رفض الفتاة للشاب والتعامل مع ألم الرفض العاطفي
الطريقة التي نواجه بها الرفض العاطفي لا تعبِّر فقط عن مدى احترامنا لحرية الآخرين وحقِّهم بالرفض؛ وإنّما تعبّر بالدرجة الأولى عن تصالحنا مع الذات ومدى قدرتنا على إدارة العواطف والمشاعر مهما كانت قاسيةً أو مؤلمة، مع ذلك لا يمكن أن يكون الرفض العاطفي دون ألم، فالبحث هنا ليس عن "رفضٍ بلا ألم" بل عن طريقة تجاوز رفض الفتاة لك وتخطي ألم الرفض العاطفي بأسرع وقت وأقل قدرٍ ممكن من الأذى النفسي.
- احترم رغبة الفتاة: لا تحاول الضغط على الفتاة التي رفضتك، حتى إذا كنت تعتقد أن لديك فرصة في الحصول على موافقتها، فمن الأفضل أن تترك المجال لها للتفكير، وأن تترك المجال لنفسك أيضاً لإعادة تقييم مشاعرك، ومهما كانت الأفكار والمشاعر التي تراودك عندما ترفضك فتاة تحبها؛ حاول أن تخفيها وتسيطر عليها.
- لا تأخذ الأمر بشكل شخصي: الانجذاب العاطفي والحب أمر معقد، وأن ترفضك فتاة أنت معجب بها لا يعني أنّ المشكلة تتعلق بشخصيتك أو مظهرك، فربما كانت تراك شاباً وسيماً وجذاباً وذكياً، لكنك في نفس الوقت لست الشاب الذي يحرّك مشاعرها، لذلك لا يجب أن تأخذ الرفض العاطفي على محمل شخصي.
- عبّر عن تقبلك للرفض بلطف: من المهم أن تعبّر عن تقبّل الرفض بشكلٍ مباشر وصريح، حتى إن كنت تشعر بالألم -وهذا طبيعي- يجب أن تخبر الفتاة التي ترفضك أنك تتقبل الرفض وتحترم رغبتها ومشاعرها، ليس من أجل صورتك أمامها فقط، بل سيكون ذلك مفيداً لك في تحاوز ألم الرفض العاطفي سريعاً.
- لا تسأل عن الأسباب: ربما يقتلك الفضول لتعرف سبب رفض الفتاة لك، مع ذلك ننصحك بعدم السؤال عن السبب، وترك الكرة في ملعبها إن أرادت تبرير الرفض بنفسها، فالسؤال عن سبب الرفض والحصول على الجواب لن يغير شيئاً من طبيعة الرفض المؤلمة، وغالباً لن تحصل على جواب يقنعك أو يرضيك.
- تقبّل ألم الرفض: الشعور بالألم نتيجة الرفض العاطفي شعور طبيعي، وعليك أن تتفهّمه وتتقبله وتسعى لتجاوز هذه الأزمة العاطفية دون أن تنكر ألم الرفض، ودون أن تبالغ في الوقوف على الأطلال وندب الحظ أو جلد الذات.
- لا ترمي اللوم على أحد: عندما ترفضك الفتاة فهذا ليس ذنب أحد، ولا يجب أن يتحمّل أحد مسؤولية هذا الرفض، لا تحاول إلقاء اللوم على الفتاة لأنها رفضتك أو اتهامها بالقسوة والأنانية، ولا تحاول أيضاً أن تحمّل نفسك مسؤولية هذا الرفض، حاول أن تتقبل الرفض دون أن ترمي اللوم على أحد.
- ابتعد قليلاً عنها: من الجيد أن تترك مسافة بينك وبين الفتاة التي رفضتك، ربما تحاول تقليل التواصل معها حتى إن كنتما تعملان معاً أو تدرسان في نفس المكان، وربما تحاول إلغاء متابعتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فهذه المسافة ضرورية لإعادة تقييم المشاعر والخروج من ألم الرفض.
- اشغل نفسك: وقت الفراغ هو عدوّك الأول عندما تعاني من ألم الرفض، اشغل نفسك بقدر الممكن، وحاول أن تجعل يومك حافلاً بالأحداث والنشاطات واللقاءات.
- تحدث مع صديق: من المفيد أن تتحدث مع صديق موثوق عن مشاعرك بعد تعرضك للرفض العاطفي، وإذا كنت تخجل من الحديث مع الأصدقاء ربما تطلب استشارة من متخصص، أو تشارك مشكلتك في مجتمع حِلّوها بهوية مجهولة، جرب ذلك من خلال النقر هنا.
يتفق علماء النفس أن الرفض العاطفي مؤلم للجميع، وقد ينعكس ألم الرفض العاطفي على الجسد مسبباً آلاماً جسدية حقيقية تعرف بالجسدنة، وربما يفسّر ذلك العبارات التي نستخدمها عندما نتعرض للرفض العاطفي، مثل "انكسر قلبي" أو "انجرحت" وهي تعابير جسدية صرفة، غير أنّها تعبّر عن الألم العاطفي، لكن لماذا يكون الرفض العاطفي مؤلماً إلى هذا الحد؟
بالدرجة الأولى هناك رابط قوي بين نظرتنا لذاتنا وبين قبولنا من الجنس الآخر، فالرجل يستمد جزء كبير من صورته الذهنية واحترامه لذاته من خلال تعامله مع الجنس الآخر ومدى كونه مقبولاً، كذلك المرأة تستمد جزء من ثقتها بنفسها من خلال شعورها أنها مرغوبة ومقبولة من الجنس الآخر، وعندما نواجه الرفض العاطفي ينعكس ذلك بشكل مباشر على الشعور بالذات وإدراك القيمة.
من جهة أخرى يعتقد علماء النفس أن الرجال أصبحوا أكثر عرضة لاختبار آلام الرفض العاطفي المبرحة بسبب طبيعة عالمنا المعاصر الذي تم تصميمه على الإشباع الفوري للغرائز والرغبات، فمن خلال تعاطي الرجل المستمر مع المحتوى الجنسي في كل مكان، يصبح من السهل عليه تكوين توقعات سريعة بناءً على وجود شريك عاطفي أو جنسي محتمل، ما يجعل الرفض أكثر قوّة وإيلاماً! وليست مصادفةً أن يترافق تطوّر هذه النزعة عند الرجل مع نشوء مصطلح منطقة الصداقة Friend Zone كوسيلة دفاعية لجعل الرفض أكثر وضوحاً.
وتشير الدراسات أن رد الرجل على الرفض العاطفي يكون أكثر قوّةً وعنفاً إذا كان جزء من توقعاته يتعلق بإشباع الرغبة الجنسية، فعندما تم تعريض مجموعة من الرجال للرفض الرومانسي من نساء مثيرات أو منفتحات جنسياً؛ كانت احتمالية السلوك العدواني من الرجل رداً على الرفض الرومانسي أعلى، وربما كان جزء من هذه العدوانية في مواجهة الرفض نوعاً من فرض الهيمنة الجنسية الذكورية. [2]
تقول البروفسورة سوزان ديجيس وايت "إن عقلية (كل شخص يحصل على كأس النصر) إلى جانب الإشباع الفوري الذي يبدو أن التكنولوجيا تقدمه؛ خلقت عالماً يبدو فيه الرفض بمثابة هجوم مباشر على إحساس الفرد بذاته، إن رفضك من قبل شريك رومانسي محتمل يكون أمراً مدمراً بشكلٍ خاص عندما تسمح لعقلك ببناء خيال من الكيمياء الفورية أو الحب الدائم، أو ببساطة ممارسة الجنس بسرعة وسهولة.
بطريقة ما يحتاج الأشخاص الذين يعيشون في عالم تم تشكيله وتهيئته من خلال الإشباع الفوري والإباحية عند الطلب؛ إلى إدراك أن النساء لسن مجرد رسومات حاسوبية ثلاثية الأبعاد!". [3]
من جهة أخرى لا يمكن تجاهل التجارب العاطفية التي يمر بها الفرد وتأثيرها على موقفه من الرفض العاطفي، فالأشخاص الذين عانوا في الطفولة من التجاهل العاطفي أو الرفض من قبل الآباء، كانوا دائماً أكثر عدوانية في التعامل مع الرفض العاطفي الرومانسي، كذلك الأشخاص الذين يعانون من مشاكل احترام الذات ومشاعر الخزي والعار؛ يتعاملون مع الرفض العاطفي بطريقة سلبية، لأنه يمثّل لهم مثيراً عاطفياً لأسوأ مشاعرهم وذكرياتهم، ما يدفعهم للتعامل مع الرفض كتهديدٍ مباشرٍ لهم، أو يجعلهم يتجنبون جميع المواقف التي تحتمل الرفض، ومن المؤسف لهم أن جميع العلاقات والمواقف في الحياة تحمل فرصة الرفض.
بما أنّ تجنّب الرفض أمر مستحيل في الحياة، والرفض بدون ألم -نفسي وعاطفي وجسدي- أيضاً أمر مستحيل، فالأولوية دائماً تكون لتجاوز الأزمة ومحاولة الخروج بأسرع وقت من صدمة الرفض العاطفي، وبأقل الآثار على احترام الذات والثقة بالنفس.
- الرفض جزء من الحياة: ألم الرفض لا يبدأ فعلياً عند رفض الفتاة لك، بل يبدأ من فهمك لحدود سلطتك على مشاعر الآخرين، واحترام حقوقهم بقبول العلاقة أو رفضها، وترجمتك للرفض، فعندما تعتبر أن الرفض تهديد شخصي ذلك يعني ألماً مضاعفاً، لكن عندما تدرك أن الرفض جزء طبيعي من الحياة، يواجهنا في العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية ولا يمكن تجنبه أو الهروب منه؛ عندها فقط يمكنك تجاوز ألم الرفض بسرعة.
- لا تخجل من الرفض: بما أن الرفض جزء طبيعي من حياتنا جميعاً؛ لا يجب أن تخجل من الرفض، ولا أن تسمح لأحد بتحويل رفض الفتاة لك لقصة مسلية للتنمر أو التندر، تعامل مع الرفض كما هو، جزء طبيعي من حياتك.
- لا تضع مبررات للرفض: التخلي عن المبررات المضللة والتصوّرات السلبية جزء أساسي من تخطي ألم الرفض، لا تحاول أن تخدع نفسك بخلق أسباب تجعل الرفض أسهل أو أصعب، وحاول أن تتقبل رفض الفتاة لك دون محاسبتها على هذا الرفض أو محاسبة نفسك.
- كن سعيداً بالرفض: ليس من السهل أن تجعل الرفض سبباً للسعادة، لكن إذا أعدت التفكير بالأمر ستجد أن الرفض العاطفي يضع حدّاً للحيرة والخيالات والتفكير المفرط، ويساعدك على إعادة تقييم مشاعرك وتخطيط حياتك بشكلٍ مختلف.
- كن شجاعاً: من الطبيعي أن يخلق الرفض العاطفي خوفاً مزمناً من الرفض، فتجربة ألم الرفض قد تجعلك متردداً في الانخراط بعلاقات جديدة، ليس فقط على المستوى العاطفي؛ لكن أيضاً على مستوى العلاقات الاجتماعية، لذلك يجب أن تتحلى بالشجاعة وتحاول أن تكون أكثر تفاعلاً مع الآخرين وأن تضع نفسك في فرص أكثر للرفض والقبول، لأن هذه طبيعة الحياة التي يجب أن تتقبلها.
مع أنّنا لا ننصح بالتفكير المفرط بالأسباب التي تجعل الفتاة ترفض الشاب؛ لكننا سنقدم لك بعض الأسباب الشائعة للرفض عند الفتيات:
- لا تبادلك نفس المشاعر: وهذا سبب مشروع لرفض الفتاة لك، فهي قد تجدك شاباً محترماً ووسيماً، لكنها لا تكن لك مشاعر عاطفية تؤهلكما للدخول في علاقة رومانسية حقيقية، وربما لست أنت فتى أحلامها أو الشخص الذي تبحث عنه للارتباط، ويجب أن تحترم رفضها لك في هذه الحالة لأنه أفضل بكثير من قبولها!
- أسلوبك لم يكن مناسباً: الطريقة التي تقدم بها نفسك قد تلعب دوراً بحصولك على الرفض من الفتاة، فإن لم يكن توقيتك مناسباً، أو لم تكن طريقة كلامك مناسبةً، قد يكون ذلك سبباً للرفض، مع ذلك لا يجب أن تجلد ذاتك، بل يجب أن تستفيد من التجربة لتعدّل من طريقة تعاملك مع الفتيات في المرات القادمة.
- ربما كانت مرتبطة: حتى إن لم تخبرك أنها مرتبطة فقد يكون هذا السبب الحقيقي للرفض، والارتباط هنا لا يعني بالضرورة أن تكون مخطوبة أو على علاقة بشاب آخر، ربما هي معجبة بشخص آخر وتفكر به حتى إن لم تكن بينهما علاقة قائمة.
- لا تعرفك جيداً: ربما لم تمنح الفتاة الفرصة الكافية لتعرفك جيداً قبل أن تطرح نفسك شريكاً عاطفياً لها، هي ببساطة ترفضك لأنها لا تعرف عنك ما يكفي لتوافق على الارتباط بك.
- لا تريد الدخول في علاقة: هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الفتاة ترفض الدخول في علاقة عاطفية أو ارتباط من أي نوع في فترة زمنية معينة، ربما كانت تخطط لمستقبلها ولا تريد الارتباط في هذه الفترة، أو خرجت للتو من صدمة عاطفية وتحتاج لاستراحة، وربما كانت تخشى من قلة الالتزام في العلاقات العاطفية وتفضل أن يتوجه الشاب إلى أهلها وليس لها بشكل مباشر.
كيف أنسى من أحب بعد أن رفضتني؟
يقول صاحب الاستشارة أنه أحب ابنة خالته منذ الطفولة، وتطورت مشاعره نحوها مع مرور السنوات، وعندما أصبح شاباً ومستعداً للزواج طلبها من أهلها، لكنها واجهته بالرفض لأنها تعتبره "أخاً لها" وتكرر رفضها أكثر من مرة، ما جعله يتزوج من امرأة أخرى، وابنة خالته أيضاً تزوجت، لكنه مع ذلك لم يستطع التوقف عن التفكير بها وعن التفكير برفضها له، بل يشعر بالإهانة لأنه لا يستطيع التوقف عن التفكير بفتاة رفضته! فكيف يجب أن يتصرف؟
اقرأ القصة الكاملة وتفاعل القراء والخبراء من خلال النقر على هذا الرابط.
رفضتني وقالت "الطيبون للطيبات!"
يقول صاحب الاستشارة أنه شاب وسيم وميسور، ما أتاح له الفرصة لإقامة علاقات عاطفية متعددة وغير جدية، لكنه التقى فتاة حرّكت مشاعره وجعلته يرغب بالارتباط الجاد، وعندما فاتحها بالموضوع رفضته، وقالت له "الطيبون للطيبات" ربما لعلمها بكثرة علاقاته مع زميلاتها.
اقرأ التفاصيل وتفاعل الخبراء والقراء مع الاستشارة من خلال النقر هنا.