إجابة سؤال تحدث عن نفسك في المقابلة الشخصية
أنت في مقابلة العمل التي تفصلك عن الحصول على الوظيفة التي ترغب فيها، ملف سيرتك الذاتية الذي يتضمن خبراتك وشهاداتك موجودٌ مع الشركة، ولكنّ المسؤول عن المقابلة يتركه ويقول لك "أخبرنا عن نفسك".
قد يكون هذا السؤال أحد أكثر الأسئلة التي تُسبب الارتباك للمرشح في مقابلات العمل، ولكن ما هي أهمية هذا السؤال وكيف يمكن أن تُجيب عليه بشكلٍ يؤهلك للحصول على الوظيفة؟
عندما تريد أن تتقدم لوظيفة فأنت تُرسل سيرتك الذاتية مسبقاً إلى الشركة ومن الطبيعي أن تفترض أنّ طلبك لإجراء مقابلة يعني أنّهم قد قرأوا سيرتك الذاتية ومسيرتك المهنية مسبقاً، وهنا من الطبيعي أن تتساءل ... لماذا يسألون سؤال حدثنا عن نفسك؟ وما هو الهدف الحقيقي وراء هذا السؤال؟
في الحقيقة رغم أنّ الشركة تمتلك ملفك فمن الممكن ألا يكون المسؤول أمامك هو من اطلع على ملفك ورشحك للمقابلة، لكن حتى لو كان قد قرأ الملف مسبقاً فهذا السؤال يهدف إلى إجراء محادثةٍ معك وهو ما سيسهل وصوله لهدف المقابلة الأساسي والذي هو بالطبع العثور على الموظف المناسب.
تبرز أهمية تقديم نفسك في مقابلة العمل في كونها من الطرق المستخدمة لمعرفة مهاراتك التنظيمية واستعراض الأسباب وراء اهتمامك بالوظيفة المطلوبة، سؤال حدثني عن نفسك هو فرصة هامة لإقناع المدير أو المسؤول عن المقابلة بوجوب اختيارك من بين بقية المنافسين على هذه الوظيفة.
ومع تكرر هذا السؤال في العديد من مقابلات العمل فهو سؤال يمكن الاستعداد له في حين أنّك لا تدري ما ستكون بقية الأسئلة التي ستُطرح عليك خلال المقابلة. [1]
عندما تُدرك أهمية تقديم نفسك في مقابلة العمل يُصبح من الضروري أن تحرص على أن تقدّم نفسك بشكلٍ صحيح وطريقةٍ تزيد فرص حصولك على الوظيفة، وعلى الرغم من أنّ المعايير قد تختلف بعض الشيء من شركةٍ لأخرى ومن مديرٍ لآخر إلا أنّ هناك بعض التفاصيل الهامة التي يجب التركيز عليها:
- التركيز على الحاضر: أفضل طريقة لتقديم نفسك هي أن تبدأ بالحديث عن دورك الحالي في الشركة التي تعمل بها والمشاريع التي تعمل عليها في الوقت الراهن مع ذكر المهام الموكلة إليك والمرتبطة بالوظيفة التي تُحاول الحصول عليها والإنجازات التي حققتها وكيف ساعدت في تحسين جودة العمل. يمكنك بعدها أن تذكر الشهادات والمهارات التي تمتلكها في هذا المجال والتي تؤكد على أفضليتك للحصول على العمل.
- بداياتك المهنية: تحدث عن بداياتك المهنية دون أن تقوم بسرد ما هو موجود في السيرة الذاتية حرفياً، يمكنك أن تبدأ الحديث عن الدافع الذي قادك إلى مجال العمل هذا مثلاً، يمكنك ذكر بعض المهارات الضرورية في المجال والتي تتقنها وكانت سبباً في حبك لعملك.
- لغة الجسد: تقديمك لنفسك لا يتوقف عند الكلمات التي تقولها وحسب، بل يمتد إلى ما يقوله جسدك أيضاً، لغة الجسد تلعب دوراً كبيراً هنا لاسيما أنّك تريد ترك انطباعٍ جيدٍ عند شخصٍ تُقابله للمرة الأولى، من الأفضل أن تُحاول إظهار الثقة من خلال الحفاظ على صدرٍ منفوخ قليلاً والتواصل البصري غالباً أثناء الحديث للتأكيد على أنك تولي الحديث تركيزك. [2]
حتى مع كافة التفاصيل التي ذكرناها قد يجد البعض صعوبةً في تحديد الإجابة المناسبة عندما يتعرضون لسؤال حدثني عن نفسك، لذلك سوف نقدم لك عدداً من نماذج الإجابة المختلفة والتي يمكن أن تُساعدك في تحديد إجابتك:
- النموذج الأول: أتميز بشخصيةٍ مبادرة وأمتلك مهاراتٍ مميزة في التعامل مع الآخرين، أعمل بكفاءةٍ بشكل فردي وضمن فريقٍ أيضاً. دوماً ما أبحث عن تحدياتٍ جديدة وأحاول التفكير خارج الصندوق عندما أحاول العثور على حلولٍ للمشاكل التي تعترضني، بالإضافة إلى التفاصيل المذكورة في سيرتي الذاتية فإنني أؤمن بالقيم والرؤية الإبداعية والجرأة. أتميز بقدرتي على التعلم بسرعة وأتعلم دوماً من أخطائي فذلك ما سيرشدني في طريقي نحو التطور والتقدم.
- النموذج الثاني: تخرجت من كلية الهندسة منذ شهرين وقد اخترت هذا المجال لأنني كنت دوماً مهتماً بالرياضيات والفيزياء وأخبرني اثنان من أفراد أسرتي أن دراستي لهذا التخصص سيفتح أمامي فرصاً لخيارات وظيفية رائعة، من أبرز إنجازاتي خلال مسيرتي الأكاديمية هو التحدث في مؤتمر حول موضوع تصميم النوافذ الموفرة للطاقة بناءً على بحثٍ أجريته لأحد فصولي الدراسية. حصلت بسبب هذا البحث على فترة تدريب والتي أنهيتها للتو ولذلك أبحث الآن عن وظيفةٍ بدوامٍ كامل.
- النموذج الثالث: حسناً، أنا أعمل الآن في شركة (اسم الشركة) منذ 3 سنوات كمشرف مبيعات، خلال هذه الفترة تضمنت مسؤولياتي بيع أجهزة بيع الكمبيوتر وأجزاءها وأتيحت لي فرصة إدارة فريقٍ مكونٍ من 5 أفرد، خلال عملي تمكن فريقي دوماً من التفوق على الفرق الأخرى وتمكن من زيادة نسب المبيعات كل 3 أشهر وحصلت مع فريقي بسبب ذلك على الكثير من الجوائز. أعتقد أنّ مؤهلاتي وخبراتي ستجعلني مرشحاً مناسباً لمنصب مدير المبيعات في شركتكم. [3]
عندما نتحدث عن أفضل إجابة عن سؤال تحدث عن نفسك فمن الضروري أن تُدرك أنّ عليك أن تتعلم الأسلوب الصحيح لصياغة أفضل إجابة في كل مرة، في مقابلات العمل لا يوجد إجابة مثالية شاملة تجعلك تنجح أينما ذهبت ولهذا عليك تعديل الإجابة في كل مرة بحيث تتلاءم مع متطلبات الوظيفة وتُرضي المدير الذي يُجري المقابلة معك. العناصر الأساسية لصنع أفضل إجابة عن سؤال تحدث عن نفسك تتضمن:
- الحديث عن مهارات مرتبطة بالوظيفة: القاعدة الأولى والأهم هي جعل الإجابة مرتبطة بالمنصب الذي تُحاول الحصول عليه، تذكر أنّ هدف المدير هو معرفة إن كنت مناسباً للمنصب فاعمل على تحقيق هذا الهدف.
- الحديث عما يمكن أن تُقدمه للشركة: يمكنك مثلاً أن تتحدث عما يمكنك فعله لتطوير الشركة والحديث عن مدى اهتمامك بمجال عمل الشركة لتبين أهدافك العملية للمسؤول عن المقابلة.
- الحديث عن الحاضر والماضي والمستقبل: من المفيد أن تذكر أعمالك الحالية وتُخبرهم عن خبراتك كما لا يجب أن تنسى إخبارهم عما تأمل تحقيقه في المستقبل، يمكنك استخدام مواصفات المنصب الذي تتقدم إليه من أجل بناء الحديث عن المستقبل.
- الحديث عن سجلك الممتاز كموظف: عندما تتحدث عن الماضي ركز على نقاط قوتك في الوظيفة التي تعمل أو عملت فيها واذكر أهم إنجازاتك والجوائز والمهارات الشخصية التي يمكن أن تكون ضرورية للوظيفة.
- ربط الأجوبة بمتطلبات الوظيفة: قراءة متطلبات الوظيفة عدة مرات واستيعابها هي المفتاح لإيجاد إجابة مثالية، استخدام متطلبات الوظيفة بشكل غير مبالغ فيه ضمن الإجابة يمكن أن يُفيدك للغاية.
- الاختصار: هذا السؤال هو مجرد جزء من المقابلة فلا يجب أن تجعل كل شيء متمركزاً حوله، اجعل إجابتك قصيرة قدر الإمكان.
- الثقة: الثقة والجرأة عناصر ضرورية للغاية عند خلق الإجابة، حاول ألا تكون متوتراً عند الحديث وقد يكون من المفيد أيضاً أن تحاول إضافة عنصر من الدعابة أو المرح أثناء الحديث مع مراعاة أنّ روح الدعابة تختلف من شخصٍ لآخر [4]
مع كونك شخصاً حديث التخرج في مقابلة العمل؛ يمكن أن يكون سؤال تحدث عن نفسك مبهماً بعض الشيء ومربكاً لك، فأنت قد تخرجت للتو من الجامعة ولا تمتلك الخبرات والمهارات العملية في سوق العمل للتباهي بها من أجل تحسين فرص قبولك في الوظيفة.
بالطبع الأمر ليس بهذه الصعوبة إذ يمكن لك الإجابة على هذا السؤال بشكل مناسب مع فرصة بقبولك في الوظيفة أيضاً، تذكر أنّ المدير يُدرك سلفاً أنك حديث التخرج عندما يوجه إليك هذا السؤال مما يجعل استخدام هذا السؤال مركزاً على تحديد نقاط ضعفك. يمكنك أن تُجيب على هذا السؤال عبر بعض التقنيات البسيطة مثل:
- الحديث بشكل مختصر عن مسيرتك الأكاديمية: يمكنك أن تستغل الفرصة للتحدث عن تعليمك ومسيرتك في الجامعة، اذكر الصفوف المفيدة في هذه الوظيفة وتحدث عن أي عملٍ تطوعي أو تدريب داخلي قمت به أثناء الدراسة، تذكر أن عليك ألا تستفيض بالحديث عن الدراسة فهي ليست مركز اهتمام المدير.
- إظهار الخبرات: هل لديك مهارة مميزة مفيدة للعمل؟ سواء كنت قد حصلت على هذه المهارة من الجامعة أثناء الدراسة أو بشكل شخصي فهذه هي فرصتك للحديث عنها واستعراض ميزاتك.
- الإيجاز: بما أنّ هذا السؤال مفتوح فيمكن لك أن تتحدث لوقتٍ طويل وعن أي شيء، ولكن هذا ليس أمراً جيداً، حاول أن تجعل إجابتك موجزةً ومعبرة دون أن تخرج عن سياق الحديث. [5]
فرق التحدث عن نفسك باللغة الإنكليزية أو العربية في مقابلة العمل
إن الخضوع لمقابلة عمل يمكن أن يكون أمراً مرهقاً من الناحية النفسية بسبب القلق والتوتر الذي يمكن أن يُرافقها، ولكن الأمر يمكن أن يُصبح أكثر صعوبةً عندما يتوجب عليك أن تتحدث بلغةٍ أجنبية كالإنجليزية مثلاً، لكن حتى في هذه الحالة يمكن أن تمتلك فرصة في النجاح إن اتبعت النصائح التالية:
- كن صادقاً بشأن مستواك في اللغة الأجنبية: إنّ المبالغة في تقدير مهاراتك اللغوية يمكن أن تكون فكرةً سيئة فقد تُشعرك بالحرج خلال المقابلة عندما يتحدثون معك دون أن تتمكن من فهم الحديث.
- سجل الأجوبة الشائعة في مقابلات اللغة الأجنبية: من المعتاد أن تسأل الشركات عدداً من الأسئلة المشتركة ولهذا يمكنك الاستعداد للمقابلة والتحضير لعدد من الأسئلة مسبقاً، ابحث عن طريقة الإجابة عن الأسئلة الشائعة باللغة المطلوبة وتدرب عليها قبل الذهاب للمقابلة.
- استخدم طرق التواصل غير اللفظية أيضاً: من المفيد لك أن تستغل طرق التواصل غير اللفظية كالمصافحة والتواصل البصري والتبسم فهذه الأمور تجعلك تبدو لطيفاً وإيجابياً.
- استمع جيداً للمسؤولين: يُعتبر الاستماع الجيد لما يقوله المسؤولون في مقابلات العمل من أساسيات النجاح وخاصةً عندما تكون المقابلة بلغة أجنبية، لا تشعر بالحرج من أن تطلب من المسؤول إعادة كلامه أو أن تطلب منه الحديث ببطء وتأكد من معرفة الكلمة الأساسية في السؤال ومعالجتها في الإجابة
- تعمق في اللغة قبل المقابلة: يمكن أن تُشاهد مقابلةٍ للشركة التي تُريد العمل بها أو أن تستمع لحديثٍ صوتي بهذه اللغة أو تتابع مسلسلاً دون وجود الترجمة. هذا الاستخدام قد يُساعدك على معرفة العديد من العبارات الشائعة المستخدمة وتمييز الفروقات بين نبرات الأصوات. [6]
الآن وقبل أن تذهب إلى مقابلتك يمكننا أن نمنحك عدة نصائح أخيرة يمكن أن تفيدك في النجاح في مقابلة العمل مثل:
- حافظ على المهنية وتجنب الحديث عن تفاصيل شخصية ما لم يكن هناك ما يستوجب عليك ذلك فأنت في مقابلة عمل ولست برفقة أحد أصدقائك.
- احرص على الاختصار وتجنب الإطالة كي تتجنب شعور المسؤولين بالملل وفقدان التركيز وتأكد ألا يكون كلامك مجرد اقتباسٍ لما ذكرته في ملف سيرتك الذاتية.
- تمرن على إجراء المقابلة مسبقاً، ولكن لا تحفظ أجوبةً معدة؛ بل حاول الارتجال ضمن السياق الذي تدربت عليه.
- حاول أن تبقي إجابتك إيجابية بقدر الإمكان.
- تذكر أنّ مقابلتك هذه مهمة لأنّها ما سيُحدد الانطباع الأولي عنك. [7]
في النهاية.. تذكر أنّ الثقة والاستعداد الجيد هما من أبرز مفاتيح النجاح وسيساعدانك على معرفة الإجابة الصحيحة والفوز باهتمام مدير التوظيف والحصول على الوظيفة المطلوبة.