زواج ذوي الاحتياجات الخاص وصعوبات زواج المعاقين
ذوي الاحتياجات الخاصة مصطلح واسع وشامل ويتضمن العديد من الحالات والمعاني، وليس بالضرورة أن تكون حالة جميع ذوي الاحتياجات الخاصة تمنعهم تماماً عن ممارسة حياتهم بالشكل الطبيعي على غرار باقي أفراد المجتمع، وهنا ندرس قضية زواج ذوي الاحتياجات الخاصة من حيث العراقيل والصعوبات والامكانية ومن منهم لا يمكنه الزواج ابداً.
الزواج حق من حقوق أي إنسان وهذا ينطبق على ذوي الاحتياجات الخاصة فهم يحق لهم الزواج، ولكن توجد بعض الإعاقات التي يجب النظر إليها قبل البدء بهذه التجربة والمرور من خلالها، وفيما يلي سنتحدث عن أنواع الإعاقة وما يترتب عليها من مسؤوليات: [1]
- الإعاقة السمعية: هي وجود مشكلة في السمع لدى الإنسان وتتراوح شدتها من خفيفة إلى شديدة ولا تقف هذه المشكلة عائقاً في وجه الزواج لأنه يمكن معالجتها في أكثر الحالات بأجهزة مخصصة تساعد على السمع بشكل أفضل ويوجد لغة مخصصة بالأشخاص الصم تساعد على التواصل مع المجتمع والانخراط به.
- الإعاقة البصرية: يشير هذا المصطلح إلى انعدام الرؤية بشكل كلي أو جزئي لدى المصابين به وهذا ما يسبب بعض المشاكل أحياناً وذلك نظراً لصعوبة الالتزام بالمسؤوليات التي تقع على عاتق الزوجين من عمل وتربية الأطفال والواجبات المنزلية الأخرى، ولكن في حال كان الطرف الآخر لا يعاني من مشكلة وكان شخصاً مسؤول وعلى دراية كاملة وتفهم للموضوع فيمكنه مساعدة الشريك بالواجبات التي تصعب عليه وبالتالي ينجح الزواج وتصبح العوائق بسيطة يمكن تجاوزها.
- الإعاقة الذهنية: وتشمل عموماً الأشخاص الذين يعانون من شلل دماغي أو بطء بالفهم والإدراك فالأشخاص الذين يعانون من الشلل الدماغي غير قادرين على التواصل مع مجتمعاتهم وهذا يشكل عائقاً كبير لذلك سيكون من الصعب جداً الزواج من شخص يعاني من هذه الإعاقة لأنه لن يكون قادراً على القيام بمهامه المنزلية وغير قادر على التواصل مع محيطه من أفراد، أما الأشخاص الذين يعانون من بطء بالفهم والإدراك لديهم فرصة أكبر للزواج وذلك لأنهم قادرين على التواصل مع الأفراد غالباً ويجب على الشريك أن يمنح شريكه المريض وقتاً للكلام ولاستدراك الكلام الموجه إليه ويجب أن يتعامل معه بهدوء وعدم الصراخ عليه وذلك لأنه قد يزيد من المشكلة سوء فتتراجع حالته الصحية أي أن الزواج في هذه الحالة يجب أن خضع لشروط التحلي بالصبر والهدوء.
- الإعاقة الحركية: وهنا لدينا نوعين من الإعاقة الأولى هي الإعاقة الكلية ويكون الشخص فيها مصاباً بشلل كامل ويكون أيضاً غير قادر على الحركة أبداً وهذا يشكل عائقاً كبيراً في وجه الزواج، أما النوع الثاني فهم الأشخاص الذين يعانون من إعاقة جزئية أو موضعية في مكان ما في الجسم وفي هذه الحالة يكون الزواج ليس بالشيء المستحيل لأن الشخص يكون في بعض الحالات قادراً على القيام بأغلب أعماله ومسؤولياته بمساعدة بعض الأجهزة الطبية المتخصصة.
لا يخلو الزواج بشكل عام من الصعوبات، ولكن في هذه الحالات تكون المصاعب أكبر وأكثر وتؤثر على الزوجين بشكل نفسي وبشكل ملموس، ولكن يجب التنويه إلا أن هذه الصعوبات يمكن أن يتم تجاوزها عندما يراعي الزوجين وجود حالة طبية في المنزل وعند التعاون، وهنا نقدم بعض الصعوبات وكيفية حلها: [2]
- مصدر الدخل: تكون بعض الإعاقات أحياناً سبباً لعدم قبول الفرد في مهنة ما أو عمل مناسب وهذا يسبب له البطالة وبالتالي تقع مهمة الإعالة على الطرف الآخر مما يجعل الدخل المادي أقل ويولد شعور النقص لدى الطرف الآخر ويمكن تجاوز هذه المشكلة عن طريق رفع معنويات الآخر بالتأكيد على أن الإعاقة مجرد مشكلة طبية لا تقلل من قيمة الشخص وتقاسم المسؤوليات والبحث عن المهن التي يمكن تأديتها إلكترونياً على الشابكة أو ما شابه ذلك.
- الخروج معاً: لن يكون من السهل الخروج في مواعيد لأن الطرف المصاب يعاني غالباً من قلة الثقة بالنفس والشعور بعدم الكفاءة وهنا يقع دور الطرف الآخر في مساعدته ورفع معنوياته.
- الأعمال منزلية: يكون الطرف المصاب ببعض الإعاقات غير قادراً على القيام بواجباته المنزلية على أتم وجه ويمكن تدعيم هذه المشكلة بإحضار شخص يساعده في الأعمال يومياً فيكون مساعداً له وبمثابة ونيس وصديق.
- الضغوطات النفسية: عندما يشعر الطرف المصاب بتقصير في أداء واجباته المنزلية والزوجية ورؤية العلاقات الأخرى ناجحة بدون مشاكل يتولد ضغط نفسي لدى المصاب وهذا يولد مشاكل تؤثر على الحياة الزوجية إذا كان الطرف الآخر غير واعياً وننصح بحضور دورات التوعية والثقيف هذه الحالة.
- العلاقة الزوجية: بعض الحالات قد تجعل من ممارسة العلاقة الزوجية أمراً أكثر صعوبة ويحتاج إلى التقبل والتقدير والتفهم من طرف العلاقة الآخر، وإلى الثقة بالنفس والرضا بالحال من قبل الطرف المصاب.
- تربية الاطفال: من المشاكل الكبيرة التي قد تواجه زواج المعاقين وعلى وجه الخصوصا أصحاب الإعاقة الذهنية؛ هي تربية الأطفال وتعليمهم، كما يرى البعض أن الأبناء في زواج المعاقين محكوم عليهم سلفاً بحياة غير طبيعية ومسؤوليات كبيرة، فضلاً عن خطورة انتقال الإعاقة الوراثية إليهم أو لأبنائهم.
إن مسألة الإنجاب مسألة ليست ببسيطة فهي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأبوين وبالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة هي قضية تتعدد حولها الآراء لأن إنجاب طفل إلى هذه الحياة ليس أمر بسيط يمكن وصفه ببضع كلمات، بل هو أمر عميق، وسنوضح هنا بعض النقاط حول هذا الموضوع: [3]
- حق الإنجاب: ينظر غالبية البشر إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة لهم حق في الإنجاب وهذا صحيح، حيث أنه إذا كانت الإعاقة لا تشكل حاجزاً أمام أداء المهام الأبوية على أكمل وجه، كما يجب ألا يضر الحمل بالحامل من ذوات الاحتياجات الخاصة وأن يكون جسدها قادراً على إتمام الحمل بنجاح.
- الخوف من الإجهاض: قد لا تكون النساء من ذوي الاحتياجات الخاصة على علم تام بالثقافة الصحية للحمل فربما يتكرر الحمل بسبب عدم الوعي التام بأساليب منع الحمل، وعندها ستتكرر حالات الإجهاض وهذا غير صحي لجسد المرأة فذلك سيصيبها باضطرابات عديدة، ومن ناحية أخرى هذا غير مقبول في المجتمع فالإجهاض هو التخلي عن طفل.
- الإعاقة والوراثة: هناك بعض الإعاقات التي يمكن أن يورثها الآباء لأبنائهم وهنا يكمن الخطر، بعض الآراء تقول لا يحق للآباء أن يحضروا طفلاً مريضاً إلى هذه الدنيا، والبعض الآخر يقول أنها مسألة شخصية، ولكن يجب التفكير جدياً في هذه النقطة لأنها مصيرية ومتعلقة بحياة مولود جديد وإذا تأكد الأبوين من إمكانية انتقال الإعاقة للجنين من الأفضل الامتناع عن الإنجاب وهي مسألة إنسانية وأخلاقية.
- الإنجاب مسؤولية: يجب أن يعلم كلا الأبوين أن مسؤولية تربية طفل وإنجابه إلى هذه الحياة هي مسؤولية كبيرة، فقبل أن ينجبا طفل عليهما أن يكونا واعيين لكيفية تربيته وننصح بحضور دورات تثقيفية وتوعوية، كما يجب أن يكون أحد الأبوين أو كلاهما عاملين وقادرين على جني المال لأن مستلزمات الأطفال كثيرة.
يوجد العديد من المنظمات التي تدعم ذوي الاحتياجات الخاصة وتهتم بأمورهم وتبحث في قضاياهم، ومن هذه المؤسسات والجمعيات ما يهتم بقضية زواجهم ويقدم الخدمات لتعارفهم بشكل محترم بالإضافة إلى العديد من المزايا والنشاطات التي سنتحدث عنها في هذه الفقرة. [4،5]
تقوم الجمعيات بتنظيم العديد من الأنشطة لجمع الأموال والتبرعات، كما أنها تقوم برحلات لذوي الاحتياجات الخاصة لتسمح لهم بالتعارف وتتيح لهم فرصة لبدء أحاديث وتكوين علاقات اجتماعية، كما أنه يوجد بعض الجمعيات التي تقيم حفلات زفاف لهم وتتيح أيضاً مجال لزيادة النشاط الاجتماعي التعارفي بين الحاضرين.
تهدف هذه المنظمات إلى مساعدة المقبلين على الزواج من ذوي الاحتياجات الخاصة مادياً ومعنوياً بالإضافة إلى توعيتهم بالقضايا الأسرية وتقديم النصائح لعلاقة زوجية ناجحة والهدف الأهم هو الجمع بين الثنائيات الراغبين بالزواج.
أسماء جمعيات تزويج ذوي الاحتياجات الخاصة
- جمعية حركية: وهي جمعية الإعاقة الحركية للكبار تأسست تحت رعاية وزارة الشؤون الاجتماعية في السعودية والتي تخضع لأحكام لائحة الجمعيات والمؤسسات الخيرية، وهي جمعية فاعلة ونشيطة تخدم مصلحة ذوي الاحتياجات الخاصة وتسعى إل تزويجهم عن طريق قسم مخصص لهم يدعى "توافق" حيث بلغ عدد المتزوجين فيه قرابة 1514 مستفيد
- جمعية تيسير: وهي جمعية سعودية تأسست خصيصاً لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة على الزواج كما أنها مرخصة من قبل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، تقوم بالعديد من النشاطات الإلكترونية والنشاطات على أرض الواقع لزيادة فرص الزواج حيث بلغ عدد المتزوجين من خلالها 780 مستفيد.
الزواج مؤسسة اجتماعية تهدف إلى بناء أسرة صالحة، وهذا ينطبق على كل فئات المجتمع بما فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة فالبعض منهم قادر على الزواج وبالطبع كسائر العلاقات الأخرى سيجدون صعوبة في بعض المواقف، وهنا بعض النصائح التي ستحسن حياتهم الزوجية: [6]
- توزيع المهام بما يتناسب مع الحالة: على كلا الزوجين تقاسم المهام التي تصعب على أحدهما، فهذا يعزز شعور الحب ويخفف من العبء على الطرف الآخر ويبعد عنه شعور الخيبة وقلة الثقة ومن الممكن أن ينسى عدم قدرته على أداء هذه المهمة الصعبة، وبذلك تقل الفجوة ما بين الطرفين.
- التزام الصراحة: في هذا النوع من العلاقات قد يواجه أحد الطرفين مشكلة لا يتمكن من حلها بمفرده وقد يشعر بالخجل عند الاعتراف بذلك، كن صريحاً وشارك مشاكلك ومشاعرك مع الطرف الآخر، حتى إذا كانت المشكلة متعلقة به فيجب على كلا الطرفين التنازل للوصول إلى حل مرضي ومريح للتعايش بسهولة.
- ادعما بعضكما البعض: عزز ثقتك بنفسك وعزز ثقة شريكك بنفسه، إن مستوى الإعاقة ممكن أن يسبب ضموراً في شخصية أحدكما لذلك قفا بجانب بعضكما وأكملا النقص ولا تلوما بعضكما البعض على كل الأمور، تجاهلا الأمور البسيطة وتشاركا حياة ممتعة.
- أوقات رومانسية: لا تجعل الإعاقة تقف حاجزاً بينك وبين الأوقات الرومانسية اعترف بمشاعرك دوماً، وعبر عن إعجابك بالطرف الآخر ذلك سيحسن الروابط الزوجية ويعزز الحب.
- اختيار بيئة مناسبة للعيش: يعتبر الدعم الاجتماعي عنصراً مهماً في نجاح زواج المعاقين وذوي الاحتيجات الخاصة، ولذلك يجب على الزوجين أن يختارا بيئة مناسبة للعيش من أجل استقرار زواجهما ومن أجل مستقبل الأطفال في حال اتخاذ قرار الإنجاب.
- دراسة قرار الإنجاب: قد يكون قرار الإنجاب هو الأصعب والأكثر حساسية من قرار الزواج نفسه، خصوصاً في حالات الإعاقة الذهنية والإعاقات الوراثية، ولذلك لا يمكن أن يكون قرار الإنجاب في زواج المعاقين مينبياً على الرغبة بالإنجاب فقط، بل يجب أن يكون قراراً واعٍ ومدروس، يضع في الحسبان الخطر الذي يهدد الأطفال قبل وبعد ولادتهم، وحجم المسؤوليات والتحديات المرتبطة بالإنجاب والتربية.
- التواصل المستمر مع المرشدين المتخصّصين: حتى الأزواج الذين لا يعنانون من مشاكل صحية أو عقلية؛ يحتاجون إلى مساعدة المتخصصين لتجاوز مشاكلهم الأساسية، وفي زواج ذوي الاحتياجات الخاصة سيحتاج الزوجان إلى المساعدة لمواجهة الضغط الاجتماعي أيضاً.