دراسة تخصص الطب المخبري ومن هو طبيب المختبر
يحتاج الطالب عند الانتهاء من دراسة الطب البشري العام أن يتعرف على الاختصاصات الطبية التي من الممكن أن يكمل تعليمه فيها، واختصاص الطب المخبري مجال هام جداً ويعتمد عليه التشخيص والعلاج في جميع الاختصاصات الطبية، فماذا يدرس هذا الاختصاص وما هي مجالات عمله، وما صعوباته ومميزاته؟
طبيب المختبر هو الطبيب البشري الذي يختص بطب المخابر المعني بإجراء التحاليل والاختبارات على العينات السريرية البشرية كالدم والبول والقشع وسوائل الجسم الأخرى، وذلك لعدة أهداف منها أهداف تشخيصية لأمراض معينة، أو بهدف مراقبة تطور العلاج، أو لأغراض بحثية طبية، بالإضافة لدراسة العينات الطبية واجراء الفحوص والاختبارات عليها وتسجيل نتائجها للتأكد من وجود أمراض أو مشاكل معينة في جسم المرضى وتشخيص بعض الأمراض بناء على هذه النتائج، ومن أعمال طبيب المخابر وواجباته: [2،5]
- فحص وتحليل الدم وسوائل الجسم: يقوم طبيب المخبر بفحص الدم وعدد الكريات والصفيحات ومعرفة نتائج زيادة أحد هذه الكريات أو نقصانه، بالإضافة إلى الفحوصات التي تجرى على العينات البولية والكشف عن الفطور أو الجراثيم أو الطفيليات التي توجد فيها وغيرها من الفحوصات التي تطبق على سوائل الجسم.
- معايرة الهرمونات والأنزيمات والفيتامينات: يتطلب من الطبيب المخبري معايرة نسب العديد من العناصر في الجسم مثل الهرمونات وأيضاً العوامل الدموية التي تشير إلى حالة الالتهاب وإعطاء نسب دقيقة لهذه المكونات.
- مطابقة الزمر الدموية وفحص الدم المنقول: عند نقل دم من مريض إلى آخر يتطلب ذلك فحص تطابق الزمر الدموية الذي يقوم به الطبيب المخبري بالإضافة إلى تحري وجود الأمراض التي يمكن أن تنتقل عبر الدم مثل فيروس الإيدز و التهاب الكبد.
- إجراء تعداد تفاضلي للبحث عن الخلايا غير الطبيعية: يدرس الطبيب المخبري طرق للتعرف على شكل الخلايا السليمة بمختلف أنواعها وأماكن وجودها من أجل تشخيص الخلايا غير الطبيعية.
- فحص الخلايا والأنسجة ومعرفة الشاذ منها: تقع على عاتق الطبيب المخبري مسؤولية تحديد الخلايا الطافرة والخلايا الشاذة السرطانية.
- استخدام معدات المخبر عالية الدقة: من واجبات طبيب المخبر استخدام المجاهر عالية الدقة وعدادات الخلايا وغيرها من المعدات التحليلية التي تعطي نتائج عند فحص العينات البشرية.
- نقل نتائج الاختبار إلى الأطباء: في نهاية أي اختبار تكون مسؤولية الطبيب المخبري نقل النتيجة إلى الطبيب المعالج بكل شفافية وأمانة في العمل ومناقشته بالتشخيص وطرق العلاج.
التعرف على اختصاص طب المخابر من المسائل الضرورية بالنسبة لأي طالب طب وتحديداً من يرغب بدخول هذا الاختصاص، وهنا نقدم بعض حول هذا التخصص: [1،2]
- عدد سنوات الدراسة: فترة الدراسة من أربع إلى خمس سنوات حسب الجامعة والبلد الذي تتم الدراسة فيه.
- مواضيع اختصاص الطب المخبري: تتم دراسة العوامل المكونة للدم كالكريات البيض بأنواعها المختلفة والكريات الحمراء والأمراض الناتجة عن الخلل في قيم هذه المكونات أو اختلاف شكلها وكيفية العمل المجهري وتمييز جميع محتويات العينات البشرية التي قد تظهر عند الإصابة بالأمراض، ويدرس ردود الجسم المناعية تجاه المواد الغريبة التي قد تدخله كالجراثيم والفيروسات، والكشف عن الهرمونات، بالإضافة إلى إتقان التعامل مع جميع أجهزة التشخيص الحديثة ودراسة أمان وخطورة المواد الكيميائية التي يتم التعامل معها وما إلى ذلك.
- حاجات المتخصص في الطب المخبري: الطالب في هذا الاختصاص يحتاج إلى صبر ودقة شديدة في العمل لأن استخدام المواد الكيميائية فيه خطورة على الأجسام البشرية التي تتعامل معه، بالإضافة إلى الانتباه إلى التفاصيل الصغيرة ويحتاج أيضاً إلى سرعة بديهة والقدرة على العمل تحت الضغط، بالإضافة إلى مهارات الحوار والإقناع التي يجريها مع الأطباء من الاختصاصات الأخرى للمساعدة في التشخيص المرضي.
- حدود عمل الطبيب المخبري مع المرضى: الطبيب المخبري لا يتعامل مع المرضى ولا يتدخل في الفحوص السريرية لهم يقتصر عمله على فحص العينات ومناقشة النتائج مع الأطباء من جميع الاختصاصات الطبية للوصول إلى التشخيص الصحيح واتباع طريقة العلاج المناسبة.
يدرس الطالب في تخصص الطب المخبري العديد من المقررات التي تؤهله للتشخيص المرضي المخبري ويتعلم من خلالها طريقة التعامل مع العينات البشرية وفحصها ومن هذه المواد نذكر: [2،3]
- علم الأحياء الدقيقة.
- علم التشريح.
- الكيمياء العضوية.
- الكيمياء الحيوية العامة.
- الكيمياء التحليلية.
- علم الجراثيم.
- علم الطفيليات والفطور.
- الكيمياء السريرية.
- علم أمراض الدم.
- علم المناعة.
- علم بنوك الدم.
- البيولوجية الجزيئية.
- علم الفيروسات.
- علم الأنسجة.
- علم الوراثة.
يوجد مجالات واسعة ومتنوعة لعمل الطبيب المخبري تبعاً لاختصاصه ورغبته ومن هذه المجالات: [4،5]
- العمل في المشافي: في كل مشفى عام أو خاص يوجد مخبر للتحاليل الطبية التشخيصية والتي يتم العلاج بناءً على المعلومات التي يبحث عنها ويعطيها الطبيب المخبري للطبيب المعالج، لذلك قد يعمل العديد من الأطباء المخبريين في مخابر المشافي.
- العمل في معمل خاص: قد يرغب بعض الخريجين أن يكون العمل خاص بهم دون التبعية لمشفى أو مؤسسة وهنا يمكن للطبيب المخبري فتح مخبر خاص يعمل به بأريحية ويكون قادر على التحكم بوقته وتنظيمه كما يشاء.
- العمل في مختبر بنك الدم: عمليات نقل الدم تحتاج إلى فحوص دقيقة لا يستطيع إجراؤها إلا المتخصصين في الطب المخبري لذلك من الممكن أن يعمل الطبيب المخبري في بنوك الدم.
- العمل في المجال البحثي: جميع الأبحاث البيولوجية الجديدة التي تحدث ثورات في التقانة الحيوية وعلم الجينات والوراثة كلها تحتاج بشكل رئيسي إلى مخابر ومخبريين متقنين للعمل على أحدث تقنيات البحث الجديدة لذلك يمكن للأطباء المخبريين العمل في البحث والتطوير.
- العمل في المجال التعليمي: من الممكن أن يفضل الطبيب المخبري أن يتفرغ للعمل الأكاديمي في التعليم بعد الانتهاء من الدراسة ويمكنهم التدريس في الجامعات في عدة اختصاصات طبية وصيدلانية وكيميائية.
يكاد لا يخلو أي اختصاص جامعي من بعض الصعوبات التي يواجهها الطلاب خلال سنوات دراستهم وفي اختصاص الطب المخبري يواجه الطلبة العديد من الصعوبات منها: [1،4]
- الاطلاع على الاختصاصات الطبية الأخرى: يتوجب على المتخصصين في الطب المخبري أن يكونوا على معرفة واسعة بالاختصاصات الطبية الأخرى كونهم خلال العمل يبحثون في أمراض عضوية مختلفة يعالجها أطباء من اختصاصات مختلفة، هذه أحد الصعوبات التي تحتاج من الطالب والطبيب وقت أكبر وجهد للإلمام بجميع المجالات الطبية والوصول إلى التشخيص الصحيح.
- خطورة التدريب على صحة الطالب: خلال دراسة اختصاص الطب المخبري يجب الالتزام بعوامل حماية خاصة لأن أكبر أسباب العدوى السريعة هي التعامل مع السوائل العضوية للمرضى أثناء الدروس العملية فاحتمال أن يصاب الطالب بالمرض كبير، بالإضافة إلى احتمال تعامله مع مواد كيميائية خطيرة خلال الفحص حيث أن خبرته في هذا المجال تكون قليلة خلال سنوات الدراسة قبل أن يصبح متمرس في المهنة ويتعلم كيف يحمي نفسه بشكل جيد.
- إتقان العمل على الأجهزة التكنولوجية الحديثة: من الصعوبات التي يواجهها الطالب في اختصاص الطب المخبري هي الأجهزة المختلفة والعديدة التي يجب يتعلم العمل عليها من أجل الوصول إلى التشخيص الصحيح، فهذه الأجهزة متنوعة جداً وتحتاج وقت لفهم كيفية البحث والفحص باستخدامها، بالإضافة لأنها قد تكون خطيرة على الطالب في حال تعامل معها بشكل خاطئ، بالإضافة لأنه يجب أن يواكب التحديثات الطبية على الأجهزة التحليلية حتى بعد أن يتخرج ويبدأ بالعمل يحتاج لمعرفة ما هي أحدث التقنيات في التشخيص ومحاولة العثور عليها وتوفيرها في المخبر الخاص بالطبيب.
- الروتين اليومي الممل: من الصعوبات التي يواجهها أيضاً الطلاب في هذا الاختصاص هو الروتين الممل فكل يوم تصلهم نفس العينات ويتوجب عليهم فحصها بشكل روتيني حتى يصبح التعامل معها من البديهيات في هذا العمل وبعض الأشخاص لا يفضلون الطب المخبري لهذا السبب.
- يحتاج مبالغ مالية كبيرة: في حال قرر الطالب أن يعمل في مخبر خاص به يجد صعوبة كبيرة في تأمين كامل الأجهزة التي يتطلبها الفحص الدقيق في المخبر فهي تحتاج لمبالغ مالية كبيرة جداً.