مستقبل تخصص الصيدلة ومميزات دراسة الصيدلة
كثيراً ما بحث الإنسان قديماً في أسباب الأمراض وحاول إيجاد دواء يعالجها، فكان الطب والصيدلة قديماً اختصاصاً واحد إلى أن تم فصلهما كاختصاصين مختلفين على يد أبو بكر الرازي، وتطور بعدها اختصاص الصيدلة حتى أصبح على ما هو عليه، والعديد من الطلاب يرغب بدراسة هذا التخصص ويرغب بمعرفة ماذا يدرس، وما هي مميزاته، وما هي مجالات عمله؟ هذا ما سنتعرف عليه في المقال التالي.
تبدأ دراسة تخصص الصيدلة بدراسة الأجهزة المختلفة للجسم تشريحياً ومعرفة الطريقة الفيزيولوجية لعمل الأعضاء، ثم يهتم بدراسة آلية عمل الدواء وطريقة تفاعله في الجسم مع الأجهزة المختلفة وطريقة وصوله إلى المكان المحدد له.
كما يدرس تخصص الصيدلة طريقة تصنيع كل شكل صيدلاني مختلف عن الآخر كالمضغوطات والحقن والقطرات، ويهتم بتداخلات الأدوية مع بعضها وتأثيرها مع الأمراض التي قد توجد عند المرضى، بالإضافة لأنه يدرس كيفية استجابة الجسم للدواء من امتصاص وتوزع واستقلاب وإطراح، ويدرس كيفية التعامل مع المرضى والطريقة الصحيحة لصرف الدواء بشكل انتقائي لكل مريض.
ويُظهر تخصص الصيدلة الدور المكمل لعمل الطبيب في إعطاء العلاج الصحيح لكل مرض بشكل نوعي، ويهتم الفرع بابتكار أدوية جديدة بشكل مستمر عن طريق التعديل على البنية الكيميائية للأدوية القديمة ومعروفة النتائج أو عن طريق محاولة تقليد هرمونات معينة في الجسم وتصنيعها دوائياً. [1]
من المهم قبل دخول أي اختصاص يتعرف الطالب على المقررات الأساسية التي يدرسها هذا الاختصاص، وذلك من أجل معرفة إذا كان قادراً على التعمق في هذا المجال واجتيازه، ومن المقررات التي يتم دراستها في اختصاص الصيدلة نذكر:
- مدخل إلى علم الصيدلة
- التشريح
- الفيزيولوجيا
- الكيمياء التحليلية
- الكيمياء الصيدلية
- الكيمياء الحيوية السريرية
- علم الأدوية
- آداب وتشريع صيدلاني
- علم العقاقير
- الصيدلانيات
- الصيدلة الصناعية
- صيدلة المجتمع
- الكيمياء الغذائية
- الصيدلة الجرثومية
- الجراثيم والفيروسات
- إسعاف أولي
- صيدلة مشافي
- علم الأمراض
- تواصل صيدلاني
- تكنولوجيا صيدلية
الصيدلة من الاختصاصات التي تتيح مجالات عمل واسعة جداً، وكل مجال يختلف بشكل كامل عن المجالات الأخرى، لذلك سوف نوضح بعض المجالات التي يمكن العمل فيها بعد الانتهاء من دراسة اختصاص الصيدلة:[2]
- العمل ضمن صيدلية: فدارسة الصيدلة تسمح للمتخصص أن يعمل بشكل مستقل من خلال التعامل مباشرة مع المرضى، يحتاج العمل في هذا المجال لمهارات التواصل والإقناع، كما يحتاج إلى الثقة بالنفس والقدرة على نقل هذه الثقة للمريض لاكتساب ثقة المرضى بالصيدلي.
- شركات الأدوية: يمكن للصيدلي بعد التخرج أن يعمل في الشركات الدوائية، حيث يتم العمل على تصنيع الأدوية ويعمل الصيادلة بشكل رئيسي في قسم البحث والتطوير في المعامل الدوائية، ودور الصيادلة هنا يكون بالتأكد من الأدوية المستخدمة في التصنيع واستيراد المواد الفعالة لها وتخزينها والعمل على تصنيعها ضمن خطط وقوانين صارمة جداً تتبع لدساتير الأدوية العالمية كالدستور البريطاني،حيث يضع الصيدلي خطة تصنيع الدواء منذ دخوله إلى المصنع كمادة فعالة وحتى الانتهاء من جميع مراحل التصنيع والوصول للشكل الصيدلاني النهائي ويشرف على تنفيذ خطة التصنيع بجميع المراحل.
- العمل في المشافي: العديد من الخريجين لا يفضلون العمل في الصيدليات، حيث أنهم لا يرغبون بالدخول في المجال التجاري لذلك يتجهون نحو العمل في المشافي فهذا المجال يؤمن لهم العمل بشكل مباشر مع المرضى ويتمثل عملهم باختيار الدواء المناسب وصرف الوصفات بعد تشخيص الأطباء للمرض، ويقومون بشرح حالة المريض وطريقة استخدام الدواء الصحيحة ويساعد الطاقم الطبي في التأكد من أن المرضى يتلقون أفضل علاج، كما يشارك في شراء الأدوية للمشفى واختبار جودة هذه الأدوية.
- التجارب السريرية واكتشاف الأدوية: قد يرغب بعض الصيادلة بالذهاب نحو البحث عن أدوية جديدة، حيث يقومون بتطوير البنى الكيميائية للأدوية ومن ثم تطبيق هذه الأدوية من خلال التجارب غير السريرية على حيوانات التجربة ومن ثم الانتقال إلى التجارب السريرية التي تجرب على الإنسان المتطوع في البداية وبعدها في حال تم اختبار فعالية الدواء وأمانه بنجاح يتم طرح طريقة تصنيع الدواء الجديد في الأسواق.
- العمل في الرعاية الأولية: في هذا المجال لا يكون دور الصيدلي صرف الدواء وإنما العمل ضمن الممارسة الطبية ودعم المرضى بشكل مباشر بالتعاون مع الأطباء الذين قد لا يتوفر لديهم الوقت الكافي للتعمق في التفاصيل مع المرضى، وتكون هنا مهمة الصيدلي في الرعاية الأولية الذي يشرح المرض وكيفية التعامل معه وشرح طريقة العلاج، كما يهتم بالحالات خارج إطار المشفى ويتابع معهم خطة العلاج.
صعوبات تخصص الصيدلة في الدراسة والعمل
الصيدلة كما باقي الاختصاصات الطبية لا تخلو من بعض الصعوبات التي قد تواجه الدراسين قبل وبعد التخرج من الاختصاص، وهنا نذكر ح بعض صعوبات دراسة الصيدلة: [3،4]
- صعوبات دراسية: تخصص الصيدلة يتضمن عدد كبير من المقررات المختلفة بأشكالها العملية والنظرية، وهنا قد يواجه بعض الطلاب صعوبات في دراسة أحد هذه الأشكال.
- التكاليف المالية الباهظة: معظم فصول تخصص الصيدلة هي في القسم العلمي وهذا القسم يحتاج لشراء أدوات محددة ولباس محدد ويختلف بين سنة دراسة وأخرى، وبعد التخرج إذا رغب الخريج بافتتاح مشروعه صيدلية خاصة فهذا المشروع أيضاً من الأعمال التي تحتاج لرأس مال كبير.
- التعامل مع الأدوية المخدرة: من الصعوبات التي تواجه الصيدلي التعامل مع الأدوية المخدرة كالأفيونات والمهدئات على سبيل المثال، حيث يمنع صرف هذه الأدوية إلا بموجب وصفة طبية تحت طائلة المسؤولية وتبقى الوصفة لدى الصيدلي يسلمها للنقابة عندما يستلم عدد معين من هذه الأدوية، وهذا قد يعرض الصيدلي للعديد من المشاكل مع المرضى وقد يتعرض لمشكلة مع أحد المرضى النفسيين أو المختلين عقلياً والذي يريد أن يأخذ الدواء دون وصفة طبية وفي هذه الحال يتوجب طلب الشرطة في أسرع وقت.
- نقص الأدوية: يطلب من الصيدلي أن يقوم بتأمين كافة الأدوية تحت أي ظرف كان وفي حال تم نقص أي نوع من الأدوية يكون الصيدلي في وجه المشكلة، فالمريض يحتاج دوائه فوراً ويتوقع وجوده في الصيدلية ولا يفكر بصعوبات توفير الدواء بالكميات المطلوبة.
- التعرض للعدوى: من الصعوبات التي تواجه الصيادلة أنهم على تماس مباشر مع المرضى، وهذا قد يعرضهم للعديد من الأمراض كونهم الخط الطبي الأول الذي يلجأ إليه الناس عند شعورهم بأعراض أي مرض.
العديد من الميزات في اختصاص الصيدلة تجعل الكثير من الأشخاص يرغبون في دخوله والتعمق في دراسته ومن هذه المميزات: [6]
- الاستقلالية في العمل: من الأشياء التي تميز عمل الصيدلي هو قدرة الصيادلة على تنظيم أوقات العمل بشكل حر، مما يجعلهم يعيشون حياتهم الشخصية بشكل طبيعي دون أن يؤثر العمل على الزواج والعائلة.
- الاستقلال المادي: من الميزات أيضاً لاختصاص الصيدلة هو الاستقلال المادي، فلا يوجد من يتحكم بمردود العمل فالصيدلي هو من يشتري الدواء ويبيعه بشكل شخصي دون تكليفه من أحد.
- فرصة اكتشاف الأدوية الجديدة: عند العمل في التجارب الدوائية يكون من الممتع جداً اكتشاف أدوية جديدة قد تحدث ثورة في عالم الطب.
- مجالات العمل الواسعة: من أهم الميزات لاختصاص الصيدلة أيضاً هو مجالات العمل الواسعة التي تمكن الصيدلي من الاختيار بحرية المكان المناسب له والعمل فيه.
- مدة دراسة مناسبة مقارنة بالطب: من الأشياء التي تميز الصيدلة عن الطب هو مدة الدراسة التي تقدر بخمس سنوات مقارنة بالطب الذي يتطلب دراسته والتخصص فيه ما يفوق العقد الكامل من العمر.
يوجد العديد من الاختصاصات بعد الانتهاء من دراسة الصيدلة يمكن التخصص فيها ومن ثم العمل في تطوير العمل أو الذهاب نحو التدريس الأكاديمي، ومن هذه الاختصاصات نذكر: [5]
- ماجستير علم العقاقير: يهتم بدراسة النباتات الطبية والأقسام الفعالة فيها وكيف يمكن استخلاص المواد الدوائية منها وتحويلها إلى أدوية يمكن الاستفادة منها في علاج الأمراض.
- ماجستير صيدلة صناعية: يدرس هذا الاختصاص طرق التصنيع المختلفة لجميع الأشكال الصيدلانية وكيفية تفاعلاتها مع الجسم والطرق الأنسب لأخذ الفعالية منها دون التأثير على أجهزة الجسم.
- ماجستير علم الأدوية: يهتم علم الأدوية بدراسة جميع المواد الدوائية التي تم اكتشافها حتى الآن في علاج الأمراض المختلفة وتفاعل هذه الأدوية مع الجسم وآلية عمل هذه الأدوية وفوائدها وآثارها الجانبية.
- الفيزيولوجيا والتشريح المرضي: يدرس هذا الاختصاص جميع أعضاء الجسم بالتفصيل وآلية العمل الدقيقة لجميع أجهزة الجسم.
- ماجستير كيمياء الصيدلية: يهتم هذا الاختصاص بدراسة البنى الكيميائية الصيدلانية وكيفية التغيير في هذه البنية والنتائج التي يمكن أن تتغير في الفعالية بعد تغيير البنية الكيميائية للدواء وكيفية تجنب الآثار الجانبية للأدوية عن طريق التغيير في هذه البنى.