حكم الجنس الفموي بين الزوجين وأضرار الجنس الفموي
منذ القدم والإنسان يسعى لزيادة المتعة الجنسية بهدف إشباع رغابته وتقوية الروابط العاطفية مع الشريك وتحقيق أكبر قدر من اللحظات السعيدة معه، وقد تنوعت الطرق والوسائل التي يلجأ إليها الفرد لزيادة هذه المتعة عبر العصور، وأحد أكثر أنواع الجنس التي كانت مثيرة للجدل هي ممارسة الجنس الفموي لما ينطوي عليه من مضار صحية وخلافات شرعية خاصة في الدين الإسلامي.
الجنس الفموي هو استخدام الفم والشفاه واللسان لتحفيز الأعضاء التناسلية أو فتحة الشرج من قبل طرفي العلاقة، وكانت ممارسة الجنس الفموي كانت محظورة في الماضي وغير محببة في الكثير من المجتمعات القديمة، لكن تغير الحال في هذه الأيام بل وأصبح الجنس الفموي من الأشكال الشائعة لممارسة الجنس.
الجنس الفموي ليس محرماً في الشرع بسبب عدم وجود نص شرعي واضح وصريح يحرمه سواء في السنة النبوية الشريفة أو القرآن الكريم تناول الجنس الفموي من حيث التحريم أو التحليل، ومع التباين في الآراء بين أهل العلم والفتوى يعتبر الجنس الفموي مكروهاً لأن فيه اقتراب اللسان من أماكن القذارة والنجاسة والذي يعتبر أمراً محظوراً في الشرع إلّا للضرورة.
والفتاوى التي أباحت الجنس الفموي بين الزوجين حرّمت القذف في فم الزوجة، وأكّدت على تحريم الجنس الشرجي أو والممارسة في فترة الحيض، كما استندت بعض الآراء التي تميل للابتعاد عن الجنس الفموي بين الزوجين إلى الدلائل العلمية على أضرار الجنس الفموي ومساهمته في نقل الأمراض الجنسية. [3]
ما حكم رفض الزوجة للجنس الفموي؟
الجنس الفموي وإن لم يكن محرماً حرمةً مطلقة فهو ليس من واجبات الزوجة تجاه زوجها ولا من واجبات الزوج تجاه زوجته، فإن توافقا على الجنس الفموي وأخذا بعين الاعتبار الوقاية من أضراره والامتناع عن الجنس الشرجي والامتناع عن الممارسة في فترة الحيض؛ لا بأس، لكن من حق الشريك -الزوج أو الزوجة- رفض الجنس الفموي خوفاً من المرض أو بسبب القرف.
الجنس الفموي لا يسبب الأمراض في حال الالتزام بالقواعد الصحية لممارسته مثل عدم تعدد الشركاء الجنسين وتجنب ممارسته مع شخص يعاني أي من الأمراض المنقولة جنسياً، إضافةً لاتخاذ الاحتياطات مثل استخدام الواقي الذكري أو استخدام سدة الأسنان، أما في حال مخالفة هذه القواعد فإن الجنس الفموي قد ينطوي على العديد من الامراض المنقولة جنسياً عن طريق الفم ومنها:
- الهربس: من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي الشائعة وله نوعان هما الهربس الفموي والهربس التناسلي ويمكن أن ينتقل من شخص مصاب عن طريق الاتصال الجنسي التناسلي أو الفموي.
- السيلان والكلاميديا والتهاب الكبد B والتهاب الكبد C: جميع هذه الأمراض هي من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي وتنتج عن الفيروسات أو البكتريا التي قد تنتقل من ملامسة سوائل الجسم للشخص المصاب كالسائل المنوي أو الدم أو الافرازات المهبلية وترتفع مستوى العدوى لهذه الأمراض عند ممارسة الجنس الفموي.
- التهاب الكبد A: عبارة عن عدوى في الأمعاء تنتقل عن طريق التلامس مع براز المصاب ويمكن أن يحدث إذا كان الجنس الفموي يتضمن لعق أو لمس شرج الشريك حتى لو كان يبدو نظيفاً.
- فيروس العوز المناعي المكتسب: يعرف بمرض الإيدز أيضاً إن احتمالية نقل المرض من الشخص المصاب في حالة الجنس الفموي تعتبر ضعيفة لكن مع ذلك يمكن أن تنتقل للشخص السليم.
- قمل العانة: عبارة عن حشرة صغيرة توجد في منطقة الأعضاء التناسلية وتتغذى على الدم وتنتشر أثناء ممارسة الجنس ويمكن علاجها بالأدوية.
- فيروس الورم الحليمي البشري: والذي يمكن أن يسبب سرطان الحلق ويعتبر من أكثر الأمراض المنقولة جنسياً حيث أنه ينتقل عن طريق الجنس التناسلي والجنس الفموي ويسبب سرطان العنق والحلق عند انتقاله عن طريق ممارسة الجنس الفموي، وينتشر بشكل أكبر عند الرجال وخاصة المدخنين أو من لديهم عدة شركاء جنسيين. إضافة لتلك الأمراض فقد يؤدي الجنس الفموي للإصابة بمرض الزهري أو الثآليل التناسلية.
- مشاكل العلاقة الزوجية: إضافة للأمراض الجسدية فإن ممارسة الجنس الفموي قد يسبب ضغط على العلاقة مع الشريك خاصةً عند عدم استمتاعه بهذا النوع من التواصل الجنسي، لكنه يحاول أن يقوم به من اجل إسعاد الطرف الآخر.
تزداد الخطورة في حالات كنت أنت المعطي بسبب تعرضك للسوائل التناسلية كما تزداد أيضاً في حال وجود تقرحات أو جروح في الفم. في حال اعتقادك أنك قد تكون مصاب بالعدوى المنقولة جنسياً فيجب مراجعة طبيب مختص بالصحة الجنسية. [2,4]
- يفضل استخدام الواقي الذكري لتقليل خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي.
- استخدام سدة الاسنان وهي مربع صغير من اللاتكس أو البلاستيك ويعمل كعازل بين فم الرجل والأعضاء التناسلية سواء المهبل أو فتحة الشرج ويهدف إلى منع الأمراض المنقولة عن طريق الجنس الفموي، يشبه كثيراً بعمله عمل الواقي الذكري، تذكر أنه لا يجب استخدامه أكثر من مرة واحدة حيث أن البكتريا قد تنمو وتتكاثر عليه ما يعرضك للخطر.
- قد تحتاج لبعض الوقت لتستطيع ان تتفاهم مع شريكك بشكل أفضل حول حدود ممارسة الجنس الفموي التي يفضلها كل منكما، وتذكر أن ذلك يعتمد بشكل كلي على الحوار والنقاش بينكما.
- تعتبر المناقشة هامة جداً بين الشريكين أثناء ممارسة هذا النوع من الجنس لأن الكثير قد لا يرغب بالجنس الفموي وقد يكون يفعل ذلك فقط لإرضاء الشريك الأمر الذي قد يتسبب باضطرابات في العلاقة مع الوقت.
- النقاش بين الشريكين يساهم في معرفة ما هو أكثر ما يزيد المتعة لكل منهما ويساعدهم على الوصول للإشباع الجنسي بشكل أكبر.
- يجب تجنب ممارسة الجنس الفموي في حال كان لديك:
- تقرحات حول الفم أو الأعضاء التناسلية أو فتحة الشرج.
- وجود أي ضرر في اللثة أو وجود التهاب في الحلق.
- إذا كنت تقوم بمراجعة طبيب الأسنان خلال هذه الفترة.
- يجب تجنب تنظيف الاسنان بالفرشاة قبل ممارسة الجنس الفموي، حيث أنها قد تتسبب ببعض الجروح في اللثة ما يؤدي لانتقال بعض الأمراض للفم.
- الحرص على النظافة الشخصية قبل ممارسة لجنس الفموي فيمكنك مثلاً أن تأخذ حمام أو استخدام الماء لغسل المناطق التناسلية أو استخدام الغسول المخصص لهذه المناطق.
- تذكر يجب تجنب استخدام العطور ومزيلات التعرق على الأعضاء التناسلية لأنها قد تتسبب بآثار جانبية وبدلاً من ذلك حاول استخدام المنتجات الخاصة بالعناية ونظافة المناطق التناسلية. [3,4]
إذاً الواقع أن البعض يفضلون ممارسة الجنس الفموي مع شركائهم ولهذا يجدر التنويه لأنه يوجد العديد من الأشياء الهامة التي يجب الانتباه لها قبل ممارسة الجنس الفموي ومنها:
- ابتلاع السائل المنوي
كثير من التساؤلات حول بلع السائل المنوي والمخاطر الصحية المحتملة المرافقة له، فلا يوجد أي دليل علمي على أنه يمكن أن يسبب أي أذى للصحة في حال كان خالياً من الأمراض المنقولة جنساً، ولكن مسألة القذف داخل الفم محرمة شرعياً. - الطعم والمذاق أثناء الجنس الفموي
هناك بعض القصص المتداولة بين ممارسين الجنس الفموي أن ما يأكل يؤثر على المذاق أثناء ممارسة الجنس الفموي، ولقد كانت هذه القصص تتركز بشكل أكبر حول أكل الاناناس الذي يمكن أن يغير طعم المهبل بشكل أفضل، كما أن أكل أطعمة تحتوي على نسبة عالية من السكر مثل الفاكهة يمكن أن تجعل مذاق سوائل الجسم أكثر حلاوة، لكن هذا التأثير لا يكون ملاحظ بشكل فوري حيث أن السائل المنوي للرجل يمكن أن يعود تكوينه لعدة أسابيع سابقة. - السلامة والنظافة
يجب التركيز بشكل جدي على استخدام الواقي الذكري أثناء الجنس الفموي وبشكل خاص في حالات وجود شركاء جنسين غير مستقرين حيث أنه من الممكن التعرض لأشخاص قد يعانون من أمراض جنسية حتى بدون علمهم، على عكس العلاقة الزوجية التي تعتبر أكثر أماناً بسبب محدودية الشركاء الجنسين، بالإضافة لضرورة استخدام الواقي الذكري وسدادة الأسنان وأدوات الحماية الجنسية، أما بالنسبة للنظافة فيجب التركيز على الاستحمام قبل ممارسة الجنس. - الجنس الفموي الشرجي
حاول أن تتجنب الجنس الفموي عن طريق الشرج حيث أنه مهما حاولت التنظيف يبقى معرض للأمراض الجنسية، إضافة لذلك أن ممارسة الجنس الفموي من الشرج ثم الانتقال للمهبل قد يؤدي لانتقال بكتريا بين المهبل وفتحة الشرج تتسبب في أمراض مختلفة. [1,3]
إن ممارسة الجنس الفموي هو اختيار شخصي للغاية يمكن أن تتحدث حوله مع شريكك إذا كنت مستعد لتجربته أو لا تفضل القيام به أو أنك تريد التوقف عن القيام به، وتستطيع الحديث معه عن وسائل الحماية من الأمراض المحتملة وكيفية تجنبها، والطرق التي يمكن القيام بها أو الطرق التي لا ترغب بها، بالنهاية غاية الجنس الفموي هو زيادة المتعة بين الزوجين ولا يجب أن تكون على حساب سعادة الطرف الآخر.