سلبيات الزواج من رجل أجنبي وإيجابياته
كما تقول العبارة المشهورة (الزواج قسمة ونصيب) فلا تعلم معظم بالفتيات من هو الرجل الذي سوف تربط به وتتزوجه، وبشكل عام وبسبب ظروف الحياة المتعلقة بالإقامة أو العمل أو الدراسة أو الصدف قد يقع اختيار الفتاة على الزواج من شخص أجنبي بعيد عن ثقافتها ومجتمعها وبلدها وربما دينها، ما يجعلها في تفكر في جدوى هذا الزواج وإمكانية نجاحه وما الذي قد يعترضه من عقبات وصعوبات وما هي إيجابيته وسلبياته.
ليس بالضرورة أن يكون الأجنبي ثقافة بعيدة جداً فقد يشترك الطرفين بالثقافة والدين ولكن البلد مختلف، وقد يكونان من غير ثقافة ولكن يجمعهما الدين نفسه، وقد يكونان مختلفين في الثقافة والدين، فهنالك عدة حالات يتم فيها الزواج من رجل أجنبي نذكر منها:
- السفر: قد يكون السفر بسبب إكمال الدراسة أو السياحة أحد الحالات التي يتم التعرف فيها على رجال من غير بيئة وقد تتطور علاقة الفتاة بأحد أصدقائها أو زملائها وتشعر تجاهه بالحب، وقد تشعر أن هذه العلاقة قد تتطور وتنجح كعلاقة زوجية يمكن تأسيسها بنجاح.
- مكان العمل: العمل أيضاً يكون أحد الحالات التي يمكن من خلالها إيجاد فرصة للتعرف على رجل أجنبي وإنشاء علاقة عاطفية معه، وقد تنتهي هذه العلاقة بالزواج في حال وجد الطرفان سبل مشتركة بينهما.
- وسائل التواصل الاجتماعي: نتيجة تطور وسائل التواصل الاجتماعي أصبح من السهل التعارف بين شخصين كل منهما في بلد مختلف تماماً عن الآخر، وقد تعطي هذه الوسائل الفرصة لشخصين بالتعرف على طباع وأفكار بعضهما وقد تتطور بينهما علاقة عبر الانترنت تنتهي بطلب الزواج.
- الصدفة: سواء كان الحظ أو النصيب كلها تسميات للصدفة التي تحصل بشكل مفاجئ لتعرّف من خلال موقف معين شخصين مختلفين ببعضهما دون أي رابط بينهما وقد يحصل الحب والتفاهم. [1]
عندما تبحث الفتاة عن شريك مناسب للزواج تهتم بأوجه التشابه بينهما، ولكن في بعض الحالات قد لا يكون الزوج مشابهاً لها، فممكن أن يكون الرجل أجنبي والثقافة أو الدين مختلفين وقد ينجح الحب في جمع هذين الطرفين وهذا يترتب عليه عدة إيجابيات نذكر منها:
- التعرف على أشياء جديدة بشكل مستمر: من أكثر الإيجابيات التي تفكر فيها الفتاة عند الزواج من رجل أجنبي هي الأشياء الجديدة المختلفة عنها التي سوف تتعرف عليها والأماكن الجديدة التي سوف تزورها وتستمتع بها برفقة زوجها.
- التخلص من الروتين: أحد الإيجابيات المهمة للزواج من رجل أجنبي هي عدم وجود روتين يومي ممل يقضي على متعة الحياة الزوجية، وذلك لأن السفر إلى بلد جديد يجعل الفتاة تتعلم كل يوم كلمات جديدة من زوجها وتتعرف على عادات جديدة ويكون لديها أشياء كثيرة لتفعلها في مكان لا تعرف عنه شيئاً، فهذا يجعلها لا تشعر بالملل والروتين على الإطلاق..
- التعرف على أنواع جديدة من الناس: تغيير البيئة المحيطة بالفتاة يجعلها تتعرف على أشخاص جدد في حياتها وقد تجد أشخاص جيدين وأصدقاء مميزين في البلد الذي تسافر إليه.
- تشارك القيم والعادات بين الزوجين: قد يكون من الممتع عند الزواج من رجل أجنبي أن الزوجين سوف يعلّمان بعضهما العادات والتقاليد، وسوف يتشاركان فيها ومن الممكن أن يتم تطبيق هذه التقاليد نفسها ولكن بطريقة وأسلوب جديد.
- فرصة للذهاب إلى بلد جديد: قد يكون الزواج من رجل أجنبي فرصة جيدة للذهاب إلى بلد جديد فحتى في حال لم ينجح الزواج تكون الفتاة قد اكتسبت على الأقل فرصة لدراسة جديدة بعد الزواج أو عمل جديد في هذا البلد.
- تربية الأبناء في ثقافة جديدة: الزواج بين طرفين مختلفين من حيث الخلفية الثقافية يعطي الفرصة للأطفال لاكتساب الثقافتين معاً ويعطيهما الخيار للاختيار أي منهما سوف تناسبهم، وتفتح أمامهم فرص أكثر في الدراسة والعمل والارتباط. [1،2]
حتى لو كان الحب هو من جمع بين الطرفين عند الزواج من رجل أجنبي، ولكن يبقى يوجد اختلافات كبيرة قد لا يشعر بها الزوجان إلا بعد الزواج، وسوف نوضح هنا بعض سلبيات الزواج من رجل أجنبي: [1،2]
- الشعور بأنها فقدت جزء من شخصيتها: مهما شعرت الفتاة بالفرح بالتعرف على الجو الجديد في الفترة الأولى، ولكن بعد فترة من الزمن قد تشعر أن هنالك جزء من شخصيتها مفقود وقد تم محيه ليس عن قصد، وإنما نتيجة للتكيف مع الحياة الجديدة والعادات الجديدة.
- رفض الأهل في بعض الأحيان: أحد أكبر السلبيات التي تواجه الفتاة عند الزواج من رجل أجنبي هي رفض الأهل في بعض الأحيان لهذه العلاقة، لعدة أسباب أهمها أنهم لا يحبون فراق ابنتهم وخوفهم من عدم رؤيتها مرة جديدة أو أن هذا الزواج لن يحقق لها السعادة وسوف يجعلها تشعر بالغربة.
- الشعور بالغربة: في الفترة الأولى تتعرف الفتاة على أماكن جديدة وأشخاص جديد وتأخذها الحياة في مجال يشغلها عما كانت عليه وبعد فترة تشعر بأنها بحاجة للسير في الأماكن التي تعرفها وزيارة الأشخاص الذين اعتادت على رؤيتهم، وهذا الشعور بالغربة تجاه المكان والأشخاص قد يكون من السلبيات التي تؤثر على العلاقة الزوجية.
- اختلاف العادات والتقاليد: لعل اختلاف العادات والتقاليد من أهم السلبيات التي تؤثر على العلاقة الزوجية، فمثلاً قد تنظر الفتاة الكثير من العادات الأجنبية على أنها غير صحيحة خاصة بالأمور الدينية فقد لا يرغب الزوج بالحجاب على سبيل المثال، وقد لا ترغب الفتاة بشرب الكحول كما يفعله زوجها الأجنبي.
- التكاليف المادية: أحد سلبيات الزواج والسفر إلى بلد أجنبي هي التكاليف المالية الكبيرة بين الزواج والسفر والاستقرار.
- المشاكل القانونية لزواج الأجانب: وهي إحدى أهم سلبيات الزواج من رجل أجنبي، حيث يشكل التباين في القوانين بين الدول عقبة كبيرة في تسوية أوضاع الزوجين بدايةً من معاملة الزواج نفسها ثم في المعاملات اللاحقة مثل وقوع الطلاق وحضانة الأطفال وفصل المنازعات والقضايا المالية... وغيرها من التفاصيل القانونية التي تعتبر بالغة التعقيد في حالة الزواج من أجنبي.
الزواج مؤسسة يشترك على بنائها طرفان يحاولان بشتى الوسائل نجاح الزواج وتربية أطفال ناجحين ومستقلين، ولكن الزواج من رجل أجنبي يترتب عليه عدة أشياء تؤثر على الأسرة والعلاقة الزوجية ومن هذه الآثار نذكر:
- اختلاف اللغة: قد يكون اختلاف اللغة بين الزوجين أحد الأشياء التي تؤثر بشكل سلبي على العلاقة الزوجية، فمهما حاول الزوجان تعلم لغة الآخر يبقى هنالك مصطلحات تخص البيئة الثقافية والاجتماعية، وهذا يسبب صعوبة في فهم متطلبات كل طرف.
- صعوبة تربية الأطفال: اختلاف العادات والأفكار قد ينشأ بعض الخلافات في طريقة تربية الأطفال فكل طرف من الزوجين يريد تعليم الطفل حسب أفكاره وقناعاته وثقافته، وهذا قد يؤثر بشكل سلبي على العلاقة الزوجية.
- عدم فهم طرق الاحتفال بالمناسبات: يتم الاحتفال بطرق مختلفة جداً خلال الأعياد بين كل بلد وآخر واختلاف الثقافات بين الزوجين قد يفقد هذه المناسبات والأعياد بهجتها، فالزوجة مثلاً ترغب بالاحتفال بأعياد قد لا يستطيع الزوج مشاركتها فيها فهو لا يعرف عن طقوسها شيئاً، وحتى لو كان العيد مشترك بينهما اختلاف طريقة الاحتفال بين الزوجين قد تفقد العيد بهجته ولا تجد الفتاة حولها من يشاركها الطقوس المعتادة عليها، وهذا قد يؤثر بشكل سلبي على الزواج.
- اضطرار الزوجة لقبول قيم تختلف عن قيمها: قد تُجبر الفتاة على تقبل قيم وعادات لا ترغب فيها ومختلفة عن عاداتها، وذلك لمنع الخلافات في العلاقة الزوجية وقد تتحمل هذه الخلافات في بداية العلاقة ولكن فيما بعد قد ينشأ خلاف يؤثر سلباً على العلاقة الزوجية.
- صعوبة شرح متطلبات الزوجة: مهما كان يوجد اختلافات بين الزوجين من نفس البلد لكن يبقى هنالك أشياء يفهمها الرجل في أنثاه ويعرف الطريقة الصحية للتعامل معها، وهذا ما تفتقد الفتاة لدى زوجها الأجنبي، فهي لا تعرف طريقة شرح متطلباتها ويجب أن يشعر فيها الرجل لوحده، وبما أنه بعيد عن بيئتها قد لا يفهم الطريقة الصحيحة للتعامل معها وتلبية متطلباتها. [3]
كيفية التعامل مع الأهل عند رفض الزواج من أجنبي
قد يكون رفض الأهل أمر مدمر للنفسية في حال شعرت الفتاة أنها وجدت الشريك المثالي ولم يوافق أهلها عليه، لذلك يتوجب عليها التعرف على طرق للتعامل معهم وإقناعهم، ومن هذه الطرق نذكر:
- فهم رغبة الأهل والاستماع إليهم: من المهم ألا تُظهر الفتاة معارضتها لأهلها عند رفضهم زواجها من رجل أجنبي، ويجب أن تستمع إليهم وتستوعب رفضهم وتحاول حل المشكلة.
- محاولة التحدث معهم بهدوء وعدم الانفعال: انفعال الفتاة وتمسكها برأيها قد يفاقم المشكلة، لذلك يجب محاولة إقناعهم بعيداً عن الانفعال والخلافات.
- مساعدة الأهل للتعرف على الشريك: يتوجب على الفتاة مساعدة أهلها في التعرف على الشريك الذي اختارته، فهذا يجعلهم يشعرون بالاطمئنان والتفكير بالقبول في حال وجوده رجلاً مناسباً.
- محاولة استشارة الأقارب وطلب المساعدة منهم: من الممكن أن تطلب الفتاة مساعدة أحد أقربائها واستشارتهم لمحاولة إقناع الأهل من خلالهم.
- إخبارهم بأن هذا الزواج لن يمنعهم من رؤية ابنتهم: قد تتفق الفتاة منذ البداية مع زوجها وأهلها على فترة معينة تعود فيها إليهم، فلا يجب أن تنقطع بشكل كامل عن أهلها وهذا يساعد في التأثير على رأيهم.
- النزول عند رغبة الأهل: في كثير من الحالات تكون الغربة تجربة قاسية وخاصة بالنسبة للفتاة التي لم تختبر هذه الأمور وجرفتها عواطفها تجاه الرجل الغريب الذي من الصعب التأكد من أخلاقياته ونواياه، وهنا عند اضطرار الفتاة للاختيار بين أهلها وعواطفها، من الأفضل اختيار أهلها حتى لا تصدم بواقع لا تتوقعه وتشعر بالندم بعد أن خسرت أهلها. [4]
عند الإقدام على خطوة الزواج يمكن الوقوع بالعديد من الأخطاء التي يمكن أن تسبب خلافات بين الزوجين فيما بعد، خاصة في حال كان الزوج أجنبي، فهو يحتاج لفترة حتى يفهم ويتأقلم مع زوجته، وسوف نوضح بعض النصائح الهامة عند اتخاذ قرار الزواج من رجل أجنبي:
- إعطاء العلاقة فترة كافية قبل الزواج: قد تشعر الفتاة بالسعادة الغامرة في الفترة الأولى كونها سوف تجرب أشياء جديدة وتسافر، ولكن هذا لا يجب أن يأخذها في منحى بعيد عن شخصية الرجل نفسه، فيجب إعطاء فرصة كافية للعلاقة لتعرفه أكثر وتفهمه وتقيس مدى قدرتها على التفاهم والعيش معه.
- قياس السلبيات والإيجابيات لمعرفة الأرجح: من أجل الوصول لزواج ناجح نوعاً ما وبعيداً عن الخلافات، يجب أن تنظر الفتاة لإيجابيات هذه الفرصة وسلبياتها وتتخذ بعدها القرار الصحيح.
- إتقان اللغة: من المهم قبل السفر أن تتقن الفتاة لغة البلد المسافرة إليه لتبدأ بعد السفر بتعلم المصطلحات الخاصة بالمكان فقط.
- التعرف إلى القوانين والأنظمة في بلاده: من المهم أن تتعرف الفتاة إلى الأنطمة والقوانين في بلاد زوجها المستقبلي، فهناك بعض الدول التي تضع قيوداً على الزواج من الأجانب تتعلق بالإقامة والجنسية، ودول أخرى تضع قيوداً على تعدد الزوجات، فإذا كان هذا العريس متزوجاً -حتى ولو صورياً على الورق- لن يستطيع استقدام زوجته الثانية قبل فصل النزاع القانوني مع الأولى.
- الاعتماد على الصراحة في كل المواقف: الصراحة تخلص الزوجين من عدة خلافات قد تؤثر بشكل سلبي على علاقتهما، لذلك من المهم أن يكون الزوجين صريحين منذ البداية مع بعضهما وعدم إخفاء أي شيء عن الطرف الآخر.