طريقة عمل الحمام المغربي في البيت ومكونات الحمام المغربي
دائماً ما تحاول الفتيات والنساء عموماً البحث عن أفضل الطرق لتحافظ فيها على جمالها وتجدد شبابها وتنعش جسدها، وأحد هذه الطرق المتعارف عليها هو الحمام المغربي، حيث أنه لم يعد محصوراً بالعادات المغربية فقط، وإنما انتشر مؤخراً في الكثير من بلدان العالم، وفي هذه المقالة سنتحدث عن الحمام المغربي وفوائده وكيفية القيام به في المنزل.
يعتبر الحمام المغربي من أشهر الحمامات المرتبطة في مجال العناية بالجمال والاهتمام بالجسم، حيث اشتهرت الحمامات المغربية في المغرب خاصة خلال فترة العهد الروماني، وكانت تقوم على طقوس محددة واستخدام مواد معينة وتعتبر ميراث ثقافي تتناقله الفتيات المغاربة من جيل إلى جيل حتى أصبح يشتهر على مستوى دول العالم.
الحمام المغربي يتألف من عدة خطوات تبدأ بعملية تبخير للجسم ببخار الماء الساخن ثم دهن الجسم بالصابون الغربي بعد نقعه بالماء الساخن لمدة ربع ساعة، بالإضافة للقيام بعملية تقشير للجسم واستخدام ليفة خاصة مغربية، كما يتم تغذية الجلد من خلال دهنه بمجموعة من الزيوت وأخيراً القيام بعملية ترطيب للبشرة باستخدام بعض الزيوت المرطبة.
ويتميز الحمام المغربي عن غيره من أنواع الحمامات مثل الحمام التركي بأنه يقوم على استخدام البخار في تنظيف البشرة والجسم، بالإضافة إلى استخدام الصابون المغربي الذي يصنع بطريقة معينة وبمواد طبيعية ومغذية للبشرة، أما الحمام التركي فيستخدم الماء الساخن بدلاً من البخار ولذلك فهو أفضل بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل تنفسية أو مشاكل الضغط.
يمكن عمل الحمام المغربي في حمام السوق حيث تساعدك إحدى العاملات هناك في فرك جسمك بطريقة احترافية وتغذيته بالخلطات المغربية الأصلية، كما يمكن القيام به في المنزل بعد شراء مواده من العطار.
ليس من الصعب الحصول على مواد ومكونات الحمام المغربي فكلها مواد وزيوت طبيعية يمكن شرائها من أي عطار، وهذه المكونات هي:
- الصابون المغربي: الصابون المغربي هو مزيج من الزيتون الأسود وزيت الزيتون المغربي والذي يساعد في تنظيف البشرة بشكل عميق ومعالجة المشاكل الجلدية وتفتيح البشرة وجعلها ناعمة كالحرير، ويمكن صنعه في المنزل عن طريق هرس القليل من الزيتون الأسود وخلطه مع كأس صغيرة من زيت الزيتون ونصف كأس من زيت الحبة السوداء وتحريكه حتى يتشكل قوام ثقيل متجانس، ثم يتم تسخينه على النار حتى يتكاثف ويصبح قوامه غليظ ويوضع في قوالب ويترك ليجف وبعدها يصبح صالحاً للاستخدام.
- الليفة المغربية: الليفة المغربية هي ليفة تصنع من ألياف الشجر بشكل طبيعي وتساعد على تقشير الجسم بشكل عميق وتخليصه من الدهون والأوساخ مما يجعله أكثر نعومة وتفتيح.
- الطمي المغربي: أو الطين المغربي وهو طين مستخرج من الرواسب العميقة في جبال الأطلس المغربي ويحتوي على العديد من العناصر المفيدة للبشرة وأملاح مختلفة مثل البوتاسيوم والحديد والسيليكا والمغنيسيوم والذي يساعد في سد مسامات الجلد الواسعة وتنظيف البشرة من الجلد الميت.
- زيت الأركان: وهو يستخرج من شجرة لوز الأركان المنشرة في المغرب، وهذا الزيت له فوائد عديدة مغذية لبشرة الجسم والشعر.
- ماء الورد: ماء الورد مكون مهم يطبق بعد الانتهاء من الحمام المغربي لغلق مسام البشرة المفتوحة وترطيب الجسم.
- الحناء: إن استخدام الحناء البيضاء المطحونة يساعد في توحيد لون البشرة وتصفيتها وهي اختيارية في الحمام المغربي.
- الخزامى أو اللافندر المطحون: وهي مكونات اختيارية وهي عشبة عطرية تساعد على إعطاء الجسم رائحة جميلة لفترة طويلة.
- حجر القدمين: أو ما يسمى حجر الخفاف ويستخدم في إزالة تشققات منطقة الكعب في القدمين وجعلها ناعمة وذات مظهر صحي وأنثوي.
- دم الغزال: أو ما يسمى العكر الفاسي وهو عبارة عن مسحوق له لون أحمر يستخدم لإعطاء لون وردي طبيعي للجلد، كما يساعد على تنعيم الجلد ويستخدم غالباً لكعب القدم بعد فركه بحجر الخفاف.
بعد الحصول على مكونات الحمام المغربي أصبح من السهل القيام به في المنزل، وغالباً ما يستغرق مدة ساعة للانتهاء منه، وهنا سنذكر خطوات الحمام المغربي بالترتيب:
- مرحلة التبخير: الخطوة الأولى تكون بتعريض الجسم للبخار الساخن عن طريق فتح الدوش على المياه الساخنة وجعل الجسم يستنشق البخار دون التعرض للمياه، وذلك حتى تتفتح مسامات البشرة أكثر وذلك لمدة خمس دقائق على الأقل.
- نقع الجسم بالماء: بعد تعريض الجسم للبخار يملأ حوض الاستحمام بالماء على درجة حرارة يمكن للجسم أن يتحملها ثم قومي بالجلوس في الحوض ونقع جسمك بالماء الساخن لمدة 10 دقائق على الأقل، يمكن إضافة بعض الورد الطبيعي للماء لمزيد من الاسترخاء، في حال عدم توافر حوض استحمام لديك يمكن الاكتفاء بالوقوف تحت الدوش لمدة 15 دقيقة.
- توزيع الصابون: قومي بالخروج من المياه الساخنة وجففي جسمك ثم ادهنيه بالصابون المغربي بشكل كامل واحذري من تطبيقه على بشرة الوجه، واتركي الصابون مدة 15 دقيقة ثم قومي بشطفه بالماء الدافئ، تسعد هذه الخطوة على تليين الجلد وجعله مرناً وتحضيره لخطوة التقشير.
- تقشير الجلد: قومي بتقشير الجلد باستخدام الليفة أو الكيس المغربي وذلك بدعك الجسم بقوة وبصورة دائرية وستلاحظين كمية الجلد الميت التي ستخرج مع التقشير، حيث تعتبر هذه الخطوة مفيدة جداً للنساء التي تعاني من الشعر تحت الجلد، بعد ذلك قومي بشطف الجسم بالماء، ينصح بالقيام بخطوة التقشير بعد غسل الجسم جيداً من الصابون، وذلك للحصول على نتائج أفضل، كما يمكن استخدام حجر الخفاف في فرك كعب القدم لجعلها أكثر نعومة.
- تغذية البشرة: بعد إزالة طبقة الأوساخ والجلد الميت من البشرة وبعد فتح مساماتها تبدأ خطوة التغذية، وذلك باستخدام الخلطة المغربية الخاصة بالحمام المغربي وتكون بخلط 4 معالق من الطمي أو الطين المغربي وملعقتين الخزامى أو اللافندر المطحون مع ملعقتين من الحنة وكأس صغير من ماء الورد وملعقتين من زيت الأركان ثم تطبق هذه العجينة على الجسم وتترك حتى تجف تماماً أو لمدة عشرين دقيقة ويغسل الجسم بعدها بالماء الدافئ.
- ترطيب البشرة: بعد تجفيف الجسم قومي بترطيب الجسم باستخدام أحد الزيوت الطبيعية كزيت جوز الهند أو زيت الجوجوبا أو باستخدام أي لوشن مرطب للجسم، وذلك لتعويض الجسم عن السوائل التي فقدها خلال عملية التبخير، كما يمكن تطبيق العكر الفاسي على كعب القدم لتعطيه نعومة ولون وردي طبيعي.
للحمام المغربي العديد من الفوائد سواءً من الناحية الجمالية أو من الناحية الصحية، وهنا سنذكر بعض هذه الفوائد ومنها:
- يساعد على الاسترخاء: حيث أن درجة حرارة الماء المستخدمة في الحمام المغربي ستساعد على استرخاء العضلات وتقليل التوتر والإرهاق فيها، كما يعمل على إذابة الشحوم التي تكون مترسبة في المفاصل وذلك حتى بدون الحاجة للخضوع لجلسات التدليك.
- تنظيف البشرة العميق: يساعد الحمام المغربي على تخليص الجسم من السموم وتنظيف البشرة وتنقيتها وجعلها أفتح والتخلص من اسمرار الركب والأكواع.
- تحسين الدورة الدموية: تدليك العضلات والتقشير والتعرض للبخار الدافئ سيؤدي بشكل طبيعي إلى تحسين الدورة الدموية في الجسم وإظهاره بشكل أكثر نضارة وصحة.
- تقشير وإزالة الجلد الميت: يساعد فرك الجسم بالصابون المغربي والليفة الخاصة بها على تقشير الجسم والتخلص من الجلد الميت وستصدمين من كمية الجلد الميت والأوساخ التي ستخرج من الجسم.
- ترطيب الجلد: الزيوت المستخدمة في الحمام المغربي وخاصة زيت الأركان يساعد في ترطيب البشرة بشكل عميق وتخليصها من مشكلة الجفاف وجعلها أكثر مرونة.
- يساعد في مكافحة الشيخوخة: يساعد تدليك البشرة خلال التعرض للبخار على تحفيز البشرة على إنتاج الكولاجين فيها مما يعطيها النضارة والتخلص من آثار الشيخوخة فيها.
قبل القيام بعمل الحمام المغربي سنقدم لك بعض النصائح والتحذيرات الخاصة به وهي:
- شرب الكثير من الماء: ينصح بشرب كمية كبيرة من المياه عند القيام بالحمام المغربي، وذلك للحفاظ على رطوبة الجسم طوال مدة الاستحمام فعند تعريض البشرة للبخار لفترة طويلة يخسر الجسم الكثير من رطوبته مما يؤدي لجفافه وتقشره.
- القيام بالحمام المغربي مرة كل أسبوعين: يؤدي القيام بالحمام المغربي بشكل متكرر لأكثر من مرتين في الأسبوع لحصول مشاكل جلدية في البشرة مثل جفافها وتهييجها بسبب فقدان الجسم للزيوت الطبيعية التي يفرزها.
- هل الحمام المغربي مناسب للجميع؟ يمنع القيام بالحمام المغربي للأشخاص الذين يعانون من حساسة في العين وارتفاع في ضغط العين أو الذين يعانون من انخفاض في ضغط الدم ومرضى الربو ومشاكل تنفسية أخرى، وذلك لما يسببه البخار من زيادة في الرطوبة والتقليل من كمية الاوكسجين الموجودة في الجو والذي قد يضر بالأشخاص المصابين بهذه الأمراض.
- اتركي الحمام إذا شعرت بالغثيان أو الدوار: لا تحاول المكابرة والبقاء فترة أطول في البخار فالشعور بالدوار أو الإغماء يعني أن جسمك غير قادر على تحمل كمية الرطوبة وقلة الأوكسجين والذي قد يؤدي إلى إغمائك في حال عدم استنشاق الأوكسجين الكافي بسرعة.
- لا تستخدمي الليفة على بشرة الوجه: لا تقومي باستخدام الليفة المغربية في تدليك الوجه أبداً لأن ذلك يسبب تخريش البشرة وحدوث التهابات فيها بالإضافة إلى التهييج وانتشار الحبوب فيها.
- حمّمي شعرك أولاً: في حال أردت تنظيف شعرك يفضل القيام بذلك قبل الحمام المغربي لأن زيوت الشعر عند الاستحمام تنزل إلى الجسم وبالتالي ستتجمع الدهون على البشرة وستحتاج إلى تنظيف جسمك مرة أخرى.