أنواع العصف الذهني ونماذج أسئلة العصف الذهني
على الرغم من أهمية العصف الذهني إلا أنّه قد يتحول في كثيرٍ من الأحيان إلى اجتماعٍ مملّ يتضمن قيام البعض بالحديث بشكل مستمر في حين يجلس البقية ويستمعون دون مشاركة، ظهور هذه الحالة قد يعني أنك قد أخطأت في إحدى خطوات العصف الذهني أو اخترت نوعاً خاطئاً لا يُناسب فريقك. تابع القراءة معنا للتعرف على أبرز أنواع العصف الذهني وفوائده.
سواء كان العصف الذهني يجري بشكل شخصي في اجتماع ضمن الشركة أو عبر الانترنت، يوجد العديد من أنواع العصف الذهني وتقنياته، اختيار تقنية العصف الذهني المناسبة قد تكون الخطوة الأولى للحصول على أفضل النتائج من الجلسة وبالتالي التمهيد للعثور على حل أفضل. من أهم تقنيات العصف الذهني لدينا: [1]
- العصف الكتابي Brain Writing:
يقوم العصف الكتابي بشكل أساسي على فصل عمليتي توليد الأفكار والنقاش عن بعضهما، في هذا النوع من الجلسات يقوم مدير أو قائد الجلسة بمشاركة الموضوع المطروح أو المشكلة المعروضة ليقوم كل واحدٍ من أعضاء الفريق بكتابة أفكاره الخاصة، هذا الأسلوب يُشجع الجميع على المشاركة وطرح أفكارهم ويُساعد في القضاء على تحيز الفريق للأفكار الأولية المطروحة كما أنّه يقدم للجميع وقتاً أطول للتفكير في أفكارهم وهي خاصية هامة بشكل خاص للمشاركين ذوي الشخصية الانطوائية.
استخدامكم لتقنيات العصف الذهني الفردية كهذه يُساعد على إبعاد أفراد الفريق عن الالتزام بالقوالب والأفكار العامة ويُقلل من تشتتهم، كنتيجة ستحصل من الجلسة على أفكار أكثر تفرداً من الأفكار التي تنتج عن الجلسات الجماعية. - العصف التصوري Figuring Storming
هل وقعت يوماً في مشكلة وبدأت التفكير في الكيفية التي كان سيقوم شخص آخر (معين) بالتصرف لو كان في مكانك؟ أو عن الشيء الذي كان هذا الشخص سيقوله لو وجد نفسه في ذات الموقف؟ هذا بالضبط ما يهدف إليه العصف التصوري.
هذا النوع من العصف الذهني يعتمد على قيامك بالتفكير في الطريقة التي قد يتعامل بها شخص مثل رئيسك في العمل أو أحد المشاهير مع الموقف المطروح، فعل ذلك وتفكيرك في الموقف من وجهة نظر شخصٍ آخر ومختلف؛ سيساعدك في الخروج عن النمط المعتاد لديك، ورؤية احتمالات جديدة بالتالي الخروج بحلول مختلفة عن السابق.
أحد أساليب القيام بذلك هو البدء بسؤال بسيط مثل: كيف كان نيوتن مثلاً سيتصرف لو أنّه وجد نفسه في هذا الموقف؟ هذا السؤال البسيط سيجعل الآخرين يتحررون من نمطيتهم في التفكير ويخرجون من الصندوق، لأنّ الأفكار لن تكون أفكار الأشخاص الذين يطرحونها فحسب بل ستكون عائدةً لهم وللطرف الثالث. هذا النوع من العصف الذهني يناسب الفرق التي تجد نفسها تُكرر أفكارها مرةً تلو الأخرى. - العصف الذهني عبر الانترنت Online Brainstorming أو Brain-netting
مع التقدم التقني أصبحت الكثير من الشركات تعتمد على موظفين يعملون من أماكن مختلفة باستخدام الانترنت كوسيلة للعمل والبريد الالكتروني كوسيلة للتواصل، رغم أنّ البريد الالكتروني أثبت فعاليته كوسيلة للتواصل المرتبط بالعمل إلا أنّه ليس مناسباً للاستخدام في العصف الذهني بسبب صعوبة أرشفة الأفكار المطروحة للاستخدام المستقبلي.
الحل في هذه الحالات يكمن في:- استخدام موقع مركزي عبر الانترنت يُتيح لأعضاء الفريق التعاون فيما بينهم.
- استخدام الأدوات السحابية أيضاً مهم للعصف الذهني عبر الانترنت لإتاحة الملفات والمستندات لكافة أفراد الفريق وتسهيل التواصل بيهم.
واليوم توجد الكثير من الأدوات المتاحة لتسهيل العصف الذهني بين أفراد الفريق والتي تتضمن وسائل مساعدة وتمارين للعصف الذهني وطرق بسيطة لتجميع وأرشفة الأفكار.
- خلق الأفكار المتسارع Rapid Ideation
جميعنا نطلب عادةً منحنا الوقت الكافي للتفكير بعمق وإيجاد أفكارٍ أفضل ولكنّ وجود بعض القيود الزمنية أحياناً يمكن أن يُساعد في توليد الأفكار بشكلٍ أسرع لأنّك لن تملك الوقت لفلترة الأفكار التي ستخطر في بالك قبل طرحها (تذكر أنّ العصف الذهني يتعلق بكم الأفكار في المقام الأول وليس النوعية).
يتضمن أسلوب خلق الأفكار المتسارع قيام المشرف بتقديم المعلومات الأساسية مثل: الفكرة العامة والميزانية والموعد النهائي ليكون أمام الأفراد مهمة تقديم أكبر كمية من الأفكار في مدة زمنية محددة.
يُتاح لأفراد الفريق في هذا النوع من العصف الذهني؛ طرح استخدام أية أفكار يجدونها مناسبة دون الحاجة لفلترتها والتفكير في مدى صلاحيتها.
أهم ميزات هذا النوع هو قابليته للتعديل ليناسب حاجات الفريق والمشروع وسهولة استخدامه، يمكنك أن تتبع هذا الأسلوب في اجتماع ضمن الشركة باستخدام الأوراق والقلم أو عبر الانترنت.
ويمكن أن يتراوح زمن الجلسة بين 5 دقائق و45 دقيقة اعتماداً على تعقيد المشكلة التي يتم نقاشها.
يُناسب هذا النوع من الجلسات الفرق التي تُصاب بالتشتت بسهولة خلال الاجتماعات أو التي يكره أفرادها الاجتماعات أو التي ينتهي الأمر بها في اجتماعات تمتد لوقتٍ أطول من الوقت المفترض. - جولة روبن أو دورة روبن Round Robin Brainstorming
لاستخدام هذه الطريقة يجب على قائد الفريق طرح الموضوع وتقديم المعطيات المطلوبة ومن ثم الطلب من كل شخص تقديم أفكاره بخصوص الموضوع بدوره وتسجيل الأفكار التي يطرحها حال انتهائه من النقاش معه، من المهم للغاية ألا يقوم بتقييم الأفكار المطروحة بأي شكل قبل انتهاء الجميع من طرح الأفكار وأن تعامل (كقائد للفريق) الجميع بشكل متساوي دون إظهار أي تمييز لأصحاب أفكارٍ معينة.
قد يحصل في هذا النوع من الاجتماعات أن يجيب شخص ما بأنّ فرداً آخر من الفريق قد طرح الفكرة التي كان سيشاركها والرد الأفضل سيكون بالقول: "حسناً سأعود إليك في النهاية بينما يمكنك التفكير في أفكارٍ جديدة".
يكون استخدام هذا النوع من العصف الذهني بشكل خاص في الفرق التي يميل بعض أفرادها لالتزام الصمت ضمن الاجتماعات بما أنّ المشاركة فيها ليست اختيارية، وبما أنّها لا تتضمن تقييم الأفكار في الحال فلن يجد المشاركون ما يمنعهم من طرح أي شيء يخطر على بالهم. - الانفجار النجمي Star bursting
ما يميز هذه الطريقة عن غيرها هو أنها تستخدم بهدف طرح الأسئلة عوضاً عن محاولة إيجاد الحلول، يمكنك البدء في هذه الجلسة من خلال طرح أسئلة مبدئية بسيطة متعلقة بالموضوع مثل "كيف يجب أن أقول كذا؟ وماذا سيحصل لو تعرضت للتالي؟"
هذه الطريقة ستضمن لك معالجة جميع جوانب المشروع قبل البدء بالعمل عليه، وهي تناسب الفرق التي تميل للتغاضي عن بعض جوانب المشروع لتجد نفسها تعمل عليها بشكل مستعجل مع اقتراب وقت التسليم. - تقنية السلم النقال Stepladder Technique
تستخدم هذه التقنية لتضمن مشاركة الجميع بأفكارهم الأصلية دون التأثر بأفكار الفريق، تبدأ الجلسة فيها بطرح الفكرة التي يجب التفكير فيها ويلي ذلك خروج الجميع من الغرفة وبقاء المسؤول وشخص واحد فقط حيث يطرح المشارك أفكاره لوحده، بعد انتهائه يدخل فرد آخر ويشارك أفكاره مع بقاء الشخص الأول صامتاً ويستمر الأمر حتى يصبح الجميع داخل الغرفة.
تشجع هذه التقنية الأعضاء الخجولين على المشاركة دون أن تنتابهم الرهبة والخوف من وجودهم في غرفة مليئة بالأشخاص، كما تُساعد على خروج الأفكار الأصلية دون تأثرها بأفكار الآخرين، تعتبر هذه التقنية مفيدة ضمن المجموعات الصغيرة نسبياً والتي يتراوح عدد أفرادها بين 5 و15 شخص أما في حال كانت المجموعة أكبر فتصبح غير عملية وتستغرق وقتاً طويلاً.
كتعريف يمكننا القول أنّ العصف الذهني الالكتروني هو استخدام التكنولوجيا والحاسوب والأنترنت في عمليات خلق الأفكار وإيجاد الحلول ضمن عمليات العصف الذهني، استخدام العصف الذهني الإلكتروني لا يجعل التواصل أسهل وحسب؛ بل يزيد من فعالية العصف الذهني لأسباب عديدة أهمها: [5]
- يُلغي العصف الذهني الالكتروني من هيمنة بعض الأفراد على الجلسات ويترك المجال لمشاركة أفرادٍ آخرين من الفريق.
- يسمح بالمشاركة المجهولة بسهولة مما يُشجع المشاركين، بسبب عدم الخوف من التقييم.
- يمكن أن يزيد من تنوع الأفكار في حال تصميم الجلسة بشكل ذكي.
تعتبر الأسئلة عنصراً هاماً في عملية العصف الذهني لأنها خطوة البداية نحو العثور على الأجوبة والمقترحات لحل المشكلة، طرح الأسئلة الصحيحة سيقودك نحو أسلوب التفكير المطلوب وسيهيئ دماغك للعمل بشكل أفضل نحو إيجاد الأفكار، إن لم تكن قد شاركت في جلسة عصفٍ ذهني من قبل وتبحث عن نماذج أسئلة العصف الذهني فسوف نسهل الأمر عليك.
أفضل طريقة لتحديد الأسئلة هي تقسيمها ضمن أصناف معينة، يمكننا تقسيم أسئلة العصف الذهني إلى: [4]
- أسئلة حسية: هي الأسئلة التي تعتمد إجابتها على ما تدركه عبر الحواس كالرؤية أو السمع مثل:
- كيف يجب أن يبدو شكل المنتج؟
- ماذا يجب أن يكون أول ما تُشاهده عندما تفتح صفحة الويب؟
- أسئلة الاستبطان: يجب أن تفكر أيضاً بشأن المشاعر التي تتولد عند التعامل مع المشروع مثلاً وليس الشكل وحسب، لهذا يجب أن تسأل بعض الأسئلة مثل:
- إلى أي مدى يجب أن يكون التعامل مع المنتج سهلاً أو صعباً؟
- هل يجب أن يكون هناك عناصر معينة لمفاجئة العميل؟
- كيف يجب أن يُشعرك هذا المنتج؟
- ما الشيء الذي سيجعلك تتحمس لهذا المنتج؟
- أسئلة التفكير الجانبي: تُساعد هذه الأسئلة على الخروج من الصندوق والإبداع اللذين يُعتبران من أهم أهداف العصف الذهني، هذه الأسئلة مهمة للخروج عن النمط المتوقع للتفكير في الحلول ومنها:
- ماذا لو أوقفنا العمل بهذه الطريقة بشكل كلي؟
- ماذا سيحصل لو أوقفنا المشروع كلياً؟
- كيف كان سيُنجز هذا المشروع لو كان بإدارة "فلان"؟
- لو كان لدينا موارد غير محدودة كيف كان سيبدو المنتج؟
- أسئلة مرتبطة بالتنفيذ: مع اقتراب انتهاء العصف الذهني سيرغب الفريق في معرفة ما يمكن فعله بالمعلومات التي جُمعت وهنا يأتي دور هذه الأسئلة مثل:
- ما هو الشيء الذي يجب علينا البدء به؟ إيقافه؟ الاستمرار به؟
- ما هي أول خطوة يجب أن نبدأ العمل عليه؟
إن كنت تعتقد أنّ العصف الذهني يُشبه الاجتماعات العادية للفِرق فستكون مخطئاً للغاية، إذ يتميز العصف الذهني بالعديد من الخصائص المفيدة لعمل الفريق والتي تمهد الوصول نحو الهدف، من أهم فوائد العصف الذهني لدينا: [2،3]
- تحطيم معوقات الإبداع: يعمل العصف الذهني على تحفيز أفراد الفريق لإظهار الإبداع الشخصي والجماعي
- فتح مجال أوسع من الاحتمالات: يُساعد العصف الذهني على طرح أفكار مجنونة قد لا تُطرح في الحالات الطبيعية، هذه الأفكار حتى وإن لم تُنفذ يمكن أن تفتح أبواباً نحو انطلاقة فريدة للمشروع.
- فتح مجال للعشوائية: رغم أهمية التنظيم إلا أنّ ترك مجال للعشوائية يمكن أن يقودك إلى مسارات مختلفة قد تُساعدك على الوصول لهدفك بشكلٍ لم تكن لتفكر فيه.
- يمنعك من التوقف عن التفكير بعد إيجاد فكرة جيدة: كون العصف الذهني يركز على الكم بدلاً من النوع يجعله محفزاً لاستمرارية التفكير وذلك يمكن أن يقود نحو تطوير المشروع بشكل أفضل
- يزيد مستويات الإبداع الجماعي للفريق: يحفز العصف الذهني العمل الجماعي ويشجع الأفراد الانطوائيين على المشاركة
- يميّزك عن أقرانك: مع طرحك لأفكارٍ مميزة فأنت تُثبت وجودك وتميزك في العمل والفريق وهذا بالطبع مهم في عصرٍ يتميز بالتنافسية
- يُساعد على التفكير بحرية: يُسهل العصف الذهني التفكير الحير غير المقيد بالخوف من الانتقادات
- يمكّن الفِرق من خلق عدد كبير من الأفكار بشكل سريع: خلق كم كبير من الأفكار قد يكون هاماً لسير المشروع وتقدمه.
في النهاية... يجب أن تتذكر أنّ العصف الذهني ليس سرّ النجاح ولكنّه أشبه بلوحةٍ يمكن أن تُرشدك لطريقه، في حال استخدامك لوسائل العصف الذهني المناسبة وإدارة الجلسات بذكاء يمكن أن يُساعدك على تحرير الإبداع لدى فريقك والخروج بأفكارٍ مميزة.