هل حبوب الغدة الدرقية تؤثر على موعد الدورة الشهرية؟
يحتوي جسم الإنسان على إحدى عشر غدة صماء تتحكم فيه من خلال هرموناتها المختلفة، وتعتبر الغدة الدرقية أحداها، تقع الغدة الدرقية أسفل الرقبة، وهي المسؤولة بشكل رئيسي عن عمليات التمثيل الغذائي في جسم الإنسان، إضافة إلى تنظيم ضربات القلب، والغدة الدرقية معرّضة للإصابة بالأمراض كباقي أجزاء الجسم ومن هذه الأمراض: فرط النشاط، والخمول، ممّا يؤدي بالطبع إلى حدوث مشكلات صحيّة عند المريض. ومن الضروري عند ذلك اللجوء للطبيب لأخذ الدواء المناسب، وبالنسبة للمرأة المصابة باضطرابات الدرقية؛ كيف يؤثر هذا الاضطراب وحبوب الغدة الدرقية على موعد وغزارة الحيض لديها؟
- ما علاقة الغدة الدرقية بالدورة الشهرية؟
- تأثير مشاكل الغدة الدرقية على الدورة الشهرية
- تأثير قصور الغدة الدرقية على الدورة الشهرية
- تأثير فرط نشاط الغدة الدرقية على الدورة الشهرية
- هل أخذ حبوب الغدة الدرقية يأثر على موعد الدورة الشهرية؟
- هل يؤثر أخذ حبوب الغدة الدرقية في غزارة الدورة الشهرية؟
- أثر استئصال الغدة الدرقية على الدروة الشهرية
- متى تنتظم الدورة بعد أخذ حبوب الغدة؟
- المصادر و المراجع
الغدة الدرقية ثؤثر على الدورة الشهرية بشكل كبير وذلك بسبب تأثيرها المباشر على المبايض وتفاعلها غير المباشر مع بروتين الغلوبولين الرابط للهرمون الجنسي (SHBG)، ما يجلع صحة الغدة الدرقية تنعكس على صحة الجهاز التناسلي لدى المرأة وعملياته.
أي خلل في مواعيد وغزارة الدورة الشهرية عادة هو الدليل الأول لوجود اضطراب في الغدة الدرقية (الخمول أو الفرط).
وعلى الرغم من وجود العديد من الأسباب المحتملة الأخرى لمشكلات الدورة الشهرية، لكن يجب استبعاد إصابة الغدة الدرقية أولاً وقبل كل شيء ثم الانتقال إلى التحقق من باقي الشكوك. [1]
إن أي مرض ممكن أن يصيب الغدة الدرقية ينتج عنه غالباً اضطرابات بالحيض تصبح أكر حدة وشدة مع تفاقم مرض الغدة الدرقية نفسها.
وتشير الدراسات إلى أن النساء يعانين من مشاكل الغدة الدرقية أكثر من الرجال، وأهم أمراض الغدة الدرقية هي: [2,3]
- تضخم الغدة الدرقية
- التهاب الغدة الدرقية
- قصور نشاط الغدة الدرقية
- فرط نشاط الغدة الدرقية
- عقيدات الغدة الدرقية
- سرطان الغدة الدرقية.
أغلب هذه الأمراض لها تأثير مباشر على الجهاز التناسلي للمرأة وبالتأكيد تأثير على الدورة الشهرية من حيث الغزارة، والتوقيت أو موعد الحيض. ويمكن أن تتسبب اضطرابات الغدة الدرقية في:
- توقف الدورة الشهرية لعدة أشهر(انقطاع الحيض).
- انقطاع الطمث المبكر (سن اليأس الباكر).
- مشاكل في التبويض.
- زيادة إفراز البرولاكتين أو هرمون اللبن.
- عسر الطمث: وهي فترات الحيض المؤلمة فيصاحبها الشعور بالكثير من الآلام والصداع والمشاكل النفسية.
- تعدد الطمث: حيث يتكرر حدوث الحيض أكثر من مرة خلال الشهر الواحد،
- غزارة الطمث: تصاب المرأة بنزيف غزير أو مستمر لفترة طويلة.
- البلوغ المبكر: من مضاعفات خمول الغدة الدرقية وقصور نشاطها حدوث البلوغ المبكر عند البنات قبل السن الطبيعي.
أما التغيرات التي يمكن أن نلاحظها في الدورة الشهرية المصاحبة لفرط نشاط الغدة الدرقية فهي:
- تأخر البلوغ: على عكس قصور الغدة الدرقية، قد يؤدي فرط نشاط الدرق إلى تأخر سن البلوغ عند الفتاة.
- انقطاع الطمث: قد تتوقف الإباضة لدى المريضة مع ارتفاع مستوى إفراز بروتين الغلوبولين متأثراً بفرط إفراز هرمون الغدة الدرقية، وهو ما يعرف باسم سن اليأس المبكر أو نقطاع الطمث الباكر.
- ندرة الطمث: وهي عندما يكون الفاصل الزمني بين دورتين أكثر من 35 يوماً ولأكثر من دورة شهرية متتالية، أو عندما تنقطع الدورة الشهرية لفترة وتعود بشكل غير منتظم.
- تغير في غزارة الحيض: حيث يصبح النزيف أقل غزارة أو يستمر لفترة زمنية أقل من العادة.
- قلة الخصوبة: وذلك نتيجة عدم انتظام الدورة الشهرية، أو حدوث نزيف خلال الحيض، ما يقلل فرص حدوث الحمل بسبب انخفاض الخصوبة.
تعتبر الدورة الشهرية من الوسائل الهامة التي تمكن المرأة من الاطمئنان على صحتها بالعموم؛ في حال كانت الدورة منتظمة وطبيعية، ويُنصح باستشارة الطبيب في حالة ملاحظة أي تغيرات في دورتها.
وتعتقد بعض النساء أن الدورة الشهرية هي مجرد فترة لتنظيف الجسم، وتربط بينها وبين حدوث الحمل فقط، لكن الدورة تمثل أكثر من ذلك بكثير، فيمكن لاضطرابات الدورة الشهرية أن تكشف عن العديد من الأمراض الكامنة في جسمك، لأن العلاقة وثيقة بين الدورة الشهرية ووظائف الجسم المختلفة.
إن معدل الدورة الشهرية الطبيعي للنساء هو كل 28 يوم ولكن هذا الرقم يختلف من امرأة لأخرى. ونقصد بالحيض غير المنتظم عندما تكون مدة الدورة الشهرية أقل من 21 يوم أو أكثر من 35 يوم، فالحيض هو جزء من الدورة الشهرية على شكل نزيف دموي يخرج من المهبل.
ويعد قصور الغدة الدرقية من أهم أسباب عدم انتظام الدورة الشهرية ويساعد عمل الفحوصات الدورية، والمراجعة المستمرة للطبيب على تشخيص أمراض الغدة الدرقية مبكراً، مما يخفف من حدّة الأعراض، والعمل على علاج المرض بأسرع وقت، ويتمّ علاج خمول الغدة الدرقية بطريقتين أساسيتين:
- علاج "الثيروكسين" هرمونات اصطناعية مماثلة لهرمونات الغدة الدرقيّة.
- الاستئصال الجراحيّ في حالات الأورام.
إذا كان قصور الغدة الدرقية هو سبب عدم انتظام الدورة الشهرية، فإن العلاج ببدائل هرمون الغدة الدرقية يعيد مستويات الغدة الدرقية الطبيعية، بالتالي ستعود الدورة إلى انتظامها أما إذا تُركت دون علاج يمكن أن يزداد الأمر سوءاً وتصاب المرأة بمشاكل صحية منها:
- مشاكل في القلب.
- الإجهاض المتكرر.
- العيوب الخلقية للجنين أثناء الحمل وحتى العقم أحياناً.
إذا عانت المرأة من قصور الغدة الدرقية، فإن طبيبها المعالج سيقوم بفحص مستويات "TSH" لديها بانتظام وسيراقب مستوياته باستمرار للتأكد من أنها تتناول العيار المناسب من الأدوية لتعود مستويات هرمون الغدة الدرقية إلى الطبيعية. وغالباً فإن العثور على جرعة بديلة مناسبة قد يستغرق وقتاً لدى بعض النساء، لذا يجب أن يتحلين بالصبر. كما يمكن أن تتغير متطلبات هرمون الغدة الدرقية مع النظام الغذائي والعمر والحمل وزيادة الوزن، وبالتالي إعادة ضبط الجرعة الموصوفة من قبل الطبيب.
أما إذا عانت المرأة من فرط نشاط الغدة الدرقية، فإنها ستحتاج إلى استخدام الأدوية المضادة للدرقية، والتي تمنع الغدة الدرقية من إنتاج كميات كبيرة من الهرمونات.
ولا بد لك من المتابعة الدورية مع الطبيب المعالج، لأن الأدوية المضادة للدرق قد لا تستمر في ذات المفعول بعد سنوات أو قد تسبب مفعولاً عكسياً، وتبقى غزارة وموعد الدورة الشهرية من الدلائل المهمة التي يجب عليك تتبعها دوماً.
قد يلجأ الأطباء في بعض الحالات (الغدة الدرقية مفرطة النشاط) إلى استئصال الغدة الدرقية كاملة، وقد يستخدم أطباء آخرون اليود المشع الذي تمتصه الغدة الدرقية، مما يؤدّي إلى تقليص حجمها، وذلك حسب حالة كل مريضة.
في هذه الحالة يختلف علاجك عن مضادات الدرق إلى الأدوية التي تعوض نقص الدرق بعد استئصال الغدة أو تقليص حجمها باليود المشع.
ككل الأدوية فإن لحبوب الغدة الدرقية فوائد كذلك فإن سوء استخدامها قد يؤدي إلى التسمم في حال تناول هذه الأدوية بشكل خاطئ ومفرط. ويجب على المريضة:
الالتزام بالجرعة الموصوفة من قبل الطبيب لتجنب أعراض زيادة جرعة دواء الغدة الدرقية وسميته، وكجميع الأدوية الأخرى، يمكن أن تسبب حبوب الغدة الدرقية آثاراً جانبية عديدة، على الرغم من عدم حدوثها لدى الجميع.
والآثار الجانبية الشائعة لدواء الغدة الدرقية عادة تشبه أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، لذا يمكن أن تشمل الآثار الجانبية ما يأتي: [7]
- زيادة الشهية.
- فقدان الوزن.
- الحساسية للحرارة.
- التعرق المفرط.
- الصداع.
- فرط النشاط.
- العصبية.
- القلق.
- التهيج.
- تقلب المزاج.
- مشكلات في النوم.
- تعب.
- الرعشات.
- ضعف العضلات.
- تغيرات في الدورة الشهرية.
- تساقط الشعر، عادة ما يكون مؤقتًا.
- إسهال.
- التقيؤ.
- تقلصات في المعدة.
إذا كانت هذه التأثيرات خفيفة، فقد تختفي في غضون أيام قليلة أو أسبوعين أما إذا كانت أكثر حدة أو لم تختفِ، تحدثي إلى طبيبك أو الصيدلي لتأخذي المشورة المناسبة.
وإذا كنت تتناولين حبوب الغدة الدرقية ولاحظت غزارة الدورة الشهرية فيمكنك مراجعة الطبيب للتأكد من فحوصاتك وإعادة ضبط الجرعة في حال الحاجة لذلك، وبالعموم لا يسبب دواء الغدة الدرقية بجرعته المناسبة غزارة الدورة الشهرية، فهي تضبط الهرمون ليصبح طبيعياً.
في المحصلة.. هرمونات الغدة الدرقية لها علاقة عكسية بالدورة الشهرية؛ ففرط نشاط الغدة يقلل من غزارة الدورة أما قصور الغدة الدرقية يجعل الدورة أكثر غزارة
إن أمراض الغدة الدرقية الحادة والمتوسطة تعتبر من أكثر أسباب اضطرابات الدورة احتمالاً، وفي حالات الإصابات الحادة للغدة الدرقية (الفرط) فإنها تفرز هرمونات زائدة عن حاجة الجسم مما يسبب ظهور تغيرات فيها كتورمها و نمو الخراجات أو تضخم العقد (نظائر الدرق) وفي هذه الحالات قد يلجأ الأطباء إلى استئصال الغدة الدرقية كما ذكرنا أعلاه.
وكما تؤثر هرمونات الغدة الدرقية ما بين فرطها وقصورها؛ على غزارة الدورة الشهرية فتكون خفيفة أو على شكل نزيف، فإن استئصال الغدة الدرقية سيؤثر في بعض الحالات على غزارة وموعد الحيض لدى مريضة الدرق.
إضافة إلى ذلك فإن استئصال الغدة الدرقية يمكن أن يسبب انقطاع الحيض، حيث تغيب الدورة الشهرية عن المرأة لفترة ممكن أن تصل عدة لأشهر .
عادةً ما تنتظم الدورة الشهرية بعد حبوب الغدة خلال فترة أسبوعين إلى شهر من تثبيت الجرعة الصحيحة ما يعني انتظام مواعيد الدورتين التاليتين لتثبيت جرعة دواء الغدة الدرقية، وهي الفترة التي يعتمدها الطبيب المختص لاختبار تعديلات الجرعة، فعندما يقوم الطبيب بتحديد الجرعة الأولية بناء على حالة المريضة ووزنها؛ يطلب إعادة التحليل لتعديل الجرعة أو اعتمادها خلال 3 أسابيع أو شهر، وقد تحتاج بعض الحالات الخاصة إلى فترة أطول لتثبيت الجرعة وانعكاسها على الدورة الشهرية.
لكن إن لم تنتظم الدورة الشهرية بعد حبوب الغدة وتثبيت الجرعة، تجب مراجعة الطبيب للكشف عن سبب آخر لعدم انتظام الدورة بعد التأكد أن جرعة الدواء صحيحة.
وأخيراً ... سيدتي انتبهي إلى أنه كلما زادت حدة مرض الغدة الدرقية لديك، زادت احتمالية تعرضك لاضطرابات الدورة الشهرية وبعبارة أخرى، فإن وجود دورات طبيعية لا يستبعد بالتأكيد وجود مشكلة في الغدة الدرقية والعكس صحيح يعد الحيض غير الطبيعي دليلاً محتملاً على وجود حالة كامنة في الغدة الدرقية، ولكنه ليس مؤشر محدداً على وجود مشكلة. والطبيب المعالج هو الشخص الوحيد القادر على وصف الدواء وفق الجرعة المناسبة لحالتك المرضية وحسب فحوصاتك المخبرية حتى تتجنبي أي مشاكل وبذلك تعود دورتك الشهرية طبيعية.