فوائد السفر الاجتماعية والثقافية وأهمية السفر في تطوير الذات
السفر.. كلمة ساحرة لطالما حسّنت المزاج، وأطلقت المخيلة لمجرد التفكير فيها، يعتبرها الكثيرون فترة استراحة، بينما يحددها آخرون نقطة لبداية جديدة، أو علاجاً لمرحلة صعبة جسدية أو نفسية، للسفر الكثير من الأشكال والطرق، لكن عادة ما تجمع بين أنواع السفر العديد من الفوائد وأهمها في هذا المقال.
- يحسن من مهارات التواصل مع الأخرين ويقوي مهاراتك الاجتماعية: وخاصة عند سفرك إلى المناطق التي لا تتحدث لغتك الأصلية، فهي تنمي قدراتك على التواصل والشرح بشتى الوسائل، وقدرتك على التوصيف وتحسين معرفتك حول اللغات المختلفة، ونمط طرح الأسئلة الأكثر شيوعاً والتواصل مع السكان الأصليين للبلد.
- تخرجك من الضغوط والتوتر: يفرض عليك السفر الابتعاد عن الروتين مؤقتاً بما هو مرتبط بالعمل والمسؤوليات، ويعيد تقيمك للأشخاص من حولك ومن يعمل معك بمعزل عن علاقات والعمل والارتباطات المحيطة، مما يحسن علاقتك بهؤلاء الأشخاص بعد العودة إلى حياتك الاعتيادية.
- تعزيز الحالة الإبداعية: تشير الدراسات إلى أن خروج الشخص من المكان المتأقلم عليه (منطقة راحته)، سيثير أفكاراً إبداعية جديدة، خاصة خلال الرحلات الاستكشافية الخارجة عن المألوف بالنسبة لك.
- يوسع آفاقك الثقافية والمعرفية: يساهم السفر في توفير مجال أوسع للتواصل مع أشخاص مختلفين ذوي ثقافات متنوعة، ويمنحك هذا رؤية الأمور والتحديات من منظور مختلف والتعامل معها بطرق جديدة أيضاً.
- يمنحك السفر فرصة التعلم التجريبي الواقعي: حيث ستقابل أشخاصاً وتكتسب مهارات جديدة ومعلومات ثقافية، كان من الصعب الحصول عليها في المدرسة أو الدراسة الجامعية.
- يساعد على اكتساب أصدقاء جدد: السفر فرصة للقاء أشخاص جدد، وقد يصبح بعضهم أصدقاء حقيقين، قد تحتفظ بهم دائماً، أو تحافظ على الاتصال بهم أو تقوم زيارتهم خلال الفترات اللاحقة، وبعضهم قد يفتح أمامك آفاقاً جديدة، أو يدخلك بعضهم في تجارب فريدة من نوعها.
- تقوي علاقاتك بمن حولك: في دورة أيامك العادية، بالكاد تحصل على بعض الوقت مع العائلة والأقارب أو الأصدقاء، لكن قد تضمن لك رحلة لعدة أيام أو أسابيع مع العائلة أو الأصدقاء وقتاً ممتعاً يفيد تنشيط علاقتك بمن حولك، من خلال القيام بالأمور الممتعة ومشاركة الوجبات والإقامة والتنقل، كما قد تساهم وجهات السفر الرومانسية في إيقاد السعادة والحميمية في علاقاتك الشخصية والتي من المحتمل أن يكون ضغط الحياة وروتينها، قد اطفأ جزء منها!
- ذكريات السفر خالدة في الذاكرة: قد تصبح رحلة ممتعة مع العائلة أو من نحب ذكرى دائمة في عقولنا، ونشاهدها مراراً من خلال الصور على هاتفنا المحمول، ستُرسم الابتسامة على وجوهنا كلما تذكرنا تلك اللحظات الرائعة.
- يعزز السفر الثقة بالنفس وتقدير الذات: حيث يساهم وجودك في مكان لا تعرف فيه أحد في تعزيز الاعتماد على النفس، وتطوير قدراتك للتعامل مع الطوارئ والمشاكل التي قد تواجهها فجأة، بحيث ستعجب بقدرتك على تذليل العقبات.
- تجديد الشباب: الاسترخاء والتمتع بالسفر يجدد من الشباب من خلال إزالة التوتر والقلق، والانغماس في نشاطات متنوعة رياضية وترفيهية. سيحسن ذلك من أداء أعضائك الحيوية والغدد الصم والهرمونات ستشعر بالشباب من جديد.
- يطور السفر من الشخصية، وتصبح أكثر وعياً بنفسك، وحيث يعتبر السفر رحلة إلى الخارج وهو رحلة إلى الداخل أيضاً، ستعطيك لحظات الهدوء والمتعة، خاصة الرحلات في الطبيعة فرصة للنظر إلى ذاتك، وترتيب مجموعة القيم والأولويات، وتحديد أهداف جديدة.
- تحسين الأداء الأكاديمي و مهارات القيادة: لوحظ أن السفر يساعد الطلاب على تحسين التحصيل العلمي والأكاديمي، وخاصة الرحلات التي قد تتضمن مواقع أو أماكن أو منشآت أو مناطق طبيعية تتعلق باختصاصهم، كما تحسن من رؤيتهم وإدراكهم للأشياء، ومن نظرتهم وثقتهم بأنفسهم، كما تحسن من مهارات التحدث بثقة، والقدرة على اكتساب الخبرات والمهارات الجديدة، كما تعزز الإحساس بالاستقلالية.
انسى التكلف والتخطيط وتمتع بالعفوية إرمي ورائك المتطلبات الاجتماعية والتقليدية في الحديث واللباس والطعام والانضباط الاجتماعي، وتمتع بعفوية الحياة الطبيعية، ولا بأس من لحظات من الإنفراد أو العزلة أو الجولات المنفردة.
- تعيد شحن طاقتك الداخلية: بعد فترة من الراحة والاستجمام، ستعود إلى العمل بانطلاقة قوية، وابتسامة عريضة على وجهك لعدة أيام أخرى في العمل، كما ستساعد فترات التأمل والاستشفاء النفسي والجسدي على تحسين أدائك سواء الوظيفي أو في عملك الخاص وبالتالي تحسين جودة حياتك وتطويرها..
- العلاقات العامة: قد يتيح السفر فرصة للتعرف على أشخاص وشركاء جدد في العمل، واكتساب خبرات إضافية من شأنها زيادات مردودك وانتاجيتك.
- الحصول على أفكار تجارية وخطط وأسواق عمل جديدة: إذا كنت من رواد الأعمال والتجارة فقد يوقد السفر أفكاراً تجارية وربحية، كانت غائبة عن ذهنك أو لعدم وجودها في مكان إقامة أو إمكانية تزويد وجهات سفرك بمنتجات موجودة في وطنك، وغير موجودة في مكانك الوجهة السياحية التي تنطلق إليها.
عادة ما يكون نضج الشبان في العصر الحديث ناقصاً، وذلك بسبب الاتكالية التي يربى عليها الجيل الحديث، فهم اتكاليون على الوالدين وعلى المنظمات والجمعيات، أو حتى على التكنولوجيا الحديثة في بعض الأشكال مثل ( التنقل، الطعام، الغسيل، كسب العيش).
بحيث لا يستخدم الشباب اليوم سوى جزء بسيط من طاقتههم، وأصبحت فكرة الرجل الحقيقي صفة نادرة تقريباً!
مع أن صفات المغامرة والإقبال على المخاطرة وغيرها محببة في المجتمع، وخاصة عند الجنس الآخر، (يمكنك أن تسال أي امرأة عن صفات الرجل الذي تفضله للتأكد).
لذا.. يمكن للسفر أن يعزز من نمو شخصية الرجل، واكتمال نضجه، ومعرفة ما يتطلبه الأمر ليكون المرء رجلا حقيقياً، قادراً على تحمل المسئولية في عمله المستقبلي وعائلته. [3]
فلماذا السفر هو جزء مهم لنمو الشخصية عند الرجل؟وما هي فوائد السفر للرجل؟ قد يشكل السفر حافزاً قوياً لتعزيز صفات الرجولة الحقيقة وذلك لعدة أسباب أهمها:
- يتعرض الشباب لعقبات واختبارات متكررة أثناء رحلات السفر وخاصة الطويلة منها، وعلى وجه التحديد الرحلات التي تبتعد قليلاً عن الحضارة الحديثة، أو التي تشكل الطبيعة العذراء جزءاً كبير منها.
- سيتعلم ويتقن الرجل خلال السفر؛ العديد من المهارات الجديدة وخاصة مهارات البقاء وقدرة التحمل ومعالجة العقبات.
- قد يتعرض للفشل عدة مرات حتى يصل إلى النجاح، وهذا ما يعلمه أنه يستطيع دائماً البداية من جديد ليصل إلى ما يرغب به ويحقق طموحاته.
وهنا نبين أهم الصفات التي يكتسبها الرجل أثناء سفره والتي ستكون من الصفات المحببة في الرجال بشكل عام:
- الصدق: أثناء سفرك إلى أماكن جديدة ولقاء أشخاص لا تعرفهم، ستكون صادقاً مع نفسك ومع الأخرين لأنك تنتظر منهم نفس التصرف، وخاصة إذا كنت بحاجة إلى إرشادات أو توجيه أو بحاجة إلى خدمات، وهذا ما سيدفعك كي تكون صادقاً لتحصل على ثقة هؤلاء الأشخاص، ليبادلوك من ثم بالمثل، وخاصة إذا كنت تسافر في جماعة، بحيث يسبب المسافر غير الصادق عائقاً ويكون مرهِقاً للمجموعة لإتمام الرحلة بنجاح.
- الهدوء: إحدى أهم صفات الرجل الحقيقي، الرجل الذي يعتاد السفر، سيعتاد الهدوء أيضاً، وذلك نتيجة الساعات الطويلة من الصفاء الذهني، كما سيساعد الهدوء في معالجة ما يعترضك أثناء رحلتك بحكمة وعقلانية.
- الثقة: أكثر صفات الرجل جاذبية، بحيث تكسب مزيداً من الثقة مع كل تجربة جديدة، ومع كل معرفة جديدة ومع كل مغامرة، والحصيلة رجل واثق بنفسه ومحطَ ثقة الأخرين.
- قادر على حماية نفسك وحماية الأخرين: إذا كنت تسافر وحدك، فسوف تعتاد على حماية نفسك من الأخطار والمخاطر الطارئة، مع مرور الوقت وزيادة الخبرة، سينمو لديك الشعور بالقدرة على حماية الاخرين، وهي صفة من صفات الرجولة الخالصة.
- الشجاعة: سيوفر السفر الكثير من المواقف التي تحتاج منك أخذ قرارات حاسمة، أو حتى مصيرية وأن تكون شجاعاً في اتخاذها أو التصرف حيالها، ومع الوقت تصبح الشجاعة جزءاً من شخصيتك.
في النهاية الرجولة هي مجموعة من القيم والتصرفات والخبرات الموروثة والمكتسبة، والتي قد يساهم السفر في تطويرها وبلورتها وإبرازها.
ستحظى بالعديد من المزايا إذا قررت السفر بسيارتك الخاصة هذه المرة، وأهم هذه المزايا: [4،5]
- المرونة: فأنت غير مقيد بالمواعيد الثابتة والمحددة، وببرامج الرحلة، وبالمسافرين الآخرين، كما أنه لا توجد حدود للأمتعة، كما يمكنك اصطحاب حيوانك الأليف.
- سفر السيارة متعدد الفرص: تستطيع اختيار الطريق الذي يوفر لك المزيد من المتعة حتى لو كانت أطول مسافة، كما ستتمكن من التوقف وقت تشاء لمشاهدة حيوان بري مثلاً، أو نوع فريد من النباتات، أو لتناول وجبة خفيفة بجانب الطريق في مكان جميل.
- توفر المزيد من الحرية: لست ملزماً بلباس معين أو زي السفر، ولا رأي الأخرين فيما تلبس، سروال قصير ونظارة شمسية قد تحلان كل المشكلة، كما ستوفر السيارة المزيد من الحرية في اختيار أماكن الاستراحة والطعام والمبيت، كما يمكنك الخروج عن المسار أو تغيره كلياً، إذا وجدت ذلك مناسباً.
- التحكم في وقت الوصول والعودة: تمتع بفرصة السفر البطيء ومراقبة المناظر على الطريق، وتحديد موعد وصولك، ومتى تريد إنهاء عطلتك، أو الانتقال إلى مكان آخر لم يكن مخططاً له.
تم تحديد مجموعة متنوعة من فوائد السفر في النصوص الدينية الإسلامية، والتي تنقسم إلى ثلاثة أقسام: [5]
- الفوائد الفردية:
- التنوير: قال الله تعالى في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم"قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ" صدق الله العظيم، وهنا الهدف الأساسي هو النصيحة التنويرية، بحيث يساعدك السفر على فهم ورؤية أن لديك الكثير لتتعلمه.
- المال والخبرة: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "سافروا تصحوا وتفتنوا"، أي سافروا من أجل الحصول على الصحة واكتساب الثروة، كما يدفعك السفر إلى أقصى حدود ما يمكنك تحمله وإتقانه.
- تنمية الجانب الفكري والعقلاني: يقول الله تعالى في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا"، صدق الله العظيم، أي أن السفر يفتح العيون ويغسل القلوب وينير العقول، خاصة السفر الفردي الذي يجعلك تثق بنفسك وتصبح أكثر اعتماداً على نفسك. ويمنحك فرصة لفهم واستخدام مواهبك الفريدة للتغلب على تحديات جديدة
- التأثيرات الاجتماعية: يوازي القرآن الكريم السفر مع البرامج التربوية والثقافية لتوضيح التصحيح الاجتماعي، فالسفر هو بمثابة تذكير في رحلة المسلمين للانفصال عن هذه الدنيا والوصول إلى الجنة مع بقية المسلمين، بحيث يمكنك خلال السفر تكوين علاقات ذات مغزى لحياتك.
- التأثيرات الروحية: يتمتع السفر في الإسلام بمكانة خاصة فإذا تم بدافع ديني صحيح، سيوفر تمجيداً روحياً عظيماً، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "سيحوا فإن الماء إذا ساح طاب، وإذا وقف تغير وأظفر"، في إشارة إلى أن السفر ينقي الروح ويصفي النفس ويقرب الإنسان من خالقه عز وجل، وسيكون السفر بمثابة مصدر إلهام لإبداعك، كما سيمنحك السفر الراحة النفسية وهداوة البال عندما تعود إلى بيتك وعملك وحياتك العادية.
السفر إحدى طرق تغير الذات، وتوسيع المدارك لفهم الحياة لما يوفره من فرص تؤثر على شخصيتك من خلال: [7،6]
- رؤية الأمور من منظور جديد: حيث يوفر طريقة جديدة للإدراك، وفهم الحياة من وجهة نظر جماعات ومجتمعات مختلفة في العادات والتقاليد ورؤيتها وفلسفتها للطبيعة والكون ودور الإنسان في مجتمعه وبيئته.
- تحررك من القيود المجتمعية: من خلال زيادة العفوية وفهمك الجديد، فإن الحياة تسير بشكل مغاير لكل ما عرفته سابقاً، ستكون حياتك كاملة هي مجرد رحلة جديدة، لن تثنيك العقبات والعادات عن الوصول إلى أهدافك.
- تصبح أكثر انفتاحاً: على الأفكار والأشخاص الجدد، وقبول أفكار وأشخاص لم تكن لتقبلهم في الماضي، وذلك لأنك رأيت من الإختلاف ما يكفي لتعي أن الحياة جميلة في تنوعها وغنية باختلافها.
- نموك الإبداعي: مما يزيد من نمو الشخصية، أو حدوث تطورات إيجابية في شخصيتك القديمة، وذلك نتيجة لمشاهدات أساليب الإبداع للثقافات المتنوعة.
- لن تعود للإلتفات للأشياء الصغيرة: قد تشاهد أثناء سفرك الكثير من المآسي والمشاكل والتي تجعل من عقبات حياتك أموراً بسيطة، ستضعها جانباً ولن تلتفت إليها.
في النهاية.. إذا كنت تستطيع السفر، فلديك فرصة أن تغير من فهمك للحياة، أو أن تكون إنساناً جديداً، لا يُشترط السفر فنادق فخمة وسيارات فارهة، يكفي أن يكون تجربة ممتعة ومفيدة، لذا ابدأ الآن.