اكلات تساعد الطفل على النطق وعلاقة التغذية بتعلم الكلام
قد تسمعين الكثير عن علاقة التغذية والفيتامينات بتطورات ونمو طفلك ومنها ما يشاع حول علاقة التغذية بتأخر الكلام عند الأطفال فهل هذه حقيقة؟ حسناً بعد البحث تبين أنه لا يوجد دراسة أكيدة تؤيد أنواعاً معينة من الأغذية أو الفيتامينات تعطي حلاً جذرياً للموضوع، إلا أنه قد تفيد بعض التوصيات نظراً لاستخدام البشر نفس الهيكل التشريحي للامتصاص والأكل والشرب كما في الكلام.
قد تتساءل بعض الأمهات في وقت مبكر "طفلي لا يمضغ ... هل سيؤثر ذلك على حديثه؟" أو "طفلي يتأخر في مهارات التغذية (كالمضغ والبلع)، هل هذا يعني أنه سيتأخر أيضاً في تطويره للكلام؟"
تتطور مهارتي النطق والتغذية بالتوازي ومع تطورهما يبدأ الأطفال الصغار في الحركات الفموية الأساسية المستخدمة في التغذية (أي حركة الشفتين واللسان والحنك) لاكتساب المهارات المعقدة المطلوبة لإنتاج الكلام، فعادةً يطور الأطفال حركات (حركية فموية) معينة في إطعامهم قبل أن يجمعوا هذه الحركات مع بعضها للبدء بالكلام، كما يزيد الأطفال عادةً من أصواتهم ونطاق أصواتهم بعد أن يتم تعريفهم بأطعمة ذات قوام أسمك وغير مهروسة. [1]
فماذا نعني بالتغذية والبلع؟
عندما يتحدث أخصائيو النطق واللغة عن الرضاعة، فإنهم يصفون التجربة الكاملة لإدراك الطعام أو الشراب وإحضاره إلى الفم وإدخاله في الفم والبلع حيث يشمل البلع أربع مراحل [2]:
- المرحلة التحضيرية عن طريق الفم والتي يتم فيها معالجة الطعام والشراب في الفم.
- المرحلة الفموية التي يتحرك فيها الطعام والشراب باتجاه مؤخرة الفم.
- المرحلة البلعومية التي يتم فيها ضغط الطعام أو الشراب إلى أسفل من خلال الحلق.
- مرحلة المريء حيث ينتقل الطعام أو الشراب إلى أسفل عبر المريء باتجاه المعدة.
لكن هل هناك ارتباط مباشر بين المهارتين؟
عندما يواجه الأطفال صعوبات في الحركات الفموية الحركية والتنسيق أثناء الرضاعة، فمن المحتمل أن يواجهوا صعوبات مماثلة في إنتاج صوت الكلام، على سبيل المثال، الطفل الذي يعاني من صعوبات في رفع طرف اللسان أثناء الرضاعة وتناول الطعام، من المحتمل أن يواجه صعوبات في رفع طرف اللسان في الكلام.
مع ذلك، فإن هذا وحده لا يثبت أن الحركات الفموية في التغذية مطلوبة لتطوير الكلام.. لذلك من الواضح أن هناك صلة بين التغذية وتطوير الكلام، لأن النظامين يستخدمان نفس التشريح والعمليات المماثلة لكن بالمقابل.
يعتقد بعض العلماء أن الكلام والتغذية يتطوران كمسارين منفصلين في الدماغ فهذان النظامان مترابطان ولكن تطوير مسار الكلام لا يعتمد على مسار التغذية.
لذلك لا يبدو أن هناك أي رابط سببي مباشر أي إذا كان طفلك يعاني من صعوبات في التغذية، فهذا لا يعني بالضرورة أنه سيواجه صعوبات في إصدار الأصوات والكلام والنطق، وبالمثل، فإن الأطفال الذين يعانون من صعوبات في النطق، لا يعانون بالضرورة من مشاكل في التغذية.
بينما يطور معظم الأطفال المهارات الحركية الفموية من خلال التغذية أولاً ثم تعميمها على إنتاج الكلمات، قد يطور أطفال آخرون مهاراتهم في البداية من خلال اللعب الصوتي ثم تعميم هذه المهارات لاستخدامها في التلاعب بالطعام والشراب. [1]
هل الملح والعسل والقهوة علاجات لتأخر النطق؟
يحاول العديد من الآباء والأمهات اللجوء إلى الحلول الطبيعية لعلاج أي مشكلة تواجههم لكن في الواقع الملح والعسل والقهوة لن يحلوا المشكلة؛ فهذه مجرد إشاعة لذا ابحث عن الحلول المنطقية والعلمية.
قد تجد الكثير من المعلومات التي تدعم سبب تغيير النظام الغذائي لطفلك والذي يمكن بدوره أن يساعد في تحسين قدرته على التعلم وتطوير مهارات التحدث واللغة بشكل أفضل.
ضعي في اعتبارك أن هذه الاقتراحات لم يتم دعمها على وجه التحديد من خلال البحث، لذلك لا توجد ضمانات بأن هذا سيجدي نفعاً مع طفلك ويحل المشكلة، بل هذه مجرد أفكار إذا كنت تبحث عن طرق أخرى يمكنك من خلالها مساعدة طفلك على النطق والكلام.
لكن تبين أن الحساسيات الغذائية وتأخيرات الكلام قد يكونان مرتبطان حيث يعاني العديد من الأشخاص من حساسية تجاه الطعام، لا يتم اكتشافها إلا بعد أن تصبح شديدة جداً وعندها يتم ملاحظتها أو إجراء اختبار لها.
مع ذلك، أشارت دراسة أجريت عام 2004 إلى أن الأطفال الذين يعانون من حساسيات غذائية أو حساسية غير مكتشفة قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بعدوى الأذن المتكررة، والتي غالباً ما تسبب تأخيرات في الكلام وتأخيرات في اللغة.
فهل يمكن أن يكون إجراء تغييرات غذائية لطفلك حلاً لتأخير الكلام، وهل يوجد أكلات تساعد طفلك على النطق؟
حسناً لن نستطيع الجزم بهذا الموضوع لكن إذا كنت ترغبين في تغيير النظام الغذائي لطفلك لمعرفة ما إذا كان يؤثر على تطور الكلام، فهناك العديد من الطرق المختلفة للقيام بذلك.
حيث قام طبيب الأطفال والذي يتمتع بخبرة تزيد عن 30 عاماً في طب الأطفال والطب المتكامل ريتشارد لايتون (Richard layghton)، باقتراح نهج تدريجي لإجراء تغييرات غذائية لمساعدة الأطفال الذين يعانون من تأخر النطق واللغة وإليكم ما كتبه لمجلة (Advance Magazine): [5]
"يمكن أن تساعد التدخلات الطبية الحيوية ليس فقط الأطفال المصابين بالتوحد، ولكن أيضاً أولئك الذين يعانون من اضطرابات اللغة التعبيرية و / أو الاستقبالية، وقضايا التكامل الحسي المرتبطة (SI)، والحساسية / فرط الحساسية. من خلال تقييم النظام الغذائي والملوثات البيئية وSI واختبار الحساسية المحتمل والعلاج المناعي، ومن الممكن علاج التأخر في النمو من خلال نهج طبي حيوي".
حيث يمكن للوالدين البدء بتقييم النظام الغذائي لأطفالهم وملاحظة ردود الفعل والتحسينات قد تكون التوصية الأولية هي:
- تجنب كل ما يحوي مادة الكازين (الحليب، الزبادي، الجبن، الآيس كريم) لمدة شهر واحد.
- ثم اتباع نظام غذائي أكثر تقييداً خالٍ من الغلوتين (القمح، والشوفان، والشعير، والحنطة) على مدار ثلاثة أيام فترة الشهر الخالي من الكازين.
- بالإضافة إلى النظام الغذائي الخالي من الكازين والغلوتين، يستجيب بعض الأطفال جيداً لنظام غذائي خالٍ من الصويا.
- ويستجيب أطفال آخرون لنظام غذائي خالٍ من المواد الحافظة.
- بالإضافة إلى ذلك، يمكن تجربة نظام غذائي خالٍ من الذرة.
- المفتاح هنا هو اتباع نهج غذائي تدريجي من خلال البدء بالكازين والغلوتين ثم اعتبار فول الصويا والمواد الحافظة والذرة أطعمة يمكن أن تضر بنمو الطفل وسلوكه.
لا تعد الفيتامينات والمكملات علاجاً لكنها عموماً تساعد على المساهمة في بنية سليمة وتطور أداء الأطفال ومن هذه الفيتامينات ما يرتبط بالكلام والنطق عند الأطفال مثل:
- مكمل زيت السمك: قد يكون مكمل زيت السمك البسيط هو المفتاح لفتح أصوات الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النطق واللغة بشكل كبير والذي يحتوي على مزيج من أحماض أوميغا 3 وأوميغا 6 الدهنية الأساسية (EFAs). فبعد الدراسات لوحظت تحسينات ليس فقط في قدرة الأطفال على الكلام، بل أيضاً في السلوك، والقدرة على التركيز، وفي الحفاظ على التواصل البصري.
- فيتامين B6.
- فيتامين .B12
- فيتامين D3.
تم اقتراح الفيتامينات السابقة كعلاجات مساعدة لمرضى طيف التوحد، وعلى الرغم من أن العديد من الفيتامينات أظهرت نتائج إيجابية لدى بعض الأطفال، إلا أنه لم يظهر أي فيتامين فعاليته لدى جميع الأطفال. [6،7]
يُصنف تأخير النطق على أنه اضطراب في التواصل: [3]
- فقد يعاني طفلك من تأخر لغوي إن لم يستوفِ التطورات اللغوية وفقاً لعمره.
- أو قد تتطور قدراته اللغوية بمعدل أبطأ من معظم الأطفال.
- قد يجد صعوبة في التعبير عن نفسه أو فهم الآخرين.
- كما قد يشمل تأخر النطق مجموعة من ضعف السمع والكلام والإدراك.
في المحصلة؛ "يؤثر تأخر الكلام أو تطور اللغة على نسبة 5 - 10 % من الأطفال في سن ما قبل المدرسة".
وتشمل الأعراض الشائعة لتأخر النطق عند الطفل ما يلي:
- لا يصدر أصواتاً أو كلمات معينة بعمر 15 شهر.
- لا يتحدث بعمر السنتين.
- عدم القدرة على التحدث بجمل قصيرة قبل سن 3 سنوات.
- صعوبة اتباع التعليمات.
- سوء النطق.
- صعوبة في تجميع الكلمات في جملة.
- ترك الكلمات خارج الجملة.
هناك العديد من الأسباب المحتملة لمشاكل تأخر الكلام عند الطفل وفي بعض الحالات يساهم أكثر من عامل في تأخير النطق، وقد تتضمن بعض الأسباب الشائعة ما يلي: [3،4]
- ضعف السمع: من الشائع أن يعاني الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع من ضعف في اللغة ومشاكل في النطق أيضاً إذا لم يتمكنوا من سماع اللغة، فقد يكون تعلم التواصل أمراً صعباً.
- مرض طيف التوحد: بينما لا يعاني جميع الأطفال المصابين بالتوحد من تأخيرات في اللغة، غالباً ما يؤثر التوحد على التواصل.
- الإعاقة الذهنية: مجموعة متنوعة من الإعاقات الذهنية يمكن أن تسبب تأخيراً في الكلام، على سبيل المثال، يؤدي عسر القراءة وغيره من صعوبات التعلم وإعاقات التعلم إلى تأخر الكلام عند الطفل في بعض الحالات.
- العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية: يمكن أن تسبب تأخيرات في النطق على سبيل المثال يمكن أن يؤدي الإهمال الشديد إلى مشاكل في تطوير اللغة كذلك الخوف.
- مشاكل في لسان الطفل أو سقف الفم مما يجعل من الصعب تكوين الأصوات والكلمات.
- اضطراب في النمو مثل الشلل الدماغي.
قد لا يكون من الممكن منع كل تأخيرات ومشاكل النطق، وقد لا يمكن الوقاية دائماً من ضعف السمع وصعوبات التعلم والإعاقات الذهنية، لكن لما لا تجربي اتباع هذه النصائح لتشجيع تطور اللغة لدى طفلك: [3]
- تحدثي إلى طفلك منذ ولادته.
- استجيبي لمناغاة طفلك عندما يكون رضيعاً.
- غني لطفلك، حتى عندما يكون رضيعاً.
- اقرأي بصوت عالٍ لطفلك.
- أجيبي على أسئلة طفلك.
- وعليك متابعة تطورات طفلك شهر بشهر وملاحظة التغييرات والفروقات عن المهارات التي عليه أن يكتسبها، واستشيري طبيبه بأي مشاكل قد تواجهيها أو أي تأخر لطفلك.
وفي نهاية المطاف.. سيكون الأطباء والأخصائيين ملاذك في تشخيص حالة طفلك وإيجاد الحلول والعلاجات المناسبة لكن لا مانع من اتباع النصائح المذكورة آنفاً، والتعرف مسبقاً على أية مشاكل قد تواجهك، لكنها لن تكون حلولاً سحرية بأن تعطي طفلك فيتامينات ومكملات أو أغذية معينة.. فأنت بحاجة إلى حل حقيقي ينصحك به طبيبك أو أخصائي النطق.