تخصص المحاسبة ووظائف خريج المحاسبة
يعد تخصص المحاسبة الجامعية من أهم فروع التعليم على جميع الأصعدة فلا يوجد شركة مهما كان حجمها كبير ة أو صغيرة إلا وتحتاج إلى محاسبين، فالشركات بحاجة إلى مدير يدير رأس المال لديها وصولاً إلى العمليات الربحية ومن هنا نشأت الحاجة إلى المحاسبين في الشركات، وكان قد اتجه معظم رواد الجامعات لارتياد هذا الفرع نظراً لكثرة الطلب على هذا الفرع من سوق العمل ومن أجل الحصول على شاغر وظيفي.
التعريف الأكاديمي لتخصص المحاسبة (Accounting): هو علم يستخدم لتحليل ومعالجة البيانات المالية للشركات والجمهور والتأكد من صحة الشؤون المالية للشركة وموازنة دفاتر الشركة من أجل تحقيق أهداف الشركة أو المنظمة التي يعمل بها المحاسب، ويتم تسجيل المعاملات المالية المتعلقة بالعمل، وتتضمن أيضاً تلخيص المعاملات وتحليلها والإبلاغ عنها لوكالات الرقابة والهيئات التنظيمية وكيانات تحصيل الضرائب، إن البيانات المالية المستخدمة في المحاسبة هي ملخص موجز للمعاملات المالية هلال فترة محاسبية، كما تلخص عمليات الشركة والمركز المالي والتدفقات النقدية.
ويعرف المعهد الأمريكي للمحاسبين القانونيين المعتمدين المحاسبة أنها "فن التسجيل والتصنيف والتلخيص بطريقة مهمة من حيث الأموال والمعاملات والأحداث التي تكون ذات طابع مالي وتفسر نتائجها".
يعد تخصص المحاسبة أحد فروع الاقتصاد ففي بعض الدول يدرس المحاسب سنتين ماجستير ليتخصص في المحاسبة وفي بعض الدول الأخرى يمكن الالتحاق به فور انتهاء دراسة الثانوية العامة. [2]
تختلف تسمية المواد الجامعية هذه ما بين دولة وأخرى ويتبع هذا الاختلاف إلى قوانين التعليم بين الجامعات والبلدان، في هذا التخصص الجامعي يوجد الكثير من المقررات والمواد التي يدرس بعضها بشكل نظري وبعضها بشكل عملي، وهذه ليست كل مواد المحاسبة بل هذه المواد التي تشترك بها معظم الدول وهي:
- مبادئ المحاسبة.
- محاسبة التكاليف.
- المحاسبة الإدارية.
- المحاسبة المالية.
- المحاسبة الضريبية.
- المحاسبة المتوسطة.
- التدقيق.
- الاقتصاد الجزئي.
- الاقتصاد الكلي.
- إدارة المحاسبة وصناعة القرار.
- الإحصاء.
- مبادئ الإدارة.
- إدارة العمليات والإنتاج.
- الإدارة المالية.
- محاسبة المنشآت المالية.
- تحليل القوائم المالية.
- محاسبة الشركات.
- المحاسبة الحكومية.
- المحاسبة المتقدمة.
- معايير المحاسبة الدولية.
- معايير التدقيق الدولية.
- تطبيقات محاسبية باستخدام الحاسوب.
- المحاسبة الخاصة.
- التدقيق الداخلي.
يعد علم المحاسبة من العلوم القابلة للتطور بشكل مستمر وذلك لأن علم المحاسبة من علوم الإدارة بحيث يقوم المحاسب بإدارة رأس المال وزيادهُ، وعلوم الإدارة بشكل عام تحتاج للمتابعة بشكل دائم وذلك لأن هذه العلوم تتطور بشكل مستمر نظراً لأهميتها في سوق العمل وهذا التطور أدى لنشوء الكثير من الفروع لهذا العلم، فمن أهم فروع المحاسبة ما يلي: [4]
- المحاسبة المالية: المحاسبة المالية تتضمن تسجيل المعاملات التجارية وتصنيفها وتكون هذه البيانات تاريخية بشكل عام (أي مسجلة بتاريخها)، كما يتضمن أيضاً إنشاء بيانات مالية بناءً على هذه المعاملات. يجب إعداد جميع البيانات المالية، مثل الميزانية العمومية وبيان الدخل، وفقاً للمبادئ المحاسبية.
- محاسبة التكاليف: محاسبة التكاليف نوعاً من أنواع المحاسبة الإدارية ويستخدم هذا النوع من المحاسبة بشكل شائع في الصناعة التحويلية وهي صناعة لديها الكثير من الموارد والتكاليف لإدارتها إنه نوع من المحاسبة يستخدم داخل الشركة لتقييم العمليات الحسابية القائمة ضمن الشركة، تهتم محاسبة التكاليف بتسجيل وتحليل تكاليف التصنيع كما يبحث في التكاليف الثابتة للشركة (الأصول الثابتة) التكاليف الثابتة وغير المتغيرة مثل الإيجار، والتكاليف المتغيرة (الأصول المتداولة) التكاليف المتغيرة مثل رسوم الشحن، وكيف تؤثر هذه الأصول على الأعمال التجارية وكيف يمكن إدارة هذه التكاليف بشكل أفضل، وفقاً لأدوات المحاسبة ومعاييرها الدولية.
- التدقيق: هناك نوعان من التدقيق: هما التدقيق الخارجي والداخلي، في التدقيق الخارجي: يقوم طرف ثالث مستقل بمراجعة البيانات المالية للشركة للتأكد من تقديمها بشكل صحيح وتتوافق مع مبادئ المحاسبة عموماً، أما التدقيق الداخلي يتضمن تقييم كيفية تقسيم الأعمال لواجبات المحاسبة، ومن هو المخول للقيام بمهمة المحاسبة وما هي الإجراءات والسياسات المعمول بها في هذه الشركة، يساعد التدقيق الداخلي على عدم تعرض الأعمال التجارية للاحتيال وسوء الإدارة والهدر أو تحديد أي نقاط ضعف محتملة في سياساتها أو إجراءاتها والتحكم فيها، وفقاً لأدوات المحاسبة ومعاييرها الدولية.
- المحاسبة الإدارية: يعرف هذا النوع من المحاسبة باسم المحاسبة الإدارية وهي نوع شامل من المحاسبة، بحيث يقوم المحاسب بتوفير بيانات حول عمليات الشركة للمدراء، ينصب تركيز المحاسبة الإدارية على توفير البيانات التي يحتاجها المدراء لاتخاذ قرارات بشأن العمليات الحسابية في الشركة، وعدم الامتثال الصارم لمبادئ المحاسبة بل الهدف الرئيسي تحقيق الربحية للشركة، كما تشمل المحاسبة الإدارية إعداد الميزانية والتنبؤ وتحليل التكلفة والتحليل المالي ومراجعة قرارات العمل السابقة والمزيد وتعد محاسبة التكاليف نوع من أنواع المحاسبة الإدارية.
- نظم المعلومات المحاسبية: تُعرف أنظمة المعلومات المحاسبية باسم AIS وهو اختصار نظم المعلومات الحسابية، يهتم هذا الفرع بكل ما يتعلق بالأنظمة والعمليات المحاسبية وبنائها وتقسيطها وتطبيقها ومراقبتها، يمكن أن يشمل هذا الفرع إدارة برامج المحاسبة وإدارة دفاتر المحاسبة وموظفي المحاسبة.
- محاسبة الضرائب: تتضمن المحاسبة الضريبية التخطيط للوقت الضريبي وإعداد الإقرارات الضريبية، هذا الفرع من الأعمال المساعدة المحاسبية يكون متوافقاً مع اللوائح التي وضعتها مصلحة الضرائب، تساعد المحاسبة الضريبية أيضاً الشركات في تحديد ضريبة الدخل والضرائب الأخرى وكيفية تقليل مقدار الضريبة المستحقة عليها بشكل قانوني وتحلل المحاسبة الضريبية القرارات التجارية المتعلقة بالضرائب وأي قضايا أخرى متعلقة بالضرائب للشركة.
- المحاسبة الجنائية: تركز المحاسبة الجنائية على الشؤون القانونية مثل التحقيق في الاحتيال والقضايا القانونية والنزاعات وتسوية المطالبات، يحتاج المحاسبون القانونيون إلى إعادة بناء البيانات المالية عندما لا تكون السجلات كاملة قد يكون هذا لفك تشفير البيانات الاحتيالية أو تحويل نظام المحاسبة النقدية إلى المحاسبة على أساس الاستحقاق، كما إن محاسبو الطب الشرعي هم عادة مستشارون يعملون على أساس المشروع وفقاً لأدوات المحاسبة ومعاييرها.
- المحاسبة الائتمانية: يركز هذا الفرع من المحاسبة على إدارة الممتلكات لشخص آخر أو شركة أخرى من خارج الشركة التي يعمل بها هذا المحاسب، ويقوم المحاسب الائتماني بإدارة أي حساب وأنشطة تتعلق بإدارة الممتلكات والوصاية عليها، كما تغطي المحاسبة الائتمانية محاسبة العقارات ومحاسبة الاستئمان والحراسة (تعيين وصي لأصول الشركة أثناء أحداث مثل الإفلاس).
المحاسبة من الأفرع المطلوبة بشكل كبير في سوق العمل لذلك لخريج المحاسبة الأولوية في الحصول على العديد من الشواغر الوظيفية ما يفسر اتساع دائرة العمل لدى الشخص الحامل لشهادة تخصص المحاسبة فمن مجالات العمل في تخصص المحاسبة ما يلي: [3]
- مدير حسابات: وهو الشخص الذي يقوم بإدارة الحسابات الصادرة عن قسم المحاسبة في الشركة أو المنظمة التي يعمل بها ويشرف عليها ويقوم بتحليل البيانات المحاسبية ويعد التقارير المالية ويطبق التطوير الجديد للأنظمة المحاسبية من أجل جمع وتحليل المعلومات من أجل كتابة التقارير عنها.
- تدقيق الحسابات: هي مجوعة من العمليات التي يقوم بها شخص أو فريق من الأشخاص لكي يقوم بإعطاء رأي مهني محايد بخصوص القضية المطروحة وهي مهنة مخصصة للمحاسبين.
- البنوك والشركات الخاصة أو شركات التأمين: يمكن أن يعمل خريج المحاسبة كمحاسب في البنك أو الشركة فيكون الشخص المسؤول عن الربح والخسارة وقياس نتائج العمل على دخل البنك أو الشركة وتحليل البيانات والمعلومات المالية الخاصة بالمنظومة التي يعمل بها.
- محاسب في وزارة المالية: يعمل على الإمساك في جميع دفاتر المحاسبة المتعلقة في المنشأة ويحصر الإيرادات والنفقات والميزانية من ربح وخسارة كما يتابع ديون لدولة التي يعمل بها والسعي من أجل رفع نسبة الإيرادات بما يتناسب مع محدودية الدخل والعمل على تقليل ديون الدولة التي يعمل كمحاسب بها.
- دوائر ضريبة الدخل: أي محاسب ضريبي يقوم المحاسب الضريبي في التخطيط للوقت الضريبي وإعداد الإقرارات الضريبية، وتحديد ضريبة الدخل والضرائب الأخرى وكيفية تقليل مقدار الضريبة المستحقة عليها بشكل قانوني.
- محاسب قانوني: أي محاسب جنائي وتزداد شعبيتها. تركز المحاسبة الجنائية على الشؤون القانونية مثل التحقيق في الاحتيال والقضايا القانونية والنزاعات وتسوية المطالبات، يحتاج المحاسبون الشرعيون إلى إعادة بناء البيانات المالية عندما لا تكون السجلات كاملة.
رغم كل الميزات التي يحصل عليها خريج المحاسبة لا بد من وجود بعض الصعوبات التي قد تواجه المحاسب خلال دراسته حتى الحصول على فرصة وظيفية في سوق العمل، فمن أبرز الصعوبات التي يواجهها المحاسبين ما يلي:
- الحاجة إلى تطوير المهارات: فإن العلم في تطور مستمر فإن لم يواكب رواد التخصص هذا التطور سوف يقعون بالكثير من المشاكل المستعصية الحل فيجب أن يواكب المحاسب تطورات العلم باستمرار بالبحث عن معلومات تساعده في التطور بشكل مستمر.
- ضغط العمل: يمر على الشركات فترات من ضغط العمل ومن الطبيعي أن يمر المحاسب بهذه الفترة فممكن أن يحتاج إلى ساعات عمل إضافية والقدرة على تحمل ضغط العمل.
- إتقان برمجة الحاسوب: المحاسبة من العلوم المتطورة والمرتبطة بتقنيات الحاسوب لذلك يجب عليه المعرفة في قيادة الحاسوب وقد يحتاج المحاسب إلى الجلوس أمام الحاسب لساعات طويلة وهذا ممكن أن يكون عائقاً للكثير من المتخصصين.
- ارتفاع تكاليف الدراسة: فالكثير من رواد تخصص المحاسبة يرتادون الجامعات الخاصة نظراً لأهمية هذا الفرع والبعض منهم أيضاً يحتاج لدورات تدريبية من أجل تنمية خبراتهم فمنهم من يحتاج لدورات لغة ومنهم من يحتاج لدورات حاسوب هذا الأمر الذي يكلفهم مادياً بشكل أكبر.
- التطور المستمر لعلم المحاسبة وارتباطه بجميع مجالات الحياة: فمن الواجب على المتخصصين في علم المحاسبة مواكبة تطور العلم فكل العلوم في تطور وتبدل وتغير مستمر ويكلف أيضاً دارسيه جهد كبير بسبب ارتباطه الوثيق بجميع مجالات الحياة فالمحاسب يستطيع العمل في جميع المنشآت.
- اتساع دائرة المنافسة: تخصص المحاسبة من التخصصات المطلوبة في معظم المنشآت ما يدفع الكثير من الطلاب من ارتياد هذا الفرع للحصول على شاغر وظيفي مما يوسع دائرة المنافسة بين الخريجين للأكفأ والأجدر.
يتوجب على من يدرس تخصص المحاسبة أن تتوافر به بعض القدرات والمهارات الخصائص التي تجعل من هذا الشخص محاسب ناجح ويبدع في مجال عمله، أليك أبرز الشروط الواجب توافرها في طالب المحاسبة:
- المهارات الحسابية: فتخصص المحاسبة يتعامل مع العمليات الحسابية الضخمة والأرقام فأي خطأ في هذه العمليات ينتج خطأ فادح وذلك لأن العمليات المحاسبية ترتبط ببعضها البعض.
- المهارات اللغوية: بعد تطور العلوم إلى الشكل الذي وصلنا إليه هذا أصبح للغات الأجنبية دور كبير سواء أثناء الدراسة أو بعد الانخراط بالعمل تبعاً لحاجة السوق.
- الاهتمام بالتكنولوجيا: المحاسب يجب أن يمتلك مهارة قيادة الحاسوب ووسائل التواصل الاجتماعي أي أن المحاسب بحاجة لمواكبة التكنولوجيا بشكل عام.
- النشاط والانفتاح: على متخصص المحاسبة السعي بشكل مستمر لتطوير الذات ومواكبة العلم فالعلم في تبدل وفي تغير ويطرأ عليه التغييرات فيجب على المحاسب الاهتمام بمتابعة تطورات السوق العالمية والبورصة وحركة العملات.
تكمن أهمية تخصص المحاسبة بأنها العمود التي تقوم عليه الأعمال في المنشآت التجارية ومن الحاجة لهذا التخصص في هذه المنشآت، وتخصص علم المحاسبة يوجد له الكثير من الفوائد بالنسبة للذي يدرس هذا التخصص وبالنسبة للمنشأة التي توظف العديد من الخبراء المحاسبين، فمن فوائد تخصص المحاسبة مثلا: [1]
- خريج المحاسبة مؤهل للعمل في العديد من الوظائف: تخصص المحاسبة من التخصصات المطلوب في سوق العمل بشكل كبير، سواء أكان في القطاع الحكومي الإداري أو في القطاع الخاص، أو في القطاع المالي على سبيل المثال في المصارف وفي شركات التأمين وفي البورصة، إضافة إلى الأعمال الإدارية في المنظمات والشركات.
- توزيع الموارد المالية: يقوم المحاسب بتوزيع الدخل في المنشأة وتنظيمه وبيان أثر هذا التوزيع على المنشأة ككل سواء من عمال أو من إداريين أو من أثره على الدخل وهذا ما يفسر أهمية الأعمال التي يقوم بها خريج المحاسبة.
- تطوير القدرات والمهارات الفردية: يحتاج خريج المحاسبة إلى العديد من المهارات التي سوف يستخدمها في سوق العمل مما يؤدي لصقل مهارات من يدرس هذا الفرع وينميها، إن هذه المهارات تجعل للفرد قدرة كبيرة في تغيير مسار حياته على الصعيدين العلمي والمهني شريطة أن ح يدرس هذا التخصص عن رغبة وقناعة.
- حل مشاكل الشركة: يعمل خريج المحاسبة ضمن فريق عمل هدفه حل كل المشاكل في المنشأة من أجل تحقيق أعلى دخل وأكثر ربح ممكن للشركة وتجنب الوقوع بالخسارة وصولاً إلى أعلى مستوى إنتاجي من خلال الخبرة التي اكتسبها خلال دراسته وقدرته إدارة الموارد.
- التنبؤ بالمستقل: خبراء المحاسبة يضعون الخطط التي يجب أن تسير عليها المنشأة لتحقيق أعلى ربح ودخل وإنتاجية فهم يستطيعون التنبؤ بالمستقبل العملي وتقع حدوث الأخطار في المنشأة وتفاديها، مما يبرز أهمية المحاسبين في الشركات بحيث يستطيعون تفادي جميع المشاكل التي قد تحدث في الشركات أو المؤسسات أو المنشآت التي يعملون بها.