التعامل مع الزوج السجين وزيارة الزوج في السجن
قد تواجه الحياة الزوجية العديد من العقبات التي تفرض على الزوجة أشياء تفوق قدرتها وتكون مجبرة على تقبل الواقع ومحاولة التعايش معه، ولعل من أصعب هذه العقبات هي عندما تجد الزوجة نفسها مسؤولة عن عدة أطفال كون زوجها دخل السجن لسبب ما، فقد تشعر بالغضب والخسارة وخيبة الأمل بالزوج في بعض الأحيان، فكيف تتعامل مع زوجها خلال هذه المرحلة، وكيف تتعامل مع أطفاله، وما التغيرات التي تحدث في الأسرة عند سجن الأب؟
غياب الزوج بشكل مفاجئ عن المنزل أمر مربك جداً للزوجة لأنها تمسي أمام مسؤوليات كبيرة، وفي حال كان الزوج يقضي عقوبة السجن يتوجب عليها هنا معرفة كيف تتعامل مع زوجها وأطفالها ومجتمعها أيضاً، وهو أمر قد لا تستطيع أي زوجة تحمله، لذلك سوف نوضح بعض الطرق للتعامل مع الزوج في السجن:[1،3،4]
- إظهار التعاطف مع الزوج: من المهم أن يرى الزوج تعاطفاً من عائلته وزوجته على وجه الخصوص لكي يستطيع التأقلم مع الواقع الذي فرض عليه، خاصة في حال كان جرمه صغيراً أو أنه دخل إلى السجن نتيجة الخطأ أو الظلم أو بسبب مخالفة بسيطة، فهنالك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى السجن دون أن يكون الشخص مجرماً بشكل فعلي، لذلك من المهم أن تظهر الزوجة التعاطف مع زوجها وتدعمه من أجل تحمله لمشقة السجن.
- مساعدة الزوج على تقبل الواقع: دعم الزوج في هذه المرحلة يساعده على تقبل الواقع ويخفف عنه التفكير بالأشياء التي سوف تحصل خارج السجن.
- تكرار الزيارة إلى الزوج في السجن: يجب على الزوجة أن تكرر زياراتها في كل فرصة تسمح لها بذلك لرؤية زوجها ودعمه ولتشعره أنها لن تتركه أبداً.
- إخبار الزوج الأحداث التي تخص الأسرة خارج السجن: إخبار الزوج عما يحصل خارج السجن مع الأطفال وفي العمل تجعله يشعر أنه غير منقطع عن الحياة كما لو أنه يعيش في المنزل.
- اصطحاب الأطفال لرؤية والدهم: فرؤية الأطفال تساعد السجين جداً وتخفف عنه المشاعر السلبية والقلق الذي يشعر به نحوهم بشكل دائم.
- الطلاق من الزوج المسجون: يجب الانتباه في حال كان الزوج قد ارتكب جريمة حقيقية وكبيرة وبشكل مقصود وثبت أنه غير قابل للإصلاح ويمكن أن يصبح خطر على الزوجة والأطفال، فهنا يجب الابتعاد عنه حيث أن الدعم يقدم للزوج فقط في حال كان ليس له ذنب بما حصل أما إن كان رجل غير صالح فلا يجب البقاء معه إطلاقاً.
عبارات تقولها الزوجة للزوج المسجون
الزوجة هي الداعم الأول والأخير للزوج في السراء والضراء، لذلك من المهم أن تكون قادرة على مواساته خاصة في حال دخل السجن عن طريق الخطأ أو بسبب حادث غير مقصود أو مخالفة بسيطة، حيث يتوجب عليها أن تصبر وتساعده إلى أن تنتهي المشكلة، ومن العبارات الهامة التي تواسي الزوج فيها نذكر: [3]
- أنا لن أدعك وحدك: فهذه العبارة تشعره أن هناك من يهتم لأمره وينتظره في الخارج.
- سوف أنتظر خروجك بفارغ الصبر: حتى لا يشعر أن حياته قد توقفت وأن من في الخارج يمارسون حياتهم دون أن يقيموا له اعتبار.
- أنا أثق بأنك رجل جيد ولن تطول فترة بقائك في السجن: فهذه العبارات ضرورية حتى لا يفقد الزوج الأمل وتهون عليه مدة عقوبته.
- سوف أبحث عن محامي ليبذل كامل جهده ويخرجك من هنا: وهذه العبارة أيضاً تعطي أمل كبير للشخص المسجون الذي يشعر أنه محاصر ولا يستطيع فعل شيء.
- التطمين على الأطفال: لن أدع الأطفال يشعرون بالنقص أو العار وسوف أرعاهم ولن ينقص عنهم شيئاً.
- هذه الفترة سوف تمضي لدينا الكثير لنفعله في الخارج.
- أدعو وأصلي من أجلك طوال الوقت لكي تخرج من هنا.
من البديهي أن تختلف حياة الأسرة وتنقلب رأساً على عقب عند دخول الأب إلى السجن، وهذا يؤثر بشكل سلبي على جميع أفراد الأسرة، وسوف نوضح هنا بعض الآثار السلبية لدخول الزوج إلى السجن: [1،2]
- تضطر الزوجة للبحث عن عمل: من الآثار السلبية التي تحدث عند غياب الزوج هي تردي الوضع المادي خاصة في حال كانت الزوجة عاطلة عن العمل، مما يجبرها على البحث عن عمل أو مشروع صغير لكي تكون قادرة على رعاية أطفالها وشراء احتياجاتهم بغياب والدهم خاصة في حال كان أهلها وأهل زوجها بمكان بعيد وغير قادرين على مساعدتها.
- خجل الأطفال من زملائهم: قد يتعرض الأطفال للتنمر بسبب وجود والدهم في السجن، وهذا أمر يشعرهم بالخجل والنقص وقد يؤثر على نفسيتهم بشكل سلبي.
- الاكتئاب يعم المنزل: في الفترة الأولى من دخول الأب السجن يعم الاكتئاب في المنزل وهذا أمر طبيعي، ولكن هنا يأتي دور الزوجة لتخفف عن أطفالها أيضاً وتجعلهم يتقبلون الواقع.
- المسؤوليات الكبيرة التي تفرض على الزوجة: من الآثار السلبية أيضاً هي المسؤوليات الكبيرة التي تفرض بشكل مفاجئ على الزوجة التي يتوجب عليها أن تكون الأب والأم في الوقت نفسه وتؤمن احتياجات الأطفال وتحميهم من الناس وكل هذه الأشياء من الممكن أن تجعلها تنهار بعد فترة قصيرة.
لعل وجود الأطفال والتعامل معهم هو أصعب ما يمكن مواجهته عندما يدخل الأب إلى السجن لأنهم لن يستطيعوا تقبل الواقع بسرعة، لذلك سوف نوضح بعض النقاط للتعامل مع الأطفال خلال فترة سجن الزوج: [1]
- مساعدة الأطفال على التكيف مع الواقع الجديد: يجب مساعدة الأطفال على تقبل الواقع ومحاولة تكملة يومياتهم بشكل طبيعي إلى أن يخرج الأب من السجن، وذلك بتأمين احتياجاتهم وعدم إشعارهم بالنقص وتلبية رغباتهم قدر المستطاع.
- تعليمهم كيف يردون على التنمر: يجب على الأم أن تقوي شخصية أطفالها وتعلمهم كيف يردون على تنمر الناس من حولهم والدفاع عن والدهم، ومن الأفضل تحذيرهم من نقل أخبار المنزل للخارج وخاصة في حال كانت فترة سجن الأب بسيطة.
- عدم تشويه صورة الأب في نظرهم: من المهم أن تحرص الزوجة على عدم تشويه صورة الأب في نظر أطفاله خاصة في حال كان الأطفال بعمر المراهقة، فقد يقدمون على أشياء خطيرة للهرب من الواقع كتعاطيهم المخدرات أو الهرب لفترات طويلة لعدم رؤية الناس، لذلك يجب أن يثقوا بوالدهم ويدافعوا عنه.
- الصراحة مع الأطفال: يتوجب على الأم أن تكون صريحة مع أطفالها ولا تخفي عنهم شيئاً فمن حقهم أن يعلموا أين والدهم ولماذا دخل إلى السجن، ولكن هذه المسألة مرتبطة بعمر الأطفال ومدة سجن الأب ونوع جريمته، فإن كانت المدة بسيطة ولسبب بسيط لا داعي لأخبارهم.
- طلب الدعم من أخصائي نفسي: في حال فشلت الأم بالتعامل مع الأبناء يمكنها استشارة مختص نفسي لمعرفة كيف تتعامل مع أطفالها بشكل صحيح.
يجب مراعاة مجموعة من الأمور بخصوص الأطفال عندما يكون الأب داخل السجن، فليست كل الحالات التي يدخل فيا الأب السجن توجب أن تبقى العائلة بجانبه، فهنالك حالات يجب ابتعاد العائلة فيها عن الزوج بشكل كامل، لذلك سوف نوضح بعض النقاط حول رؤية الأطفال للزوج السجين:
- سبب دخول الأب للسجن: رؤية الأطفال لوالدهم تتوقف على جرم الأب، ففي حال كان قد أقدم على جريمة شائنة مثل القتل والعنف والسلب أو التحرش الجنسي لا يجب أن يرى أطفاله بشكل دائم أو لفترة محدودة حسب مدى توبته وتحسن حالته النفسية والعقلية والأخلاقية، ولكن في حال كان قد ارتكب ذنب عن طريق الخطأ أو أنه قد دبرت له جريمة وهو بريء منها، هنا يجب رؤية الأطفال لوالدهم لدعمهم له.
- إذا كان الأب سوي عقلياً ونفسياً: في حال كان الأب غير سوي عقلياً أو نفسياً يمكن أن يؤذي أطفاله أو حتى يؤثر على نفسيتهم لذلك يفضل ألا يرونه بهذه الحالة حتى يتحسن وضعه.
- عمر الأطفال: في حال كان عمر الطفل صغير وغير واع قد تؤثر رؤية والده وراء القضبان على نفسيته بشكل سلبي وقد يبقى منظر والده مرافق دائماً له، لذلك لا يفضل رؤية الطفل لوالده إذا كان غير واعي ومدرك للواقع، وفي حال كان الطفل مراهقاً يجب أن يرى والده لكي يشعر بأهمية وجوده في حياته ولكي يصدق والده ويثق به دون أن تتأثر قيمة الأب داخله.
- رؤية الأب سوف تؤثر بشكل إيجابي أو سلبي: معيار رؤية الأب في السجن تقوم على تقييم إن كانت رؤية الأب للأطفال سوف تؤثر عليه وعليهم بشكل إيجابي أو سلبي من الناحية النفسية والعاطفية والاجتماعية، وبعدها يتم اتخاذ القرار الصحيح.
دخول الزوج السجن يعتبر صدمة كبيرة يتعرض لها، وعند خروجه يتوجب على المرأة تحضير عدة خطوات من أجل استقباله والترويح عن نفسه ومحاولة إعطائه طاقة إيجابية، وسوف نوضح بعض الأشياء التي يتوجب فعلها لاستقبال الزوج بعد خروجه من السجن: [5]
- دعوة أهل الزوج لاستقباله: يمكن أن تقوم الزوجة بإخبار أهل الزوج بموعد خروجه من السجن من أجل مشاركة الأهل في الاحتفال بخروج الزوج من السجن ودعمه نفسياً.
- محاولة جمع أصدقائه حوله: الأصدقاء من أكثر الأشياء التي تدعم نفسية أي شخص كان، لذلك من المهم أن تقوم الزوجة بإخبار الأصدقاء المقربين لكي يقدموا الدعم لزوجها عندما يخرج.
- تعليم الأطفال كيف يستقبلون والدهم: يجب تحضير الأطفال لاستقبال والدهم وتعليمهم كيف يستقبلونه ويعبرون عن اشتياقهم له.
- إظهار الزوجة مشاعر الفرح بخروج زوجها: من المهم أن تظهر الزوجة فرحها بخروج زوجها ففي النهاية هي الداعم الرئيسي له في جميع الظروف التي يمر بها، ويكون الزوج بحاجة ليشعر أن زوجته قد اشتاقت له وفرحت بخروجه.
- تحضير الزوجة نفسها من أجل استقباله: بعد الفترة التي يكون قضاها الزوج في السجن يكون بحاجة ليرى زوجته جميلة، لذلك يتوجب عليها أن تحضر نفسها وتكون بمظهر لائق عند استقباله.
في بداية دخول الزوج إلى السجن تعيش الزوجة حالة من الفوضى العارمة لعدم قدرتها على فهم ما حصل وتفكيرها بما سيحصل وكيف ستواجه هذا كله وقد تهمل نفسها بشكل نهائي، لذلك سوف نوضح بعض النصائح للزوجة عندما يدخل زوجها إلى السجن: [4]
- لا يجب أن تهمل صحتها: قوة الزوجة هي التي تجعلها تحتمل ما يحدث معها، لذلك لا يجب لهذه القوة أن تضعف وتنهار فمن المهم أن تحافظ على وجباتها وغذائها الصحي ولا تنقاد وراء العادات السيئة كالتدخين أو شرب الكحول لتنسى واقعها فيتوجب عليها أن تكون بصحة جيدة لمواجهة الواقع.
- تحرص على المشي يومياً: يعد المشي من أكثر الأشياء التي تفرغ الطاقة السلبية وتعطي راحة للنفس وتخلص من القلق والتوتر لذلك يجب أن تحرص الزوجة على المشي يومياً لمدة نصف ساعة على الأقل.
- تتعلم كيفية التعامل مع زوجها: في حال عجزت الزوجة ولم تجد طريقة مناسبة لتتفهم زوجها يمكنها قراءة كتب خاصة تساعدها أو تستشير أخصائيين نفسيين في هذا المجال.
- تفريغ الطاقة السلبية بالبكاء: الطاقة السلبية من أهم الأشياء التي تقود المرأة للانهيار لذلك يجب أن تفرغها الزوجة، والبكاء من أكثر الأشياء التي تريح النفس فلا يجب إخفاء الحزن والتعب فالبكاء يساعدها على أن تجتاز الحالة النفسية السيئة.
- محاولة إشغال نفسها بأي شيء: التفكير الزائد يجعل الزوجة تنهار لذلك يجب أن تقوم بإشغال نفسها بأي شيء بعيد عن الواقع ومحاولة ترك الأمور تسير كما كُتب لها.